جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 08-11-2015
• نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالا بعنوان "مخاطر العلمانية في الشرق الأوسط" أوضحت فيه أن العلمانية في النظم السياسية أمر ليس بالبسيط في المنطقة العربية والإسلامية كما يتبادر للذهن الغربي، وورد في مقال كتبته المحاضرة بكلية الصحافة في الجامعة الأميركية بدبي ياسمين بحراني أن ممثلي دول غربية وعربية وغيرها اجتمعوا في فيينا نهاية الشهر الماضي وناقشوا مستقبل سوريا ووقف الحرب فيها وجلب السلام إليها وأصدروا بيانا أعلنوا فيه تأييدهم لسوريا موحدة مستقلة وعلمانية، وأوضحت أن مستقبل سوريا والمنطقة يبدو لمن ينظر من داخل المنطقة أكثر تعقيدا، مشيرة إلى أن قليلا جدا من الغربيين ربما يتوقفون عند تلك الكلمة في بيان فيينا والتي يمكن أن تثير أكبر قلق عند أغلب مواطني الشرق الأوسط وهي كلمة "علمانية"، وقالت ياسمين: صحيح أن ليس كل المسلمين يساوون بين "العلمانية" و"الإلحاد" لكن لدى بعضهم -مثل تنظيم القاعدة وفئات تقليدية أخرى- فإن العلاقة بين العلمانية والكفر واضحة وإنها لموضوع خطير، وأضافت أن هناك مشكلة أخرى سياسية واجتماعية وليست بارزة كغيرها من المشاكل المتعلقة بالعلمانية، وهي أن كثيرا من مواطني المنطقة لا يحبذون العلمانية ويربطون بينها وبين "الاستبداد"، وأشارت إلى تجارب مصطفى كمال أتاتورك في تركيا، والحبيب بورقيبة في تونس، وذكرت أيضا أن الحكم العلماني في الشرق الوسط سيخوض في قضايا، منها حقوق المرأة وحضانة الطفل وأخرى كثيرة وصعبة، وأنها أحد الأسباب الكبيرة للحرب التي تشنها كثير من حركات المعارضة المسلحة ضد النظام العلماني في سوريا.
• نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، تقريرا يبين تداعيات "إعلان فيينا" على مستقبل الصراع الدائر بين النظام السوري، وبين فصائل الثورة وتنظيم الدولة، وأوضح التقرير أن الإعلان شكّل قلقا للنظام السوري "الذي بات خائفا من خسارته لوزنه السياسي، إلا أن روسيا سرعان ما طمأنت النظام بحفظ مركزيته في أجهزة الدولة، وقالت الصحيفة إن التدخل العسكري الروسي الذي انطلق يوم 30 أيلول/ سبتمبر، طمأن النظام السوري المهدد من أعدائه، لكن اجتماع فيينا يوم الجمعة الماضي؛ مثل خطوة أولى في مسار انتقال سياسي، أصبح يثير قلق بشار الأسد، وبينت أن دمشق تبدي تحفظها بالتحديد على النقطة السابعة من الإعلان، التي جاء فيها التأكيد على ضرورة إشراف الأمم المتحدة على الانتخابات، وأن تستجيب الانتخابات لأعلى المقاييس الدولية في ما يتعلق بالشفافية، وأن تكون انتخابات حرة ونزيهة مع كل السوريين القادرين على المشاركة فيها، بما فيهم سوريو الشتات، ووصف الصحيفة هذه الخطوة بأنها "إعلان موت" نظام الأسد، فإذا كان عدد السوريين الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية؛ يتراوح بين 10 ملايين و12 مليونا؛ فإن نفس العدد تقريبا يعيش في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وفي الخارج، ومن الصعب أن ينتخب أغلبهم بشار الأسد، وبالتالي فإن دمشق ترى في تصويت سوريي الشتات فخا مُعدا لها، وفي الختام؛ فقد ذكرت الصحيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعد بتقليص النفوذ الإيراني في سوريا، وهو الأمر الذي يُعد هاجسا لدى البلدان السنية كالسعودية وتركيا، في حين يعارض الأسد وحلفاؤه الإيرانيون هذا التوجه.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لسوسن الشاعر بعنوان "«فيينا» ما بين المعلن وغير المعلن"، تطرقت فيه إلى اجتماع فيينا والنقاط التسع التي اتفقت عليها جميع الأطراف، وأوضحت أن الجزء المعلن من فيينا نص على أن تظل سوريا موحدة وعلمانية مع فترة انتقالية محدودة، تتشكل خلالها حكومة وحدة وطنية من النظام والمعارضة، يجري بعدها وضع دستور جديد، والدعوة لانتخابات عامة، والحفاظ على الدولة ومؤسساتها، وبقيت النقطة الجوهرية الخلافية هي بقاء أو رحيل الأسد، ورأت الكاتبة أن الأهم من هذا الاتفاق، هو كيفية تطبيقه، وتنفيذ النقاط التسع الأولى، أو تنفيذ النقطة الخلافية الأخيرة – إن حصل الاتفاق عليها ثانيًا، مبرزة أن الفائز في فيينا هو الطرف غير المتلهف عليها، وكلما تشبثت السعودية بمواقفها الثابتة وارتكازها على عنصر الحسم الميداني على الأراضي السورية كأوراق تفاوض، تحكمت في سير المفاوضات في فيينا، واعتبرت الكاتبة أن الواقع على الأرض في الداخل السوري هو الذي يفرض نفسه على طاولة المفاوضات، مشيرة إلى أن أي تغييرات بسيطة على الأرض السورية ستقوي ثبات الموقف السعودي وستحمي المصالح الإقليمية وتجعل رحيل الأسد أمًرا محتوًما.
