جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 06-11-2015
• قالت صحيفة التايمز البريطانية إن روسيا، التي قامت بتدريب معظم كبار الضباط بالجيش السوري، تقوم حاليا بإعداد قائمة من الضباط السوريين الذين يمكنهم الحل محل بشار الأسد وحماية المؤسسات السورية من الانهيار خلال أي انتقال سياسي، وأشارت التايمز إلى أن موسكو تبدو حريصة للغاية للإشراف على الانتقال السياسي في سوريا، لكنها تُواجه بشكوك عميقة من قبل مجموعات المعارضة السورية بسبب دعمها الأسد، وأضافت أن الضباط المعنيين سيكونون مهمين في ضمان الحفاظ على الممتلكات الروسية في سوريا، بما في ذلك قاعدتها البحرية الوحيدة على البحر المتوسط في طرطوس، وكانت روسيا قد أثارت علامة استفهام حول مصير الأسد عندما أكدت أنها لا تقاتل من أجل بقائه الشخصي بالرغم من تدخلها الكبير والواسع لصالح نظامه، كما ألمحت إلى احتمال قبولها بمغادرة الأسد مقابل المشاركة في عملية انتقالية تحافظ على نفوذها في الشرق الأوسط، وأوردت تايمز أن هذا الموقف الروسي إزاء الأسد ربما يضعها في خلاف مع حليفتها إيران التي سعت إلى المساعدة الروسية لإنقاذ نظام الأسد، ونقلت عن رئيس الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري قوله إن موسكو ربما لا تكون مهتمة ببقاء الأسد في السلطة "مثلما نحن حريصون على بقائه" مضيفا أنهم لا يعرفون أي شخص أفضل منه، وعلقت الصحيفة بأن إيران تنظر إلى بقاء الأسد في السلطة بأنه أمر في غاية الأهمية للحفاظ على النفوذ الشيعي في منطقة يسود فيها "الإسلام السني" وقد أرسلت قوات من جيشها ومن المليشيا الشيعية العراقية والأفغانية لتقاتل من أجل الأسد.
• نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالا للكاتب رافيل بير قال فيه إنه يجب على بريطانيا حماية الشعب السوري من بشار الأسد ومن تنظيم "الدولة الإسلامية"، وقال إن سياسة الحياد البريطاني بالنسبة للحرب بسوريا تتسبب في استمرار تعرض عشرات آلاف المدنيين للقتل والذبح، وأضاف أن مشاركة بريطانيا -في الحملة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا بإرسال عدد من المقاتلات لا تعد كافية ولن تجدي نفعا، وأوضح أن هذه الطائرات البريطانية لن تستطيع الإسهام في إيقاف زحف تنظيم الدولة في سوريا، ولن تؤدي إلى إسقاط نظام الأسد، وأضاف أن تدخل بوتين في سوريا على نطاق واسع أدى لتغيير الحسابات الإستراتيجية بالبلاد، وخاصة في ظل تردد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إزاء تلك الحرب المستعرة، وأشارت الصحيفة، في تقرير منفصل، إلى أن رئيس الحكومة لن يقدم على شن حملة جوية في سوريا قبل أن يحصل على موافقة البرلمان، وأضافت أن كاميرون يحتاج الكثير من الجهد لإقناع المسؤولين بشأن هذه الخطوة، وخاصة في بلاد أصابها الملل من الحروب الخارجية التي أثقلت كاهلها.
• نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالا للكاتب إفغيني ليبيديف قال فيه إنه يجب على بريطانيا عقد تحالف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمواجهة الأزمة الكارثية التي تعصف بسوريا منذ سنوات، وأشار إلى أن الكرملين الروسي يرغب في هذه التحالف مع بريطانيا، وأن موسكو لا تريد أن تتخذ من المملكة المتحدة عدوا في هذا الشأن، وأضاف ليبيديف أن بريطانيا طالما شكلت لاعبا قويا في الشرق الأوسط والعالم، وأشار إلى أن وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر لم يسبق له أن تساءل بشأن من سيدعو إذا ما أراد أن يدعو أوروبا، وقال الكاتب إنه لو أن أي وزير خارجية أميركي في الوقت الراهن طرح هذا التساؤل، لكان الجواب بأنه سيدعو المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بكل تأكيد، وليس رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون.
• نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول أهم المجموعات الجهادية المقاتلة في سوريا، حاورت فيه الباحث الفرنسي ومدير مركز الدراسات الاستخباراتية، ألان روديي، حول مختلف توجهات وأهداف هذه المجموعات، والعلاقات التي تربط بينها، وتوزعها الجغرافي في المنطقة ومختلف استراتيجياتها، وقالت الصحيفة، إن الفترة الأخيرة شهدت بروز عدة مجموعات مسلحة، وقد تواتر ذكر اسم "جيش الإسلام"، بعد أن اتهمته منظمة هيومن رايتس ووتش باحتجاز بعض الأسرى المدنيين، من العلويين المساندين للنظام في منطقة الغوطة، لاستعمالهم دروعا بشرية لإثناء النظام عن القيام بغارات جوية، وهو ما دفع الكثيرين لطرح مسألة تعدد المجموعات المقاتلة في سوريا واختلاف توجهاتها، وفي سياق الحديث عن المجموعات المقاتلة الأقل بروزا في الساحة السورية، أشار روديي إلى وجود مئات من المجموعات المقاتلة الصغيرة، التي تمثل في غالب الأحيان مدنا معينة أو أحياء أو مساحات جغرافية محدودة، وبالتالي تكون أهدافها ذات بعد محلي، ولكن ما يعقد الأمور، ويصعب تحديد هذه المجموعات، ورسم صورة واضحة للمشهد السوري، هو أن الكثير من هذه المجموعات تقوم من حين لآخر بتغيير أسمائها، كما يقوم بعض المقاتلين بالانتقال من مجموعة إلى أخرى، أو الانتماء إلى أكثر من مجموعة في آن واحد، وذكر روديي أن العلاقات بين هذه المجموعات المقاتلة معقدة جدا، حيث توجد العديد من التحالفات بين عدة مجموعات في شمال وجنوب البلاد، وفي الختام، أشار روديي إلى أن الاستراتيجيات الإعلامية أيضا تختلف بين مختلف التنظيمات، إذ إن المجموعات الصغيرة لا تمتلك استراتيجية إعلامية واضحة، وهي تكتفي بالتواصل مع السكان المحليين، وفي المقابل، فإن تنظيم الدولة وجبهة النصرة يخوضان حربا إعلامية شرسة، حتى أن جبهة النصرة قامت مؤخرا بإصدار عددها الثاني من مجلة الرسالة، لكي تنافس من خلالها مجلة دابق التي يصدرها تنظيم الدولة.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لوليد شقير تحت عنوان "مرحلتان انتقاليتان لسورية"، الكاتب سلط الضوء على البند الثامن من البنود التسعة لبيان اجتماع فيينا الجمعة الماضي الذي نصّ على أن سورية هي التي تملك وتقود العملية السياسية والشعب السوري هو من يحدّد مستقبل سورية، ولفت إلى أن ممثلي الدول الـ17 التي حضرت الاجتماع، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، يدركون أن المرحلة الانتقالية التي نصّ عليها بيانهم تتطلب إدارة دولية لها، متسائلا: فما معنى اجتماع هذا الحشد الدولي لو أن العملية السياسية ممكنة بين السوريين أنفسهم ولولا أن الصراعات الدولية والإقليمية جعلت من بلاد الشام ملعباً للصراعات المتعددة الخلفيات والنتائج؟، ورأى الكاتب أن تشكيل الإدارة الدولية للمرحلة الانتقالية في سورية يحتاج إضافة إلى التنازلات المتبادلة، إلى إجماع دولي، تشكل الـ17 الحاضرة في فيينا نواة له، حتى يتبلور في صدور قرار جديد من مجلس الأمن يستند إلى مبادئ بيان جنيف – 1 عام 2012 الذي نصّ على قيام "هيئة الحكم الانتقالية الكاملة الصلاحية"، وأوضح أن ولوج المرحلة الانتقالية في سوريا يحتاج إلى قرار مجلس الأمن بإرسال قوات دولية تكون الأداة الفاعلة لإدارة عملية الانتقال السياسي، معتبرا أن هذه المرحلة تحتاج إلى مرحلة انتقالية أخرى في علاقات الدول التي ستديرها.