بعد أكثر من عقدين من القمع.. "منتدى الحوار الديمقراطي" يعود إلى دمشق لإحياء سوريا المدنية
بعد أكثر من عقدين من القمع.. "منتدى الحوار الديمقراطي" يعود إلى دمشق لإحياء سوريا المدنية
● أخبار سورية ٢٤ أبريل ٢٠٢٥

بعد أكثر من عقدين من القمع.. "منتدى الحوار الديمقراطي" يعود إلى دمشق لإحياء سوريا المدنية

بعد توقف دام 24 عاماً بفعل القمع الذي مارسه نظام المخلوع بشار الأسد، عاد "منتدى الحوار الديمقراطي" يوم الأربعاء إلى نشاطه في العاصمة دمشق، متعهداً بمواصلة النضال من أجل بناء دولة سورية جديدة قائمة على الديمقراطية والمدنية والعدالة.

وقالت جمانة سيف، رئيسة المنتدى وابنة المعارض السوري البارز رياض سيف، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، إن إعادة افتتاح المنتدى في ذات المنزل الذي احتضن أولى جلساته عام 2001 يحمل رمزية عميقة. وأضافت أن العودة إلى هذا الفضاء تعيد التذكير بـ"ربيع دمشق"، تلك المرحلة القصيرة التي شهدت توافقاً نادراً بين أطياف المعارضة قبل أن يتم قمعها وسجن قادتها.

ربيع قُمع مبكراً
مع بداية عهد الأسد الابن عام 2000، شهدت البلاد انفراجة سياسية محدودة أُتيح خلالها تأسيس منتديات حوارية تطالب بإصلاحات ديمقراطية. غير أن هذا الحراك سرعان ما وُوجه بالقمع، وتم إغلاق المنتديات واعتقال أبرز النشطاء، ومنهم رياض سيف، الذي سُجن لمدة ست سنوات رغم كونه نائباً في مجلس الشعب آنذاك.

وجاءت الجلسة الافتتاحية الجديدة في منزل رياض سيف وسط حضور لافت لعشرات المثقفين والمعارضين المعروفين بمواقفهم الصلبة ضد النظام السابق، حيث تمحور النقاش حول موضوع "السلم الأهلي والعدالة الانتقالية"، وذلك في ظل المرحلة السياسية الجديدة التي تعيشها البلاد بقيادة الرئيس أحمد الشرع، الذي تولى الحكم بعد الإطاحة بالأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024.

عدالة انتقالية ومحاسبة مرتقبة
وخلال الجلسة، شدد رضوان زيادة، الباحث في المركز العربي بواشنطن، على أن إطلاق مسار العدالة الانتقالية في سوريا بات ضرورة لا تحتمل التأجيل، مؤكداً أن مرحلة "الإفلات من العقاب" قد ولّت، وأن الطريق بات مفتوحاً أمام السوريين لتحقيق العدالة وإنهاء إرث الانتهاكات.

في السياق ذاته، دعا منيف ملحم، القيادي السابق في حزب العمل الشيوعي، والذي أمضى 17 عاماً في سجون نظام الأسد، إلى التمسك بمشروع الدولة المدنية رغم الانفتاح المحدود الحاصل اليوم. وقال: "لا تزال المؤشرات غير كافية لبناء دولة حديثة، لكن المنتدى يمثّل خطوة ضرورية نحو توحيد السوريين حول مبادئ المواطنة وكرامة الإنسان والحريات".

رؤية متجددة لبناء المستقبل
وفي ختام الجلسة، أكدت جمانة سيف أن المنتدى سيبقى "مساحة حرة لممارسة الحقوق والواجبات والمشاركة في بناء الدولة التي نحلم بها جميعاً". وأشارت إلى أن العمل الجماعي والمستمر هو السبيل الحقيقي لتحقيق التغيير، داعية إلى توسيع الحوار والانفتاح السياسي ليشمل جميع أطياف المجتمع السوري.

عودة المنتدى، الذي أُجهضت تجربته الأولى في مهدها، تعكس مرحلة جديدة من التحول في الحياة السياسية السورية، وتؤشر إلى بداية انفتاح سياسي حذر، يترقبه السوريون بعين الأمل والحذر في آنٍ معاً.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