جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 10-11-2015
• أشارت مجلة ذي ناشونال إنترست الأمريكية إلى التدخل العسكري الروسي المباشر في الحرب التي تعصف بسوريا منذ نحو خمس سنوات، وطرحت فكرة وصفتها بالمرعبة تمثلت في تساؤلها، هل تشتبك روسيا وإسرائيل في سوريا؟، وأوضحت أن تدخل روسيا في سوريا جعلها تكون على عتبة إسرائيل، وقالت إنه بالرغم من أن روسيا وإسرائيل نسقتا الوضع الأمني فيما بينهما من أجل تجنب أي صراع محتمل في سوريا، فإن القوتين الإسرائيلية والروسية تبقيان عرضة للاصطدام في ظل الأزمة السورية المتفاقمة، وأشارت المجلة إلى أنها لن تكون المرة الأولى التي يشتبك فيها طيران الدولتين إذا حصل ذلك هذه المرة، وبينت أن المقاتلات الروسية سبق أن اشتبكت مع الإسرائيلية إبان حرب الاستنزاف بين إسرائيل ومصر في سبعينيات القرن الماضي، ولفتت المجلة إلى أن خطورة الأوضاع في سوريا لا تتمثل في اندلاع حرب بين روسيا وإسرائيل، وذلك بالرغم من كونهما دولتين نوويتين، ولكن الأخطر هو ما سيحدث في حال اندلاع حرب بين الطرفين، وبالتالي اضطرار الولايات المتحدة إلى دخولها إلى جانب شقيقتها الصغرى إسرائيل، وحذرت المجلة من صدامات محتملة بين المقاتلات الإسرائيلية والروسية في حال اخترق بعضها المجال الجوي للأخرى، وقالت إن الشرق الأوسط سيكون بئية مناسبة لإجراء اختبارات للأسلحة الدولية، وخاصة في ظل توقع استلام إسرائيل مقاتلات أميركية من طراز إف35 العام القادم، وأضافت أن حربا في الفضاء الإلكتروني قد تنشأ أيضا بين الجانبين الروسي والإسرائيلي، وأشارت إلى أن روسيا نشرت تقنيات تشويش متقدمة في سوريا، وإسرائيل وروسيا تمتلكان أنظمة صواريخ جوية موجهة متطورة.
أشارت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إلى أن التطرف الإسلامي شكل كابوسا مرعبا بالنسبة للرئيس الروسي، وقالت إن التدخل العسكري الروسي في سوريا جعل هذا التهديد أسوأ بدلا أن يكون قابلا للاحتواء، وأضافت المجلة في مقال كتبه مارفين كالب أن بوتين أدخل نفسه في عش الدبابير في سوريا، وأوضحت أنه يحاول دعم نظام بشار الأسد ويحاول المناورة عن طريق اجتماعات فيينا، وتساءلت هل سينجح بوتين في ما فشل فيه الآخرون؟ وأشارت فورين بوليسي إلى أن الرئيس الروسي يقصف مناطق السُنة في سوريا وتساءلت، هل نسي بوتين أن أكثر من 20 مليون من سكان روسيا البالغ عددهم 144 مليون نسمة هم من المسلمين السُنة؟، قالت مجلة فورين بوليسي إن ملايين المسلمين السنة في روسيا يتعاطفون مع ملايين السنة في سوريا، وأشارت إلى أن أي خطأ في حسابات بوتين في الحرب المستعرة في سوريا سرعان ما ينعكس سلبا على الداخل الروسي، وذلك بحيث يقوض قاعدته الشعبية في عقر داره، ولفتت المجلة إلى أن أخطاء بوتين بسوريا لم تتوقف عند قصفه مناطق المسلمين السنة، بل إنه زاد على ذلك بتشكيله تحالفا شيعيا من كل من النظام السوري والعراق وإيران برئاسة روسيا، مما يفتح الباب أمام صراع أكثر شراسة وأشد خطورة مع العرب السنة بقيادة السعودية المتحالفين مع الولايات المتحدة، وأوضحت أن الشرق الأوسط صار يشهد حالة خطيرة من الاضطرابات والكراهية والانقسامات المتنامية بين تحالف شيعي تقوده روسيا وائتلاف سني تقوده الولايات المتحدة، مما يشكل تحديات كبيرة أمام الرئيس بوتين، وأضافت مبرزة أن الرئيس الروسي قد لا يجد حلا للمعضلة الديمغرافية في بلاده نفسها، وذلك في ظل تدخله بالحرب السورية، لكن بوتين يزعم أنه يحاول إنقاذ أوروبا من خطر الإرهابيين المنتشرين في سوريا.
• قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها من موسكو إن القيادة الروسية رغم أنها رفضت -ابتداء وبغضب- الشكوك حول احتمال تحطم الطائرة الروسية في سيناء بسبب اعتداء، بدأت تتفهم تدريجيا فكرة الاعتداء هذه، وعن ردود الفعل المتوقعة من روسيا، نقلت الصحيفة عن محللين وخبراء آخرين قولهم إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيصمم أكثر على التدخل في منطقة الشرق الأوسط، وقالت إن تدخل بوتين في سوريا اعتبر محاولة لإظهار أن روسيا صارت مرة أخرى قوة دولية قادرة على التعامل مع أكثر مشاكل العالم صعوبة وتعقيدا، وإن أي تراجع عن ذلك بعد الانتكاسة الأولى بتحطيم الطائرة المدنية في سيناء، سينهي هذه المحاولة، وأضافت الصحيفة أن بوتين كان ينتقد الدول الغربية -وخاصة الولايات المتحدة- بأنها أصبحت ومنذ بدء ثورات الربيع العربي عام 2011، تتخلى بسرعة عن حلفائها العرب، وإن تخلي بوتين عن الأسد والسيسي في هذه اللحظات سيجعل انتقاداته تلك في غير محلها، وأشارت إلى أن روسيا مهما كان إصرارها على تصعيد تدخلها، فليس محتملا أن تتدخل بريا في الشرق الأوسط، وتحدث محللون للصحيفة عن احتمالين لإستراتيجية بوتين في سوريا: الأول أن يكثف تدخله لتعزيز قبضة الأسد ومن ثم مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية باستخدام القوات البرية السورية، وقالوا إن ذلك يُحتمل أن يجعل العلاقات الروسية مع الغرب أكثر سوءا، والثاني أن تصبح الحرب ضد تنظيم الدولة لها الأولوية أكثر من دعم الأسد، وفي هذه الحالة سيضغط بوتين على الأسد لتكوين حكومة انتقالية، وأشاروا إلى أن هذا التوجه قد بدأ لكنه لم يتحرك بسرعة قبل تحطم الطائرة في سيناء.
• أفادت صحيفة أكشام التركية أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت خلال الفترة الماضية بحشد العديد من المقاتلات الحربية في قاعدة انجرليك التركية الجوية وذلك من أجل التدخل العسكري في سوريا، وبحسب ما بينت الصحيفة فإن الولايات المتحدة قامت بإرسال ست طائرات من طراز "ايه 10" والتي تعرف باسم صائدة الدبابات، حيث كانت قد صرحت في وقت سابق أنها سترسل 12 طائرة حربية إلى القاعدة التركية، منبهة إلى أن هذه التطورات مثيرة للاهتمام في ظل التدخل العسكري الروسي في سوريا، وأضافت الصحيفة أن الطائرات المقاتلة من طراز "اف 15" ستكون في مواجهة السوخوي الروسية، حيث بينت الصحيفة أن المقاتلات الأمريكية تقابلت أكثر من مرة مع السوخوي، وكانت أنظمتها قد أغلقت من قبل جهاز السوخوي، إذ بين الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية أنه لا يمكنه الحديث إن كانت الطائرات قد أرسلت من أجل روسيا أم لا، في حين قال إنه لا يمكنه أن ينفي علاقة إرسال الطائرات بسوريا، وبينت الصحيفة أن هذه الطائرات ستساعد في إنشاء المنطقة العازلة التي ستخدم تركيا في المرحلة المقبلة.
