جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 13-01-2016
• كتبت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في افتتاحيتها عن مأساة السوريين المحاصرين في بلدة مضايا، قائلة: إن المساعدات الإنسانية التي تحتاجها بلدة مضايا السورية وصلت يوم الاثنين، بعد الصور الكابوسية وقصص التجويع للمدنيين، التي ظهرت على شبكات الأخبار العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي، ويجب أن يكون هذا مدعاة للاحتفال أو اللامبالاة، فالقوافل الإغاثية والمساعدات لا تقدم سوى فترة راحة من المعاناة البطيئة التي تدمر سوريا وشعبها، وتشير الصحيفة إلى أن الكارثة السورية تتكشف منذ عام 2011، عندما اندلعت المظاهرات السلمية ضد الأسد، ورد عليها الأخير بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية، التي خلفت وراءها الآن أكثر من 250 ألف قتيل و 11 مليون نازح، بينهم 4 ملايين فروا من سوريا إلى الدول المجاورة أو أوروبا. وقد سمحت الفوضى لتنظيم الدولة بأن يسيطر على أراض، ما زاد النزاع سوءا، وتلفت الافتتاحية إلى أن مضايا، رغم أنها لا تبعد سوى مسيرة ساعة من وسط دمشق، إلا أن السكان وعمال الإغاثة الدولية يقولون إن معظم سكان البلدة يتضورون جوعا؛ وهذا بسبب سيطرة الجماعات المعارضة لنظام بشار الأسد على البلدة، وبسبب الحصار الذي تفرضه القوات الحكومية ومليشيا حزب الله المدعومة من إيران، التي أحاطتها بالأسلاك الشائكة والألغام والقناصة، وقد علق في هذه البلدة أكثر من 42 ألف مدني لمدة ثلاثة أشهر دون طعام، وهو ما أجبرهم على صنع الحساء من الحشائش والأعشاب، بحسب التقارير الإخبارية، وتعلق الصحيفة بأن استخدام الطعام سلاحا يخرق القانون الدولي، وعلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والسعودية وروسيا، التي تدعم كل منها جماعات سورية وكيلة، مسؤولية التأكد من وصول المواد الأساسية للمدنيين، ودون شروط، وتختم نيويورك تايمز افتتاحيتها بالقول إن الكثير مما تقوم هذه القوى بعمله، بما فيه الهجمات الجوية الروسية والأمريكية، قد عقد جهود الإغاثة، وإن استمرت المفاوضات المقررة في 25 كانون الثاني/ يناير بالفشل في تحقيق تسوية سياسية واسعة، فعلى القوى الخارجية الإعلان عن وقف إطلاق للنار، والبحث عن طرق لفرضه على الجماعات الوكيلة عنها في سوريا.
• ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن قادة من حزب الله اللبناني يقاتلون إلى جانب النظام السوري اعترفوا في لقاء أجروه مع موقع "ديلي بيست" الأميركي في الضاحية الجنوبية بـ ببيروت، بأن روسيا تزودهم بصواريخ موجهة بالليزر وصواريخ بعيدة المدى، بدون شروط أو التزامات مسبقة، وقال مراسل الصحيفة روعي كايس إن هذا الدعم يأتي على خلفية اعتبار الروس حزب الله حليفا لهم إلى جانب سوريا وإيران، ويسمحون للحزب باستخدام السلاح في أي اتجاه يريده، بما في ذلك ضد إسرائيل، لأن الحزب اليوم يعتبر حليفا إستراتيجيا للروس بالشرق الأوسط، وقال أحد