جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 23-11-2015
• أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى المعارضة الشرسة من قبل الجمهوريين المرشحين للمنافسة بالانتخابات الرئاسية لاستقبال اللاجئين، وقرار الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون تأجيل البدء في استقبال اللاجئين السوريين، وإعلان أكثر من نصف عدد حكام الولايات رفضهم لاستقبال اللاجئين، ونشرت الصحيفة مقالا كتبه بيث ماسينوف يحكي فيه أن عمدة إحدى البلدات بولاية فرجينيا دعا عقب هجمات باريس إلى عدم استقبال اللاجئين السوريين، ثم اعتذر عن دعوته بعد ذلك، ولم يشفع له اعتذاره عند المرشحة المحتملة للحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون التي فصلته من فريق حملتها الانتخابية بالولاية، لأنها تدعو للترحيب باستقبال اللاجئين السوريين، وقال ماسينوف إن اللاجئين ليسوا "إرهابيين" وأكثر الأشخاص الذين يجب أن يقروا بذلك هو عمدة هذه البلدة الصغيرة التي استقبلت لاجئين من كل أنحاء العالم، ولم يحدث أن ارتكب أحد منهم حادثا "إرهابيا" خلال أربعين عاما، ودعا الكاتب أوباما إلى مقاومة المعارضة لاستقبال اللاجئين، كما عارضها جميع الرؤساء الأميركيين من قبل، سواء كانوا ديمقراطيين أو جمهوريين، واستخدام صلاحياته الدستورية لتنفيذ برنامج استيعاب اللاجئين السوريين والعراقيين.
• نشرت مجلة نيوزويك الأمريكية مقالا للكاتب جون غلاسر تساءل فيه عن جدوى الجهود الدولية لتسعير الحرب على تنظيم الدولة من الأصل، وقال الكاتب إن هناك أسئلة تحتاج إجابات قبل مواصلة السعي العالمي المحموم لإطلاق حملة عسكرية دولية لمواجهة تنظيم الدولة، وحذر من الانزلاق مرة أخرى في حروب جديدة بالشرق الأوسط، خاصة بعد الإخفاقات الكبيرة في الحروب السابقة في المنطقة، وتساءل الكاتب: هل حقا يشكل تنظيم الدولة تهديدا كبيرا يبرر اتخاذ الغرب إجراءات تصل إلى إعلان الحرب؟ وأضاف أن المرشح الرئاسي جيب بوش دعا عقب هجمات باريس إلى إعلان حرب برية بقيادة الولايات المتحدة على تنظيم الدولة، وذلك بدعوى أن تنظيم الدولة أعلن الحرب على الغرب، وأنه يعتزم تدمير الغرب بالكامل، وأضاف أن تنظيم الدولة خسر بعضا من أراضيه ومقاتليه في الفترة الأخيرة، وأنه يعاني جراء انخفاض عائداته من موارده النفطية، وأن تنظيم الدولة لا يمتلك قوات بحرية أو جوية أو صواريخ ولا قوة تدميرية، فلماذا كل هذا الذعر لدى الغرب؟، كما تساءل عن جدوى أي إجراءات عسكرية قد يتخذها الغرب ضد تنظيم الدولة، وقال إنه يصعب فرض منطقة عازلة في سوريا، وذلك لأن المقاتلات الروسية والفرنسية تحلق في الأجواء في حملة ضد تنظيم الدولة، وتساءل: هل ستكون الولايات المتحدة ملزمة بإسقاط المقاتلات الروسية التي قد تخترق أجواء المنطقة العازلة؟
• نشرت صحيفة الغارديان البريطانية رسالة مفتوحة اشترك فيها من ترأسوا الائتلاف الوطني للمعارضة السورية، وهم معاذ الخطيب وأحمد الجربا وهادي البحرة وخالد خوجة، وقالوا فيها إن أمل سوريا الوحيد في السلام يتمثل في خلع بشار الأسد، وقال رؤساء المعارضة السورية في رسالتهم إن الإرهاب قد عاد إلى شوارع باريس، وإن الجهود الدولية الرامية إلى دحر الإرهاب قد فشلت، وإن تنظيم الدولة الإسلامية صار هيابا ولا يخشى شن الهجمات الإرهابية في الغرب، حيث يدفع المدنيون الأبرياء الثمن، وأعرب