جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 09-11-2015
• نطالع في صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية تقريراً لجون ريد بعنوان "السوريون يغادرون الأردن بأعداد كبيرة متجهين إلى أوروبا". وقال كاتب التقرير إنه في الوقت الذي تتدهور فيه الأوضاع في سوريا، فإن اللاجئين السوريين يفقدون الأمل بالعودة إلى بلادهم، وفي مقابلة أجراها ريد مع مالك مسلمي وهو لاجئ سوري في الأردن، قال فيها الأخير إنه يخطط لترك مخيم اللاجئين السوريين في الأردن مع صديقه علي متجهين إلى تركيا، ومن هناك سيركبون قارباً مطاطياً إلى أوروبا، مضيفاً أنهما يخططان للاحتفال برأس السنة الجديدة في المانيا، ومن المقرر أن يدفع كل من مالك وصديقه دفع نحو 1500 إلى 200 دولار أمريكي، للوصول إلى أوروبا بالقوارب المطاطية، وأكد كاتب التقرير أن أعداد اللاجئين السوريين في المخيمات الأردنية في تناقص مستمر، إذ انخفض عددهم بحدود ألفين في أيلول/سبتمبر وثلاثة آلاف في تشرين الأول/أكتوبر، وذلك بحسب عمال الاغاثة واللاجئين، وأردف كاتب التقرير أن أكثر ما يقلق اليوم، إقدام السوريون على بيع ممتلكاتهم - إن استطاعوا- وهم مستعدون لبيع ممتلكاتهم بأبخس الأسعار ليؤمنوا ثمن تهريبهم إلى أوروبا، ونقل كاتب المقال عن لاجئ سوري في الأردن يدعى حسان سرحان قوله إن العالم بأجمعه اليوم في سوريا، لذا فإن ما يجري في البلاد سيحتاج إلى وقت طويل لينتهي، وأشار سرحان إلى أنه لن يخاطر بحياته وحياة أطفاله ويستقل القوارب المطاطية باتجاه أوروبا، بل يشير إلى أنه قدم طلب إعادة التوطين عبر برنامج الأغذية العالمية التابع للأمم المتحدة، وختم بالقول إن سوريا انتهت، وهي تحتاج لسنوات كي تتعافى ولتعود كما كانت.
• نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً لألبيرتو نارديللي بعنوان "ميركل تقف وحيدة ضد الكارثة"، وقال كاتب المقال إنه خلال أقل من 10 أسابيع، وبعد أن تصدرت صورة الطفل السوري الغريق - الذي قضى خلال محاولة عائلته الوصول إلى أوروبا- جميع الصحف الأوروبية وأعلنت تعاطفها مع اللاجئين السوريين، فإنه بعد أن جفت هذه الدموع، فالعديد من هذه الصحف عادت إلى مواقفها السابقة الرافضة لاستقبال اللاجئين، وأضاف أن الكلمات النبيلة للمسؤولين السياسيين لم تترجم عملياً ، مشيراً إلى أن الموقف اليوم من قبل العديد من المسؤولين الأوروبيين يتلخص بالقول إن من واجب أوروبا مساعدة اللاجئين، لكن ليس في بلدنا، وأردف كاتب المقال أن صوت أوروبي واحد ظل يؤكد إمكانية احتضان اللاجئين ألا وهو صوت ميركل، إذ قالت "سنقدر على استيعابهم".
