جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 04-10-2015
• كتبت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريرا يبحث في كيفية تطور الانتفاضة السورية إلى حرب أهلية، ودور الدول الغربية في ذلك، وتقول الاندبندنت في تقريرها إن عدم اطلاع الدول الغربية على الواقع في سوريا، وعدم معرفتها بالحقائق جعلها تقف في وجه كل المحاولات التي كان من شأنها وضع حد للنزاع أو منعه من التوسع، فالدول الغربية حرصت منذ 2011 على المطالبة برحيل بشار الأسد كحل سريع لإنهاء النزاع، على الرغم من أن لم يكن هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن ذلك سيحدث، وترى الصحيفة أن رحيل الأسد لن يوقف أنصاره عن القتال، لأنهم يعرفون أن انتصار المعارضة التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية"، وغيرها من الفصائل المرتبطة بالقاعدة، يعني لهم الموت أو مغادرة البلاد مع عائلاتهم، وتضيف الإندبندنت أن الدول الغربية تعاملت مع الموضوع بالأوهام والجهل بالواقع، مشير إلى أن وكالة الاستخبارات الأمريكية كشفت في عام 2012 أن السلفيين والإخوان المسلمين والقاعدة في العراق وسوريا هي القوى الرئيسية في الانتفاضة الشعبية، ونبهت الوكالة أيضا إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" قد يعلن دولة إسلامية بتوحيد تنظيمات متشددة أخرى في العراق وسوريا، وتحدثت الصحيفة عن غضب محللين في وكالة الاستخبارات الأمريكية من المسؤولين، الذين أغفلوا توقعاتهم بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" يتمدد، ويقول محللون عسكريون أمريكيون إن تحليلاتهم عدلت حتى تتوافق مع إدعاءات الحكومة بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" يتراجع، وتختم الصحيفة بالقول إن أي حل أو تخفيف للعنف لا يمكن أن يحصل إلا بفهم واقعي من الدول الغربية والقوى الإقليمية للأطراف المتحاربة، وإذا تمسك القادة ووسائل الإعلام ومراكز البحث بالنظرة الأيديولوجية في سوريا فلا أمل في الوصول إلى حل للمأساة السورية.
• نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا من سوريا عن المناطق التي تتعرض للغارات الجوية الروسية، ويصف التقرير مشاعر الناس في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وهم يتعرضون للغارات الجوية الروسية، فيقول إن الذين كانت ترعبهم البراميل المتفجرة لطائرات النظام السوري، أصبحوا اليوم هدفا لقنابل روسية أكثر دقة وأكثر فتكا، وبدأ الاعتقاد يترسخ لدى الناس بأن الأمريكان اتفقوا مع الروس على بقاء الأسد في السلطة، كما أصبح التعاطف مع تنظيم القاعدة يتوسع، وتذكر الصحيفة أن الغارات الروسية على إدلب وحماة استهدفت مواقع تابعة للتحالف، ولمقاتلين من المعارضة المعتدلة التي تدعمها الولايات المتحدة ودول الخليج، ونقلت الغارديان عن مسؤول في مجلس محلي في حلب، التي تعرضت للغارات الجوية الروسية، قوله إن منطقتهم لم يدخلها تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ عام ونصف، وأضاف أن الناس يغلون من الغضب فهم يخافون من الطائرات الروسية لأنها أكثر تدميرا وأكثر تطورا، ولكنهم يقولون إنهم متمسكون بالله وتعودوا على الغارات الجوية.
• نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا حول التدخل الروسي في سوريا، حاولت فيه البحث في الإستراتيجية الروسية والأهداف التي تريد تحقيقها على الأراضي السورية، في مقابل الأهداف التي يسعى التحالف الغربي لتحقيقها، وقالت الصحيفة إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة عن دعوة روسيا كل المجتمع الدولي للانضمام إليها في حربها على الإرهاب، التي ينوي خوضها في سوريا، وبالتزامن مع هذا الخطاب كانت روسيا قد قامت مسبقا بإرسال طائراتها وعتادها إلى الأراضي السورية، لمساندة قوات نظام بشار الأسد، وأضافت الصحيفة أن الدول الغربية التي تشارك منذ سنة في تحالف يضم 60 دولة لمحاربة تنظيم الدولة، تنظر بعين الشك والريبة لنوايا الدب الروسي، فبعد أن قامت الطائرات الروسية بشن أولى غاراتها، التي رافقها جدل كبير بشأن أهدافها الحقيقية؛ بين من يقول إنها تستهدف مناطق الجهاديين وبين من يقول إنها تستهدف الجيش السوري الحر، يتساءل الأمريكيون والأوروبيون بقلق على الإستراتيجية العسكرية الروسية في سوريا، ونقلت الصحيفة عن جوليان نوسيتي، وهو باحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ومتخصص في الشأن الروسي، قوله إن روسيا تخوض حربين متوازيتين في كل من سوريا وأوكرانيا، التي تواجه فيها روسيا جمودا في الموقف هنالك، على الرغم من أن قائد القوات الانفصالية في دونسك أعلن نهاية الحرب في مقاطعة دونباس، منذ أولى الضربات الروسية على الأوكرانيين، ويضيف أن وجه الشبه بين المعركتين، يكمن في أن روسيا تواجه في القوات الأوكرانية وقوات المعارضة المعتدلة السورية، وكلاهما مدعومتان أو على الأقل مدربتان على يد القوات الأمريكية.
• نقلت صحيفة صباح التركية عن مساعد الأمين العام لرئاسة الجمهورية التركية، إبراهيم قالن، قوله إن الهدف الرئيس للتحالف الروسي الإيراني هو تحقيق مكاسب سياسية مفيدة للبلدين، أكثر منه إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة، وأوضح قالن، أن تعزيز روسيا لوجودها العسكري في سوريا وتقديمها الدعم لبشار الأسد، أثار موجة جديدة من الجدل السياسي والتحركات الدبلوماسية، ولفت إلى أن السؤال المتبادر إلى الأذهان هو لماذا لم يشن "النظام السوري"، المدعوم بالسلاح والمعلومات الاستخبارية من جانب روسيا وإيران وحزب الله، أي هجمات ضد تنظيم الدولة، في حين أنه قتل الكثير من السوريين وقصف المدن وأجبر الملايين على النزوح من ديارهم.. وفي المقابل فإنه لم يبادر التنظيم إلى شن هجمات ضد النظام، وأفاد بأن نظام الأسد وتنظيم الدولة يتغذيان من بعضهما، وعلى الأدق، أنهما يعملان معا من أجل وأد الآمال بسوريا ديمقراطية وتعددية، من خلال المعارضة المعتدلة، مضيفا أن تنظيم الدولة أصبح أداة عميلة في الحرب السورية، يستخدمها الجميع من أجل إظهار صواب سياستهم في سوريا والعراق، وأوضح أن غاية الأسد كانت منذ البداية جر العناصر المتطرفة والمحبذة للعنف، إلى الحرب السورية، ثم الإعلان للعالم أنه يحارب المجموعات الأصولية من أجل سوريا علمانية، مشيرا إلى أن "النظام السوري" هو من خلق الظروف المؤدية إلى توسع وانتشار تنظيم الدولة.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لطارق الحميد بعنوان "لا ترقصوا على إيقاع بوتين وخامنئي"، الكاتب أشار إلى أن قواعد اللعبة في سوريا قد تغيرت بعد الغارات الجوية الروسية٬ ورأى أنه مهما حقق الروس الآن من نتائج فإنها آنية٬ وستتبخر٬ مبينا أن التدخل الروسي٬ والمشاركة الإيرانية لنصرة مجرم محسوب على أقلية٬ من شأنه تأجيج الطائفية٬ والتطرف٬ ولن يكون بمقدور روسيا أو إيران الانتصار على مخزن السنة٬ وأكد الكاتب على أهمية أن تكون هناك غرفة عمليات تضم العرب الجادين بنصرة الشعب السوري٬ ومعهم حلفاؤهم٬ وتعمل على فرز المعارضة جيدًا٬ وتركز تحديدًا على الجيش السوري الحر٬ تدريبًا وتسليًحا نوعيًا بمعنى الكلمة، ولفت إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أخطأ خطأ الشاطر عندما قال إن بلاده لا تستهدف الجيش الحر٬ بل يجب أن يكون جزًءا من الحل السياسي، وبناء على ذلك يشدد الكاتب على ضرورة دعم الجيش الحر وتدريبه٬ وتسليحه٬ بأسرع وقت٬ وتسهيل وانتظام تمويله للتأكد من انضمام أكبر المجموعات إليه٬ وبالتالي٬ عدم الانزلاق في دعم أي مجموعات راديكالية متطرفة.
