تقرير شام السياسي 04-08-2015
المشهد المحلي:
• بحث رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو التطورات السياسية في سورية والمنطقة، وجاء ذلك باتصال هاتفي تلقاه خوجة صباح اليوم الثلاثاء، وتقدم جاويش أوغلو بالمباركة للهيئة الرئاسية بعد تجديد الثقة بهم من قبل أعضاء الهيئة العامة بعد انتخابهم يوم أمس الاثنين، كما تلقى الخوجة اتصالاً هاتفياً آخر من وزير الخارجية القطري خالد العطية هنأه فيه على إعادة انتخابه رئيساً جديداً للائتلاف الوطني، معرباً فيه عن تمنياته بأن تحقق الهيئة الرئاسية بدورتها الثانية نجاحات تعود نتائجها على الثورة السورية وترمي إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري بنيل الحرية والكرامة.
• قال نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري هشام مروة إنه يتطلع إلى تغيير المواقف الروسية لتعود وتدعم تطلعات السوريين، وهذا يأتي من إدراك الائتلاف لأهمية روسيا على المستوى الدولي، وأضاف مروة أن روسيا اتخذت منذ بدء الثورة السورية موقفاً داعماً لنظام الأسد، وعلى المستوى الدولي يعتبر الموقف الروسي في مجلس الأمن السبب الرئيسي في ما آلت إليه الأوضاع في سورية، معبراً عن أمله بأن تؤيد روسيا قراراً من مجلس الأمن يسعى لحماية الشعب السوري، وأوضح مروة أن الشعب السوري يستنكر ويشجب بأشد العبارات الدور الذي يلعبه النظام الإيراني في المنطقة ودعمه الكامل لنظام الأسد في إجرامه المستمر منذ 5 سنوات، كما أن الائتلاف يخشى بالدرجة الأولى من أن يكون رفع العقوبات عن إيران سيقدم لها دعماً مالياً تستغله في دعم مشاريعها العدوانية في سورية واليمن على حساب تطلعات الشعوب، وجدد التأكيد على أن الائتلاف الوطني ملتزم بمبادئ وتطلعات الثورة، مشدداً على أولوية الحل السياسي استناداً إلى بيان جنيف1 الذي تبناه مجلس الأمن، وتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات.
• أعلن الناطق باسم الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط عن استنكاره الشديد تجاه مشاركة ميليشيات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة التابعة لأحمد جبريل لعصابات الأسد وميليشيا "حزب الله" الإرهابي في الحملة العسكرية على مدينة الزبداني بريف دمشق، ووجه الناطق باسم الائتلاف القول لجبريل: ليس نظام الأسد من جعل من سورية ملجأ آمناً لك ولجماعتك وإنما الشعب السوري، وليس ذاك كرمى عينيك ولكن كرمى فلسطين وشعبها العظيم، الذي هو بالقلب من كل مواطن سوري؛ فكان جزاؤه أن حولت جماعتك إلى ميليشيا تشبيح وقتل في خدمة مخابرات نظام الأسد، وختم المسلط تصريحه بالقول: إني إذ أستنكر السلوك الإجرامي التابع الذي اختاره جبريل وجماعته؛ فإني أحيي رجالاً ثابتين على الحق يدافعون عن الكرامة والحرية في مخيم اليرموك والغوطة وغيرها من أراضي الشام الطاهرة من إخوتنا فلسطينيي سورية، فدمنا واحد وقضيتنا واحدة وعدونا واحد وسيكون نصرنا واحداً بإذن الله.
• رفضت فصائل بالمعارضة السورية المسلحة الاعتراف بمجلس القيادة العسكرية العليا لهيئة أركان الجيش الحر الجديد، الذي تم تشكيله بمدينة الريحانية جنوب تركيا الشهر الماضي، وأعلنت تشكيلات عسكرية -منها أحرار الشام وجيش الإسلام وجيش التوحيد وحركة نور الدين الزنكي وجيش المجاهدين والجبهة الشامية وأجناد الشام، إضافة إلى مجموعة أخرى من الفصائل- براءتها من التشكيل الجديد، وعدم انضوائها تحت رايته، واعتبرت الفصائل -في بيان مشترك أصدرته- أن التشكيل الجديد الذي ضم عددا كبيرا من "مجلس الثلاثين" الذي حله الائتلاف، تكريسا لأخطاء الماضي، التي أدت إلى انفصال بعض المؤسسات الثورية عن واقع الشعب السوري، وانتهت بفشلها الكامل، وقالت الفصائل إن هذه الخطوة محاولة جديدة لخلق المزيد من التفرقة والصراعات الداخلية التي لا تخدم الثورة، وعبرت عن أسفها لما أسمته محاولة اختطاف القرارات المفصلية، من أجل مشاريع وأجندات لا تصب في مصلحة الثورة السورية.
