جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 31-01-2015
• كتبت صحيفة فورين بوليسي الأميركية أنه في الوقت الذي يكسب فيه "حزب الله" أرضا في الجولان تدق إيران الآن باب أكثر الحدود الإسرائيلية هدوءا، وأشارت المجلة إلى أن احتمال نشوب حرب أخرى بين إسرائيل و"حزب الله" على غرار حرب 2006 أطل برأسه مرة أخرى، كما يرى بعض المحللين، واعتبرت المجلة الهجوم الإسرائيلي على قيادات "حزب الله" يوم 18 يناير/تشرين الثاني ملحمة أخرى في الحرب المستمرة بين الجانبين، ويؤكد أيضا على تحول إستراتيجي في القوة بين إيران ونظام الأسد، وأضافت أن نجاح "حزب الله" في فتح جبهة جديدة بالجولان كان إنجازا كبيرا، لأنه بوجود مدخل أكبر إلى الجولان، أو على الأقل قطاعات منه، يكون لدى الحزب منطقة غير لبنانية جديدة يستطيع استغلالها لاستهداف إسرائيل، وتابعت فورين بوليسي أن هذا النجاح لإيران ووكيلها "حزب الله" يمثل خطوة في عملية لتطويق الإسرائيليين عسكريا.
• كتبت صحيفة الإندبندنت البريطانية بافتتاحيتها أن أزمة تبادل الرهائن بالأردن فتحت جبهة جديدة في النقاش حول التفاوض مع الجماعة المسلحة التي تسيطر على مساحات شاسعة من سوريا والعراق، إذ بعد أن كان تنظيم الدولة يطالب بفدية لإطلاق الرهائن أصبح الآن يطالب بتبادل الأسرى في محاولة واضحة لرفع مكانته واللعب بمهارة مع أعدائه بخلق نوع من الالتباس والتوترات بين صفوفه وإحداث أكبر دعاية ممكنة لنفسه، وأشارت الصحيفة إلى أن محاولات الحكومة الأردنية لتأمين عودة الكساسبة قادت إلى مطالبات متزايدة بخروج الأردن من التحالف الدولي ضد التنظيم، وهو ما استغله الأخير لنثر بذور الفرقة بين أعدائه نظرا لأهمية الأردن الجغرافية كقاعدة لشن ضربات جوية وكون انسحابه من التحالف سيشكل ضربة خطيرة له ناهيك عن بعث رسالة للدول العربية الأخرى المترددة في المشاركة في التحالف.
• علقت صحيفة الإندبندنت البريطانية على زيادة حدة التوتر بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني بعد مقتل جنديين إسرائيليين في هجوم لتلك الجماعة على دورية إسرائيلية قرب مزارع شبعا، ردا على هجوم إسرائيلي قبل نحو أسبوعين أسفر عن مقتل عدد من قياداتها في سوريا، وكتبت الصحيفة أن السؤال الذي يتردد على ألسنة الجميع الآن هو: هل سيكون هناك تصعيد أم تراجع؟ وقالت الصحيفة إن رد "حزب الله" السريع على إسرائيل لا يخدم فقط كانتقام من جانب الحزب ولكنه بمثابة رسالة للجارة الجنوبية بأنه بغض النظر عن مشاركة الجماعة بالقتال في سوريا فإن الهجمات على قواتها لن تمر دون رد، وأضافت أنه مثلما يبعث الهجوم رسالة لإسرائيل هو أيضا عمل جرئ في مجال العلاقات العامة لطمأنة اللبنانيين الذين ربما بدأوا يشككون في قدرات "حزب الله" العسكرية، وترى الصحيفة أنه برغم خطورة الحادثة فإن نشوب حرب شاملة بين الجانبين غير محتمل لأن هجوم "حزب الله" كان محسوبا بحيث يكون متناسبا بقدر الإمكان مع الهجوم الإسرائيلي في جنوب سوريا، ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية من غير المرجح أن يجازف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بحرب كارثية مثل التي نشبت عام 2006.