جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 07-05-2015
• نقرأ في صحيفة الديلي تلغراف البريطانية مقالا لروث شيرلوك بعنوان "سوريا التي اكتسبت جرأة تزيد من الهجمات بالبراميل المتفجرة على المدنيين"، وتقول الصحيفة إن تقريرا جديدا لمنظمة العفو الدولية أشار إلى أن إخفاق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في معاقبة جرائم سوريا شجع دمشق على إسقاط البراميل المتفجرة وغيرها من المتفجرات على المدنيين السوريين، ووفقا لتقرير منظمة العفو الدولية فإن القوات التابعة لبشار الأسد انتهكت بصورة واضحة القانون الدولي، واسقطت براميل مليئة بمادة "التي ان تي" المتفجرة من الطائرات فيما وصفته بأنه استهداف ممنهج للمدنيين، وتقول الصحيفة إن الهجمات، التي ضربت مدارس ومساجد ومستشفيات وأسواقا ومنازل، خاصة في حلب، زادت منذ قرار مجلس الأمن الذي كان من المفروض أن يضع حدا لها، ونقلت الصحيفة عن فيليب روث مدير برنامج منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمال افريقيا قوله إنه منذ أكثر من عام مررت الأمم المتحدة قرارا لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان، خاصة هجمات البراميل المتفجرة، متعهدة بوجود تبعات إذا لم تلتزم "الحكومة السورية"، وأضاف أن عدم اتخاذ أي إجراء فسره مرتكبو جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية على أنه مؤشر لأن بإمكانهم استمرار الهجمات على سكان حلب المدنيين دون خوف من العقاب.
• نشرت صحيفة لاكروا الفرنسية تقريرا حول تكرر استخدام "النظام السوري" للأسلحة المحرمة دوليا، وأشارت إلى أن بشار الأسد كثف من هجماته الكيميائية ضد الثوار والمدنيين كردّ فعل يائس بعد تلقيه للمزيد من الضربات الموجعة في المعارك الدائرة في سوريا، وقالت الصحيفة، في هذا التقرير إن "النظام السوري" لا يتردد في استعمال غاز الكلور ضد المناطق غير الخاضعة لسيطرته، رغم أنه وقع في تشرين الأول/ أكتوبر 2013 على معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، وأضافت الصحيفة أن الثوار يربطون بين تصاعد هذه الهجمات الكيميائية والنجاحات التي يحققونها على الميدان، فبعد سيطرتهم على إدلب في 28 من آذار/ مارس الماضي، تمكنت قوة مشتركة من مقاتلي جبهة النصرة وأحرار الشام، من السيطرة على مدينة جسر الشغور في 25 نيسان/ أبريل. وبحسب الثوار، تعرضت سراقب وبنش وسرمين لعدة هجمات، كان آخرها في 4 آيار/ مايو الجاري، وأسفر عن اختناق ثلاثين أو أربعين شخصا، واعتبرت الصحيفة أن استنجاد النظام بمادة الكلور التي يسهل تحضيرها، يعد آخر الحلول التي وجدها هذا النظام المثخن بالجراح، فـ"الجيش السوري" يعاني الآن من وضع حرج في شمال غرب البلاد، كما أن خسارته لجسر الشغور كان لها وقع كبير عليه من الناحية المعنوية والاستراتيجية، لأن هذه المدينة تقع على سفح جبل العلويين، وهي الطائفة التي ينتمي إليها بشار الأسد، كما أنها توجد على الطريق المؤدية إلى الساحل، معقل "النظام السوري"، وأضافت في السياق ذاته أن جسر الشغور يستمد أهميته أيضا من كونه لا يبعد أكثر من 60 كيلومترا عن ميناء اللاذقية، الذي يعتمد عليه النظام لتلقي الإمدادات الغذائية والمساعدات العسكرية الروسية، رغم أن الثوار لا يفكرون حاليا في مهاجمة هذا الميناء.
