جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 27-12-2014
• قال موقع دايلي بيست الأمريكي إن المسيحيين السوريين الذين قسمتهم واستنزفتهم الحرب عازمون للاحتفال بعيد الميلاد لأول مرة منذ أربع سنوات. وأضاف الموقع أنه بين الاقتصاد المنهار والقتل المستشري، ربما يغفر للمرء افتراض أن الكريسماس هو أمر بعيد المنال في سوريا التي دمرتها الحرب، لكن في مدينة القاميشلي، أكبر المدن الواقعة في المنطقة الكردية شمال البلاد، لم يردع التهديد المستمر بالعنف المسيحيين المحليين عن الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام، فقد انتشرت الأضواء الساطعة المبهرة عبر الطرق الرئيسية، وزينت أشجار الكريسماس البلاستيكية أمام واجهات المحلات، وترددت أصوات ضحك الأطفال بالكنائس وهم يؤدون بروفات للعروض، ويرى الموقع أنه وسط أهوال الحرب الأهلية التي لا هوادة فيها، والتي قتلت أكثر من 250 ألف شخص، قليلون هم من عانوا جدا مثل المسيحيين الذين شهدوا تدميرا شبه كامل لطائفتهم، ويقول هؤلاء الذين ظلوا فى سوريا إن تلك المعاناة قد عززت تلك الأجواء الاحتفالية، فهم عازمون على تقديم احتفالا بسيطا وسط كل تلك الكآبة، ويأملون استعادة قدر من الحياة الطبيعية.
• نشرت صحيفة الغارديان البريطانية التي نشرت تقريرا لمحرر شؤون الشرق الأوسط إيان بلاك حول مستقبل تنظيم "الدولة الإسلامية"، ويقول بلاك إنه من السهل الرهان على أن التنظيم الذي تعهد الرئيس الأمريكي بإضعافه وتدميره في نهاية المطاف سيظل بؤرة الاهتمام في منطقة الشرق الأوسط خلال 2015، وأشار التقرير إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أعرب عن اعتقاده بأن القتال ضد التنظيم عملية طويلة الأمد لن تنجح بالضربات الجوية وحدها، ولفت المحرر إلى أن هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" عسكريا لن تكون نهاية المطاف، موضحا أنه يمثل تهديدا للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وما وراءها، وأوضح بلاك أن التنظيم لديه عناصر قد تمنحه قدرة على البقاء، حيث يضم ضباطا سابقين من حقبة حزب البعث في العراق ورجال قبائل وأعضاء بارزين من تنظيم القاعدة وجهاديين وهابيين من مختلف أنحاء العالم، وأضاف أنه مع تبدد آمال كانت معلقة على ما يعرف بـ"الربيع العربي"، بات التنظيم يحظى بإعجاب السنة الغاضبين من القمع الطائفي في العراق وسوريا والمتطرفين في اليمن وليبيا ومصر الذين بايعوا بالفعل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
• نشرت صحيفة التايمز البريطانية على صفحتها الأولى تقريرًا حول تبعات أسر الدولة الإسلامية لطيار أردني بعد سقوط طائرته في سوريا، ووصفت الصحيفة احتجاز الطيار معاذ يوسف الكساسبة، الذي يحمل رتبة ملازم أول، بأنه أشد صفعة دعائية يوجهها الجهاديون منذ أن بدأ تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة غاراته على مواقعهم قبل ثلاثة أشهر،وقال التقرير إن الحادث يثير مخاوف من احتمال إسقاط طيارين بريطانيين وأمريكيين أثناء تحليقهم فوق الأراضي الخاضعة لسيطرة "الدولة الإسلامية"، وترى الجريدة أن سقوط المقاتلة سيؤدي إلى تزايد الضغوط السياسية الداخلية في الأردن، وأشارت الصحيفة إلى إن الأردن عرضة لأن يشهد حراكًا مسلحًا داخليًا في وقت تستنزف فيه الدولة سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا بسبب العنف الدائر على حدوده مع العراق وسوريا.