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لحازم صاغية بعنوان "عن ردّ «حزب الله»"، رأى فيه أن رد "حزب الله" ومن ورائه إيران على الغارة الإسرائيلية في القنيطرة قد جاء مدروساً أكثر ممّا ينبغي، ما جعله أقلّ كثيراً ممّا وُصف به الردّ العتيد، وأشار الكاتب إلى أنّ محنة القنيطرة حيّرت "حزب الله": فهو لا يستطيع، مستغرقاً في الحرب السوريّة، دخول حرب أخرى مع إسرائيل، لكنّه لا يستطيع البقاء مكتوف الأيدي حيال جمهوره، خصوصاً أنّ الضربة الفادحة نُفّذت بعد ثلاثة أيّام على كلام تهويليّ صدر عن الأمين العامّ للحزب، منوها إلى أن إيران أيضا لا تقوى على السكوت المطبق بعد مصرع واحد من كبار جنرالاتها، وبعد أن لفت الكاتب إلى أنه قد اختيرت لهذا الرد أراضٍ لبنانيّة محتلّة لا يؤدّي التحرّك فيها إلى المسّ بالثوابت الإستراتيجيّة العريضة في المنطقة، وإن شكّل شغباً موضعيّاً على أطراف القرار 1701، لمح الكاتب إلى أنه قد تأكّد أنّ ما التزمه حافظ الأسد حيال الدولة العبريّة (والولايات المتّحدة) في 1974 لا يزال التزاماً قائماً تتعهّده طهران اليوم، معتبرا أنّ احتمال الإخلال بما تمّ التوافق عليه قبل 41 عاماً يبقى احتمالاً إسرائيليّاً، بدلالة التحرّشات الدائمة بسوريّة، أكثر كثيراً منه احتمالاً إيرانيّاً مباشراً أو عبر "حزب الله".
• تحت عنوان "الجنرالات العرب: حُماة الديار أم حُماة إسرائيل؟" أشار فيصل القاسم في صحيفة القدس العربي إلى أن العداء الذي يبديه الجنرالات العرب لإسرائيل، هو عداء صوري للاستهلاك المحلي لا أكثر ولا أقل، موضحا أنه مجرد حبوب لتخدير الجماهير، أو تفريغ شحناتها النضالية في الهواء الطلق بدلاً من تحضيرها فعلاً لمعركة التحرير الحقيقية، ولفت القاسم إلى أن هناك تحالفاً عضوياً مفضوحاً بين الديكتاتورية الأمنية والصهيونية في المنطقة العربية، داعيا المناضلين الحقيقيين ودعاة الديموقراطية والتحرر إلى عدم الحلم بتحقيق الديموقراطية الحقيقية أو تحرير الأرض إلا بعد أن التحرر من نير طغيان الحذاء العسكري والاستبداد ودفنهما إلى غير رجعة، فهما أكبر حام وضامن لإسرائيل، وبعد أن نوه القاسم إلى أن السوريين بمختلف توجهاتهم يعلمون علم اليقين أن "النظام السوري" لن يسقط حتى ترفع إسرائيل عنه الغطاء، أبرز القاسم أن أكبر خدمة قدمها آل الأسد للعدو الإسرائيلي كانت تركيع الشعب السوري لخمسة عقود وتحويل سوريا إلى مستنقع للفساد والإفساد كي تنام إسرائيل قريرة العين، مضيفا أنه عندما ثار الشعب على النظام أعطته إسرائيل المتحكمة بالقرار الأمريكي الضوء الأخضر كي يحوّل سوريا إلى خراب، وأنهى القاسم مقاله قائلا إن بشار أسد سيظل يحرق سوريا نيابة عن إسرائيل طالما في سوريا وفي شعبها قليل من الرمق، وعندما ينتهي من مهمته سترميه إسرائيل في سلة الزبالة كما رمت هي وأمريكا من قبل كل عملائهما من الجنرالات الطغاة.
