جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 02-11-2015
• انتقدت صحيفة واشنطن بوست الأميركية سياسة الرئيس باراك أوباما في الحرب على تنظيم الدولة وقالت إن أوباما لم يتعلم من إستراتيجيته الفاشلة في الشرق الأوسط والمتمثلة في الحرب بالتدريج، وأوردت الصحيفة في افتتاحية لها أن أكبر دروس حرب فيتنام أهمية هو أن خوض الحرب بالتدريج أسلوب فاشل ويؤدي إلى كارثة في الغالب، لأن الجيوش لم تُشكل لشن الحرب "تدريجيا"، وأضافت أن أوباما "آخر رسل التدرج" قد قيل إنه تعلم الدرس وعدّل سياسته التي يسميها "العمليات المحدودة" في حربه التي يشنها -دون حماسة- على تنظيم الدولة، وقالت الصحيفة إن أكثر ما يخيف هو أن يقوم أوباما -الذي كانت إستراتيجيته في كل السياسة الخارجية هي إضعاف الحضور الأميركي وإضعاف التزامه باستخدام القوة- باختيار الحرب بالتدرج غير المفيد مرة أخرى، واستمرت تقول إن فكرة استخدام القوة الضرورية عند الحاجة فقط تتجاهل درسا آخر "تعلمناه من حرب فيتنام" وهو أن السماح للعدو الأضعف بهزيمة من يحارب بالتدريج ودون حماسة كافية أمر غير حكيم، وذكرت أن ما أصبح واضحا في الحرب على تنظيم الدولة هو أنه وبعد عام كامل من القصف بنصف قلب وبشكل عشوائي، لم يفشل أوباما في تحطيم التنظيم فحسب، بل تركه ليشدد قبضته أكثر على الأراضي التي يسيطر عليها ويتوسع إلى أخرى.
• نشرت مجلة تايم الأميركية مقالا للكاتبة إيما آشفورد الباحثة في معهد كاتو قالت فيه إن استراتيجية الرئيس أوباما في سوريا محكوم عليها بالفشل، وأوضحت أنه ينبغي للولايات المتحدة العمل على احتواء تنظيم الدولة والاهتمام باللاجئين السوريين، وأشارت الكاتبة إلى أنه يصعب إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة، وذلك لأن أصل الأزمة في سوريا يتمثل في وجود معارضة مناوئة لنظام الأسد وتسعى لإسقاطه، وسط تدخل العديد من اللاعبين الدوليين ودعمهم للفصائل المسلحة المختلفة التي تتقاتل في سوريا، ما بين مؤيد للنظام ومناوئ له، وأضافت أن الولايات المتحدة أنفقت الكثير من أجل تدريب القوات العراقية وتسليحها وتأهيلها، لكن القوات العراقية سرعان ما تقهقرت وتراجعت وانهزمت أمام تنظيم الدولة منتصف العام الماضي، والذي بات يسيطر على مساحات شاسعة في العراق وعلى نصف مساحة سوريا الكلية، لكن مجلة تايم نسبت في تقرير منفصل إلى كيري القول إن تنظيم الدولة يشكل تهديدا لكل الأمم، وأنه أضاف أن سياسة بلاده واضحه في هذا الشأن، وأنها تتمثل في وجوب إلحاق الهزيمة بهذا التنظيم.
