جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 14-01-2016
• كتب ريتشارد هول في موقع غلوبال بوست الأمريكي عن معاناة اللاجئين السوريين في لبنان، وقال إنهم أجبروا على العيش بسرية وتحت الأرض، ويشير الموقع إلى أزمة اللاجئين التي تسببت بها الحرب الأهلية السورية، وأثرت على لبنان بشكل كبير أكثر من أي بلد آخر، فهناك حوالي 1.2 مليون لاجئ سوري في لبنان تقريبا، وهو رقم مثير للانتباه، إن أخذنا بعين الاعتبار عدد سكان البلد، الذين لا يتجاوز عددهم 4 ملايين نسمة قبل الحرب الأهلية السورية، وهناك عدد آخر غير معروف من اللاجئين غير المسجلين، ويلفت التقرير إلى أنه في كانون الثاني/ يناير 2015، فرض لبنان، وهو يحاول مواجهة آثار الأزمة، قيودا شديدة على الحدود مع سوريا، ما صعب اجتياز الهاربين من الحرب والاضطهاد من سوريا إلى لبنان، وفي الوقت ذاته وضعت الدولة قيودا على السوريين المقيمين في البلد من أجل تجديد تأشيرات الإقامة، ويورد الكاتب أنه بحسب مدير هيومان رايتس ووتش في الشرق الأوسط نديم خوري، فقد جعلت هذه القيود حياة اللاجئين مستحيلة، وهو ما دفعهم للعيش في الظل أو تحت الأرض، ويقول خوري: إن آخر ما يريده لبنان هو أعداد كبيرة من اللاجئين غير المسجلين، يعيشون على هامش المجتمع، ويكونون عرضة لمخاطر الانتهاك، مشيرا إلى أن سياسات لبنان (قصيرة النظر) تهيئ الظروف لوضع متفجر، ويلفت هول إلى أن القيود في أماكن أخرى تترك أثرها على لبنان، وبحسب هول، فإن تقرير المنظمة الحقوقية يعلق بأن من فقد وضعه القانوني يعني تعريض حياته للخطر وسوء المعاملة والسجن، بالإضافة إلى تعرضه للعمالة الرخيصة من أصحاب الأعمال والاستغلال الجنسي، ويختم "غلوبال بوست" تقريره بالإشارة إلى قول يسرا، وهي لاجئة سورية تعيش في شمال لبنان: "إن كل ما أريده هو أن أعيش بسلام وأساهم في المجتمع اللبناني، حتى أستطيع العودة إلى سوريا، وكل ما أريده أن أعامل على أنني بشر".
• وضعت صحيفة الغارديان البريطانية في صدر صفحتها الأولى اتهام السلطات التركية لتنظيم الدولة الإسلامية بالمسؤولية عن التفجير الانتحاري في اسطنبول، وهو الأخير في سلسلة التفجيرات المتصاعدة في تركيا في الأشهر الأخيرة، حيث تواجه السلطات التركية تداعيات الحرب الأهلية في سوريا المجاورة لها وتصاعد هجمات الانفصاليين الأكراد فيها، ونشرت الصحيفة مقال رأي في هذا الشأن كتبه سيمون تيسدل، وصف فيه تفجير تنظيم الدولة الإسلامية في الحي السياحي بأنه وجه ضربة رمزية في قلب الدولة التركية، ويقول كاتب المقال إنه ومع انجرار تركيا إلى خطوط النار في الحرب الأهلية السورية وصراع المنطقة، واسع النطاق، ضد المتطرفين المسلمين السنة، إلا أن الرئيس رجب طيب أردوغان، يركز اهتمامه بعناد على عدو مختلف كليا، وهو الأكراد، ويضيف أنه وعلى الرغم من قيام الإرهابيين بتجهيز هجومهم في حي السلطان أحمد السياحي، ظل أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء المخلص لأردوغان، ينظر باتجاه الوجهة الخاطئة، حين قال أمام اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم إن القوات الأمنية التركية ستواصل حملات دهمها ضد مناطق الأقلية الكردية إلى أجل غير مسمى.
