تقرير شام السياسي 06-10-2015
المشهد المحلي:
• اتهم الائتلاف الوطني السوري المعارض روسيا بقصف مناطق أثرية في إدلب شمالي غربي البلاد بالتزامن مع قصفها المدنيين وسط البلاد، وقال الائتلاف في بيان له إن الطيران الحربي الروسي استهدف أمس الأول مناطق أثرية في بلدة سرجيلا في جبل الزاوية بريف إدلب، وأوضح أن تلك الآثار تعود للحقبة السريانية قبل ألفي عام، وأضاف أن المناطق التي تعرضت للقصف في جبل الزاوية كانت خالية تماما من تنظيم "الدولة الإسلامية", مشيرا إلى أن قصف آثار بلدة سرجيلا تزامن مع غارات وحشية على تجمعات مأهولة في ريفي حمص وحماة وسط البلاد، ودعا الائتلاف الوطني السوري منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) والمنظمات الإقليمية إلى إدانة سلوك القوات الروسية التي وصفها بقوات احتلال، والتحرك العاجل لتوثيق تلك الجرائم، وحماية المواقع التاريخية والأثرية في سوريا من أي محاولة لتدميرها أو المسّ بها.
• أعلن تيار بناء الدولة المعارض في سورية في بيان له عزمه بالمشاركة بمبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان ديمستورا، في حين رفض التدخل الروسي العسكري في البلاد، وجاء في البيان: أن التيار يرفض وبشدة التدخل الروسي العسكري في بلادنا مهما كان عنوانه أو أهدافه، ويعتبره يساهم بشكل مباشر بتعميق المأزق السوري الذي تطور مؤخرا ليكون عبارة عن هيمنة وسيطرة صراعات القوى والأطراف الطغيانية التي تمارس فرض أيديولوجيتها أو سياستها أو قادتها بالعنف وقوة السلاح، كما الحال مع داعش والنظام والنصرة وجميع القوى التي تدور في فلكهم، كما أعلن التيار المشاركة بمبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان ديمستورا، واعتبر أن مبادرة السيد ديمستورا بإقامة أربع ورشات عمل وتشكيل لجنة اتصال دولية تأتي ضمن مساعي الأمم المتحدة المتواضعة في التعاطي مع الأوضاع المأساوية في سوريا، وبالتالي فلن يكون لهذه المبادرة نتائج مهمة في سبيل إنهاء الأزمة السورية، فكل ما ستقدمه سيكون وثائق جديدة تضاف إلى وثيقة جنيف.
• أكد موقع "مراسل سوري" الذي يرصد الناشطون الإعلاميون القائمون عليه أخبار الميليشيات الطائفية المقاتلة دفاعاً عن بشار الأسد في سوريا، إن ميليشيا عراقية جديدة انضمت حديثاً لقوات النظام، وتدعى "كتائب الحجة المنتظر"، وبحسب ما أورد الموقع، فقد تم تشكيل هذه الميليشا منتصف آب الماضي في محافظة ذي قار العراقية، وهي تتبع للحشد الشعبي ويصل عدد مقاتليها إلى خمسة آلاف، ويتزعم الميليشا المدعو عباس الفتلاوي، وهو من مدنية الشطرة (ذي قار)، ويلقب بـ"أبو روح الله"، وبدأ عناصر "الحجة المنتظر" بالقدوم إلى سوريا منذ يوم الجمعة الماضي وحلت طلائع الميليشيا الأولى في دمشق، لكن وجهتها التالية أو المناطق التي ستتواجد فيها لا زالت غير معلنة.
• اعتبر وزير خارجية الأسد وليد المعلم أن روسيا ستفوز دون شك في حملتها ضد التنظيمات الإرهابية لأنها تنسق مع عصابات الأسد، وزعم المعلم أن الضربات الجوية الروسية في سوريا جرى الإعداد لها منذ أشهر ولا أحد يستطيع ربطها بالتوقيت الراهن، مبينا أن روسيا تنسق مع عصابات الأسد وهو القوة الوحيدة في سوريا التي تتصدى للإرهاب، حسب زعمه، وأشار المعلم الى أن موسكو عملت بجد لإقامة مركز معلوماتي في العراق يضم سوريا والعراق وروسيا وإيران، موضحا أن هذا المركز سيكون له شأن مهم في تبادل المعلومات، ورأى أن أوروبا الآن تدفع ثمن أخطائها السياسية تجاه سوريا منذ بداية الأزمة حتى اليوم.
