جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 18-11-2015
• نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية افتتاحية حول سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه تنظيم الدولة الإسلامية تضمنت ما يجب أن يتخذه من خطوات لمواجهة التنظيم عقب هجمات باريس، وقالت الصحيفة إن أوباما محق في قوله إن الطريق للقضاء على تنظيم الدولة يكمن في العثور على شركاء محليين في الشرق الأوسط وغيره يكونون قادرين على جلب الاستقرار لبلدانهم بدعم من أميركا وغيرها، وأضافت أنه إذا كانت هذه الإستراتيجية العريضة صحيحة فإن تنفيذها كان ضعيفا لأن واشنطن لم تقدم دعما عسكريا كافيا للشركاء في العراق وسوريا ولم تستخدم نفوذها لإحداث تغيير سياسي كبير في سوريا بإزاحة بشار الأسد من السلطة أو دفع الحكومة التي يقودها الشيعة في العراق للمصالحة مع قادة السنة، وأشارت الصحيفة إلى أن ما يقوله أوباما عن أن منتقديه لم يقترحوا غير إرسال عدد كبير من القوات البرية إلى سوريا والعراق لمحاربة تنظيم الدولة غير صحيح، مشيرة إلى أن قليلين فقط يقترحون ذلك، وأوضحت أن خبراء عسكريين داخل البيت الأبيض وخارجه يقترحون خطوات متواضعة يمكنها زيادة الضغط على تنظيم الدولة بشكل كبير إذا تبناها أوباما، وهذه الخطوات هي الدعم القوي للقوات العراقية التي تحاول استعادة مدينة الرمادي، وللعرب والأكراد الذين يتقدمون لاستعادة عاصمة تنظيم الدولة، الرقة، وذلك بنشر المزيد من قوات العمليات الخاصة التي بإمكانها العمل كقوات مراقبة جوية متقدمة وتقديم المشورة في تكتيكات المعارك، بالإضافة إلى إرسال المستشارين على مستوى الكتائب وليس فقط على مستوى الفرق وهو ما يجري الآن في العراق، وقالت إن هذه الخطوات لن تؤدي إلى القضاء الفوري على تنظيم الدولة أو تضمن عدم تنفيذه هجمات بالعواصم الغربية، لكنها ستسهل بناء الشراكات المحلية التي يسعى إليها أوباما.
• ذكر الكاتب مايكل غيرسون في مقال له بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن هدف تنظيم الدولة من هجمات باريس هو تشويه سمعة اللاجئين السوريين ونشر الوعي بوجود صراع حضاري بين الإسلام والغرب، وقد حقق الهدفين، وأضاف أن الهجمات ترفع الروح المعنوية لتنظيم الدولة على المدى المتوسط، وتزيد معدلات التجنيد فيه، وقدرته على الحفاظ على الأرض التي يستولي عليها حتى يستطيع الحصول على القدرات العسكرية غير التقليدية لتخريب أكبر محاسن الغرب وأقوى نقاط ضعفه وهو الاقتصاد العالمي، وقال: تخيلوا الأثر الذي سينجم عن ضرب لندن أو نيويورك بسلاح إشعاعي أو بيولوجي، أو على نظام التجارة الدولية، والاستثمار، والبنوك، أو حركة السفر علما بأن جميعها قد بنيت على أساس هش من الثقة، واختتم بقوله إنه وببروز تنظيم الدولة كأكبر تنظيم "إرهابي" ثروة وقدرة عسكرية في التاريخ فإن الولايات المتحدة ليس أمامها خيار إلا القرار المصيري بالقضاء عليه بنفسها دون الاعتماد على فئات طائفية محددة أو الاعتماد على بشار الأسد أو روسيا أو إيران لعمل ذلك، لأن الاعتماد على القوى المذكورة سيولد مشاكل جديدة.
• نطالع في صحيفة الغارديان البريطانية مقال رأي لمايكل كلارك بعنوان "مستقبل سوريا سيُحدد من قبل الجيوش على الأرض، لكن جيوش من؟"،وقال صاحب المقال إنه لا يمكن للغرب الاعتماد على القوات الكردية وحدها لدحر تنظيم "الدولة الإسلامية"، وأضاف أن المشاركة المباشرة أمر لا مفر منه، وأوضح صاحب المقال أن الاعتداءات الإرهابية الأوسع التي ضربت أوروبا مؤخراً، وضعت سياسات الحكومات الأوروبية المتبعة ضد استراتيجية تنظيم "الدولة الإسلامية" في الغرب في الواجهة، وعلى الأخص، الضربات الجوية في سوريا والعراق، وأردف أن " الحملة التي شنت على تنظيم "الدولة الإسلامية" كان لها بعض الفوائد العسكرية، وقال كاتب المقال إن تنظيم "الدولة الاسلامية" بذل جهود كبيرة لاستعادة السيطرة على مدينة عين العرب (كوباني)، إلا أنه فشل في تحقيق ذلك، كما أن معقل التنظيم في الرقة في سوريا مستهدف دوماً، مضيفاً أن العملية التي طال انتظارها ألا وهي استهداف معقله في الموصل أضحت قريبة، وأكد كلارك أن الضربات الجوية التي استهدفت التنظيم، ساهمت في تدمير خط إمدادات النفط غير الشرعية التي كان تدر على التنظيم مليون دولار أمريكي يومياً، وأوضح كاتب المقال أن الغرب فشل في بناء استراتيجية متماسكة لإنهاء الحرب الطائفية في سوريا التي أحدثت شرخاً في المنطقة، وعملت على انتشار الإرهاب إلى أوروبا، وختم بالقول إن تشكيل جيش سني فقط، مؤلف من جنود أتراك ومن دول الخليج قد يكون الحل للتخلص من تنظيم الدولة، مضيفاً أن الحل البديل الوحيد، هو أن تؤدي تداعيات هجمات باريس إلى مشاركة قوات غربية على الأرض.