• اعتبر المنسق العام لـ"هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي" المعارضة حسن عبد العظيم أن الظروف الداخلية والإقليمية والدولية لم تكن ناضجة من قبل بقدر ما هي ناضجة اليوم لعقد مؤتمر "جنيف3" الذي يهدف إلى البدء في عملية التحول الديمقراطي في سورية، وأشار عبد العظيم في تصريحات صحفية إلى أنه لم يكن الظرف الداخلي والإقليمي والدولي يتناسب مع انعقاد مؤتمر "جنيف3" في السنوات والمراحل السابقة بمثل ما يتوفر في هذه المرحلة بعد تفاقم ظاهرة "داعش" والمنظمات الإرهابية في سورية والعراق ودول المنطقة، وصارت ظاهرة تهدد الدول العربية والإقليم وتهدد الأمن والسلام العالمي، واعتبر أن انسداد أفق الحل العسكري والصراع المسلح في محاولة لحسم الصراع لصالح السلطة أو لصالح المعارضة المسلحة يؤكد ذلك، كما لفت إلى أنه لا يوجد أي بديل لبيان جنيف الذي وافق عليه مجلس الأمن بتاريخ 30/6/2012 بمبادرة قدمها المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان والمبادئ الستة التي تشكل خارطة طريق للحل السياسي التفاوضي بين وفد حكومي وبين وفد معارضة وازن ومقبول.
• خطفت جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا خمسة مقاتلين جددا على الأقل كانوا قد تلقوا تدريبات في إطار التدريب الأميركي للمعارضة في شمال غرب سوريا، بعد أقل من أسبوع على خطف ثمانية مقاتلين آخرين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس إن جبهة النصرة خطفت بين يومي الاثنين واليوم الثلاثاء خمسة مقاتلين على الأقل من الفرقة 30 في قرية قاح الحدودية مع تركيا.
• أعلن فريق الرصد والتوثيق في مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، أن 40 لاجئاً فلسطينياً قضوا خلال شهر تموز 2015، بينهم 16 لاجئاً جراء إصابتهم بطلق ناري، و4 لاجئين قضوا تحت التعذيب في سجون النظام، بينما قضى 11 لاجئ بسبب القصف، ولاجئان اغتيالاً، ولاجئ غرقاً، وضحية قضت بسبب الحصار ونقص الرعاية الطبية، وأشارت مجموعة العمل إلى أن الضحايا الفلسطينيين الذين قضوا خلال شهر تموز المنصرم توزعوا حسب المدن السورية على النحو التالي: في دمشق قضى 21 لاجئاً، إضافة إلى لاجئين في ريف دمشق، وسبعة لاجئين في درعا، وخمس ضحايا في حلب، و(5) لاجئين قضوا في مناطق متفرقة.
• اعتبر وزير إعلام الأسد عمران الزعبي تعليقاً على تصريحات وزير خارجية القطري خالد بن محمد العطية أن تعليقات العطية أسخف من أن يرد عليها وتعكس غياب المنطق السياسي وعدم القدرة على مواكبة التغييرات ويمكن فهمها كناتج طبيعي للتورط القطري الرسمي في مساندة الإرهاب التكفيري، حسب وصفه، وأضاف الزعبي قائلا إن إمارة قطر هي الأصل وإمارات "داعش" و"النصرة" فروع منها، معتبراً أن تصريحات الوزير القطري نوع من الكوميديا السياسية وخاصة عندما يتحدث عن شرعية الأنظمة وكيفية اكتسابها وفقدانها، وتابع الزعبي أن قطر هي راع للإرهاب الأول في المنطقة ويروعها فشل جهودها في تدمير سورية وتفكيكها وهي ترفض أن تصدق أن ذلك الفشل أصبح واقعاً ولذلك ننصح باعتبار النظام القطري فرجة في مسرح الغباء السياسي، على حد تعبيره.