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لفايز سارة تحت عنوان "أكذوبة «تقرير السوريين لمستقبلهم»!"، الكاتب اعتبر أن مقوله "تقرير السوريين لمصيرهم"٬ هي المقولة الأكثر تداولاً في طروحات حل القضية السورية٬ خصوًصا لجهة الحل السياسي٬ وقد دأب على استخدامها مسؤولون دوليون كثر، منوها إلى أن أكثر من استخدم هذه المقولة كان الروس والإيرانيين لدرجة فاقت استخدام السوريين لها٬ وأوضح الكاتب أن الاستخدام الروسي الإيراني لهذه المقولة اقترن بأمرين اثنين؛ أولهما تأكيد شرعية النظام وشرعية رئيس النظام باعتباره منتخبًا من السوريين٬ وأن الأخيرين هم المعنيون بالتغيير٬ سواء تغيير النظام أو رئيسه٬ والأمر الثاني الوقوف في وجه التأثيرات الخارجية على الوضع السوري٬ سواء لجهة اتخاذ قرارات دولية من شأنها إضعاف نظام الأسد ثم إسقاطه٬ أو استجابة لبعض شعارات طالبت بالتدخل العسكري الأجنبي لإسقاط النظام، وبين الكاتب أن لا الروس ولا الإيرانيين احترموا مقولة "حق السوريين في تقرير مصيرهم"٬ لأنهم٬ ومع الانطلاقة الأولى لحركة الاحتجاج الشعبي في درعا في مارس (آذار) ٬2011 انحازوا لموقف نظام الأسد٬ ووقفوا معه من الناحية السياسية والعسكرية، مبرزا أن الاستخدام الكثيف لأكذوبة "تقرير السوريين لمستقبلهم" من جانب الإيرانيين والروس ألقى بظلاله على موقف المجتمع الدولي٬ بما فيه المنظمات الدولية٬ وغالبية الدول الصديقة للشعب السوري٬ فمضت هي الأخرى إلى تقرير مصير الشعب السوري بعيدًا عنه.
• تحت عنوان "روسيا وإيران وسورية بينهما" كتب وائل نجم مقاله في صحيفة العربي الجديد، الكاتب رأى أن الإشكالية الأهم بين روسيا وإيران في سورية تمثلت بالموقف السياسي من الأحداث والتطورات، وأوضح أنه في الوقت الذي جاهرت فيه روسيا مراتٍ بعدم تمسّكها ببشار الأسد على رأس النظام، بل أيضاً الذهاب إلى حدّ الحديث عن دعم الجيش السوري الحر، وفتح علاقات معه، وصولاً إلى حديث عن تشكيل مجلس عسكري انتقالي، يجمع ضباطاً من النظام والمعارضة، بقيادة العميد المنشق، مناف طلاس، تحت عنوان محاربة تنظيم الدولة، كانت إيران تبدي تبرّمها من الموقف الروسي، وتكشف عن حجم الخلاف في الموقف بينهما، ولفت الكاتب إلى أن هناك شكوك إيرانية بدأت تحيط بالموقف الروسي، سرعان ما يمكن أن تتحوّل إلى موقف عدائي، في ظل تصاعد حجم الخسائر الإيرانية النوعية في سورية، مبرزا أن أول الرسائل الإيرانية تمثّلت باستقبال مساعد وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، الذي رفض من طهران الحديث عن مرحلة انتقالية في سورية، وأصرّ على شرعية بشار الأسد، ونوه الكاتب إلى أن إيران ستحرص على تسوية تحفظ لها دورها ومصالحها في سورية، بعدما باتت مهددة في ضوء التدخّل الروسي، لكنها حتى تحقق هذا المطلب قد تلجأ إلى توجيه رسائل ميدانية إلى روسيا في سورية، مشيرا إلى أن إيران ستوجه رسائلها من دون أن يعني ذلك إطاحة مصالح الدولتين معاً إلا في حال شعرت أن الطرف الآخر يحاول التضحية بكل مصالحها.