• "هل تخلّت أميركا عن الأسد... وهل أوقفت إيران الحرب من أجله؟" بهذا السؤال عنون عبد الوهاب بدرخان مقاله في صحيفة الحياة اللندنية، قال فيه إنه طوال الفترة الأخيرة، كان السؤال الأكثر إلحاحاً وغموضاً: أين إيران من الهزائم التي يراكمها حليفها في سورية؟ موضحا أنهفي أواخر شباط (فبراير) - أوائل آذار (مارس)، لم يُسجَّل للإيرانيين أي إنجاز سوى إرسال حملة الى الجنوب لاستعادة المواقع التي تسيطر عليها المعارضة حول درعا، ولكنهم اضطروا الى التخلّي عن هذا المشروع الذي انتهى بخسائر كبيرة لـ"حزب الله"، وانتهى خصوصاً بـ"مجزرة الأفغان" الذين وُضعوا في الخط الأمامي للهجوم، وبعد ذلك، لم يُسمَع عن الإيرانيين سوى أنهم السبب المعلن لبداية التخلّص من رستم غزالي، رئيس "شعبة الأمن السياسي"، أولاً بضربه و "فسخه" وصولاً الى موته المبرمج، ورأى الكاتب أن الإيرانيين لم يعودوا مقتنعين بجدوى أي دعم، فصحيح أنهم لا يزالون متمسكين بالنظام، إلا أنهم مضطرّون إلى الاعتراف بأن النظام بات عاجزاً عن تأهيل نفسه، وبأنهم لم يتمكّنوا من إعادة تسويقه حتى في إطار المشاركة في "الحرب على داعش"، واعتبر الكاتب أن وراء هذه التطوّرات تغيّراً أساسياً في المناخ الإقليمي، سواء منذ بداية "عاصفة الحزم" في اليمن، أو الانعكاسات المتوقعة لاتفاق نووي تريده إيران تتويجاً لتوسّعها في "تصدير الثورة"، والقيام باختراقات في العالم العربي، مشددا على أن الوضع المستجد في سورية بات نتيجة طبيعية للحال التي أشاعتها "عاصفة الحزم"، كما لو أنه الخطة الموازية، والمكمّلة، لما يحصل في اليمن.
• تحت عنوان "بشار.. قلق محتار" كتب مشاري الذائدي مقاله في صحيفة الشرق الأوسط، تطرق فيه إلى ظهور بشار الأسد الأخير، أمام الجمهور، والذي يهدف إلى رفع الروح المعنوية، بعد هزائم قواته في الشمال والجنوب هذه الأيام، ورأى الكاتب أنها محاولة، قد تكون متأخرة، يريد الرجل الذي قضى تفكيره على تدبيره، أن يصور الأمر على غير صورته، كعادته دومًا، وأن يهون من وقع الهزائم المتتالية عليه وعلى "حزب الله" اللبناني، على الحدود السورية اللبنانية، وبعد أن نوه إلى أن دوي العاصفة في صنعاء وعدن، له صدى في دمشق وحلب وبيروت وبغداد، أشار الكاتب إلى أن، ظهر بشار قلقًا وجلاً، رغم أنه أراد تبديد القلق عن جمهوره وقاعدته، ومما قاله بشار، تعليقًا على سيطرة المعارضة على إدلب وجسر الشغور شمالاً، وبصرى الحرير جنوبًا، وحصار قواته، وفي كلمات تفصح عن كثير من دفين المشاعر قال: عندما تحصل نكسات، يجب أن نقوم بواجبنا كمجتمع، أن نعطي الجيش المعنويات ولا ننتظر منه دائمًا أن يعطينا، مهاجمًا ما يفعله البعض اليوم من تعميم روح الإحباط واليأس بخسارة هنا أو هناك، ثم وسط هتافات جماعته القلقة بدورها، من أمام مدرسة ما، خطب بشار، وربما خاطب لا وعيه الباطن، فقال: أنا لست قلقًا ولا داعي للقلق، ولكن هذا لا يمنع من التحذير من أن بداية الإحباط هي الوصول إلى الهزيمة، ورأى الكاتب أن هذا كلام يبعث على القلق وليس السكينة.