المشهد الإقليمي:
• أكد وزير الخارجية القطري خالد محمد العطية، أن دولة قطر وروسيا الاتحادية تتفقان على أن الحل للأزمة السورية يجب أن يكون حلا سياسيا بامتياز يقبله الشعب السوري، حسبما أفادت وكالة الأنباء القطرية "قنا"، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده وزير الخارجية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عقب اجتماعهما، وقال العطية إن دولة قطر تعمل مع الأصدقاء في روسيا ومع باقي الدول الصديقة على خلق أفق ينقذ الشعب السوري من الأزمة التي يعيشها، وأن قطر تتفق مع روسيا بأن الحل للأزمة السورية هو سياسي بامتياز ويقبله الشعب السوري، وأشار إلى أنه عقد مع نظيره الروسي جلسة مشاورات معمقة تم خلالها مناقشة العلاقات الثنائية بين دولة قطر وروسيا الاتحادية، إلى جانب الأوضاع في المنطقة، والسبل الكفيلة بحلها بطرق سياسية، وقال إنه بالنسبة للأزمة السورية نحن نعمل معا، ومطالبون بخلق أفق يعطي للشعب السوري ما يأمل، وكنا نتمنى أن ينحاز الجيش السوري للشعب.
• قالت صحيفة الشرق الأوسط إن مصادر تركية رسمية أكدت لها أن قيام المنطقة الآمنة في الشمال السوري مسألة وقت لا أكثر، مشددة على أن الاتفاق الأخير مع الأميركيين يتضمن تفاصيل دقيقة لمستقبل الوضع في الشمال السوري، وشددت المصادر على أن الأميركيين اقتنعوا بأنه لا يمكن لتجربة تعاونهم مع الأكراد في محاربة (داعش) أن تمتد على الحدود التركية، لما في ذلك من مخاطر ديمغرافية وأمنية، مشيرة إلى أن الأميركيين تفهموا وجهة النظر التركية، وقالت المصادر إن الاتفاق الأميركي – التركي استغرق وقتا طويلا ليخرج بأفضل خيارات ممكنة، مشيرة إلى أن اللقاءات بين الأميركيين والأتراك استمرت ما يزيد على ثمانية أشهر نتج عنها الاتفاق الأخير، وأكد المصدر أن تركيا لن تدخل الأراضي السورية مبدئيا، مشددا على أنها سوف تحقق المنطقة الآمنة بقوة النار، وعلى المعارضة السورية أن تستغل الغطاء الناري التركي لتحرير المدن والمناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى، كما أكد أنه لن يكون هناك دور لجبهة النصرة في المنطقة الآمنة ولن يسمح لها بالوجود، وكذلك حركة أحرار الشام، وأشار المصدر إلى أن المنطقة الآمنة تمتد من عفرين إلى أعزاز إلى جرابلس، موضحا أن المنطقة تمتد على مسافة 140 كيلومترا طولا وبعمق 50 كيلومترا.
• قالت قناة "الميادين" الموالية لنظام الأسد إن إيران أدخلت تعديلات على مبادرتها لحل الأزمة السورية، ويأتي هذا النبأ بالتزامن مع وصول وزير خارجية الأسد وليد المعلم إلى طهران بالتزامن مع زيارة المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف للقاء نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وأفادت الميادين نقلاً عن مصدر إيراني رفيع أن المبادرة الإيرانية تتضمن الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، أما البند الثالث فيتضمن إعادة تعديل الدستور السوري بما يتوافق وطمأنة المجموعات الاثنية والطائفية في سوريا، كما يدعو البند الرابع إلى إجراء انتخابات بإشراف مراقبين دوليين، وأشار المسؤول الإيراني، بحسب زعم القناة، إلى أن المبادرة جرى تقديمها والتشاور بشأنها مع تركيا وقطر ومصر ودول أعضاء في مجلس الأمن.
• أعلنت مصادر إسرائيلية سقوط قذيفتين على الجولان المحتل، أطلقت من الأراضي السورية، ما أدى إلى إصابة إسرائيلية بحالة هلع، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، منها صحيفة نقلا عن مصادر عسكرية أن القذيفتين، سقطتا في المنطقة الحدودية، وأضافت المصادر أن قوات الجيش شرعت بالتحقيق في الحادثة، وخلفية إطلاق القذيفتين.
