جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 13-07-2015
• نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية تقريرا حول موقف لحافلات نقل الركاب في حلب يقع على خط التماس بين المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، وتلك التي يسيطر عليها النظام السوري، ووصف التقرير حال الرجال القادمين من مناطق التنظيم بأنهم يدخنون السجائر باسترخاء غير خائفين من سياط الجلاد أو سيفه، أما النساء فيخلعن البرقع حال وصولهن إلى مناطق النظام، ويمشين مبتعدات عن المحرم الذي لا يستطعن الخروج بدونه في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، وينقل التقرير عن أبو حامد أحد المسؤولين بالموقف قوله إنهم يصلون إلى هنا والعرق يغطيهم وتسري الرعشة في أجسادهم، ويأتون متلهفين إلى أبعد الحدود لتدخين سيجارة، ويستعرض التقرير تقطيع الأوصال الذي ابتليت به حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا، حيث تنقسم بشكل عام إلى قسمين أحدهما يسيطر عليه النظام وآخر يسيطر عليه الثوار، أما وسط المدينة التاريخي الذي أدرجته اليونسكو على لائحة التراث الإنساني فهو أيضا مقسم بين المجموعتين، وكذلك سوق المدينة العتيق، ونتيجة لذلك، فإن المشوار الذي كان لا يستغرق سوى خمس دقائق على الأقدام أصبح اليوم يستلزم ركوب عدة حافلات، وقد تستغرق الرحلة 12 ساعة أو أكثر حيث تمر بعدة نقاط تفتيش تابعة للطرفين، وفي كل منها يتعين على الركاب الانتظار طويلا، وتصف الصحيفة المسافرين بين قسمي المدينة بأنهم أعداد غفيرة حيث إن الخط الفاصل بين مناطق النظام والمعارضة قد فصلت ما بين المرء وعائلته أو عمله، لذلك فنادرا ما يكون هناك شخص لا يحتاج إلى التنقل بين قسمي المدينة، وتفرض نقاط التفتيش التابعة للطرفين ضوابط أمنية متشددة، وفي المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المتشددة يمنع على الرجال القادرين على حمل السلاح من المغادرة بدون سبب قاهر، وإذا ما غادروا يمنع أن يصطحبوا معهم جميع أفراد عائلاتهم لضمان عودتهم.
• نشرت جريدة الغارديان البريطانية موضوعا تحت عنوان "المحافظون يأملون في دعم العمال لخطة قصف مواقع في سوريا"، يقول المحرر السياسي للجريدة باتريك وينتور إن الحكومة البريطانية بزعامة حزب المحافظين قد وجهت دعوة لإثنين من رموز حزب العمال المعارض وهما هارييت هارمان وفيرنون كوكر لحضور جلسة مجلس الأمن القومي التى تناقش السياسات الدفاعية طويلة الأمد للبلاد وخططها الأمنية، ويضيف وينتور أن الحكومة بدأت بهذه الخطوة التحرك نحو إقناع حزب العمال بدعم الخطط الحكومية بالتدخل في سوريا عن طريق حملة جوية لهذا الغرض بدأت في دعوة هارييت هارمان الرئيسة الانتقالية لحزب العمال وفيرنون كوكر وزير دفاع حكومة الظل، ويوضح وينتور أن هذه الخطوة تأتي أيضا بعد الانتقاد الذي وجهه وزير الدفاع مايكل فالون لمشاركة الحكومة البريطانية في قصف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وامتناعها عن قصف أهداف الدولة الإسلامية في سوريا، ويعتبر الكاتب أن رئيس الوزراء دافيد كاميرون واجه أكثر أيامه في الحكم صعوبة عندما فشل في إقناع حزب العمال بدعمه في المشاركة في قصف سوريا مع الولايات المتحدة الأمريكية إبان استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيمياوية ضد المعارضين في الغوطة الشرقية قرب دمشق عام 2013، ويؤكد وينتور أن بريطانيا تعتبر أن التخلص من الأسد هو أساس حل الأزمة في سوريا مع اعترافها أن مدينة الرقة شمال سوريا التى يتخذها "الدولة الإسلامية" عاصمة له هي "مركز لأغلب العمليات الإرهابية" التي تقع مؤخرا، ويختم الكاتب بقولة إن بريطانيا مقتنعة أن روسيا ستصل في لحظة ما إلى الاقتناع بأن دعمها للأسد يقوض أي إمكانية لفرض سلام مقبول في الشرق الأوسط وهو السلام الذي يصب في مصالح موسكو نفسها.