• سركيس نعوم في صحيفة النهار اللبنانية اعتبر تحت عنوان "استعادة سوريا شرط لاستعادة العراق"، أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قد فعل حسنا عندما عبّر علانية عن ندمه لأنه وحكومته لم يدعما بقوة منذ صيف عام 2013 المعارضة السورية المعتدلة، وبعد أن قال إن الندم لا يفيد وخصوصاً بعدما كان صاحبه (أوباما) وصف ما يجري في تلك البلاد بثورة "دكاترة" ومدرِّسين موحياً بذلك أنهم سيفشلون، استدرك الكاتب أن الشعور به والتعبير عنه مهمّان لأنهما يعكسان قراراً جدياً بالعمل لتعويض الأذى الذي ألحقته المواقف المذكورة بالشعب السوري الأعزل، كما بمقاوميه المعتدلين الذين يكاد نظام الأسد وعدوه "داعش" مع التنظيمات الأصولية المتشددة أن يقضيا عليهم ويتقاسما البلاد في شكل أو في آخر، ورأى الكاتب أن استعادة العراق لن تكون ممكنة من دون استعادة سوريا، وأوضح أنه لا بد من وضع ترتيب جدّي إقليمي مدعوم دولياً، ولا بد من وقف دعم إيران للأسد ونظامه، ولا بد من تخلِّيه عن السلطة، ولا بد من استكمال نزع القسم الذي لم يصرِّح عنه من أسلحته الكيماوية، مؤكدا أن إحجام المجتمع الدولي عن ذلك واستمرار زعيمته أميركا في التساهل مع الأسد خوفاً من الإرهاب سيؤدي إلى اقتسام الاثنين أرض سوريا وربما في صورة دائمة، وعن ماذا يجب أن تفعل أميركا تحديداً لتلافي ذلك؟ يشير الكاتب إلى أنه يجب أن تتبنى (أميركا) مقاربة من أربع نقاط، هي الآتية: 1 – قبول حقيقة أن دولة سوريا الأسد الفاشلة ستنقسم ما دام مسموحاً استمرارها، ويعني ذلك أن بقاء الأسد في موقعه ومعه نظامه سيكون "مغناطيساً" قوياً يجذب كل الجهاديين إلى بلاده، ويضاعف من التوتر أو الصراع السنّي – الشيعي في المنطقة، 2 – عدم خفض الضغوط على الأسد، وعلى واشنطن، بدلاً من السماح له بتقوية وضعه، العمل لإضعافه و"داعش" وأمثاله بتشجيعهم على الاقتتال، وذلك يُضعِف فصائل إيران المقاتلة في سوريا والجهاديين في وقت واحد، كما عليها أن لا تكتفي بغارات على "داعش" وأمثاله بل أن تشمل بنعمتها قوات الأسد الذي قال في الـ20 من الجاري أنه سيقاتل القوات المعارِضة المعتدلة التي ستدرِّبها أميركا عندما تدخل سوريا، 3 – مساعدة المعتدلين على محاربة النظام والجهاديين في آن واستعادة أراضٍ منهما، 4 – وضع إستراتيجيا لإزاحة الأسد بالطرق الديبلوماسية والإعلامية والاقتصادية - العسكرية، ذلك أن استمراره سيعني تقسيماً حتمياً لسوريا.
• تساءلت صحيفة الرياض السعودية: هل سيتورط "حزب الله" في الدخول في حرب مع إسرائيل يحرج بها حكومة لبنان ويضطر لسحب قواته من سورية تحسباً لمعركة طويلة؟، وماذا عن موقف إيران؟ هل تهب لمساعدة "حزب الله" في حال تورط في هذه الحرب؟ وما انعكاسات ذلك على المفاوضات مع الغرب وأمريكا حول المفاعلات النووية، وكيف ستسير الأمور في الداخل السوري، هل يغامر الأسد بنقل المعركة خارج أرضه مدفوعاً مع "حزب الله" لتلبية الرغبة الإيرانية؟، وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأسئلة مدار الأحاديث والتعليقات خلال الساعات الماضية، وربما أن نتنياهو حصل على فرصة العمر بإشعال هذه الحرب وتدمير أكبر كم من عتاد "حزب الله" ليكسب جولة الانتخابات القادمة، ويعزز هيبة جيشه، ويرسل خطاب إنذار لإيران بأن ذراع إسرائيل طويلة، ورأت أن الموقف الدولي سيبقى متفرجاً إلا إذا حدث مالم تتوقعه الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالبحث عن حل غير تواجد قوات الأمم المتحدة على حدود البلدين.