المشهد الدولي:
• أكدت الادارة الأميركية أن القوات الأميركية وأعضاء التحالف سيوفّرون الحماية المطلوبة للمعارضة السورية التي درّبتها وسلّحتها الولايات المتحدة، وحذر البيت الأبيض نظام الأسد من مهاجمة عناصر المعارضة، وكرر التحذير الذي وجّهه لنظام الأسد عند بدء الحملة ضد "داعش"، ووافق الرئيس الأميركي باراك أوباما على أن تدافع القوات الأميركية عن القوات السورية التي درّبتها وسلّحتها وزارة الدفاع الأميركية، وعلى الرغم من أن الإدارة الأميركية لا تريد الخوض في تفاصيل قواعد الاشتباك العسكري، فقد صرّح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي اليستر باسكي لـ "العربية" بأن واشنطن تعتبر هذه القوات شريكة في محاربة "داعش"، وقال في بيان مكتوب: إن التحالف زُوّد هذه القوات بمساعدات مختلفة بما في ذلك مساعدة دفاعية نارية لحمايتها.
• عقد وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والسعودية اجتماعا مغلقا في الدوحة لبحث التطورات الإقليمية، لا سيما تلك المتعلقة بملف الاتفاق النووي الإيراني والأزمة السورية، وختم الوزراء الثلاثة اللقاء بدون الإدلاء بأي تصريحات صحفية، وفي وقت لاحق قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن اللقاء الذي جمعه بنظيريه السعودي عادل الجبير والأميركي جون كيري، بحث الأزمة السورية بما يساهم في الجهود التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وأكد لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري خالد العطية أن بلاده تعارض أي ضربات أميركية في سوريا لأن واشنطن لم تطلب موافقة الحكومة السورية، وهو ما اعتبره مخالفا للشرعية الدولية، وأضاف أنه أوضح لنظيره الأميركي أنه "من غير المجدي إرسال القوات المدربة من قبل الولايات المتحدة إلى الأراضي السورية"، مؤكدا أن موسكو تعارض مثل هذه المبادرة.
• أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة نفذت أول غارة جوية لها في الأراضي السورية للدفاع عن مجموعة مقاتلي المعارضة الذين دربتهم، وقال الناطق باسم البنتاغون، إن هذه الغارة الدفاعية الأميركية الأولى من نوعها على الأراضي السورية، نُفذت يوم الجمعة الماضي لمؤازرة مجموعة مقاتلين دربتهم الولايات المتحدة، ويطلقون على أنفسهم اسم مجموعة "سوريا الجديدة"، وكان مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أعلن أن الولايات المتحدة قصفت مواقع لجبهة النصرة، وذلك رداً على هجوم شنته الجبهة على مقاتلين معارضين دربتهم واشنطن.
• بحث المبعوث الروسي للشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، مع مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، في طهران، آخر التطورات الإقليمية ولا سيما ما يتعلق بالأزمة السورية، ونقلت وكالة أنباء "إيسنا" الإيرانية، أن بوغدانوف وعبد اللهيان بحثا تفاصيل المبادرة الإيرانية المتعلقة بالأزمة السورية، والتي قدمت في وقت سابق للأمم المتحدة، وكشف عبد اللهيان، لوكالة "إيسنا"، عن إجراء تعديلات في المبادرة التي ستطرح بشكل جدي في المستقبل القريب إقليمياً ودولياً، وجاءت هذه التعديلات لتنسجم مع التطورات الراهنة في سورية، بحسب قوله.
• قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن روسيا لديها بواعث قلق من النفوذ المتزايد لتنظيم "الدولة الإسلامية" ودعا إلى تعاون دولي في هذا الصدد، وقال بيسكوف للصحفيين إنه من المعروف أن روسيا تعبر عن قلقها الشديد إزاء النفوذ المتزايد لما يسمى بـ"الدولة الإسلامية" وكيف أنها توسع الأراضي التي تسيطر عليها في سوريا والعراق، وأضاف إننا نشعر بهذا القلق وندعو الجميع للتعاون في هذا الشأن.