جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 16-07-2015
• وصف الكاتب الصحفي البريطاني المشهور روبرت فيسك الاتفاق المبرم بين إيران والدول الكبرى بشأن برنامجها النووي بأنه "انتصار شيعي" في منطقة الشرق الأوسط، وقال فيسك في مقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية إن الإدارة الأمريكية تدعم الشيعة في الصراعات المذهبية في الشرق الأوسط، زاعمًا أن طهران ستكون رجل واشنطن في المنطقة، وأضاف فيسك: وداعًا لنفوذ الإسلام السني الذي ارتكب أبناؤه جريمة ضد الإنسانية في 11 سبتمبر/ أيلول، وقدَّموا للعالم أسامة بن لادن الذي تحالف مع حركة طالبان، وكذلك أمراء تنظيم "داعش" الإرهابي، ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية في واشنطن، ضاقت ذرعًا من أمراء الخليج المتجهين نحو الانهيار، ومن تعاليمهم المتشددة، وكذلك من أثرياء الخليج طالما غضوا النظر عن عقد صفقات سلاح مع الولايات المتحدة، وأيضًا من الحرب الداخلية في اليمن، والآن إيران تمثل شرطي المنطقة الشيعي القوي، ونوه الكاتب إلى أن إيران إذا كانت تريد القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي، فإنها ستعمل على إقناع الإدارة الأمريكية من أجل تقديم الدعم لنظام بشار الأسد في سوريا.
• تحت عنوان "الخيار الأفضل في السوق" كتب أوري بار يوسف بصحيفة هآرتس الإسرائيلية أنه قبل عامين كتب أحد الخبراء الإسرائيليين مقالة طرحت ثلاثة سيناريوهات للعلاقة مع إيران وهي: توازن رعب نووي وحياة في ظل القنبلة النووية، هجوم إسرائيلي (لن يقضي بالطبع على الحياة النووية) وحرب صواريخ باهظة الثمن في مواجهة إيران، أو هجوم أميركي تدفع إسرائيل من أجله تنازلات سياسية مؤلمة إرضاء لواشنطن، ويتابع أن احتمال الاتفاق بين إيران والدول الغربية لم يكن في الحسبان، ويفسر سبب عدم قبول نتنياهو وإسرائيل بالاتفاق إلى أننا غير مهيئين نفسيا لقبول إمكانية مواجهة الأخطار الكبيرة بالطرق الدبلوماسية، ويقارن الكاتب بين تجريد سوريا من سلاحها الكيميائي والاتفاق النووي مع إيران "ففي عام 2013 توقف هجوم أميركي ضد سوريا في اللحظة الأخيرة بعد توصل واشنطن وموسكو لاتفاق يقضي بتفكيك السلاح الكيميائي في سوريا، ويخلص بالقول إن تدمير السلاح الكيميائي السوري قد ساعد في تعزيز أمن إسرائيل أكثر من عملية الجرف الصامد، وإذا كان هناك درس يمكن تعلمه من السابقة السورية فهو إمكانية منح إسرائيل أمنا أكثر وبثمن أقل من أي بديل آخر، لذلك فإن الاتفاق هو الخيار الأفضل في السوق.
• صحيفة الحياة اللندنية نشرت مقالا للينا الخطيب تحت عنوان "«الجبهة الجنوبية» أمل سورية الأخير"، الكاتبة أشار إلى أن الجبهة الجنوبية تعتبر أساسيةً في سياق الصراع السوري، ليس بسبب شرعيتها ورفضها للتطرّف وحسب، بل أيضاً لأن المنطقة التي تسيطر على معظمها لا تبعد من دمشق سوى 100 كيلومتر، مبرزة أن الجهة التي يمكنها أن تسيطر على دمشق في وسعها أن تُحدِّد المسار المستقبلي للصراع في سورية، رغم أن السيطرة على العاصمة ليست مهمة سهلة، ولذا، يضع النظام وجيش الفتح والجبهة الجنوبية جميعاً السيطرة على دمشق نصب أعينهم، ولفتت الكاتبة إلى أن الجبهة الجنوبية تواجه التحدّي المتمثّل في صعود نجم "جيش الفتح"، ورأت أن دافع الرعاة الإقليميين وراء إنشاء "جيش الفتح" ليس تمكين الجماعات الإسلامية، بل علامة على البراغماتية، فقد نفد صبر الحلفاء الإقليميين تجاه الولايات المتحدة في سعيها إلى إنهاء الأزمة السورية، كما أنهم يشعرون بالقلق إزاء تقبّل المجتمع الدولي لإيران بعد عقد