• نطالع في صحيفة النهار اللبنانية مقالا لعلي بردى تحت عنوان "سريبرينيتسا السورية"، الكاتب أشار إلى أن المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة سامانتا باور اختارت الذكرى السنوية العشرين للإبادة في سريبرينيتسا موعداً لتقديم مشروع قرار جديد في مجلس الأمن يتضمن "آلية لتحميل المسؤولية" عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، ورأى الكاتب أن الطريق إلى اصدار هذا القرار تبدو وعرة لأسباب عدة في الوقت الراهن، مبينا أن أطراف الحرب السورية، وخصوصاً نظام بشار الأسد، لا يكترثون لما يترتب على الامتثال للمسؤولية القانونية عن وضع حد للإفلات من العقاب على جرائم الإبادة والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، أو أقلها جرائم الحرب وغيرها من الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي، والتحقيق مع المسؤولين عن تلك الجرائم ومحاكمتهم، ولفت الكاتب إلى أن القوى الكبرى ستنشغل على الأرجح بتداعيات عودة إيران إلى المجتمع الدولي من باب اتفاقها مع مجموعة 5 + 1 للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين إلى ألمانيا، حيث يأمل كثيرون في أن يختلف حضور إيران في منطقة ينهار فيها نظام قديم، ودول تتفكك، ومنها سوريا، وختم الكاتب مقاله قائلا إن خيبة سامانتا باور تتمثل بأن الهويات الجديدة هي التي ترسم حدود دول جديدة، لذلك ترخص الدماء!
• أشارت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها إلى أنه عندما يعترف وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر بأن الولايات المتحدة لم تستطع تجميع أكثر من 60 شخصاً لتدريبهم في جيش "المعتدلين" لمحاربة "داعش"، فهذا يعني إعلان فشل صريح لخطة إنشاء جيش قادر على محاربة هذا التنظيم الإرهابي، استكمالاً لخطة سابقة فشلت أيضاً في المراهنة على جبهة النصرة في أن تنتقل من حضن "القاعدة" إلى كنف الولايات المتحدة ودول إقليمية، وتصبح هي الجيش المأمول الذي يحظى بالرعاية والدعم الذي يحارب "داعش" وينتصر عليه، ثم تصبح الفرس الرابح في مقاومة النظام السوري وإسقاطه في المرحلة التالية، وتتساءل الصحيفة أنه وبعد فشل محاولة إغراء جبهة النصرة بالانقلاب على "القاعدة"، وفشل تشكيل "جيش المعتدلين"، ماذا بعد في الجعبة الأميركية في حربها المفترضة على "داعش"؟، موضحة أن الولايات المتحدة تبدو في "حيص بيص" غير قادرة على رسم استراتيجية واضحة، وتتضح حالة من الارتباك والتناقض في تصريحات مسؤوليها، فهي غير قادرة على تبني مقاربة جديدة تجاه النظام السوري، ولا تستطيع إغضاب حلفائها في عدائهم للنظام السوري، وتريد في الوقت نفسه أن تواصل استخدام ورقة الإرهاب كأداة ضغط وابتزاز للدول العربية، وذلك يعني عدم جدية في محاربة الإرهاب الذي يتسع ويتمدد ويخترق الحدود.. ويهدد الجميع.
• قالت صحيفة الراية القطرية إن الشعب السوري يعيش أكبر أزمة إنسانية منسية في العالم، وأن أزمة اللاجئين والهاربين من سوريا قد تجاوزت جميع قدرات الأمم المتحدة وبلغت منعطفا خطيرا يؤكد أن الوضع بسوريا قد وصل إلى هذا الحد من السوء الذي لا يجب بأي حال من الأحوال السكوت عنه وتجاهله، وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أن كل القرائن أكدت أن العالم أصبح غير مهتم بالشعب السوري رغم اهتمامه بتداعيات الأزمة التي خلقت تنظيم الدولة الإسلامية، مبرزة أن التجاهل الدولي المتعمد للأوضاع الداخلية بسوريا قد مكن النظام من تنفيذ سياساته ولذلك فمن المهم أن يدرك المجتمع الدولي أن إيصال الإغاثة للنازحين والمشردين بداخل سوريا مرهون بفرض مناطق حظر جوي وملاذات آمنة يمنع فيها التحرك العسكري لقوات النظام.