جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 19-01-2016
• نقرأ في صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالاً لباتيرك كوبيرن بعنوان "الاتفاق النووي مع إيران جعل إيران تبدو أكثر قوة بين جيرانها الذين يتساقطون واحداً تلو الآخر"، وقال كوبيرن إن إيران أضحت اليوم أقوى من الناحية الاقتصادية والسياسية بعد توقيع الاتفاق النووي ورفع العقوبات الاقتصادية عنها، وأضاف أن السعودية وإسرائيل مارستا الضغوط للحيلولة دون إبرام مثل هذا الاتفاق مع إيران خوفاً من التأثير الراديكالي الايراني على منطقة الشرق الأوسط، وأوضح كاتب المقال أن الحرب في سوريا كانت فرصة لإضعاف ايران وذلك بإقصاء حليفها في العالم العربي، إلا أن الحرب الدائرة في اليمن ستلقي بظلالها وستدمر منافسي إيران مثل: السعودية وتركيا ودول الخليج، وأفاد كاتب المقال أن إيران ربما قد تكون حاضرة خلال محادثات السلام حول سوريا في جنيف في 25 من الشهر الجاري، إلا أن فرصة نجاحها ضئيلة للغاية، وختم المقال بالقول إن إيران استطاعت من خلال إبرام الاتفاق بشأن برنامجها النووي إنهاء سنوات من العزلة والتهديد، مضيفاً أن إيران تبدو اليوم أقوى قوة إقليمية، لأن الكثير من جيرانها أضحوا ضعفاء بعد أن شرذمتهم الحروب الأهلية الداخلية في بلدانهم.
• قالت صحيفة التايمز البريطانية إن النظام السوري يرفض منح منظمات الإغاثة الدولية الإذن بتوصيل المساعدات إلى مؤيديه المحاصرين في مدينة دير الزور، لأن قادة جيشه هناك يستغلون هذه الأزمة للتربح المالي، وأضافت أن النظام -الذي يسير عشرات الطائرات إلى مطار المدينة الذي يسيطر عليه- يتحجج بـ"الأوضاع الأمنية"، لرفض السماح لهذه المنظمات بالمشاركة في عمليات الإغاثة، وتلقت الأمم المتحدة -بحسب الصحيفة- العام الماضي تقارير غير مؤكدة عن وفاة عشرين شخصا بسبب نقص الغذاء في المدينة، وتشير الصحيفة إلى مزاعم مكررة واتهامات للنظام بأنه يستولي على المساعدات التي توزعها الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية، ويمنحها لجنوده، وفي السياق، تذكر الصحيفة أنه في أبريل/نيسان الماضي، بث الثوار فيديو صُوِّر داخل إحدى القواعد العسكرية التابعة للنظام في محافظة إدلب، يظهر صناديق مليئة بالمساعدات التي يوزعها برنامج الغذاء العالمي، حيث أقر البرنامج أن أغلب المساعدات التي يوزعها في سوريا منذ 2014 تتم عبر منظمة "الهلال الأحمر السوري" التي ليس له عليها أي سلطة أو يدرب عناصرها أو يراقبهم، وتختم الصحيفة أن فرق هذه المنظمة السورية تُعدّ "محايدة"، إلا أن إدارتها موالية لنظام الأسد خصوصا أن رئيسها "عبد الرحمن العطار" رجل أعمال معروف بصلاته الوثيقة بعائلة الأسد.
• في صحيفة العربي الجديد نقرأ مقالا لسمير سعيفان بعنوان "عضلات بوتين وعقله في سورية"، رأى فيه أن سياسة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الوحشية في سورية توضح أنه يشتري الوقت بمسألة الحل السياسي، بينما يدكّ الأرض، ليقصم ظهر جميع فصائل المعارضة المعتدلة قبل المتطرفة، أملاً بأن يتمكّن من القبض عليها من أذنها، وإحضارها إلى طاولة المفاوضات، لتوقّع على "الحل الروسي"، بينما يستمر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بالنأي بنفسه عن كل ما له علاقة بسورية، ويستمر داعمو المعارضة السورية مكبلي الأيدي أمام الخطوط الحمر الأميركية، وأمام تهديدات الدب الروسي، وآمال التوصل معه إلى حل وسط، وأشار الكاتب إلى أن خروج روسيا مهزومة يتطلب دعماً أكبر بكثير للمعارضة السورية، وخصوصاً تزويدها بأسلحة مضادة للطيران، كما يتطلب موقفاً غربياً يريد توريط روسيا في سورية، ثم هزيمتها على غرار هزيمة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، مبرزا أن كلا هذين العامليْن غير متوفرين، واعتبر الكاتب أنه إذا تغلّب عقل بوتين على عضلاته، سيدرك أن الحل السياسي الممكن في سورية، وفق منطقه، سيكون حلاً لا يرضي أي طرف بشكل كامل، كما لا يرفضه أي طرف بشكل كامل، أي حل توافقي يضمن نوعاً من الشراكة الثلاثية بين النظام، بدون الأسد وقياداته، وبين المعارضة بدون المجموعات المتطرفة منها، وبين بقية قوى المجتمع السوري، منوها إلى أن تصريحات بوتين الأخيرة عن ارتكاب الأسد أخطاء، وعن الإصلاح الدستوري وإجراء انتخابات برقابة أممية، وقوله إن إمكانية منح روسيا حق اللجوء للأسد سابق لأوانه، تشير إلى أنه يمهد "للحل الوسط"، وأن عقله يمكن أن يكون أقوى من عضلاته أحياناً.