الاتفاق النووي معها، وكذلك إزاء تراجع نفوذهم في الشرق الأوسط، مبينة أن هذه المخاوف قد حفزتهم على السعي إلى ممارسة مزيد من الضغوط على "النظام السوري"، باستخدام الأدوات المتاحة على الأرض بحيث يتمكنون من تحديد مسار المرحلة الانتقالية في سورية وتعزيز نفوذهم الإقليمي، وخلص الكاتب إلى أن ما تحتاجه الجبهة الجنوبية، إضافة إلى مزيد من الدعم الفني والمالي والعسكري، هو زيادة قدراتها في مجال الحوكمة، وكذلك قدراتها السياسية، ومن دون ذلك ستكون سورية في خطر خسارة آخر أمل لها في الوصول إلى مرحلة انتقالية يقودها المعتدلون.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لعبد الرحمن الراشد بعنوان "الاتفاق الإيراني الغربي ونحن (1 - 2)"، الكاتب عبر عن أسفه لكون الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران والدول الغربية يحقق لنظام رجال الدين في إيران كل أمانيهم، أولاً، بموجبه تحتفظ بقدراتها النووية مع توقف عشر سنوات فقط عن التخصيب النووي المكثف، وثانيًا، تركت حرة تُمارس مغامراتها ودعمها للجماعات المتطرفة، ولا توجد في الاتفاق آلية أو التزامات لحماية المنطقة من الأيام المقبلة، سوى النوايا الإيرانية الحسنة، ولفت الكاتب إلى أن ما نخشاه أن الاتفاق عزز من نفوذ الصقور في طهران، وبالتالي سيؤجل لعقد أو عقدين أي انتقال إيجابي في داخل النظام أو من خارجه، مبرزا أن سلطة حكومات شريرة مثل صدام في العراق والأسد في سوريا والقذافي في ليبيا قد سقطت، أو تضعضعت، وكان النظام الإيراني خائفًا أن يلحقه نفس المصير، وجاء الاتفاق ليجعله محصنًا ويطيل في عمره، وبالتالي نتوقع أن نشهد المزيد من الحروب والدماء في المنطقة، ورأى الكاتب أنه كان بوسع الاتفاق أن يغير المنطقة إيجابيا، مؤكدا أن إيران هي الداعم الرسمي لمعظم القوى المتطرفة، من "حزب الله" إلى حماس إلى عصائب الحق، وهي الدافع لظهور قوى متطرفة مضادة لها، مثل «القاعدة» و«داعش»، وهي وراء الفوضى حيث شملت عملياتها الإرهابية من الفلبين أقصى شرق العالم إلى الأرجنتين أقصى غربه.
• تحت عنوان "الإدارة الإيرانية لمعركتي الزبداني والفلوجة" كتب داود البصري مقاله في صحيفة السياسة الكويتية، الكاتب لفت إلى أنه قبل أسابيع قليلة تحدث علي أكبر ولايتي, وهو كبير مستشاري الولي الإيراني الفقيه من خلال زيارة له للعاصمة اللبنانية بيروت, عن متغيرات استراتيجية ستشهدها ساحة الصراع السورية، ملمحا لحدوث نقلة تعبوية ستعيد السيطرة تدريجيا لقوات "النظام السوري" المنهارة, وذلك من خلال الدعم الإيراني المباشر بمستشاري الحرس الثوري, وتوسيع المشاركة العسكرية لـ"حزب الله" اللبناني في جبهات القتال, وكذلك مد النظام السوري بأسلحة ومعدات قتل جديدة تتمثل في شحنات كبيرة من براميل الموت, وأشار الكاتب إلى أنه لم تمر سوى أيام قليلة على ذلك التصريح حتى شن "النظام السوري" مصحوبا بعصابات حسن نصر الله ومستشاري الحرس الثوري هجمات على الجبهة الجنوبية في درعا وحوران وسفوح الجولان, مبرزا أن هذه الهجمات لم تسفر عن نتائج حاسمة, بل كشفت عن زيادة التورط الإيراني في الصراع, وهو تورط يعكس حالة قلق إيرانية مريعة من الاحتمالات والنتائج المترتبة على سقوط "النظام السوري" المتسارع وانهيار المنظومة الأمنية والعسكرية والعقائدية الإيرانية في الشرق, لذلك فقد كان منظرا له دلالاته حينما تم رفع علمي إيران و"حزب الله" فوق سقف مسجد بني أمية الكبير في دمشق, في إشارة واضحة لطبيعة النوايا الاستراتيجية الإيرانية والتي تعتبر بالتالي المعركة في الشام هي معركة النظام الإيراني.