رؤساء المعارضة السورية عن حاجة بلادهم إلى حلول شاملة تؤدي في نهاية المطاف إلى القضاء على المجموعات الإرهابية مثل تنظيم الدولة، وتوقف الحرب المستعرة في البلاد منذ نحو خمس سنوات، وأضافوا أن ثمة جولة جديدة على الطريق من المحادثات التي تجري في فيينا بشأن الأزمة السورية، وعلينا استغلال هذه الفرصة لنعمل معا على إنهاء الحرب بشكل دائم في سوريا، ولنبدأ بمعالجة أمر تنظيم الدولة بشكل جدي وفاعل، وأضافوا أنه علينا العمل معا لإنهاء الحرب بسوريا وبدء عملية انتقالية، ولكن هذا لا يتم في حال بقاء الأسد بالسلطة أو بقاء الموالين له في الجيش وفي الأجهزة والأمنية، وقالوا إنه لتحقيق هاتين المهمتين فلا بد لقادة العالم أن يدركوا أن هذين الهدفين لا يتحققان إلا معا، وأكد رؤساء المعارضة السورية برسالتهم أن القضاء على تنظيم الدولة لن يتم سوى بإزاحة الأسد عن السلطة، وأكدوا ضرورة إنهاء حكم آل الأسد، ومن ثم إصلاح حقيقي للأجهزة الأمنية الفاسدة، فنحن لا نريد أن يتكرر في سوريا السيناريو الذي جرى في اليمن، وأضافوا أن المعارضة السورية ستعمل بعد تحقق الشروط الوارد ذكرها على التنسيق والعمل مع منظمات الحكومة السورية، وذلك من أجل إعادة الخدمات الأساسية، وكذلك ستعمل المعارضة على التعاون مع القوات من الجيش السوري التي لا ترتبط مباشرة بالأسد، ولم تلطخ أيديها بالدماء، واختتموا رسالتهم بالقول إن تطبيق خطة المعارضة السورية من شأنه إعادة الأمن والأمان إلى الشعب السوري وإلى المجتمع الدولي برمته.
• نشرت صحيفة صاندي تايمز البريطانية مقالا تحليليا لمساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق، جيمس روبن، يقول فيه إن الغرب ينزلق إلى مصيدة بوتين وحليفه الدموي، في إشارة إلى بشار الأسد، ويقول روبن في مقاله إن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، استطاع عقب هجمات باريس أن يجمع حوله إرادة الدولة الغربية ويوحدها في حرب صارمة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، أما بوتين، حسب رأي مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق، فقد أمر بقصف مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية"، بعدما تبين أن الطائرة الروسية سقطت في سيناء المصرية بفعل تفجير قنبلة داخلها، ولكنه يقول إن موسكو تركز هجماتها حتى الآن على مواقع المعارضة المعتدلة بهدف دعم سلطة الأسد، ويرى روبن أن الدول الغربية ترتكب خطأ استراتيجيا فادحا وهي تهرول لإعادة التعاون مع موسكو، ويقول إن هولاند أدار ظهره لحلف شمال الأطلسي، في الوقت الذي يعلن فيه أن فرنسا في حالة حرب، ويضيف أن بوتين متمسك بدعم الرئيس السوري، على الرغم من أن فرنسا والولايات المتحدة متفقتان القمع الوحشي للمسلمين السنة من قبل بشار الأسد هو الذي دفع بعشرات الآلاف إلى النزوح والهجرة من المنطقة، وإلى انتشار الأفكار المتشددة بينهم، ويرى روبن أن بوتين لم يغير رأيه من الأسد عكس ما يتردد عن تضحية موسكو بحليفها الذي يتحمل قتل الآلاف من مواطنيه في الغارات الجوية وفي المعتقلات، وإنما الذي تغير موقفه من الأسد فهو هولاند، فقد غيرت فرنسا سياستها، حسب روبن، من تحميل الأسد مسؤولية ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية"، إلى شن حرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" بدل الانشغال برحيل بشار الأسد.
• نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالا تناول آراء السفير البريطاني السابق لدى الولايات المتحدة، سير كريستوفر ميور، الذي يدعو إلى انتهاج البرغماتية في التعامل مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، وينقل آين جونستون عن سير كريستوفر قوله إنه على الدول الحليفة في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" أن تتجنب أخطاء ما وقع في العراق بعد سقوط نظام، صدام حسين، فتحضر برنامجا شاملا لتنظيم الدولة، ويضيف جونستون أن الاستقرار والتفاهم لن يتحق ما لم توفر الحماية للطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الأسد، كما أنه على السعودية وإيران أن يتفاهما في التعامل مع سوريا بدل جعلها مسرحا لحرب بالوكالة، ويرى أنه على الدول الغربية أن تستغل الخلافات التي طرأت بين تنظيم "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة في حربها على التنظيم.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لغسان شربل تحت عنوان "بوتين وخامنئي و «الهلال»"، الكاتب تطرق إلى زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران اليوم، وأشار إلى أن العالم الذي تعايش سنوات مع الانتحار السوري، استيقظ حين فاضت الأخطار عن حدود الخريطة منذرة بنحر آخرين، منوها إلى أن هذه الخريطة ستكون اليوم على الطاولة حين يستقبل المرشد ضيفه القيصر، ولفت الكاتب إلى أن هذا اللقاء هو الثاني بين الرجلين، حيث كان الأول في 2007، عندما كان العالم مختلفاً، وكان الشرق الأوسط مختلفاً، وكانت سورية لاعباً وهي اليوم استحالت ملعباً، وبعد أن أشار إلى أن بوتين يحب مباغتة خصومه، ويعشق دور "سارق الأضواء"، وقد وفّر له التدخل العسكري الروسي في سورية هذه المتعة، أكد الكاتب أن الذي قرر تحمل أعباء الحرب ألزم نفسه عملياً بتحمل أعباء البحث عن حل، مبرزا أن موسكو تعرف أن "الجنرال وقت" هو أعنف خصومها، ولهذا، وضعت سقفاً زمنياً مبدئياً لتدخلها العسكري في سورية، فهي تراهن على انطلاق العملية السياسية قبل نهاية السنة الحالية أو في موعد قريب منها، وأوضح الكاتب أن التدخل الروسي العسكري دليل قاطع على أن إيران لم تستطع حسم النزاع في سورية، واصفا هذا اللقاء بأنه لقاء الحاجة المتبادلة.
• صحيفة العربي الجديد نشرت مقالا لعمار ديوب تحت عنوان "اتفاق فيينا والمرحلة الانتقالية في سورية"، الكاتب سلط الضوء على تكليف الأردن برفع أسماء المنظمات الإرهابية إلى مجلس الأمن الدولي، والتي ستستثنى من المرحلة الانتقالية في سورية، ورأى أن قوائم المجموعات المسماة "إرهابية" ستؤدي إلى انقسامات في هذه المجموعات؛ موضحا أنه حالما يبدأ إيقاف إطلاق النار، ستتركز النيران على المجموعات غير المشمولة بالاتفاقية، وبالتالي، تشكل هذه القضية حساسية كبيرة لكل الفصائل العسكرية على الأرض، وبين الكاتب أنه، باستثناء "داعش"، والذي هو خارج الاتفاق، فإن النصرة وأحرار الشام وجيش الإسلام جميعها تحتوي كتائب قد ترفض الاتفاق، وقد توضع حركة النصرة نفسها مع "داعش" كأهداف إرهابية للطيران الدولي، معتبرا أن هذه القضية، وقضية امتلاك أكثر من 200 ألف سوري للسلاح، ووجود جهاديين غير سوريين، تعد من أخطر القضايا التي ستواجه المرحلة الانتقالية والتغيير في سورية.
