جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 17-09-2015
• نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية مقالا للكاتب بول بونيسيلي قال فيه إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن في أكثر من مناسبة عن فقدان بشار الأسد للشرعية، لكن أوباما تردد في اتخاذ موقف حازم يؤدي إلى إيقاف المجازر الدامية التي يتعرض لها الشعب السوري على أيدي النظام، وأوضح الكاتب أن فشل إستراتيجية أوباما تجاه سوريا أسفر عن مقتل مئات الآلاف بالأسلحة الكيميائية وغيرها على أيدي قوات الأسد، وأنها أدت إلى تشريد الملايين منهم وتدفق المزيد من اللاجئين السوريين إلى أوروبا، وأضاف الكاتب أن بعض النتائج السيئة لفشل السياسات الأميركية في سوريا تمثلت في قيام تنظيم الدولة الإسلامية بملء الفراغ الذي يتركه النظام السوري الذي بدأ يخسر الحرب، لكن النتائج الأكثر سوءا على المستوى الجيوإستراتيجي تتمثل في تعاظم الوجود العسكري الروسي على الأرض السورية بدعوى الدفاع عن نظام الأسد، وأشار إلى أن روسيا تهدف إلى الحفاظ على نفوذها في سوريا سواء بقي الأسد في السلطة أم جاء غيره من المقربين ممن ترضى عنهم موسكو، وذلك حتى تتمكن من مواصلة التأثير في الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وأضاف أن بوتين ماض في تنفيذ سياساته بسوريا وفي تعزيز وجود بلاده العسكري فيها، وذلك بالرغم من تحذيرات أوباما المتكررة، وتساءل: لماذا يكترث بوتين لتحذيرات أوباما الأخيرة إذا كان لا يكترث لأي تحذيرات أخرى؟
• أظهر استطلاع للرأي أجري في بريطانيا بشأن تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، أن 82% من السوريين يعتقدون أن هذا التنظيم من صناعة الولايات المتحدة وحلفائها، وتضمن الاستطلاع نتائج مفاجئة أخرى، إذ أظهر أن واحدا من كل خمسة سوريين يعتقد أن ظهور التنظيم في بلاده هو أمر جيد، ونفذ الاستطلاع مؤسسة "أو آر بي إنترناشيونال" (ORB International) البحثية البريطانية، في الفترة ما بين 10 يونيو/حزيران و2 يوليو/تموز الماضي، وخضع للاستطلاع عينة من المواطنين السوريين عددها 1365 من محافظات سوريا الأربع عشرة، وأعطى القائمون على الاستطلاع نسبة خطأ محتملة قدرت بـ+/- 3%، وقال تقرير نشر في صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن غالبية الذين استطلعت آراؤهم قالوا إن مستوى الحياة ينحدر نحو الأسوأ في سوريا، بينما قال 21% فقط إنهم يفضلون الحياة في سوريا الآن على تلك التي عاشوها تحت حكم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وبشأن الضربات التي ينفذها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، قال نصف الذين شاركوا في الاستطلاع إنهم يعارضون تلك الضربات، بينما قال 80% إنهم على قناعة بأن الحرب ساءت كثيرا نتيجة تدفق المقاتلين الأجانب على سوريا، وغطى الاستطلاع كذلك المحور السياسي، حيث أعرب أغلب الذين استطلعت آراؤهم عن أنهم يعتقدون بإمكانية الحل السياسي لإنهاء الحرب، وأعربوا عن قناعتهم بقدرة السوريين على العيش جنبا إلى جنب مرة أخرى إذا انتهت الحرب.