• صحيفة النهار اللبنانية نشرت مقالا لعلي حماده بعنوان "روسيا والفخ السوري!"، الكاتب أشار إلى أنه وبعد خمسة أسابيع على العدوان الروسي على سوريا، والأرض لا تتغير بل إن ريف حماة يشهد تقدماً لفصائل المعارضة على حساب قوات بشار الأسد التي لم تستطع التقاط فرصة دخول روسيا على خط الصراع الميداني مباشرة لتحقيق تقدم ملموس على الأرض، ورأى الكاتب أن روسيا التي تقصف بكثافة مختلف المناطق المحررة من سوريا منذ أكثر من شهر غير قادرة على إحداث تغيير دراماتيكي على الأرض، مبرزا أنها تقف اليوم عند مفترق طرق مهم: فإما أن تكتفي بالعدوان بشكله الحالي، وإما أن تتورط أكثر عبر إرسال قوات على الأرض للاشتراك في القتال مباشرة تعويضاً عن ضعف قوات بشار الفاضح، وعجز ميليشيات إيران المتنوعة، وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأنه لا يرجح أن يعقد مؤتمر دولي في فيينا قريباً، منوها إلى أن موسكو غير متحمسة له الآن بعد أن لمست حدود قدراتها في الصراع على الأرض في سوريا، وهي مضطرة لأن تعمل جاهدة لتغيير المعادلة على الأرض قبل الانتقال إلى طاولة المفاوضات، وخلص الكاتب إلى أن روسيا وصلت اليوم في سوريا إلى حافة الوقوع نهائياً في الفخ السوري، معتبرا أن المعيار هو تورطها في الحرب البرية من عدمه.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لمصطفى فحص تحت عنوان "موسكو وضريبة الإمساك بالأسد"، الكاتب أشار إلى أن التدخل الروسي في سوريا لم يستغرق الكثير من الوقت حتى اصطدم بالواقع السوري الصعب والمعقد٬ الذي سيفرض عليهم التخلي مبكًرا عن أوهام الانتصار السريع الذي رّوج له في الأيام الأولى لتدخلهم العسكري٬ ورأى أنه كما دفع السوفيات ثمن الإمساك بالورقة الأفغانية٬ وحماية النظام الذي نصبوه في كابل٬ فإن الكرملين بدأ يستشعر الكلفة الباهظة لتدخله المباشر من أجل حماية ما تبقى من نظام البعث٬ مدرًكا أنه قد يدفع ثمنًا كبيًرا جراء إصراره على الإمساك منفردًا بورقة الأسد، ولفت الكاتب إلى أن موسكو تحاول عدم تكرار التجربة الأفغانية، موضحا أنها تتجنب إرسال المزيد من جنودها٬ وتبذل جهودًا من أجل احتكار ورقة الأسد على طاولة المفاوضات٬ بمنأى عن حجم تدخلها العسكري٬ لكي لا يكون الثمن الذي ستدفعه من أجل إمساكها به أغلى من الثمن الذي ستجنيه من المساومة عليه، وبين الكاتب أن الإمساك بالأسد يتطلب المزيد من التأثير الروسي بكلفة اقتصادية سياسية وعسكرية عالية تتجنب موسكو دفعها٬ معتبرا أنها باتت في مواجهة عاملين: الوقت الذي بدأ يؤثر على موقفها٬ والأرض التي تزيد من صعوبتها٬ وما بينهما من رغبة إيرانية ضمنية في تعثرها٬ ورهان دولي على عدم استطاعتها الاستمرار طويلاً في تدخلها٬ ما سيدفعها إلى القبول بتسوية٬ تقبل فيها بالحد الأدنى من شروطها٬ وتفضي في النهاية إلى رحيل الأسد.