• "الجهاديون في سوريا: يتبددون أم يتمددون؟" بهذا السؤال عنون فيص القاسم مقاله في صحيفة القدس العربي الصادرة من لندن، أشار فيه إلى أن البعض توقع أن تنتهي الثورة السورية على الطريقة الجزائرية، موضحا أنه في الجزائر نجح الجنرالات في إعادة الشعب إلى بيت الطاعة من خلال تخويفه بجماعات إسلامية متطرفة صنعها الجنرالات أنفسهم واستخدموها بعبعاً لإرهاب الجزائريين كي يعودوا إلى حضن المؤسسة العسكرية الحاكمة، ورأى القاسم أن النظام وحلفاؤه ليسوا منزعجين فعلاً من تقدم الجماعات الجهادية على الأرض، على أمل أن يتحقق النموذج الجزائري على أيديهم، لأنهم يعرفون أن العالم لن يقبل بتلك الجماعات لاحقاً، وربما يساعدهم في القضاء عليها، وستكون المفاضلة عندئذ بين تلك الجماعات والنظام، بعد أن تمكنت تلك الجماعات من القضاء على الجيش الحر الذي كان يهدد النظام فعلاً، لأنه لم يحمل صبغة إسلامية "متطرفة"، ولا شك أن العالم سيقبل بنظام غير ديني حتى لو ارتكب كل جرائم الكون، فقط لأنه يواجه فصائل إسلامية تـُعتبر إرهابية ومتطرفة في نظر المجتمع الدولي، واعتبر القاسم أن سوريا مقبلة على صراع طويل الأمد، كما توقع الجنرال ديمبسي قائد هيئة الأركان الأمريكية نفسه، بحيث يصبح الوضع في سوريا أشبه بالوضع الأفغاني والصومالي تحديداَ، حيث تتصارع سلطة ضعيفة مع جماعات مختلفة بين كر وفر لوقت طويل، منوها إلى أنه لو ظلت الجماعات الإسلامية تحرز تقدماً كالذي تحرزه في الشمال والجنوب والشرق، فلا شك أنها ستصبح القوة الأكثر نفوذاً في سوريا، وربما تدخل العاصمة ذات يوم، فمن استطاع السيطرة على أعتى المعسكرات في إدلب والرقة ودرعا لن تصعب عليه دمشق لاحقاً، وهذا يعني عملياً سوريا جديدة على الطريقة الصومالية والأفغانية والعراقية، إلا إذا حدثت تطورات دراماتيكية لم تكن تخطر على بال، ونجح العالم في تحويل سوريا إلى محرقة لكل تلك الجماعات كما كان الهدف دائماً، حسب رأي البعض.
• في صحيفة العربي الجديد نطالع مقالا لتيسير الرداوي بعنوان "دي ميستورا.. بداية تقسيم سورية"، تطرق فيه إلى خطة أو مبادرة ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي إلى سورية بالدعوة إلى إقامة مناطق حكم ذاتي، أو مناطق مجمّدة، ورأى الكاتب أن طرح مناطق حكم ذاتي، أو مناطق مجمّدة لن يوقف الحرب، ولن يوفر مستلزمات الحياة للناس، بل إنه ربما يزيد الفوضى والاقتتال بين الإخوة من ناحية، ويمهّد لتقسيم سورية، أرضاً وشعباً، من ناحية أخرى، موضحا أنه يتوافق مع استراتيجية "داعش" في إدارة التوحش، ويتوافق مع استراتيجيات أمراء الحرب، والأهم من ذلك كله، يمهّد لجميع الدعوات الشيطانية الداعية إلى الفوضى، ريثما يأتي التقسيم في النهاية، ويتساءل الكاتب هنا: لماذا الدعوة إلى إدارة ذاتية في حلب وشمالها تحديداً؟ أي في مناطق المجموعات الإسلامية المتشددة، وفي مناطق النفوذ التركي، ومناطق الوجود الكردي، والمناطق التي وصفها منظرو التقسيم بالمؤهلة للتقسيم قبل غيرها، ولماذا هكذا مبادرة ستفضي إلى التقسيم؟، ويجيب الكاتب عن هذه الأسئلة قائلا: لأنها ستسمح بإطالة أمد الحرب، وإطالة عمر الأزمة، وتدمير ما تبقى من سورية، وتنويع الكيانات القائمة فيها، معتبرا أن دعوات "المناطق العازلة"، أو "تجميد القتال"، أو "مناطق الحكم الذاتي"، أو "المناطق المجمدة"، ليست سوى مبادرات تهيئ الأرض للتقسيم، في ظل الظروف الحالية على الأرض، أو للتوزيع بين العصابات المسلحة والنظام، متجاوزة الأبعاد الجمعية والجغرافية والوطنية للمجتمع السوري، وأنهى الكاتب مقاله قائلا إنه يكذب مَن يقول إن خطة دي ميستورا تقطع الطريق على دعوة المنطقة العازلة التي تريدها تركيا، أو على تقسيم سورية، لأن الخطة نفسها بداية التقسيم، وبداية مذابح الإمارات الإسلامية المسلحة.