• نشرت الديلي تليغراف البريطانية موضوعا تحت عنوان "بوتين يقول إن الأسلحة الروسية لدعم بشار الأسد تمنع تفاقم أزمة اللاجئين في أوروبا"، وتقول الجريدة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدم أسلوبا جديدا للدفاع عن سياسته في دعم "النظام السوري"، مؤكدا أن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا سيؤدي إلى تفاقم أزمة اللاجئين النازحين إلى أوروبا، وتضيف الجريدة أن هذه التصريحات تأتي في الوقت الذي ترددت فيه اخبار عن قيام موسكو بتأسيس قاعدة جوية في مدينة اللاذقية معقل أنصار الأسد وطائفته، وتنقل الجريدة عن بوتين تصريحات أدلى بها في خطاب متلفز ألقاه في مؤتمر مابعد الحقبة السوفيتية في طاجيكستان قال فيه إننا نساند الحكومة السورية في حربها ضد العدوان الإرهابي ونقدم وسنقدم لها الدعم التقني والعسكري، وأضاف إنه دون مشاركة روسية فعالة سيكون من المستحيل على الحكومة السورية هزيمة الإرهابيين داخل حدود سوريا وفي الإقليم ككل وحماية التنوع العرقي والطائفي هناك، وتقول الجريدة إن بوتين نفى أن تكون سياسة بلاده في دعم الأسد هي المسؤولة عن تفاقم أزمة اللاجئين التى تعاني منها أوروبا مؤكدا أنها بالعكس قللت من حجم اللاجئين النازحين، وتوضح الجريدة أن بعض المحللين السياسيين يعتبرون أن زيادة التواجد الروسي في سوريا يهدف إلى الحصول على أوراق ضغط أكثر استعدادا لمرحلة المفاوضات لحل الأزمة في سوريا، وبينت نقلا عن الرئيس الفنلندي السابق مارتين اهيتساري تأكيده أن موسكو اقترحت عام 2012 تنحي الأسد واختيار خلف له بتوافق من جميع الأطياف لكن الغرب تجاهل الاقتراح الروسي الذي جاء عبر المندوب الدائم لموسكو لدى الأمم المتحدة.
• نشرت صحيفة لوتون السويسرية تقريرا، تحدثت فيه عن أسباب رفض المملكة العربية السعودية، وبقية دول الخليج، استقبال اللاجئين السوريين، في مقابل استقبالهم وإيوائهم من قبل عدد من الدول الأوروبية ودول عربية، وأشارت الصحيفة إلى الضغوط المتواصلة التي تتعرض لها دول الخليج، لدفعها لاستقبال اللاجئين السوريين على أراضيها، في ظل عجز بقية الدول العربية عن استقبال المزيد، وتفاقم ظاهرة الهجرة نحو الدول الأوروبية، وأفادت بأن السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، لم تدخر جهدا في تمويل برامج المساعدة والإغاثة الدولية بمبالغ ضخمة، غير أنهما ترفضان رفضا قاطعا تخفيف الضغط عن الدول التي تؤوي 90 في المئة من أربعة ملايين لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، وهي تحديدا تركيا ولبنان والأردن، وتساءلت الصحيفة عن سبب إحجام دول الخليج عن إيواء قسم من اللاجئين، على الرغم من كونها أكثر الدول ثراء في العالم، علاوة على حاجتها الماسة لليد العاملة، التي تستقدم معظمها من دول جنوب شرق آسيا، فالسوريون على الأقل يتحدثون اللغة العربية، وفق الصحيفة، أشارت الصحيفة نقلا عن نديم حوري، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش، إلى التضارب بين الأرقام الرسمية التي أعلنت عنها المملكة العربية السعودية نفسها، إذ تتحدث تارة عن وجود نصف مليون من السوريين، وطورا عن عدة ملايين، وأكد حوري على ضرورة أن تبذل دول الخليج مزيدا من الجهد في هذا الصدد.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لعبد الرحمن الراشد بعنوان "الروس وإنقاذ الأسد من إيران!" الكاتب لفت إلى أن القوى الخارجية جاءت إلى سوريا بمشاريع يصعب تحقيقها، وربما مستحيلة؛ مثل جمع الأعداء في حكومة واحدة، وثان يعدّ العدو الوحيد "داعش"، ومشروع ثالث طرح التقسيم وإقامة دولة علوية، أو دولة أقليات على ساحل البحر المتوسط، وأشار الكاتب إلى أن إيران وروسيا قد جربتا لأربع سنوات فرض مشروع واحد؛ بالمحافظة على حكم الأسد، وها هي تكتشف استحالة ذلك؛ مبرزا أن هذا الحكم لم يتبق عنده شعب، ولا موارد، ولا مصادر قوة، كالجيش والأمن، وزاد العداء ضده لأنه مسؤول عن قتل أكثر من ربع مليون من مواطنيه، ورأى الكاتب أن أسهل المشاريع هو خلع هذا الحكم، متسائلا: لصالح من؟ ونوه إلى أنه لن يكون ممكنًا تنصيب المعارضة المسلحة لحكم البلاد إلا بتوافق إقليمي عربي - إيراني - تركي، وخلص الكاتب إلى أن منطقة الشرق الأوسط بعد الاتفاق النووي ستتغير؛ وأوضح أن إيران قد تميل سياسيًا مع الولايات المتحدة، ضد سياسة الروس، معتبرا أنه لهذا السبب يريد بوتين استباق رياح التغيير بطرح الحل الإيراني نفسه، حكم يجمع الأسد وبعض المعارضة تحرسه قوات روسية، لكن مع إبعاد قاسم سليماني والحرس الثوري الإيراني، و"حزب الله"، وبقية الميليشيات الشيعية الأفغانية والعراقية!