• كتب محمد صالح صدقيان في صحيفة الحياة اللندنية، عن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران، التي يتوقع أن تُركّز، في جانب أساسي منها، على تطورات الأزمة السورية وجهود حلها، ويذكر صدقيان بأن بوتين يزور طهران للمشاركة في قمة الدول الأعضاء في منتدى الدول المصدّرة للغاز، وهي زيارته الأولى للعاصمة الإيرانية منذ العام 2007، والأولى منذ بدء الحملة الجوية الروسية على مواقع التنظيمات المسلحة التي تصفها موسكو بأنها "إرهابية" على الأراضي السورية، وبحسب صدقيان، فإن معلومات في العاصمة الإيرانية تتحدث عن "قلق" يسود أوساطا سياسية وأكاديمية من نتائج الدخول الروسي على خط الأزمة السورية، وتأثيره على "المصالح القومية الإيرانية"، وينقل صدقيان عن مصادر إيرانية أن بوتين سيسمع من خامنئي كلاما واضحا في شأن الأوضاع في سوريا والتصور الإيراني لطريقة حل أزمة هذا البلد، إضافة إلى موقف طهران من الأزمة اليمنية، وتعرب مصادر صدقيان عن أمل القيادة الإيرانية بأن تسمع ما يبدّد قلقها في شأن الخطط الروسية حول مستقبل سوريا، ويلفت صدقيان إلى تصريحات قائد القوات البحرية سابقا في "الحرس الثوري" حسين علائي، بأن إطلاق الروس صواريخ "كروز" من بحر قزوين نحو الأراضي السورية "خطأ استراتيجي" يجب ألّا يحصل بسبب تأثيره على المصالح الإيرانية، علما بأن هذه الصواريخ لا بد أن تعبُر الأجواء الإيرانية قبل وصولها إلى سوريا، ونفى مصدر مطلع في القوات المسلحة الإيرانية لصدقيان إطلاق الجيش الروسي خلال الأيام الأخيرة أي صاروخ "كروز" من المياه الإقليمية الإيرانية في بحر قزوين باتجاه أهدافٍ في سوريا عبر الأراضي الإيرانية.
نقلت صحيفة القدس العربي عن مصادر مختلفة أن رئيس وزراء الحكومة السورية المؤقتة، أحمد طعمة، قدم استقالة حكومته خلال الاجتماع الدوري للهيئة العامة للائتلاف الوطني المعارض أمس الأحد، وأشارت المصادر إلى أن الهيئة العامة لم تبت بقبول أو رفض الاستقالة، ولفتت الصحيفة إلى أن قرار طعمة يأتي بعد أيام على حادثة معبر باب السلامة التي منع خلالها من دخول الأراضي السورية مع الوفد المرافق له قادما من غازي عنتاب التركية حيث مقر الحكومة، مبرزة أن هذه القضية أثارت سلسلة تجاذبات بين "الجبهة الشامية" التي تشرف على إدارة المعبر وأعضاء في الحكومة قدموا استقالاتهم عقب الحادثة، ونقلت الصحيفة عن مصدر في الائتلاف فضل عدم ذكر اسمه، أن طعمة قال في الاجتماع إنه يعتبر ما يحصل "أول انقلاب عسكري في الثورة"، في إشارة إلى أن من يؤيدون ذهابه هم من كتلة الأركان العسكرية في الائتلاف، كما أشار إلى أن المعارض البارز ميشيل كيلو قدم استقالته أيضا تضامنا مع طعمة واحتجاجاً على ضغط العسكريين.
• كتبت صحيفة الخليج الإماراتية، في افتتاحيتها، أن القرار الذي أصدره مجلس الأمن الدولي ويدعو فيه جميع الدول إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية لمحاربة المنظمات الإرهابية في سوريا والعراق، بما فيها تنظيما (داعش) و(جبهة النصرة) في أراضي البلدين، يمثل تقدما في اتجاه القيام بعمل موحد لاجتثاث الإرهاب الذي بات يشكل تهديدا للعالم بأسره، ولاحظت الافتتاحية بالمقابل، أن هذه الدعوة تفتقد إلى أداة تنفيذية وإلى الرؤية الموحدة وإلى الجدية والصدق قبل أن تخلص إلى أن القرار الجديد ينتظر الترجمة الميدانية، أي إعلان الحرب الفعلية على الإرهاب، لأن العالم في حالة سباق معه، وكلما تأخرت هزيمته اتسع خطره واقترب، ولن يترك الذين يقفون في المنطقة الرمادية أو حتى الذين يستثمرونه، بعيدا عن سكاكينهم وأحزمتهم الناسفة.