• كتبت صحيفة الوطن السعودية تحت عنوان "سورية.. أوجه مختلفة للإرهاب"، أن المأساة الحقيقية في الأزمة السورية المروعة هي أن الإرهاب الذي يحدث هناك يتخذ أشكالا مختلفة، من إرهاب الجماعات والتنظيمات الجهادية المتطرفة إلى إرهاب "النظام السوري" الممنهج ضد إرادة الشعب الأعزل، موضحة أن بانوراما الإرهاب في سورية تتنوع وفق مدارس القمع والتسلط، من نظام مجرم أرعن يحترف القتل والتعذيب باسم البعث والقومية والممانعة؛ إلى كتائب وميليشيات همجية تحترف القتل ذاته والتعذيب والسبي باسم الدين العظيم والخلافة الموهومة، وقالت الصحيفة إن الشعب السوري لم يعد هنا أكثر من مجرد أرقام على شاشات الفضائيات ووسائل الإعلام، بدا الاختلاف والتباين ظاهرا حول أعداد من شردوا، ومن نزحوا، ومن قضوا نحبهم في هذه الفوضى المدمرة، مضيفة أن ملايين النازحين، ومئات الآلاف من المصابين والمقتولين، ومخيمات للاجئين تعاني أوضاعا إنسانية بالغة الصعوبة، من نقص في الأغذية والأدوية، وتفشٍّ للأوبئة، في الوقت الذي لا تزال فيه القوى العظمى والمنظمات الدولية تحمل هذا الملف الشائك والمعقد بين حقائب الدبلوماسيين في أروقة الأمم المتحدة ومكاتب زعماء الكرملين والبيت الأبيض، ورأت الصحيفة أن نجاح التنظيمات الإرهابية المتطرفة بالدخول على الخط في الأزمة السورية، نتيجة الفراغ الدولي الفاضح هناك؛ قد أزاح عن كاهل "النظام السوري" شيئا من الجرائم المنظمة التي اقترفها النظام بحق شعبه، وباتت الأنظار تتجه إلى هذه التنظيمات التي أضحت، مع الأسف، واقعا مريرا وخطرا محدقا على المنطقة بأسرها، إذ لا يمكن للمجتمع الدولي أن يجتمع مع هذه التنظيمات على طاولة حوار، إذ لا سياسة أو مساومة أو رؤية أو أهداف محددة لهذه التنظيمات، كل ما هنالك لغة السلاح والمواجهة، ومن هنا ازداد هذا الملف السوري تعقيدا وتشابكا، وخلصت إلى أنه لا بد من القضاء على هذه التنظيمات التي تتكاثر هناك بشكل ملفت حتى يتسنى للشعب السوري، والمعارضة، والمجتمع الدولي إسقاط نظام الأسد الذي فقد شرعيته تماما.
• في مقال بعنوان "الحل السياسي شرط لنجاح الحرب على داعش"، دعا رفيق خوري من صحيفة الأنوار اللبنانية إلى إنجاح الحل السياسي الذي يتردد أن روسيا ومصر تسعيان فيه لإنهاء الصراع في سوريا، ويقول الكاتب إن أميركا تدير الحرب الجوية على "داعش" من دون أن ترد على من يطالبونها بقصف مواقع للنظام، وروسيا تدير الحل السياسي بين النظام والمعارضين من دون أي دور في مواجهة "داعش"، ورأت الصحيفة أن الواضح هو الخلاف الأميركي الروسي المعلن حول أزمة أوكرانيا، والغامض هو التفاهم على أسس الحل في سوريا أو على التوقيت والارتباط بقضايا عدة في المنطقة، لكن المؤكد هو الحاجة الى الوجهين العسكري والسياسي معاً، ويخلص خوري إلى أنه لا شيء يهزم "داعش" في العمق سوى الحرب من موقع وطني، ولا حرب من موقع وطني الا بالتفاهم على حل سياسي وتطبيقه عملياً، بحيث تتجمع الجهود كلها بما يسحب البساط الشعبي من تحت "داعش".