خصصت صحيفة الإندبندنت البريطانية صفحتين لتغطيتها الإخبارية لأصداء انفجار اسطنبول، تحت عنوان "الآن، تنظيم الدولة الإسلامية يستهدف السياح في تركيا"، وتقول الصحيفة في تغطيتها أن المفجر الانتحاري السعودي المولد الذي قتل 10 من السياح يوم أمس في قلب المنطقة القديمة في اسطنبول على ارتباط بتنظيم الدولة الإسلامية ويدعى نبيل الفضلي، وقد اختار أن يفجر نفسه بعيدا عن الحدود الطويلة مع سوريا التي تمكن من عبورها، وفي قلب اسطنبول وسط مجموعة من السياح الألمان، وترفق الصحيفة بتغطيتها الإخبارية تحليلا كتبه باتريك كوكبرن تحت عنوان "تنظيم الدولة الإسلامية لا يحتاج بعد لمراعاة تركيا"، ويقول الكاتب إن تركيا باتت مكانا أكثر خطرا، لكنه يستدرك بالقول إن الحال كذلك في عموم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأي مكان يمكن لتنظيم الدولة الإسلامية أن يرسل فرقه الانتحارية إليه، ويضيف أنه إذا كان تنظيم الدولة الإسلامية وراء التفجير، فمن المهم معرفة ما إذا كان الهجوم لمرة واحدة أو بداية لحملة من التفجيرات، ويخلص المقال إلى أن المحرك المحتمل وراء تفجير أمس قد يكون توجيه تحذير بأن تنظيم الدولة الإسلامية سينتقم من أي إجراءات تتخذها الدولة التركية ضده، وهو بالتأكيد يمتلك الوسائل لفعل ذلك، لأن لديه نحو 1000 أو اكثر من مسلحيه من الأتراك فضلا عن جيوب تقدم الدعم داخل تركيا.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لصالح القلاب تحت عنوان "سوريا: غياب أميركي وهيمنة روسية وتنظيمات إرهابية!"، تطرق فيه إلى اعتراف وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن هناك فعلاً «ورقة» أميركية تتضمن اقتراًحا ببقاء بشار الأسد رئيًسا لسوريا حتى بدايات عام 2017، ورأى أن ذلك يعني أن هناك ترتيبات تم الاتفاق عليها، من دون معرفة الأطراف المعنية الأخرى بشأن الأزمة السورية، بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، وهو يفِّسر معنى ابتعاد الأميركيين والنأي بأنفسهم عن هذه القضية وإفساح المجال للروس، ليفعلوا ما يشاؤون، معتبرا أن الخطير في هذا كله هو أن انكفاء الولايات المتحدة وابتعادها عن كل القضايا الملتهبة في الشرق الأوسط قد ترتب عليه أن روسيا قد أصبحت الرقم الرئيسي في معادلة هذه المنطقة، مما يعني مزيدًا من تجذير الإرهاب، ولفت الكاتب إلى أنه كان على الولايات المتحدة أن تدرك وقبل فوات الأوان أن بقاء بشار الأسد، وأن انفراد فلاديمير بوتين بسوريا.. وبالتالي بالمنطقة، سيؤديان حتًما إلى مزيد من التوتر المذهبي والطائفي في هذه المنطقة، مشددا على أن الأميركيين قد ارتكبوا خطأً فادًحا وقاتلاً عندما بادروا إلى الانكفاء، وترك هذه المنطقة الحساسة، مما يعني مزيدًا من انتعاش «داعش» و«القاعدة»، ومزيدًا من ظهور تنظيمات إرهابية جديدة.