• تحت عنوان "إذلال جنرالات الحرس الثوري في الحرب السورية" كتب داود البصري مقاله في صحيفة السياسة الكويتية، أشار فيه إلى أن النظام الإيراني يمارس اليوم دورا مركزيا فاعلا عبر مؤسسة الحرس الثوري الإرهابية التي تورطت مباشرة في إدارة حرب تدميرية قذرة ضد الشعب السوري تحت يافطات مزيفة ذات أبعاد طائفية لا تعبر عن الحقيقة أبدا، مبرزا أن قيادات الحرس الثوري تتعرض اليوم لمجزرة حقيقية زادت وتيرتها بعد الغزو الروسي الإرهابي للأجواء السورية، ولفت الكاتب إلى أن التورط الإيراني العسكري في الحرب السورية قد تجاوز كل المحظورات وأضحى جزءا رئيسا وفاعلا من ملف إدارة المعركة الإيرانية في الشرق، مبينا أن الإيرانيين اليوم يعيشون واقعا استنزافيا رهيبا لطاقاتهم العسكرية المتراكمة ولصفوة قياداتهم الميدانية، ودعا الكاتب الإيرانيين إلى الرحيل بعيدا عن سوريا وأن يكفوا تماما عن التدخل في شؤونها الداخلية ومحاولة تحريف الحتمية التاريخية ذات الصلة بانهيار الطغاة والطغيان وإلا فإن خسائرهم البشرية والاقتصادية ستزداد وتتعاظم، وشدد على أن الوضع السوري اليوم قد وصل لنهايات واضحة لا تقبل أنصاف الحلول، مؤكدا أن نهاية نظام الجريمة والإرهاب السوري وشيكة وحتمية رغم الحقن والمساعدات الدولية الروسية أو الإيرانية.
• نقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، عن نظيرتها الروسية "نوفايا غازيتا" تقريرا حول العدوان الروسي على سوريا عرضت فيه وجهات نظر مجموعة من الضباط الروس، الذين عمل بعضهم كمستشارين عسكريين في سوريا في مراحل مختلفة، وبعضهم شارك في الحرب في أفغانستان، وتقول الصحيفة الروسية إن هؤلاء فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم نظرا لحساسية الموضوع، وتنقل الصحيفة رأي ضابط روسي آخر، قال للصحيفة إن عمليات الهجوم الحديثة تتوزع على عدة مراحل، بدءا من الاستطلاع، وصولا إلى الحاجة إلى نيران كثيفة ضد مواقع العدو، ويرى هذا الضابط أنه في الحالة السورية لا يمكن الاعتماد على الطائرات الروسية وحدها، لأن ضرباتها يمكن أن تمنح التفوق وتستبق التقدم البري بضرب مصادر نيران العدو. وتتراجع فاعلية وتأثير القصف الجوي والمدفعي نظرا لأن الطرف الذي يقف ضد قوات الأسد يخوض حرب مناورات بمجموعات صغيرة تحمل أسلحة خفيفة وتتمتع بقدرة على التنقل والتحرك السريع، ولهذا فإنه يؤكد الضابط الروسي أن "الجيش السوري" سيكون بحاجة إلى عدد كبير من الأفراد والآليات لإحكام السيطرة على كل متر يتقدم نحوه"، ونقلت الصحيفة عن ضابط ثالث أشار إلى خطورة امتلاك المجموعات المسلحة في سوريا لمضادات جوية، محذرا من خطورة تحول نوعي كهذا، لا سيما لجهة الخطر على الطائرات الروسية التي تضطر للانخفاض حتى ارتفاعات معينة أثناء شن الغارات على مواقع برية، حيث تصبح الطائرة بمرمى نيران أبسط أنواع المضادات الجوية.