• ذكرت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية أن روسيا وفرت نقلا جويا لعناصر المليشيات المؤيدة لنظام بشار الأسد، ونقلتهم إلى الخطوط الأمامية لجبهات القتال مع قوات المعارضة السورية، وقالت لويزا لافلاك ورولاند أوليفانت في تقريرهما إن موسكو قامت بنقل عناصر المليشيات، في إشارة إلى الدور المتزايد الذي باتت تؤديه روسيا من خلف الأضواء في الحرب السورية، بعد سبعة أسابيع من التدخل الروسي لمساعدة بشار الأسد، وحرف ميزان الحرب لصالحه، وتذكر الصحيفة أن الكرملين اعترف بأنه أرسل مستشارين إلى سوريا، ولكنه لم يعترف بتقديم دعم للمليشيات المؤيدة لنظام الأسد، التي يعتمد عليها نظامه الآن بشكل كبير، ويكشف الكاتبان عن أن إيران، الحليف الآخر للنظام السوري، نشرت عشرات الآلاف من عناصر المليشيات الشيعية، الذين جاءوا من لبنان والعراق وأفغانستان، وهو ما خفف الضغوط التي يتعرض لها النظام، الذي تراجع جيشه بسبب الانشقاقات والخسائر التي تكبدها بعد حوالي خمسة أعوام من الحرب، ويفيد التقرير، بأن هناك تقارير تقول إن روسيا قدمت المساعدة لبعض هذه المليشيات. وفي يوم السبت، نشر أحد المدونين الروس، واسمه إيفا سيدورينكو، صورة زعم أنها تظهر أحد عناصر المليشيات الشيعية وهو يقف أمام مروحية روسية وصلت حديثا إلى سوريا، وتقول الصحيفة إن المقاتلة الروسية ونوعها "أم آي-8 إي أم أس أتش" كانت تحمل رقم "222"، وقد التقطت لها صورة في السابق في مطار تولمتشيوف في سيبريا، وهي القاعدة العسكرية التي نقلت روسيا منها عددا من المروحيات الجديدة لدعم الأسد، وتختم الديلي تلغراف تقريرها بالإشارة إلى أن مسؤولا أمريكيا قال إن روسيا نشرت مروحيات قتالية إلى وسط سوريا، ومحافظتي حمص وحماة، بالإضافة إلى 38 مقاتلة في القاعدة العسكرية حميميم في اللاذقية.
• تحت عنوان "التدخل الذي سيضطر له العالم" اعتبر عبد الرحمن الراشد في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، أن جريمة الإرهاب في باريس أكدت ضرورة التدخل في سوريا، ووضع حدّ لهذه الفوضى التي وصلت أخطارها إلى ما وراء منطقة الشرق الأوسط، ورأى أن التدخل المقبول اليوم هو ذلك الذي يتم تحت علم الأمم المتحدة، وتشارك فيه عسكريًا وماديًا معظم دول العالم المعنية، ويقيم نظاًما يجمع كل الأطراف ومكونات البلاد، ويهيئ لحكم انتخابي لاحقًا، وتنطلق فوًرا على أرض سوريا حرب دولية على الجماعات الإرهابية، إلى أن يتم تنظيفها منهم، وشدد الكاتب على أن الساسة الغربيون يضيعون وقتهم، ويطيلون في "فيينا" عمر الخطر وأسبابه بمعالجات فرعية، ويتسببون مع كل يوم يمر في رفع عدد الهاربين من القتل والدمار، الذين تجاوز عددهم أكثر من اثني عشر مليون لاجئ، وأضاف أنه من أجل السيطرة على الوضع، التي أصبحت مطلبًا دوليًا، يحتاج المجتمع الدولي إلى أن يفهم أهمية أن يتحرك سريعًا، وأن يجمع على العمل في سوريا من خلال إبعاد كل رموز وأسباب الأزمة؛ بإخراج الأسد، وفي نفس الوقت محاربة التنظيمات الإرهابية، وخلص الكاتب إلى أنه وبعد أن يثبت فشل مشروع "فيينا" سيجتمع المفاوضون من جديد للبحث عن حل آخر، ولكن بعد أن يكون قد طفح كيل العالم غضبًا من امتداد الإرهاب إلى عواصمهم، وتشرد ملايين آخرين يتزاحمون بحثًا عن ملاجئ لهم في العالم، وحينها سيقبل الجميع بالحل الذي لو قبلوا به منذ عامين، وهو التدخل الدولي وتغيير الوضع بالقوة، لكانت سوريا أقل إشكالاً وخطًرا وإيلاًما.