القادة للموقع الأميركي إن الضربات الروسية في سوريا غيرت طبيعة المواجهة العسكرية هناك، وبات الوضع يعمل لصالحنا بفعل الطيران الروسي، فالروس يعتمدون علينا في المعلومات الاستخبارية، واختيار أماكن القصف، وبدون الدعم الجوي الروسي لم يكن بالإمكان لحزب الله التقدم في القتال داخل سوريا، وأضاف أن الروس لا يمكنهم منحنا الغطاء الجوي دون تزويدهم من طرفنا بالمعلومات الأمنية على الأرض، كاشفا أن الجيش الروسي وضع قوات خاصة في منطقة اللاذقية، خاصة حول المطار الذي ترابط فيه الطائرات الروسية، ومن جهته، قال قائد عسكري آخر في حزب الله إن الروس باتوا يعتمدون على مقاتلي الحزب أكثر من الجيش النظامي التابع لبشار الأسد، خاصة في تأمين المواقع التي توجد فيها الأسلحة والذخيرة الخاصة بالجيش الروسي في سوريا.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لرندة تقي الدين بعنوان "الكارثة السورية الإنسانية"، الكاتبة وصفت مشهد أطفال مضايا المحاصرة منذ أشهر وهم يظهرون كهياكل عظمية بسبب الجوع بالمشهد المريب والمعيب للأسرة الدولية والعالم، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة التي تركت هذه الكارثة الإنسانية تحصل من دون التحرك، استيقظت بالأمس لإدخال المساعدات الإنسانية بعد ستة أشهر وموت أكثر من خمسين شخصاً من الجوع ومحاصرة المئات، وأوضحت الكاتبة أن الحرب السورية قد أظهرت منذ بدايتها أن أطفال سورية هم ضحايا بشار الأسد ونظامه، ولفتت إلى أن بشار لم يعد وحده صاحب قرار الإجرام والقتل فله شركاء عازمون على إبقائه، فمن جهة روسيا لأنها تبحث عن بديل يؤمن لها مصالحها وبقاءها في المنطقة ولم تجده بعد، ومن جهة أخرى إيران و «حزب الله» وكيلها على الأرض في سورية ولبنان لأنهما في حاجة إليه للمزيد من التخريب والهيمنة وزعزعة دول المنطقة، ورأت الكاتبة أن مفاوضات جنيف لن تؤدي الى نتيجة طالما أن الأوضاع الدولية لم تتغير، معتبرة أن الكارثة السورية ستستمر ولا أمل من مفاوضات جنيف التي سيقودها من الجانب الأميركي جون كيري المتفائل الساذج وسيرغي لافروف ثعلب الديبلوماسية الروسية المحنك.
• كتبت صحيفة البيان الإماراتية، في افتتاحيتها، أن الشعب السوري يواجه حرب إبادة شاملة، بدأت منذ خمس سنوات، وما زالت مستمرة تحت عناوين مختلفة، موضحة أن النظام الحاكم يؤدي "بتحالفه مع حزب الله، وصولا إلى طهران، ذات الدور الذي تؤديه التنظيمات المتطرفة، أي تدمير سوريا، وأكدت الصحيفة على أنه لم يتعرض شعب، لمثل هذه الإبادة في تاريخه، فهي إبادة يومية، أدت إلى تشريد الملايين، وقتل وجرح وسجن الملايين أيضا، إبادة سياسية واجتماعية واقتصادية، اختطفت كل سوريا ألف عام إلى الوراء، بحيث يكاد يكون مستحيلا اليوم، أن تعود سوريا إلى سابق عهدها، حتى لو توقفت الحرب الدائرة حاليا، وشددت الافتتاحية على أنه قد آن الأوان أن يتم وقف الحرب السورية، ووضع حد لهذه المأساة بكل الطرق، حتى لا ندخل عاما سادسا من هذه الفوضى، وقد احترقت كل سوريا.