• استطلعت موناليزا فريحة في صحيفة النهار اللبنانية، آراء خبراء في الشأن الروسي حول تدخل فلاديمير بوتين في سوريا، ونقلت الصحيفة عن أندرو ويس، نائب الرئيس للدراسات في مركز "كارنيغي إندومنت" استبعاده أن يكون لدى بوتين خطة بعيدة المدى، موضحا أن بوتين ارتجالي وانتهازي من الطراز الأول، صحيح أنه يحاول ملء بعض الفراغ في الشرق الأوسط وسوريا مع خفض الولايات المتحدة تورطها العسكري في المنطقة، ولكن في الوقت نفسه أشكك في أنه يفكر في خطوتين أو ثلاث إلى الأمام، ويرى ويس أن الحرب في سوريا ستزيد الأوضاع سوءا وهو يغرق روسيا فيها، وسيكون الأمر مجرد وقت قبل أن نرى طفرة لنشاط الجهاديين الذين يستهدفون الروس في سوريا، وأيضا في شوارع موسكو، وقدم إدوارد لوكاس، نائب رئيس المركز لتحليل السياسات الأوروبية، استنتاجا كئيبا عن الوضع، بحسب وصف الصحيفة، وقال: إن الفوز الروسي توج أسبوعا كارثيا من الدبلوماسية الغربية والقيادة الأمريكية، مبينا أن خطاب بوتين أمام الجمعية العمومية الذي أبرز فيه اهتماما حقيقيا بالسلطة ووبخ فيه الغرب على ضعفه وتردده، قابله الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمظهر زعيم يستبدل الخطاب بالسياسة، أما لقاء الرجلين فقد اعتبر على نطاق واسع دليلا على انتهاء العزلة الدولية لبوتين، ويرى لوكاس أن فرص النجاح الروسي في سوريا ضئيلة، إلا أن أخطاء الغرب كبيرة إلى درجة أن بوتين يبدو الآن رجل دولة مسؤولا نلجأ إليه سعيا إلى الحصول على المساعدة.
• حذرت صحيفة الشرق القطرية من التدخل العسكري الروسي في سوريا، مؤكدة في افتتاحيتها أن هذا التدخل سيؤجج الحرب المستعرة وسوف يزيد من تعقيد الأمور وحرفها عن مسارها حيث الغارات الجوية تستهدف المعارضة المعتدلة وتستدف المدنيين في محاولة روسية مكشوفة لإنقاذ نظام الأسد وإشراكه في مشاريع الحلول المقترحة وهذا ما بات مرفوضا من المجتمع الدولي بأسره، وشددت الصحيفة على أن محاربة تنظيم "داعش"، لا تكون بدعم "النظام السوري" الذي ارتكب جرائم ضد شعبه فاقت بكثير ما ارتكبه تنظيم الدولة، وإنما تكون بمواجهة التنظيم بالانتصار للشعب السوري أولا، وإزاحة كل من تورط في دماء السوريين عن سدة الحكم، وإعطاء الشعب السوري الحق في اختيار قادته وحكامه.
