
غارات إسرائيلية على أشرفية صحنايا أدت لإصابة مدنيين عقب إعلان السيطرة الأمنية عليها
شنّت طائرات حربية إسرائيلية غارتين جويتين، على منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق الجنوبي، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين، بينهم مواطنون من الطائفة الدرزية، بحسب ما أفاد به مراسل الإخبارية السورية من موقع الحدث.
وتزامنت الضربات مع تحليق مكثف للطيران فوق الأحياء الجنوبية، ما أثار الذعر في صفوف السكان وأدى إلى انقطاع مؤقت في شبكات الاتصال والكهرباء في بعض المناطق.
وجاءت الغارات بعد وقت قصير من إعلان وزارة الداخلية السورية السيطرة الكاملة على منطقة أشرفية صحنايا، وذلك عقب عملية أمنية موسعة ضد مجموعات مسلحة وصفتها بـ”الخارجة عن القانون”، كانت قد تمركزت خلال اليومين الماضيين في أحياء المدينة ونفذت هجمات دامية استهدفت نقاط أمنية وسكاناً مدنيين.
وأفاد المقدم حسام الطحان، مدير أمن ريف دمشق، بأن العملية أسفرت عن استعادة كافة المواقع التي تسللت إليها هذه المجموعات، مؤكداً أن قوات الأمن باشرت عمليات تمشيط واسعة لإعادة بسط الاستقرار.
وقال الطحان في تصريحات رسمية إن عدد شهداء قوات الأمن العام ارتفع إلى 16 عنصراً، بينهم 11 قُتلوا خلال اشتباكات عنيفة اندلعت فجر الاربعاء، و5 آخرين سقطوا خلال هجوم مباغت استهدف إحدى النقاط الأمنية.
وكانت وزارة الداخلية قد نشرت بياناً أعلنت فيه إرسال تعزيزات أمنية إلى صحنايا وأشرفية صحنايا، مشيرة إلى أن قوات الأمن ستواصل مهامها في تأمين الطرقات ومنع أي خروقات أمنية، وسط معلومات عن وجود خلايا مسلحة تتحرك في أطراف المنطقة وتحاول إعادة إشعال المواجهات.
كما أشار مراسل الإخبارية إلى أن مجموعات مسلحة عرقلت سيارات لمنظمة الصحة العالمية كانت تحاول الدخول إلى جرمانا لإجلاء الجرحى، وسمحوا لها بالدخول بعد عدة ساعات.
وكانت المدينة قد شهدت في وقت سابق سقوط أكثر من 13 قتيلاً، بينهم اثنان من عناصر الأمن العام، في مواجهات مشابهة فجّرها انتشار تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
من جهته، حذّر الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد “تجمع أحرار جبل العرب”، من وجود جهات متطرفة “تسلّلت إلى مؤسسات الدولة”، واتهمها بالسعي إلى إشعال فتنة داخلية في ريف دمشق. وقال في تصريحات صحفية إن التصعيد الأخير لا يخدم إلا “أعداء الاستقرار”، مشيراً إلى أن جهات في وزارتي الداخلية والدفاع هي التي تقف وراء تفجير الموقف في صحنايا وجرمانا.
وتتزامن هذه التطورات مع تصاعد حدة التوتر الأمني في عدد من مناطق جنوب دمشق، في ظل استمرار محاولات بعض المجموعات إثارة اضطرابات على خلفية طائفية أو سياسية، ما يعيد إلى الواجهة الهواجس من انزلاق البلاد إلى موجات عنف جديدة في لحظة سياسية حرجة.