• في صحيفة النهار اللبنانية نطالع مقالا لأمين قمورية تحت عنوان "الفرصة الأخيرة"، أشار فيه إلى أن مؤتمر "جنيف 1" السوري خلص إلى وثيقة ظلّت حبرا على ورق، و"جنيف 2" انتهى قبل أن يبدأ، لافتا إلى أن مقدمات "ورشة حوار جنيف" لا توحي بنتيجة أفضل، إذ يبدو عبثا تغيير العقلية السياسية للسوريين بكل تلاوينهم السياسية والطائفية، وأوضح الكاتب أن هذه المرة يذهب "الائتلاف" و"هيئة التنسيق" و"لقاء القاهرة" وما لف لفّها من معارضات إلى المدينة السويسرية مستقوية بالتقدم الميداني الذي أحرزه ندّها المتطرف "جبهة النصرة" في إدلب وجسر الشغور، وآملة في أن تتدحرج "الانتصارات" نحو اللاذقية ودمشق، أما النظام في المقابل، يقول الكاتب إنه لايزال يعيش في حال انكار للواقع، لا يعير التغيرات الإقليمية المتسارعة التي باتت تصب في غير مصلحته أهمية، ولا يعتبر التطورات الميدانية سوى زوبعة في فنجان لا تلبث ان تخمد، ويراهن كالعادة على عامل الوقت أملاً في ان يعيد عنف الإرهاب والتطرف فتح أبواب العواصم الغربية والعربية الموصدة في وجه دمشق، كما يراهن ضمناً على فشل "عاصفة" التحالف العربي في اليمن عل ذلك يقلب الموازين في اتجاه ريحه، وخلص الكاتب إلى أن التوازن الميداني والسياسي الذي صار واقعاً اليوم، ربما جعل "جنيف" الثالثة فرصة مثالية وأخيرة لإنقاذ سوريا من الاسوأ، ولكن هل ثمة اقتناع أصيل لدى أي من الأطراف السوريين بقبول الآخر شريكاً؟ والأهم هل يريد الرعاة الخارجيون فعلا خلاصاً لسوريا؟
• رأت صحيفة الدستور الأردنية في مقال لها، أن حسن نصر الله الأمين العام لـ"حزب الله" يباشر في سوريا، كما في اليمن، دعم أقليتين تعتديان على مجموع الشعب، وكلا الشعبين للمفارقة ثارا ضمن ما يعرف بالربيع العربي الذي سماه ولي أمره، أو "ولي أمر المسلمين" صحوة إسلامية، قبل أن يتحول إلى مؤامرة أمريكية صهيونية حين وصل سوريا، موضحة أن تعبير "ولي أمر المسلمين" هو تعبير نصرالله في وصف خامنئي، واستطردت الصحيفة تقول إنه الجنون بعينه، جنون القوة وغطرستها الذي دفع "الولي الفقيه" إلى كسب عداء أكثر من مليار من المسلمين في معارك عبثية، جر إليها غالبية الشيعة العرب، أقله بالدعم المعنوي، ليضعهم في حالة تناقض سافر مع جيرانهم، وهو الجنون الذي حول حزبا كان يحظى باحترام الغالبية إلى حالة مذهبية معزولة، في لبنان والشارع العربي والإسلامي، وقالت الدستور: فليخطب نصرالله كما يشاء، وفي كل يوم إذا أراد، فلن يستمع إليه أحد غير مريديه، إذا استمعوا بالفعل، فقد مضى ذلك الزمن الذي كان الناس ينتظرون فيه خطاباته، ليس لأنها كثرت على نحو ممل وحسب، بل لأنها تتضمن مواقف وأكاذيب لا تثير غير الازدراء، لكن الجميع سيظلون بانتظار لحظة العقل والرشد من الأسياد في طهران، فهم من أطلق هذه الحرب المجنونة، وهم من بيدهم وقفها، لأجل مصلحتهم أولا، ولأجل مصلحة عموم الأمة ثانيا.
• كتبت صحيفة الخليج الإماراتية، في افتتاحيتها، عن انعقاد مؤتمر "جنيف3"، في إطار مشاورات بين الأطراف السورية المتصارعة تحت مظلة الأمم المتحدة التي يمثلها المبعوث الدولي دي ميستورا، وأكدت أنه إذا كان المؤتمر ينعقد حاليا في إطار مشاورات فقط، فلكي لا يعطى صفة التقرير، ذلك أن الظروف ليست مؤاتية حتى الآن لاتخاذ قرارات، مضيفة أن الاجتماع للتشاور من أجل استكشاف النوايا والامكانات المتاحة للانتقال بالمشاورات إلى مرحلة تالية، أي أن المشاورات تمهيدية بين الأطراف السورية الممثلة في النظام والمعارضة والقوى الإقليمية والدولية التي تتصارع على الساحة السورية، وخلصت الافتتاحية إلى أنه يمكن القول إن أمام سوريا مشوار طويل من النزف والدمار للوصول إلى حل ما، هذا إذا لم يكن مخطط تدمير الدولة وتقسيمها ما زال قيد التنفيذ.