• تطرقت صحيفة الراية القطرية إلى المأساة الإنسانية التي تعيشها عدد من البلدات السورية المحاصرة، ونبهت الصحيفة المجتمع الدولي إلى أن الشعب السوري يتعرض لحرب إبادة وتشريد بتواطؤ الجميع، وعليه أن يدرك أيضا أن ما حصل لبلدة (مضايا) ليس جديدا وإنما هو سياسة ظل يتبعها النظام لإرغام الشعب السوري على الإذعان له أو الموت جوعا تحت الحصار، منوهة في هذا الصدد بالتحرك العاجل للمنظمات الخيرية القطرية لنجدة المحاصرين، وطالبت الراية في افتتاحيتها بتحرك دولي عاجل لإيجاد حل للأزمة، مؤكدة أن المطلوب هو الضغط على النظام السوري من أجل احترام مبادئ القانون الدولي الإنساني والأعراف والقوانين الدولية، وتسهيل عملية وصول المساعدات الإغاثية إلى المتضررين الأبرياء في (مضايا) وفتح ممرات إنسانية آمنة حتى تتمكن فرق الإغاثة التابعة للمنظمات الإنسانية الدولية من إدخال المساعدات العاجلة إلى المحاصرين .
• قالت صحيفة إيلاف السعودية، إن اسم رجل الأعمال السوري البريطاني أيمن الأصفري بدأ يسطع في الأونة الأخيرة، لا سيما بعد زياراته السياسية المتعددة في سبيل إنتاج حل سوري يشبه إلى حد بعيد اتفاق الطائف اللبناني، في دور يُذكر بدور رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري، الذي لعب دورًا محوريًا في إنجاز هذا الإتفاق، ونقلت الصحيفة عن مصدر سوري معارض لم تسمه، قوله إن الأصفري قام بزيارة سرية إلى تركيا، وأكد المصدر أن الأصفري التقى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ورئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو دون الكشف عن تفاصيل هذه اللقاءات، وربط المصدر زيارة الأصفري بتسريبات سابقة للصحيفة تحدثت عن حل سوري يرتبط بفكرة الطائف على غرار ما جرى في لبنان، كما يلتقي الأصفري خلال زيارته أنقرة واسطنبول معارضين سوريين، والأصفري هو رجل أعمال سوري من مدينة إدلب يحمل الجنسية البريطانية وتعتبره بعض الدول ضامناً، وتقول عنه بعض المعلومات أنه حافظ على علاقات منسجمة مع كل الأطراف، وكان مسؤولون في الخارجية السعودية التقوا معه في لندن ما قبل مؤتمر الرياض للمعارضة السورية الذي حضره دون أن يرشح نفسه للهيئة العليا للتفاوض، بحسب الصحيفة، ويردّد معارضون سوريون مؤخرًا مصطلح "اتفاق الطائف السوري"، بحسب الصحيفة، مستلهمين اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان، مابين آراء متعددة رافضة وموافقة أو مستبعدة حصوله أو انسجامه مع ما يجري في سوريا.
• انتقدت صحيفة الجزيرة السعودية موقف لبنان التي خرجت على الإجماع العربي بعد امتناع وزير خارجيتها جبران باسيل عن التصويت على قرار الإجماع العربي ضد التدخل الإيراني في الشؤون العربية، وقالت إن موقف باسيل يجعلنا، ويدفع كل العرب بما فيهم نسبة كبيرة من اللبنانيين نتساءل عن الجبهة التي كان يمثِّلها باسيل في ذلك الاجتماع الجامع لكل العرب، هل كان يمثّل سيده ميشيل عون، أم حليفه حسن نصر الله، وهل زوّد بتعليمات بتحصين دور إيران وما يقوم به عملاء ملالي إيران في لبنان وسوريا، أم أنه كان فعلاً وزيراً لخارجية كل لبنان؟، وأوضحت أن جميع الدول العربية أدانت الاعتداءات الإيرانية، ووقف العرب صفاً واحداً في مواجهة التدخُّل السافر للنظام الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية، وتضامنوا جميعاً مع المملكة العربية السعودية إزاء العدوان الطائفي والإرهابي على بعثاتها الدبلوماسية في طهران ومشهد، لأن ما أصاب الدول العربية في الخليج العربي وما تعرضت له المملكة من عبث واستهتار وإرهاب إيراني سيصيب العرب جميعاً ما لم يتكاتفوا جميعاً في صدّه خصوصاً أن الكثير منهم قد عانى ولا يزال من تدخلات وعبث نظام ملالي إيران، ومنهم على الأخص لبنان.