
المتورط بمجزرة جيرود في قبضة العدالة .. من هو "العميد سليمان التيناوي" ..؟
أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة السورية، يوم الثلاثاء 22 نيسان/أبريل، عن إلقاء القبض على العميد سليمان التيناوي، أحد أبرز ضباط المخابرات الجوية في عهد النظام السابق، وذلك خلال عملية أمنية نُفّذت في ريف محافظة اللاذقية.
وبحسب بيان الوزارة، فإن العميد المعتقل يُواجه تهماً بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، من بينها التورط في مجزرة مروعة ارتكبتها قوات النظام في مدينة جيرود بريف دمشق في تموز 2016، والتي راح ضحيتها عشرات المدنيين.
من هو العميد سليمان التيناوي؟
يُعد التيناوي من مواليد مدينة جيرود في منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق، وقد شغل مناصب حساسة ضمن إدارة المخابرات الجوية، أبرزها رئاسة قسم الديوان المركزي، وهو المكتب المرتبط بشكل مباشر بمدير الإدارة آنذاك اللواء جميل حسن.
وفقاً لموقع "مع العدالة"، عُرف التيناوي بكونه اليد اليمنى لجميل حسن، حيث تولى مهمة التنسيق مع قيادات "حزب الله" اللبناني، من بينهم الدكتور حسن حمادة، كما شارك في دعم مجموعات شيعية في البحرين، في إطار سياسة إقليمية طائفية اعتمدها النظام السابق.
مع انطلاق الثورة السورية في عام 2011، انخرط التيناوي في عمليات القمع بصفته مسؤولاً مباشراً عن أرشفة الوثائق السرية للمخابرات الجوية، ما جعله مطلعاً على معظم الأوامر الصادرة والعمليات الأمنية التي نفّذتها الإدارة، فضلاً عن توليه التنسيق مع وحدات النظام الأخرى في العمليات العسكرية والاستخباراتية.
مجزرة جيرود.. تورط موثق
تتهم منظمات حقوقية العميد التيناوي بلعب دور مركزي في مجزرة جيرود التي وقعت في تموز 2016، والتي قُتل فيها ما لا يقل عن 70 مدنياً، إثر قصف جوي ومدفعي مكثف نفذته قوات النظام انتقاماً لأسر الطيار نورس حسن بعد إسقاط طائرته من قبل فصائل المعارضة أثناء قصفه لمناطق مدنية في القلمون الشرقي.
ويُعتقد أن التيناوي أشرف على العملية بشكل مباشر، وكان له دور في التنسيق بين وحدات المخابرات الجوية وقوات النظام لتنفيذ الهجوم، إضافة إلى توليه مهمة التفاوض لاحقاً مع وجهاء المنطقة لفرض "تسوية أمنية" على المدينة.
صعود متسارع في جهاز المخابرات
وفي تموز 2018، كوفئ التيناوي على ولائه المطلق وتم ترفيعه إلى رتبة عميد، وتعيينه رئيساً لفرع المعلومات في إدارة المخابرات الجوية، وهو المنصب الذي يُشرف على جمع وتحليل كافة المعلومات المتعلقة بالعاملين في الجهاز والمدنيين المرتبطين به، فضلاً عن دوره في دعم العمليات العسكرية والاستخباراتية للنظام السابق.
وكان التيناوي قد استخدم علاقاته الواسعة داخل مدينته جيرود لتجنيد شبكات من المخبرين والجواسيس، كما شارك في اقتحامات ميدانية بالتنسيق مع شعبة المخابرات العسكرية والجيش، وارتبط اسمه بسلسلة انتهاكات طالت سكان المنطقة خلال سنوات الحرب.
يُشار إلى أن اعتقال التيناوي يُعد أحد أبرز التحركات القضائية في ملف محاسبة ضباط النظام السابق، وسط دعوات متزايدة من منظمات حقوقية لتوسيع التحقيقات ومحاسبة جميع المتورطين في جرائم بحق المدنيين السوريين.