جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 30-03-2015
• نشرت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية مقالا للكاتب دانييل بايبز قال فيه إن استجابة السعودية لنداء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أدت إلى تشكيل تحالف عربي بقيادة الرياض بغية ردع التمرد الحوثي المدعوم من إيران، وأضاف أن هذا التحالف يشير إلى الخطورة الحقيقية التي تشكلها إيران لدول المنطقة، وإلى الحاجة لاتخاذ التدابير في ظل تراجع الدور الأميركي الصارخ في المنطقة، وأشار الكاتب إلى أن الحرب الباردة في الشرق الأوسط أصبحت الآن حربا ساخنة بين القوتين الإقليميتين وأنه يتوقع لها أن تستمر فترة طويلة، وأضاف أن طهران تفتخر بالهيمنة على أربع عواصم عربية ممثلة في بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، وأن الحرب في اليمن هي للحد من تمدد النفوذ الإيراني، واختتم الكاتب بالقول إن الدبلوماسية الماهرة التي يتمتع بها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز واستعداده لاستخدام القوة في اليمن جاءا استجابة لمزيج قاتل من الفوضى العربية والعدوان الإيراني وضعف إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، وأن هذه الدبلوماسية ستعيد تشكيل المنطقة لسنوات.
• نشرت صحيفة الأوبزرفر البريطانية تقريرا عن طالبة طب بريطانية التحقت بتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، والإشارات المقلقة التي أمكن ملاحظتها قبل أن تغادر منزل عائلتها، وقالت الصحيفة إن الفتاة وتدعى لينا مأمون عبدالجابر، والتي كان حسابها على موقع التواصل الاجتماع (تويتر) حافلا بصور الزهور والنكات عن نوتيلا والزواج وقضايا تهم من هم في مثل سنها، بدأت في البداية تبدي اهتماما بتنظيم الدولة، وتتابع حسابات مؤيدة له، كما كانت مؤيدة لمنفذي الهجوم على مجلة "شارلي إيبدو" في باريس، واتضح لاحقا أن لينا كانت تستمع إلى دروس دينية يلقيها داعية متطرف بالقرب من جامعتها، ونسبت الصحيفة إلى هارا رفيق، مدير مركز أبحاث في لندن قوله: إن بالإمكان اعتناق التطرف عن طريق الإنترنت، لكن اللقاء مع المتطرفين يجعل العملية أسهل، وأضافت الصحيفة أنه في البداية عبرت لينا على تويتر عن استيائها من أن والدتها تصفها أحيانا بـ "داعشية"، لكن اهتماماتها الأخرى بقيت منسجمة مع اهتمامات سنها، وعبرت مثلا عن استيائها من أقربائها الذين يتحدثون عن الزواج دائما، ولم يشك والداها بأن ابنتهما اعتنقت أفكارا متطرفة واعتقدا أن حسابها على تويتر قد قرصن وانها لم تكون مسؤولة عن التغريدات المتطرفة التي صدرت عنها.
• في صحيفة الحياة اللندنية نقرأ مقالا لجهاد الغازن تحت عنوان "سورية في النزع الأخير ولا معين"، قال فيه إننا في السنة الخامسة من الأزمة السورية، ولا أمل بحل قـريب، والوضع السوري يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، والعرب يفركون الأيدي حزناً، والعالم يتفرج فيما السوريون يموتون أو يشرّدون، وفي سرده لمآسي السوريين، أشار الكاتب إلى ما قاله الأمين العام بان كي مون بأن الشعب السوري يشعر بأن العالم تخلى عنه وهو يركز على "داعش" والإرهابيين الآخرين، كما لفت إلى تقرير جماعة "أطباء بلا حدود" التي تقول إن 350 ألفاً من سكان حمص محاصرون منذ سنة، ولا تصل أي إمدادات طبية اليهم، وإنما وصل قليل إلى شمال حمص، كما أشار الكاتب إلى ما قالته جماعة مراقبة حقوق الإنسان بأن الإرهابيين يستعملون سيارات مفخخة ومدافع هاون وصواريخ في مهاجمة المدنيين، وتحدثت عن مئات القتلى وسجلت شهادات أطفال وبالغين عن الجرائم المرتكَبة، منوها إلى مطالبة 75 منظمة للنظامَ بوقف رمي السكان بالبراميل المتفجرة، ونقل الكاتب عن برنامج التنمية الدولي أن مليوني سوري لم يحصلوا على حاجات العيش الأساسية بين 2013 و2014، و56 في المئة من السكان يعتمدون على الزراعة للعيش، إلا أن 75 في المئة منهم لا يملكون أرضاً، وأن العنف والإرهاب يمنعان وصول المساعدات إلى نحو 12 مليون سوري في بلادهم، وقد قتِل في أربع سنوات حوالى 220 ألف سوري، وفرَّ أربعة ملايين إلى الخارج، ولا يزال القتل والتشريد مستمرَّين، كما لم ينسى الكاتب مناطق النظام التي تقع تحت سيطرة "الجيش السوري"، وإزدياد نفوذ المليشيات الإيرانية بشكل ملحوظ، حيث رائحة الموت في كل مكان، وقد ترك القادرون مناطق النظام والإرهابيين لتصبح سيطرة هؤلاء وأولئك على مدن من دون سكان.