المشهد الإقليمي:
• قالت جماعة الإخوان المسلمين بمصر، إنها ترفض الاحتلال الروسي الإيراني لسوريا، مؤكدة أنه سيكون وبالا على موسكو وطهران، وموجهة انتقادات لدعم السلطات المصرية للضربات الروسية للأراضي السورية، وفي بيان لها، أكدت الجماعة دعهما للثورة ضد بشار الأسد، ورفضها إجراءات تقسيم سوريا برعاية إيران وروسيا، بغطاء عربي يقوده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقالت الجماعة إن استمرار هذا الاحتلال الروسي الإيراني لسوريا يعني تأزم الأمور أكثر، ويعني أن تجارب المقاومة في الشيشان وأفغانستان ستتكرر وسيكون وبالها على طهران وموسكو وحلفائهما، كما انتقدت الجماعة الموقف الأمريكي تجاه الضربة الروسية قائلة: إنه تأكد بأن الموقف الأمريكي جزء من منظومة قمع الثورة السورية وأن نقدها الرقيق للقصف الجوي الروسي على حمص وغيرها جزء من تجميل وجهها القبيح.
• نقلت صحيفة الحياة عن مصادر إيرانية أن الصين أبدت رغبتها في الانضمام إلى التحالف الرباعي، أي روسيا وإيران والعراق وسوريا، وأن مركز المعلومات الذي أقيم في بغداد سيتحول إلى غرفة عمليات، فيما رحبت فصائل في الحشد الشعبي بالتدخل الروسي، ولفتت المصادر إلى أن بكين ترغب في الانضمام إلى مركز المعلومات لأن مئات من المسلمين الصينيين من طائفة الإيغور يقاتلون في صفوف "داعش"، مشيرة إلى أن المركز حصل على معلومات عن تسليم التنظيم مناطق محددة في شرق سوريا إلى المسلحين الصينيين وأخرى إلى الشيشان الروس، وأفادت أن فنيين من روسيا وإيران يدرسون إمكان تطوير المركز وتحويله إلى غرفة عمليات، بعد دراسة مستوى التنسيق وآلياته وحجم التعاون قبل أن يرفع إلى هيئة الأركان في البلدين لإقراره.
• أكّدت مصادر دبلوماسية أوروبية رفيعة المستوى أن روسيا أخرجت إيران من غرفة عمليات نظام الأسد بشكل كامل، وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء: إن الروس طلبوا من الإيرانيين الانسحاب من غرفة عمليات النظام كلياً قبل بدء العمليات الجوية الروسية في سورية، وقام قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بزيارة موسكو الأسبوع الماضي لمحاولة إقناع روسيا إبقائهم في غرفة العمليات مع نظام الأسد، وهو الأمر الذي لم توافق عليه روسيا نهائياً، وشددت على أنها لن تقبل بوجود إيران في غرفة العمليات المركزية أو غرف العمليات الفرعية، وهو ما تم، وفق تأكيدها، وحول تواجد "حزب الله" الإرهابي التابع لإيران في سورية، نفت المصادر احتمال أن تطلب منه روسيا الخروج الآن، لكنّها شددت على أن دوره سيكون هامشيا تنفيذيا إن وافقت روسيا على إشراكه.
المشهد الدولي:
• أعلن الأمين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ عن حشد كبير لقوات روسية في سوريا، من بينها قوات برية، وأضاف ستولنبرغ بأن انتهاك روسيا للمجال الجوي التركي لم يكن عرضيا، في إشارة إلى حادث وقع في نهاية الأسبوع الماضي بين طائرات حربية روسية وتركية قرب الحدود السورية، وقال ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي في مقر الحلف الاطلسي في بروكسل إن هذا ليس عرضيا، إنه انتهاك خطير للمجال الجوي داعيا إلى عدم تكرار الأمر، وأضاف بأنه يشكك في التفسيرات التي ساقتها روسيا لواقعة انتهاك المجال الجوي لتركيا في مطلع الأسبوع على أنها حدثت عن طريق الخطأ، لأن التوغل حدث مرتين واستمرا لأكثر من مجرد ثوان.