• نشر موقع تابناك المقرب من الحرس الثوري الإيراني، والذي يشرف عليه أمين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام الجنرال محسن رضائي، تقريرا كشف فيه عن "جوهر الخلاف بين الروس والإيرانيين بسوريا"، وقال الموقع في تقريره إنه بعد أكثر من شهر مر على بدء الضربات الجوية الروسية بسوريا، تسعى روسيا جاهدة وبقوة لإظهار نواياها السياسية والاستراتيجية في سوريا، ولفت إلى أن سعي روسيا لإيجاد علاقات ثنائية مع المعارضة السورية -بما فيها الجيش الحر- التي لم تعترف بها الدول الغربية بشكل كامل، يؤكد خروج روسيا من السكة الإيرانية والأهداف الإيرانية بسوريا، على حد تعبيره، وأوضح أن روسّيا تتخوف من أن تغرق في المستنقع السوري في حرب لا نهاية لها، وأن الروس يعتقدون بأنه يجب التفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، لتكون هذه الدول بجانبهم لإنهاء الأزمة السورية، وفقا للمصالح الروسية لا الإيرانية، وانتقد التقرير ما أسماه "التحول الروسي"، وقال إن التوجه الروسي الجديد يدل على أنه متطابق تماما مع الرؤية الغربية التي قسمت المعارضة السورية إلى معارضة متطرفة وأخرى غير متطرفة، وحول الخلاف العسكري الروسي-الإيراني في الشمال السوري، قال "تابناك" إن العمليات العسكرية المحيطة بحلب تبين وجود فجوة في الأهداف الاستراتيجية الإيرانية وسوريا من جهة وروسيا من جهة أخرى، وقال إن الضربات الجوية الروسية من وجهة نظر روسيا تعتبر كشرط مسبق، وأمر ضروري في المفاوضات القادمة لتكون بيد روسيا ورقة دبلوماسية رابحة، بينما تعتبر إيران أن الهدف من القتال في حلب هو تحقيق نصر حاسم ليزيل الضغط عن "الجيش السوري" التابع لنظام بشار الأسد.
• تحت عنوان "بشار الأسد أصل الأزمة السورية" كتب عبد العزيز التويجري مقاله في صحيفة الحياة اللندنية، أكد فيه على أن الإصرار الذي تبديه روسيا على بقاء نظام بشار الأسد جاثماً على صدور المواطنين السوريين، يغلق الباب أمام أية تسوية عادلة للأزمة السورية، مشددا على أن بشار هو أصل المشكلة ورأس الأزمة، ولا سبيل للقضاء على المشكلة وحل الأزمة إلا بإخراجه من المعادلة وتقديمه إلى العدالة الدولية، وأية محاولة لتجاوز هذه الحقيقة هي ضربٌ من العبث، إن لم تكن هي بعينها التواطؤ مع المجرم الذي قتل الشعب وخرب البلاد وسعى في تهجير عشرة ملايين مواطن سوري يهيمون في أرجاء الأرض، ورأى الكاتب أنه إذا بقي بشار الأسد يقتل الشعب السوري بالبراميل المتفجرة، ويرتكب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، تحت حماية روسيا وإيران، وفي ظل ضعف وتردد أميركا، فلا أمل بحل الأزمة السورية، مبرزا أنه إذا استمرت إيران في تنفيذ مخططها الطائفي في إطار ما تسميه القمر الشيعي الذي يمتد من طهران ويمر ببغداد حتى يصل إلى بيروت والخليج وصنعاء، فلا أمن سيستتب في المنطقة، ولا سلام سيعم العالم.
• في صحيفة الأهرام المصرية، يرى أشرف محمود أن الحل العسكري للأزمة السورية مستحيل وأنه لا سبيل إلى إنهاء العنف في البلاد إلا عن طريق الحل السياسي، ويعتبر الكاتب أن الحل الممكن للأزمة في سوريا لابد أن يعتمد على خريطة المستقبل التي أقرتها اجتماعات المعارضة السورية التي عقدت في القاهرة منتصف العام الحالي والتي أقر فيها المعارضون المجتمعون والممثلون للمعارضة المعتدلة أن الحل العسكري مستحيل بينما الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنقاذ سوريا، ويضيف الكاتب أن على الجميع ممن يدعون اهتمامهم بسوريا وشعبها العمل على إنفاذ هذا الحل من خلال اجتماع المعارضة والنظام برعاية أممية ومشاركة عربية لضمان التوصل لاتفاق.
• قالت صحيفة الوطن القطرية في افتتاحيتها إنه بين الإعراب عن القلق والمناورة لإحباط أي مشروع لقرار جاد، قد يحمي المدنيين، تراوح الأزمة السورية مكانها، وتبقى أرواح الشعب السوري، أو بالأصح ما بقي منهم في سوريا، مهددة بأسلحة مجرمة في كل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، ولاحظت الصحيفة أنه في الوقت الذي أكدت فيه، منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن غاز (الخردل) استخدم في سوريا، وأن سلاحا كيميائيا آخر هو غاز (الكلور) استخدم في مارس الماضي في إدلب شمال غرب البلاد، كان تعليق الدولة الأكبر في العالم، هو الإعراب عن القلق ولا شيء آخر!، مضيفة أن القلق الامريكي، تقابله دوما، مناورات سياسية وفيتو روسي، للتصدي لكل ما يحتمل أن يمثل حماية للأبرياء.