• تساءلت مجلة تايم الأميركية عن السبب وراء الرفض الروسي لإعلان تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عن إسقاط طائرتها المدنية في سيناء وأجابت بأن أي ربط بين الحملة الجوية الروسية في سوريا وحادث سقوط الطائرة -الذي قتل فيه أكثر من مئتي مدني روسي- أمر خطير بالنسبة للكرملين، حيث يخشى الانتقادات الداخلية بأنه هو السبب في إثارة "نار الإرهاب"، وأضافت المجلة أن موسكو كان بإمكانها استغلال مزاعم إسقاط الطائرة من قبل تنظيم الدولة لاجتذاب المزيد من الدعم الشعبي لغاراتها في سوريا، لكنها اختارت طريقا آخر وهو التشكيك في إعلان تنظيم الدولة كي لا تشجع الاعتقاد بأن للتنظيم القدرة على قتل مئتي مدني روسي بصاروخ أرض جو، وقالت المجلة إن الحملة الجوية الروسية في سوريا رافقتها حملة إعلامية لتبريرها مثل القبض على مجموعة من العائدين من سوريا تخطط لزراعة متفجرات بأحد الطرق بموسكو، وتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرورة محاربة تنظيم الدولة في عقر داره بسوريا قبل أن ينجح في شن هجمات على الأراضي الروسية، وأضافت أن إثارة المخاوف من الإرهاب يمكن أن تكون سلاحا ذا حدين، وأن الربط بين تنظيم الدولة وسقوط الطائرة الروسية يمس عصبا في روسيا، لافتة الانتباه إلى أن استطلاعا للرأي أُجري منتصف الشهر الماضي أظهر أن 65% من الروس قلقون من احتمال حدوث هجمات ضدهم مقارنة بنسبة 58% العام الماضي.
• أشارت صحيفة ذي إندبندنت أون صنداي البريطانية إلى أن موسكو تحذر من حرب بالوكالة قد تنشأ على مستوى الشرق الأوسط في أعقاب قرار أميركا إرسال قوات إلى سوريا، وأوضحت أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تعتزم إرسال قوات خاصة إلى سوريا للقيام بمهام استشارية ومساندة، معتبرة أن انتشار قوات أميركية على الأرض في سوريا يمثل نقطة تحول في الحرب التي تعصف بالبلاد منذ نحو خمس سنوات، وأنه يشكل أيضا تحولا في إستراتيجية الرئيس أوباما، وذلك رغم أن القوات الأميركية ستقوم بأدوار مساندة، ولن تتواجد في جبهات القتال الأمامية.
• نشرت صحيفة ذي أوبزرفر البريطانية مقالا للكاتب تريفور تيم قال فيه إن إرسال الولايات المتحدة قوات برية خاصة إلى سوريا يمثل انتهاكا جديدا من جانب الرئيس باراك أوباما للسياسات الخارجية للبلاد، وأوضح أن أوباما وعد عند انتخابه لرئاسة البلاد بأن يسحب القوات الأميركية من الشرق الأوسط، لكن إدارة أوباما أعلنت عن عزمها إرسال قوات خاصة إلى سوريا، مما يمثل خرقا لتعهداتها السابقة بهذا الشأن، وأضاف الكاتب أن إدارة أوباما أعلنت أن قواتها ستقوم بمهام مساندة، لكنه أضاف أن الجميع يعلم أن الجيش الأميركي نفذ مهمات قتالية في سوريا، وأشار إلى أن نفس الشيء ينطبق على القوات الأميركية المنتشرة في العراق، وبين الكاتب أن إدارة أوباما سبق أن أعلنت عن اقتصار مهام قواتها المنتشرة في العراق على تقديم الاستشارات العسكرية والقيام بأدوار مساندة، لكن البيت الأبيض أعلن قبل أيام أن تلك القوات تقوم بمهام قتالية في العراق منذ شهور، ونسبت الصحفية في تقرير منفصل إلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري القول إن القوات الخاصة التي تعتزم الولايات المتحدة إرسالها إلى سوريا ستقوم فقط بمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وأضاف أنها لن تتورط في الحرب التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لعبد الرحمن الراشد تحت عنوان "50 عسكريًا أميركيًا في سوريا!"