• وصفت واشنطن خرق روسيا للأجواء التركية بـ"الطائش والخطير والاستفزازي"، وكان يمكن أن يؤدي لصدامات عسكرية، معربة عن قلق جدي من الفعاليات العسكرية الروسية في سوريا، وقال متحدث الخارجية الأمريكية مارك تونر إن هذا التوغل الروسي في المجال الجوي التركي أظهر أهمية التشاور وضبط النفس من أجل تشكيل استجابة دولية، وتابع تونر إنه وبصراحة، نحن نرى هذا التوغل طائشًا، وخطرًا، واستفزازيًا وكان يمكن أن يتسبب بحوادث وسوء تقدير وخطر على سلامة الطيارين والطيارات في تركيا وأماكن أخرى، وأعرب المسؤول الأمريكي عن قلق جدي ينتاب إدارة بلاده، وأكد أن موقف بلاده لم يتغير من قضية المنطقة العازلة داخل الأراضي السورية، وأكد متحدث الخارجية الأمريكية أن بلاده تعمل مع تركيا على تأمين حدودها، فهذه إحدى أولوياتنا.
• دعا وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر إلى إجراء جولة جديدة من المشاورات الروسية-الأمريكية العسكرية حول سوريا في أقرب وقت، وقال في تصريحات صحفية خلال زيارته إلى إسبانيا إن البنتاغون ينتظر ردا روسيا على اقتراحه بشأن إجراء الجولة الثانية من المشاورات التي تهدف إلى الحيلولة دون وقوع أية حوادث أو اشتباكات غير مقصودة في الأجواء السورية التي تشهد أنشطة غير مسبوقة لطائرات أجنبية.
• قال استيفان دوغريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن الغارات الروسية في سوريا تتم بطلب من حكومة الأسد، والأمم المتحدة أحيطت علما بها، وشدّد دوغريك على أهمية استمرار المسار السياسي، لحل الأزمة في سوريا، وعلى ضرورة توافق العمليات العسكرية الروسية مع القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين، وقد جاءت تصريحات دوغريك –الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك- في إطار رده على أسئلة الصحفيين، بشأن الموقف الرسمي للمنظمة الدولية إزاء الضربات الجوية التي تشنها روسيا في سوريا منذ الأسبوع الماضي، واكتفى دوغريك بقوله للصحفيين إن الموقف هو أننا أحطنا علمًا بالعمليات العسكرية، وبأنها تتم بطلب من حكومة الأسد، ونعتقد أنه ينبغي أن تتفق تلك العمليات مع القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين، وأوضح دوغريك أن العمليات العسكرية لا ينبغي أن تكون بديلا عن المسار السياسي من أجل حل الأزمة التي دخلت عامها الخامس.
• قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إن الشعب السوري لن يقبل ببقاء بشار الأسد، في موقعه، مجددا تأكيده على أن الأخير ليس له مكان في مستقبل البلاد، وكشف كاميرون عن انتظاره لإجماع أكبر في مجلس العموم البريطاني قبل إجراء تصويت على قصف تنظيم "داعش" في سوريا، وأضاف أنه لا يستطيع الإجابة عن سؤال حول مدى الفترة التي يمكن أن يقبلها باستمرار الأسد في منصبه خلال فترة انتقالية.
• قال السيناتور الأمريكي جون ماكين إن المرشح الجمهوري الرئاسي الأبرز، دونالد ترامب، لا يفهم المشاكل التي يطرحها دور روسيا الجديد في الصراع السوري، وقال ماكين في مقابلة مع CNN: لا أعتقد أنه يدرك الوضع جيدا، ولكن يحق له الاحتفاظ برأيه، وعارض ماكين رؤية ترامب الأسبوع الماضي، بأن الولايات المتحدة يجب أن تترك الجيش السوري ليواجه "داعش"، وتترك هم "داعش" لروسيا، وأضاف ماكين: هل نريد استمرار ذبح الشعب في سوريا بينما يقاتلون من أجل الحرية؟ هل نريد مواصلة قصف البراميل، أحد أسباب قتل 240 ألفا من السوريين؟ هل نريد استمرار تدفق اللاجئين؟.