• في صحيفة العربي الجديد نقرأ مقالا لميشيل كيلو تحت عنوان "ماذا وراء فيينا؟"، الكاتب اعتبرا أن ثمة سرا وراء ذهاب الدول إلى فيينا، يرتبط باستحالة بدء عملية السلام في سورية، انطلاقا من تشكيل "الهيئة الحاكمة الانتقالية"، كاملة الصلاحيات التنفيذية والتشريعية والقضائية، بتراضي الطرفين، كما تقول وثيقة جنيف وقرار مجلس الأمن رقم 2118 الذي حدد آلية تنفيذها، ورأى الكاتب أن لجان دي ميستورا تمثل محاولة للالتفاف على معضلة "الهيئة الحاكمة" التي أدرجها في بند خاص من البنود التي ستتحاور اللجنة القانونية والسياسية حولها، وتخلى بذلك عن تشكيلها باعتبارها بداية الحل، مبينا أن الائتلاف قد رفض مقترحه لهذا السبب، وطالبه بفصل الهيئة عن سواها من بنود الحوار، وتكريس لجنة خاصة لها، ما دامت مهام بقية اللجان ستحل بقرارات ستصدر عنها، لا تحتاج إلى تفاوض أو حوار، وأشار الكاتب إلى أن الروس يقومون الآن بجهد عسكري كبير جداً، هدفه شطب الجيش الحر والائتلاف من معادلات الحل، تحقيقاً لهدف بشار القديم وهو: الوصول إلى وضع يكون بديله فيه "داعش" و"النصرة" ولا أحد سواهما، ويخير العالم بينه وبينهما، فيختاره هو، مشددا على أنه إذا سمح "أصدقاء الشعب السوري" للروس بإنجاح خططهم العسكرية، تعاظمت فرص حلهم السياسي، الذي سيتم عندئذ بين النظام و"معارضتهم" التي يعملون، منذ ستة أشهر، لفبركتها.
• صحيفة النهار اللبنانية نشرت مقالا لراجح الخوري تحت عنوان "النظام يُسقط حق الشعب السوري!"، الكاتب أشار إلى أنه ومنذ آذار من عام ٢٠١١ والعالم يستمع دائماً إلى معزوفة واحدة هي "الشعب السوري هو الذي يقرر مستقبله ومصير الأسد"، مبرزا أن "النظام السوري" قال هذا وكذلك الروس والإيرانيون وحتى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وأوضح الكاتب أن هناك انقلابا واضحا يحاول إنكار وحتى إسقاط حق الشعب السوري في تقرير مستقبله، منوها إلى أن هذا الانقلاب يأتي على يد النظام نفسه وبتأييد من حلفائه الإيرانيين، وبين الكاتب أن هذا الانقلاب حصل لأن البند السابع في البيان الصادر عن اجتماع "فيينا - ٢" دعا حرفياً إلى جمع ممثلي الحكومة والمعارضة في سوريا في عملية سياسية تفضي إلى تشكيل حكومة ذات مصداقية وشاملة وغير طائفية على أن يعقب تشكيلها وضع دستور جديد وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة يحق لكل السوريين ومنهم المغتربون المشاركة فيها، ولفت إلى أن "النظام السوري" سارع إلى إعلان رفضين لمحتوى هذا البند بما ينسف مساعي فيينا، أولاً عندما أعلن فيصل المقداد من طهران رفض فكرة الحكومة الانتقالية، أما الثاني فهو رفض النظام مشاركة اللاجئين السوريين الذين فروا الى الخارج في الانتخابات، بحجة أنهم سيكونون عرضة لضغوط تعارض النظام والأسد من البلاد التي لجأوا إليها، وتابع الكاتب متسائلا: أين أصبح حق الشعب السوري في تقرير مصيره، وهل سقط هذا الحق ليبقى الأمر كما كان دائماً النظام وحلفاؤه هم الذين يقررون مستقبل هذا الشعب ومصيره، بعدما أحرقوا البلد وجعلوا نصف السوريين في اللجوء، مضيفا أنه إذا كان رهان طهران يقوم على الأسد شخصياً بغض النظر عن الشعب السوري الذي طالما نادت بحقه في تقرير مصيره، فعلى ماذا سيكون رهان موسكو بعد خمسة أعوام من تشدّق لافروف بحقوق السوريين.
• تحت عنوان "الأسد وداعش والكيماوي" ، ألمحت صحيفة الشرق السعودية، إلى أوجه الشبه بين نظام بشار الأسد فاقد الشرعية وتنظيم "داعش" الإرهابي، وقالت إن أوجه الشبه بينهما عديدة، ومنها أنهما لا يتورّعان عن اللجوء إلى كافة الوسائل، بما فيها السلاح الكيماوي المحرَّم دولياً، لحرمان السوريين من حياةٍ كريمة.. لذا باتت غالبية الشعب السوري تمقُت النظام والتنظيم، وتتطلع إلى رحيلهما سويَّاً، فهما وجهان لعملة واحدة، وأوضحت الصحيفة أن الحديث هذه المرة يتعلق باستخدام النظام والتنظيم للأسلحة الكيميائية في شن هجماتٍ ضد المدنيين، وهو شبيه بذلك الذي شنته قوات الأسد قبل عامين و3 أشهر في غوطة دمشق الشرقية، حينما لجأت إلى الكيماوي موقعةً أكثر من 1400 قتيل بينهم 426 طفلاً، وشددت على أن الأدلة واضحة في الحالتين كما تقول المنظمات الأممية، والفاعل في كل مرة معروف تماماً لدى السوريين، فلا فرق بين إرهاب وإرهاب.