• تحت عنوان "خيار وفقوس" قال ميشيل كيلو في صحيفة العربي الجديد إن الأميركيين يمارسون سياسة الخيار والفقوس التمييزية في الصراع ضد "داعش"، موضحا أن الغُنم يذهب إلى قوات البيشمركه في صورة إشادة بجهودها في الحرب ضد التنظيم الإرهابي، والغُرم إلى الجيش السوري الحر الذي يتم تجاهل إنجازاته الكبيرة جداً، ولا يقارن بها أي شيء آخر، في محاربة الإرهاب التي كان قد بدأها بمفرده، أواسط العام الماضي، وطرد "داعش" خلالها من قرابة 80% من الأراضي التي كانت تحتلها بين الرقة والساحل السوري، من دون أن يتلقى أي دعم جوي من أي طرف، وأية مساندة بالسلاح والأموال، أو أن يرافقه آلاف الخبراء الأميركيين، ومئات الجنرالات الإيرانيين وعشرات آلاف الجنود ومقاتلي المليشيات، المزودين بأحدث الأسلحة، وأكثر أجهزة الاتصال والسيطرة تطوراً في العالم، ولفت كيلو إلى أن واشنطن بادرت، منذ اليوم الأول إلى إدخال القوات الكردية في التحالف، واعتمدتها جيشاً برياً زودته بالأسلحة والخبرات اللازمة لاستخدامها في أرض المعركة، وفي المقابل، يشير كيلو إلى أن أميركا تبحث عن معتدلين سوريين، كي تدربهم، فلا تجد إلا أعدادا قليلة جداً منهم في المخيمات، ولا تعتبر الجيش الحر حليفاً يستحق دعماً جوياً أو برياً، منوها إلى أنه أميركا لم تلاحظ وجود معركة بين الجيش الحر و"داعش"، ولم ترغب في مد يد العون إلى من كانوا يخوضونها من المعتدلين، ولم تشن غارات لدعمهم وتمنع طيران النظام من قصفهم، ولم تلق إليهم بالسلاح من الجو، كما فعلت في عين العرب التي كان التنظيم الارهابي يحتل معظمها، وختم كيلو مقاله قائلا: خيار وفقوس، بممارسات ونتائج يثير ظاهرها أخطر الشكوك، وباطنها أعظم المخاوف.
• نطالع في صحيفة العرب الصادرة من لندن مقالا لباسل العودات بعنوان "المعارضة السورية وآليات إسقاط النظام"، أشار فيه إلى أن سوريا تمر الآن بأسوأ مرحلة في تاريخها الحديث، فهي لم تشهد دمارا وقتلا وتشريدا بهذا الحجم من قبل، ولم يُقتل من أبنائها طيلة الحروب التي خاضتها خلال قرون بحجم ما قُتل في الأربع سنوات الأخيرة، وتعيش حالة استثنائية من الموت والخراب والتشرذم المجتمعي والانهيار الصحي والاقتصادي والهجرة الداخلية واللجوء الخارجي، مع عجز داخلي ودولي لحل الأزمة الكارثية، واعتبر العودات أنه وسط كل هذا الدمار شبه المميت، من العقم التفكير بأن النظام سيقدّم أي أمل للسوريين بغد أفضل، أو أنه سيُفكر بمستقبلهم، ومن الصعوبة بمكان تخيّل أنه سيتجاوب مع رغبات الشعب، منوها إلى أن شريعة البقاء هي الإستراتيجية الوحيدة التي يسير عليها، ولفت العودات إلى أن الكثير من قوى المعارضة طرحت خططا لمستقبل سوريا وآليات للحكم ووصفا وبرامج، لكنها ركّزت على ما بعد سقوط النظام ولم تضع سيناريوهات أو حلولا ومخارج لكيفية وآليات إسقاطه، وقفزت مباشرة إلى زمن تال مفترضة أن النظام سقط وانتصرت المعارضة واستلمت زمام الحكم وحدها وبدأت بترميم وبناء الدولة وفق ما تريد وحسب تفصيلها، واعتبر العودات أن كل ما تم التخطيط له ودراسته كان حبرا على ورق وسيبقى كذلك طالما أن الحرب لم تضع أوزارها، وطالما أن سقوط النظام أمر غير معروف زمنه ولا الظرف الذي سيسقط فيه، ورأى أن الأهم بالنسبة للمعارضة الآن هو وضع خطط لكيفية وآلية إسقاط النظام، خطط لليوم والغد قبل وضع خطط الشهر المقبل، مشددا على أن هناك خشية مشروعة من أن تتحول الثورة السورية إلى تنافس وصراع على توزيع قطعة الجبن، دون أن يبقى للشعب السوري أي شيء يأكله أو حتى يتذوق طعمه، وأن تصبح الثورة ملهاة للبعض وسوقا تباع فيها الأوهام وتُشترى.