• أعربت ألمانيا، عن شكوكها حيال إعلان روسيا أن ضرباتها الجوية في سورية تستهدف تنظيم "داعش" بدلاً من مجموعات المعارضة الأخرى، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شاف: إنه بالنسبة للغارات الجوية الروسية المتواصلة، نرى أنه من المهم التوفيق بين الأقوال والأفعال، وقال شاف إن من الضروري أن يجري العسكر من جميع الدول المشاركة في الضربات الجوية الاتصالات اللازمة لمنع سوء تفاهم رهيب يمكن أن يسبب الأحداث التي تؤدي إلى موجة من التصعيد، مؤكداً أن برلين لا ترى حلاً عسكرياً للنزاع السوري.
• كشف مصدران بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أن آخر تقييم للتواجد الروسي في سوريا يظهر إرسال تعزيزات بأسلحة برية هجومية، لاستخدامها غرب سوريا ضد قوات المعارضة بعيدا عن عناصر "داعش"، ولفت أحد المصادر إلى أن هذه التعزيزات في الأسلحة تشمل أسلحة مدفعية متنوعة منها أربع أنظمة إطلاق متعددة للصواريخ مثل أنظمة MLRS وBM-30، والتي تعتبر عالية الدقة في إصابة الأهداف، وأن هذه الأسلحة رصدت في منطقة بين حمص وإدلب ومناطق بغرب إدلب، ولا يعلم في الوقت الحالي ما إذا كانت هذه الأسلحة في مواقعها النهائية لبدء الضربات، وقال المصدر الآخر إن أمريكا ترى هذه الخطوة على أنها تسريع في النشاط البري، الذي يستهدف المعارضة وليس "داعش"، لافتا إلى أنه وخلال الأسابيع السابقة رصدت الولايات المتحدة الأمريكية دخول أسلحة مدفعية إلى مرفأ اللاذقية وكانت الاستخبارات تعتقد أنها تهدف لحماية المرفأ ولكن الآن التحرك الأخير هذا يشير إلى احتمال شن هجوم بري خلال الأيام المقبلة، وألقى المصدران الضوء على أن روسيا قامت بإدخال أسلحة تشويش إلكترونية إلى سوريا.
• قالت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ونائب وزير الخارجية الروسية، سيقوم في السابع من الشهر الجاري بزيارة تستمر ثلاثة أيام إلى لعاصمة الفرنسية باريس، يلتقي خلالها بعدد من المعارضين السوريين السياسيين والعسكريين، ومن المفترض أن يجري بوغدانوف مباحثات مع معارضين سوريين من تيارات سياسية مختلفة، ومع ضباط سوريين منشقين عن النظام رفيعي المستوى، بهدف محاولة الوصول إلى صيغة مقبولة للمرحلة المقبلة التي تلي التدخل العسكري الروسي في سورية، بحسب الوكالة.
• نفى الجيش الروسي شنّ غارات جوية على مواقع لتنظيم "داعش" في مدينة تدمر السورية وحولها، الأمر الذي كان ذكره في وقت سابق تلفزيون النظام الرسمي، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الجنرال إيغور كوناشنكوف كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية إن كل معلومات وسائل الإعلام الأجنبية عن أن مقاتلات روسية شنت غارات جوية على مدينة تدمر عارية تماما عن الصحة، وأضاف أن سلاحنا الجوي في سوريا لا يستهدف المدن المأهولة، فكيف إذا كانت تضم مواقع أثرية، بحسب ما ادعى، وكان التلفزيون التابع للنظام نقل عن مصدر عسكري أن الطيران الروسي قصف مواقع للتنظيم المتطرف في تدمر بالتنسيق مع طيران الأسد ودمر آليات مصفحة ومخازن ذخيرة.