• نطالع في صحيفة العربي الجديد مقالا لميشيل كيلو بعنوان "تصعيب السلام في سورية"، الكاتب تطرق إلى الدور الإيراني في سوريا، ورأى أنه الأخطر والأكثر قدرة على إغلاق درب الوصول إلى حل سياسي، يوقف قتل شعب عارضت أغلبيته دعوتها إلى مداولات الحل السياسي التمهيدية بين روسيا وأميركا ودول إقليمية وعربية في فيينا، وأوضح الكاتب أن دعوة طهران إلى فيينا زاد الأمر تعقيدا، ونوه إلى أنه كان حرياً بالداعين التريث، ريثما تتضح مرحلة ما بعد الغزو الروسي لسورية، ويقع بعض التقارب حول مشاريع الحلول، وتقتنع إيران بالتخلي عن دورها التخريبي الحالي، أو بتقييده، وأشار الكاتب إلى أن إيران ستأتي بإيديولوجيتها المذهبية، وبالصراعات التي تنتجها مع الدول الأخرى، بما في ذلك مع روسيا، إلى الساحة السورية، ليصير الحل السياسي فيها تابعاً لصراعاتها مع العالم، ومرتبطا بأهدافها، وبما تريد الحصول عليه، مؤكدا أن ذلك سيصعب الحل ويأخذه إلى ميادين لا علاقة للسوريين بها، إن ذهب إليها، وقع في الاستعصاء والاحتجاز، وشدد الكاتب في نهاية مقاله على أن إيران طرف في الحرب، طالما رفضت الحل السياسي، معتبرا أنه كان من المبكر جداً دعوتها إلى فيينا، إلا إذا كانت قد دعيت، لتشارك في التهام ضحيتها أو تقاسمها.
• في مقال بعنوان "الأردن أمام مهمة تعجيزية"، كتبت صحيفة الغد الأردنية أن العقبة الأولى أمام جهود الحل السياسي في سوريا منوطة بالولايات المتحدة وروسيا، وتتمثل في مصير بشار الأسد، فيما أنيطت المعضلة الثانية بالأردن الذي تم تكليفه في فيينا بتنسيق جهود وضع قائمة بالجماعات الإرهابية في سوريا، ورأت الصحيفة أن مهمة الأردن دونها عقبات كبيرة، قد تنتهي إلى خلاف بين مختلف الأطراف الدولية والإقليمية حول التصنيفات المقترحة، ذلك أن الاتفاق على معايير للتصنيف، يبدو أمرا بالغ التعقيد، بالنظر لمواقف الدول الراعية للجماعات المسلحة في سوريا، فضلا عن إشكالية لا تقل صعوبة عن سابقتها، تتعلق بالموقف من الجماعات المسلحة التي تقاتل إلى جانب النظام السوري.
• شددت صحيفة عكاظ السعودية على أن الإرهاب أصبح الخطر الداهم على المجتمعات سواء في المحيط العربي أو العالمي، وتابعت قائلة: إنه ليس هناك أدنى شك في أن إرهاب تنظيم "داعش" الظلامي أصبح يهدد هذه المجتمعات، الأمر الذي يتطلب بشكل جاد وحازم وضع إستراتيجيات للجم الإرهاب الداعشي واجتثاثه من جذوره، ورأت الصحيفة أنه يجب النظر بشكل جدي في حاضنات هذا الإرهاب القميء، حيث يعتبر أبرز هذه الحواضن نظام الأسد الإرهابي الذي أسهم في تقوية الإرهاب ودعمه عبر حلفائه الإيرانيين الذين دعموا مليشيات "حزب الله" والتنظيمات الإرهابية لكي تحدث حالة عدم استقرار في المنطقة، ونوهت إلى أنه لا يختلف اثنان ولا يحتاج الأمر إلى كثير من التفصيل والشرح فالعلاقة عضوية وبنيوية وواضحة تلك التي تربط ما بين نظام بشار الأسد وحلفائه الإيرانيين من جهة والتنظيم الإرهابي ما يسمى بـ"داعش" من جهة أخرى، هذا التنظيم الذي ما خاض حرباً واضحة ضد النظام، وحثت الصحيفة المجتمع الدولي، على مواجهة جذور الإرهاب وإنهاء الكابوس الإرهابي الأسدي لكي يتم اقتلاع الإرهاب وحواضنه الأساسية والتحرك بحزم وقوة وبلا هوادة ضد إرهاب "داعش" وإرهاب الأسد.