اعتبرت صحيفة الراية القطرية أن من المهم أن تدرك روسيا وحلفاء نظام الأسد أن الرهان على هذا النظام بدعوى محاربة الإرهاب، رهان خاسر في مواجهة الشعب السوري والمجتمع الدولي ، وأن الأزمة الإنسانية والتدمير والإرهاب في سوريا، هي أعراض لوحشية النظام الذي فقد شرعيته، خاصة أنه لم يبد الرغبة ولا القدرة على التصدي لتنظيم (داعش)، الذي يجد ملاذا آمنا في المناطق التي يسيطر عليها النظام بسوريا، باعتبار أن النظام هو الحاضن الأساسي لكل التنظيمات الإرهابية، مؤكدة في افتتاحيتها أن التدخل الروسي يشكل تصعيدا إضافيا وسيتسبب في إذكاء التطرف وإطالة أمد الأزمة واستفحالها، وترى الصحيفة أن المطلوب من المجتمع الدولي التمسك بمقررات "جنيف1" وهي واضحة ولا يجب تفريغها من مضمونها وإنما بالتدخل بقوة لفرض مناطق حظر جوي بسوريا ودعم المعارضة السورية ماليا وتسليحها لمواجهة هذا الواقع الجديد الذي تسعى روسيا لفرضه.
• كتبت صحيفة الدستور الأردنية أن نقطة التحول التي جاءت بالدب الروسي إلى سورية إنما بدأت من إدلب وجسر الشغور وسهل الغاب، فبعد سقوط هذه المناطق في يد النصرة، وتحت مسمى "جيش الفتح"، قررت موسكو أن تتدخل لحماية "سوريا المفيدة"، وتأمين قاعدتها البحرية الوحيدة في المياه الدافئة، وحماية "النظام السوري" الحليف الأبرز لها في المنطقة، وأضاف كاتب المقال أنه كان لا بد من الاستظلال بالحرب على داعش والإرهاب للتغطية على التوغل العسكري الروسي في المنطقة، مع أن موسكو والحق يقال، كانت أكثر شفافية في خطابها السياسي، فهي لم تخف دعمها للأسد ونظامه وجيشه، بل صرحت به على أرفع المستويات.
• تطرقت صحيفة الرياض السعودية إلى الأنباء التي تتحدث عن توجه حاملة الطائرات الصينية (لياونينغ) إلى ميناء طرطوس السوري الذي ترابط به قوات روسية منذ عقود، ولفتت إلى أنه حتى الآن لم يصدر أي بيان رسمي من الحكومة الصينية تجاه هذا التحرك، ورأت الصحيفة أن من الضروري أن نؤكد على نقطة مفادها، وهي أن الصين التي عارضت لمرتين في مجلس الأمن قراراً يدين نظام الأسد بحجة عدم رغبتها في التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومنعها أن تؤول الأمور في سورية كما آلت إليها في ليبيا، عليها أن تدرك بأن التحالف الروسي ضد "داعش" يضم إيران التي تلطخت أيديها بالدم السوري ومعها مليشياتها الطائفية، وأضافت أن الكثير من المحللين شبهوا خطوة موسكو بالتدخل العسكري في سورية بالتدخل السوفيتي في أفغانستان، مبرزة أن الصينين يدركون ما آل إليه ذلك التدخل الروسي وتأثيره على الاتحاد السوفيتي، ونحسب بأن الصينيين أكثر حكمة من الروس، لذا نددت بكين آنذاك بالتدخل ورفضت الحرب السوفيتية، ونأمل أن تسلك الصين نفس الطريق في الأزمة السورية.
• قالت صحيفة إيلاف السعودية، إن رئيس الائتلاف السوري السابق أحمد الجربا أكد لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن الضربات الروسية تحوّل روسيا إلى عدو للشعب السوري والشعوب العربية والإسلامية، محذّرا من مغبة المضي بهذه السياسة، ومنبها إلى عواقبها الخطيرة سواء لجهة الموقف من روسيا أو لكونها تصب في إطار تعويم "داعش" بدل إضعافها، ووفقا لإيلاف فقد أضاف الجربا أن الذين استهدفوا في عدة مناطق في سوريا، وخاصة في ريف حمص الشمالي هم جيش حر، وليس لهم علاقة بالإرهاب والتطرف، وقال مصدر للصحيفة إن بوغدانوف أكد للجربا أن الضربة جاءت نتيجة إحداثيات وأن تحقيقا فتح في الموضوع وستتم متابعته حتى النهاية.