، الكاتب أشار إلى أن "داعش" وشقيقاته من تنظيم القاعدة يملك في سوريا جيشا يقدر بأكثر من ثلاثين ألفا٬ بينما يقول الإيرانيون إنهم يديرون مائة ألف مقاتل من جنسيات مختلفة، وكذلك للروس قوة من نحو ثلاثة آلاف٬ مضيفا أن الحكومة الأميركية تشجعت أخيرا وقررت أن تبعث قوة من خمسين عسكريا فقط٬ لا نعرف ما الذي يستطيعون فعله٬ ولا معنى إرسالهم سياسيا، واعتبر الكاتب أن معنى هذه القوة الصغيرة يعني شيئا واحدا٬ هو أن واشنطن غير جادة في كل ما تقوله بشأن سوريا٬ سواء عن مواجهتها "داعش"٬ أو رفضها للتمدد الروسي٬ أو حرصها على انتقال السلطة في مشروع لإنهاء الحرب الأهلية، ورأى أنه كان الأفضل ألا ترسل أحدا على أن ترسل خمسين عسكريا فقط، مشددا على أنه بدلا من إرسال هذه القوة الرمزية٬ التي تعطي رسالة خاطئة٬ الأهم أن تعزز الحكومة الأميركية قدرات المعارضة السورية القتالية في الوقت الحالي٬ حتى يكون الحل الوحيد هو سياسيا٬ بإنهاء سبب الأزمة٬ أي الأسد٬ وجعل مشروع حكم جماعي يمثل كل السوريين حقيقة.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لجورج سمعان بعنوان "مصير الأسد و... الإقليم رهن تقدم المسار السياسي"، الكاتب رأى أن فيينا فتحت الباب واسعاً أمام المسار السياسي، وأوضح أن ما سينتهي إليه المسار، أياً كانت نتائجه، سيقرر صورة النظام الإقليمي برمته، والذي يشكل لبنة أساسية في بناء النظام الدولي، من أوكرانيا الأوروبية أو الروسية إلى بحر الصين، مبرزا أن التدخل العسكري الروسي لم يبدل قواعد الحرب على الأرض فقط، بل دفع جميع المتصارعين في سورية وعلى سورية إلى عملية سياسية طويلة، ومن المبكر توقع نتائج فورية وسريعة لها، واعتبر الكاتب أن مصير الأسد ونظامه سيكون رهناً بتقدم الحوار على المسار السياسي، مثلما نظام الإقليم وصورته التي ستكون رهن نتائج هذا المسار، وأشار إلى أنه بترسيخ روسيا أقدام تدخلها، سيتعمق شعور القوى التي تساند النظام بمزيد من الاطمئنان، وستعيد النظر في حساباتها، ولن يكون أمامها في المحصلة سوى الابتعاد عن الرئيس إذا ظل عقبة أمام أي حل أو تسوية، والتخلي عنه أياً كانت الصيغة التي سترسو عليها بلاد الشام، من العراق إلى لبنان.
• تقول صحيفة القدس العربي، إن إظهار الأردن ترحيبه السياسي بمجمل عملية الوجود العسكري الروسي في الجوار السوري، لا ينطلق من خلفية تكتيكية فقط أو من قواعد التعاطي والتفاعل مع الأمر الواقع، بقدر ما يتموقع انطلاقا من القناعة السياسية الراسخة بأن ما يفعله الروس في سوريا بصرف النظر عن التفاصيل يشكل في الحد الأدنى إطارا عاما تم التفاهم عليه مع الإدارة الأمريكية، وتنقل الصحيفة عن القيادي في التيار الإسلامي المهندس مراد العضايلة، اتفاقه مع الرأي الذي يرى تنسيقا بين الإدارة الأمريكية والروس، لكنه توقع أن يغرق الروس في الوحل السوري على أساس أن الأمريكيين مستفيدون في كل الأحوال، وتكمل الصحيفة أنه من هنا يمكن التقاط ما هو جوهري في البوصلة الأردنية وهي تتبع ما يفعله الروس في سوريا، حيث تتكثف القناعة بأن الانفتاح على روسيا في هذه المرحلة قد لا يكلف الأردن ثمنا سلبيا من مخزون علاقاته الاستراتيجية مع المحور الأمريكي، فكل المسؤولين الأردنيين يلاحظون يوميا أن واشنطن لا تعترض حتى الآن على أي تفصيل له علاقة باتصالات الأردن مع موسكو سواء كانت سياسية أم عسكرية أم حتى أمنية، وتضيف الصحيفة أنه من الواضح أن اتجاه الأردن للتنسيق العملياتي العسكري على الحدود مع سوريا شمالي المملكة مع الروس يتم بالضرورة في أحضان ضوء أخضر أمريكي لا يعترض ولا يحاول الإعاقة.