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لحسان حيدر بعنوان "صمود المعارضة يضطر بوتين إلى «المرونة»"، اعتبر فيه أن حديث بوتين المخادع عن إمكان منح بشار الأسد اللجوء السياسي على رغم أنه سابق لأوانه، لا غرض له سوى المناورة وإطلاق بالونات اختبار قبل الموعد المزمع في غضون عشرة أيام لبدء المفاوضات في جنيف بين المعارضة والنظام، مبرزا أن الرئيس الروسي متمسك إلى اقصى حد ببقاء تابعه المخلص رئيساً، حتى ولو على رقعة مصغرة من سورية، أما السبب الذي يدعو «القيصر» الذي يهوى عرض عضلاته إلى المناورة ودغدغة آمال المعارضين وسائر السوريين برحيل الديكتاتور، رأى الكاتب السبب الأول: أن حملة القصف الجوي والصاروخي والمدفعي التي تشنها قواته في سورية لم تحقق حتى الآن الأهداف المتوخاة منها، أولاً لأن المعارضة تمكنت من الحفاظ على معظم مواقعها على رغم شراسة الهجمة وبعض النكسات الصغيرة هنا وهناك، وثانياً لأن الوقت يضغط على موسكو على رغم ادعاءاتها بأنها «مرتاحة جداً» في حربها وأن جيشها «يتمرن» فحسب، وأشار الكاتب إلى أن السبب الثاني لـ «المرونة» التي يبديها بوتين عندما يتحدث عن «أخطاء الأسد الكثيرة» وعن «حاجة سورية إلى دستور جديد»، فهو رغبته في أن يظهر دولياً بمظهر المحايد الذي يتعاطى مع الوضع السوري بواقعية ولا هدف له سوى «محاربة الإرهاب»، موجهاً كلامه أساساً إلى الغرب المكتوي باعتداءات المتطرفين المشبوهة الدوافع والتدبير، وهو يستفيد في مناورته هذه من الموقف الأميركي المتدرج في تخاذله.
• نشرت صحيفة النهار اللبنانية مقالا لراجح الخوري بعنوان "بوتين : ليحزم الأسد حقائبه"، الكاتب سلط الضوء على حديث فلاديمير بوتين لصحيفة "بيلد" الألمانية حيث قال: "اعتقد أنه من السابق لأوانه البحث في مسألة إعطاء الرئيس بشار الأسد حق اللجوء... وأنه يجب تغيير الدستور في سوريا"، ورأى الكاتب أن هذا الكلام يعني ضمناً أن مسألة إعطاء الأسد حق اللجوء شبعت درساً في موسكو، وأن هناك موعداً يقترب ليحزم الأسد حقائبه ويرتدي معاطفه السميكة ويطير نهائياً إلى روسيا، معتبرا أنه عندما يقول بوتين: "إن روسيا منحت إدوارد سنودن العميل الأميركي السابق في وكالة الأمن القومي الأميركي اللجوء، وكان الأمر أصعب من فرضية منح الأسد اللجوء"، فإن ذلك يوحي أنه إذا كان سنودن حصل على اللجوء على رغم معارضة واشنطن وانعكاس القرار سلباً على علاقات البلدين، فإن لجوء الأسد إلى روسيا سيقابل بالتصفيق، وأشار الكاتب إلى أن بوتين لم يتردد في القول إن الأسد ارتكب أخطاء عدة منذ اندلاع النزاع في عام 2011، وهو يدعو صراحة إلى وضع دستور جديد لسوريا، في إشارة واضحة إلى أنه كان في وسع الأسد تقديم بعض الإصلاحات التي طالبت بها المعارضة في البداية بدلاً من مقابلة الأمر بالعنف، الذي سرعان ما وجد من يرد عليه من الخارج بدعم المعارضة.
• اعتبرت صحيفة الشرق القطرية في افتتاحيتها أن الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له اسطنبول التركية، يعكس حجم مخاطر التفريخ الإرهابي في المنطقة جراء ممارسات النظام السوري التي باتت خطرا ليس على أمن تركيا فحسب، بل على أمن المنطقة بأسرها، وقالت الصحيفة إن أمن تركيا هو جزء من أمن المنطقة، وأنقره شريك أساسي في العمل على إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة، مبرزة أنه من هذا المنطلق فإن كل الدول المحبة للسلام، بادرت إلى التضامن والوقوف إلى جانب تركيا، وستظل كذلك، إلى أن يتم وأد هذه الظاهرة واستئصال جذورها، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي معالجة أسباب التوتر والعنف في المنطقة.