• صحيفة الحياة اللندنية نشرت مقالا لحسان القالش تحت عنوان "«شارلي إيبدو» والسوريّون"، الكاتب تطرق إلى الرسم الذي نشرته أسبوعية «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة أخيراً، والذي ظهرت فيه مجموعة من اللاجئين يلاحقون امرأة أوروبيّة وفي الأعلى رُسمت صورة للطفل السوري آيلان، الذي غرق السنة الماضية أثناء محاولته ركوب البحر مع عائلته والهروب إلى أوروبا، وبين أنه قد أضيف تعليق مفاده أنّ آيلان لو لم يغرق وقُدّر له أن يعيش لكان مثل هؤلاء اللاجئين، أي متحرّشاً بنساء أوروبا، وذلك في إشارة إلى أحداث مدينة كولونيا الألمانية واتّهام اللاجئين، وبينهم سوريون بطبيعة الحال، بجرائم اغتصاب ضدّ فتيات ألمانيّات ليلة رأس السنة، ولفت الكاتب إلى أن هذا الرسم أثار كثيراً من الجدل والانتقاد اللذين لم يقتصرا على السوريين فحسب، بل شاركت فيهما الصحافة الغربيّة بدورها، وأوضح أن العارف بسياسة الأسبوعية الساخرة ومواقفها يدرك جيّداً أنّها لا يمكن أن تتبنّى هذا التفسير، مبرزا أنّ رسومها تتّبع أسلوب الصّدمة وتُصوّر مواقف اليمين المتطرف الفرنسي، في رغبة واضحة لفضح عقليّته العنصريّة وأفكاره النمطية، وغالباً ما تكون شخصياته المتطرفة والمثيرة للجدل ضيوفاً دائمين لمقالاتها ورسومها، وأشار الكاتب إلى أنّ ردّة فعل المثقفين السوريين على هذه الحادثة تشير إلى دلالات مختلفة في آن واحد، فعدا الحساسية المفرطة وتغليب العاطفة، بدا واضحاً تغليبهم رؤية واحدة وثابتة عن الصحافة الغربية من دون تمييز بين أنواعها، التي تختلف وفق البلدان وطبيعة الجمهور المُستهدف، وأكد أن موقف هؤلاء أقرب إلى المزاودة على مواقف واضحة ومعلنة، ما قد يجعلهم يخسرون منبراً مؤيّداً لقضيّتهم، منوها إلى أن موقفهم السلبي يشير إلى ازدواجيّة عند القدامى، وإلى عدم قدرة الجُدد على فهم الوسط الثقافي الفرنسيّ ومن ثمّ الاندماج فيه.
• كتبت صحيفة الوطن الإماراتية، في افتتاحيتها، عن عوامل التشابه بين حالتي الحصار، التي تعاني منه كل من مدينتي تعز في اليمن ومضايا في سوريا، وأوضحت الصحيفة، أن المراقب للوضع الحرج الذي باتت تعيشه مدينة تعز وسط الحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي وأنصار الرئيس السابق على المدينة، وللحصار الآخر الذي تنفذه مليشيات حزب الله على مدينة مضايا السورية، يدرك حجم العلاقة الوثيقة التي تربط الإرهابيين والمجرمين في المنطقة، وأبرزت الافتتاحية أن التغول الإيراني في سياسة بعض دول المنطقة لم يعد سرا، فما نشاهده اليوم من تعديات صارخة تقوم بها إيران بحق الأشقاء في اليمن وسوريا والعراق والبحرين، هي إشارة واضحة من طهران على نواياها الخبيثة والعدائية تجاه دول المنطقة، وشددت على أن مضايا وتعز وإن فرقتهما الجغرافيا، سيبقى التاريخ جامعا لهما لتكون تلك المأساة الدامية التي آلمتنا جميعا وصمة عار خالدة في جبين التدخل الإيراني السافر في سوريا واليمن.
• تحت عنوان "سوريا ومفاوضات كسر العظم"، قالت صحيفة الشرق السعودية إنه وبينما تدور مطابع الصحف العالمية للحديث عن رفع العقوبات الذي احتفلت به إيران والرئيس الأمريكي أوباما وتم تتويجه برفع العقوبات من كافة دول الاتحاد الأوروبي مع إيران يوم أمس الأول، يتضح بأن الغرب يلعب في موازين القوى العالمية التي تؤمن بأنه (ليست هناك صداقة دائمة ولكن هناك مصالح دائمة)، وأوضحت الصحيفة أن القضية السورية أصبحت آخر همومهم في البحث عن حلول لها، واستمرار حالة الاقتتال والتهجير للشعب السوري، الذي ظل ما يزيد على 4 سنوات ينتظر هذا الحل المؤجل، فقد ساهم النظام بشكل فاعل في دفع الشعب السوري للهرب للخارج وتحمل عواقب الهجرة المشروعة وغير المشروعة، وأشارت إلى أن الاستعداد لجلسة المفاوضات بين المعارضة والنظام على طاولة المفاوضات في زيورخ، تتواصل في الوقت الذي نجد أن القصف يستمر من قبل قوات النظام وحلفائه على المناطق التي توجد بها المعارضة بحجة أنها تعود إلى داعش، التي هي أبعد ما تكون عن رغبة للنظام وحلفائه في الانتهاء منها أو تصفيتها.