• رأت صحيفة عكاظ السعودية أنه رغم التقدم الذي حدث في اجتماع فينا والذي بحث سبل حل الأزمة السورية، بحضور جميع الأطراف الفاعلة ووجود الإدراك والوعي السياسي بضرورة سرعة إيجاد حل للأزمة التي تجاوزت الأعوام الخمسة، إلا أن بعض الأطراف وتحديدا إيران لاتزال تضع العراقيل أمام الحل بإصرارها على بقاء بشار الأسد، وأشارت الصحيفة إلى الملامح الإيجابية لنتائج فينا إلا أن هناك أهمية قصوى لتوحيد الجهود والرؤى وحدوث الإجماع حيال ضرورة رحيل الأسد وألا يكون له أي دور مستقبلي في سورية الجديدة، وأكدت أن على جميع الأطراف الإقليمية والدولية العمل للوصول للحل السريع لإنهاء الكابوس الأسدي الجاثم على صدور الشعب المناضل المدعوم من الباسيج الإيراني ومليشيات "حزب الله" الطائفية لكي يتم اجتثاث الإرهاب من جذوره.
• رأت صحيفة الشرق السعودية أن الموقف السعودي تجاه الأزمة السورية والحل السياسي لها واضح ويرتكز على مبادئ ثابتة ويعبِّر عن رأي السوريين أنفسهم إضافةً إلى غالبية العرب والمسلمين، وأكدت على أن المملكة تريد لسوريا أن تظل دولة موحدة، وأن تُستبدَل حكومة بشار الأسد التي فقدت شرعيتها بعد قتلِها مئات الآلاف من مواطنيها بحكومة أخرى غير طائفية ولا تقصي أحداً على أن يضع السوريون دستوراً جديداً ويذهبوا إلى انتخابات، واعتبرت أن النقطتان الخلافيتان كما يقول الوزير الجبير هما موعد ووسيلة رحيل الأسد وموعد ووسيلة خروج القوات الأجنبية، الإيرانية خصوصاً، من الأراضي السورية، مبرزة أن هذا ما يتطلع إليه السوريون وأصدقاؤهم من الدول العربية والإسلامية.
• في مقال بعنوان "البحث عن حل سياسي لسورية"، أوردت صحيفة الوسط البحرينية تأكيد المحلل الاستراتيجي في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، مارك فيتزباتريك، بأن هناك مؤشرات بأن الصفقة النووية الإيرانية بدأت تتحرك باتجاه تغيير قواعد اللعبة في المنطقة، وبأن إشراك إيران في المحادثات الحالية الساعية للتوصل إلى حل سياسي في سورية، لم يكن ليتحقق لولا أن روابط الثقة بدأت تنشأ على مدى العامين الماضيين خلال المفاوضات المكثفة بين طهران وواشنطن والقوى الكبرى الأخرى، وكتب رئيس تحرير الصحيفة أنه أصبح واضحا للولايات المتحدة وشركائها أن الوضع السوري لا يمكن حله سلميا دون إشراك جميع أطراف النزاع الرئيسية، بما في ذلك إيران، موضحا أنه رغم إعلان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، عن استمرار الخلاف مع روسيا وإيران، إلا أن الجهود ستستمر إلى أن تتقارب وجهات نظر القوى المشاركة بشأن ترتيبات المرحلة الانتقالية، وصولا إلى تقاسم السلطة بين فئات المجتمع والأطراف الفاعلة في سورية.