• نطالع في صحيفة النهار اللبنانية مقالا لراجح الخوري بعنوان "دولة الساحل وأفغنة سوريا!"، الكاتب اعتبر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمكن من أن يلعب بمهارة على مسرح المذبحة السورية، وأن يتلاعب بباراك أوباما الذي طالما بدا منذ خمسة أعوام كأنه لا يملك أي استراتيجيا، ولفت الكاتب إلى أن بوتين الذي يعرف جيداً ان الأسد لن يتمكن من استعادة السيطرة على سوريا وأن في وجهه جبلاً من القتلى يصل إلى 300 ألف وملايين اللاجئين، يعرف أيضاً انه بتحصين مواقعه في طرطوس واللاذقية والساحل السوري ودعمه قيام "الدولة العلوية"، يضمن ترسيخ مصالحه على المتوسط، واستمرار دوره كلاعب محوري في الإقليم الذي تجتاحه زلازل من الاضطرابات والمشاكل، ورأى الكاتب أن إقامة المطارات وحشد القوات في جبلة واللاذقية وغيرهما لن يغير النتائج التي قد يحصدها على الطريقة الأفغانية كما حصل عام 1988، إلا إذا كان شريكاً مضارباً مع أوباما وإيران في عملية تقسيم سوريا والمنطقة.
• اعتبرت صحيفة عكاظ السعودية أن تأكيدات المجلس الوزاري الخليجي على أن سياسة إيران القائمة على التدخل في شؤون دول المجلس، تحمل تهديداً خطيراً للأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وتنذر باشتعال حرب طائفية خطيرة في المنطقة، جاءت كرسالة واضحة على أن إيران سعت عبر تدخلاتها في العراق ولبنان واليمن وسوريا إلى إشعال الحرائق ونشر الفتنة والإرهاب في المنطقة عبر دعم النظام الإرهابي في سوريا ، وما يجري على الأرض السورية ظاهر للعيان، وقالت الصحيفة إن تصريحات بشار الأسد بأن النظام يتلقى التكنولوجيا من طهران، جاءت كتأكيد للمؤكد لما نطق به طاغوت دمشق، فإيران منغمسة معه قولاً وفعلاً في كل جرائمه وفي كل مذابحه لا بل في كل براميله المتفجرة.
• أشادت صحيفة الراية القطرية، في افتتاحيتها، بقرار أمير البلاد، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تبني تعليم 100 طالب سوري بجامعة السوربون الفرنسية، مبرزة أن هذا القرار يكتسب أهميته من أنه يؤكد على مواقف قطر تجاه ما يتعرض له الشعب السوري من إرهاب بالداخل ومعاناة في معسكرات النزوح واللجوء بالخارج، وشددت الصحيفة على أنه ليس من المعقول ولا المقبول المزايدة على مواقف قطر والدول الخليجية الأخرى الواضحة تجاه الشعب السوري، باعتبار أن هذه المواقف لا تقبل بأي حال من الأحوال المزايدة عليها لأن قطر قد أكدت مرارا وتكرارا أنها لن تتخلى عن الشعب السوري، وأنها لن تلتفت للمزاعم الغربية التي تحاول التشويش على هذه المواقف الإيجابية، وترى الصحيفة أنه بات من المهم أن يدرك المجتمع الدولي أن عجزه عن إيجاد حل للأزمة السورية قد حولها إلى مأساة إنسانية منسية وأن النظام السوري من جانبه قد حول سوريا إلى ركام، وبالتالي فإنه لا يمكن أن يكون جزء ا من أي حل للأزمة، لأنه يتحمل المسؤولية كاملة عن جميع الانتهاكات والجرائم ضد الشعب السوري بممارسة القتل الجماعي ضد المدنيين السوريين وتشريدهم وتجويعهم بالداخل والخارج.