جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 27-02-2015
• قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن ذهاب ثلاثة من الفتيات البريطانيات إلى تركيا للالتحاق بـ"داعش" في سوريا قد أثار غضبا بعدما تبين أن الفتيات الثالثة الطالبات بإحدى مدارس لندن قد اتصلت بهن عبر تويتر أقصى محمود، وهي سيدة عمرها 20 عاما ذهبت إلى سوريا من جلاسكو في 2013 للانضمام إلى الجماعة الإرهابية، وفي ظل ما تقوله عائلة تلك السيدة بأن أجهزة المخابرات البريطانية تراقب حسابها، فإن هناك تساؤلات خطيرة تحتاج إلى إجابات عليها فى تلك القضية، ورأت المجلة أن دفع ثلاث فتيات مراهقات إلى التطرف من قبل جهادية معروفة على منصة كبرى مثل تويتر يشير إلى إخفاقات كبيرة في الإستراتيجيات التي تستخدمها أجهزة المخابرات الغربية، مشيرة إلى أن الخبراء يقولون إنهم ركزوا على مدى الدعاية المتطرفة إلكترونيا، حيث اعترفت وزارة الداخلية البريطانية بالمشكلة وقالت إن مثل تلك الدعاية يمكن أن تؤثر مباشرة على الأشخاص المعرضين للتطرف، وللتعامل مع تلك الظاهرة، قالت الوزارة إنهم يتعاونون مع شركات التواصل الاجتماعي ومنظمات المجتمع المدني للحصول على الأرقام التي تكشف عن تضاعف المواد الإرهابية غير القانونية على الإنترنت ثلاث مرات.
• قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن جزر المالديف، هذا البلد الذى يشتهر بالسياحة، يشهد صعودا في الدعوة المتطرفة والمشكلات الاجتماعية التي تؤدي إلى زيادة التشدد، وأشارت الجارديان إلى أن جزر المالديف تعرف بالسياحة الفاخرة أكثر من التشدد، لكن في الأسابيع الأخيرة كان هناك زيادة في رحيل الشباب إلى سوريا، مما أثار مخاوف من تهديد متنامي لكل من السائحين الذين يتجاوز عددهم المليون والذين يزورون الجزر المرجانية كل عام، وأيضا لدول مثل بريطانيا التي لا تتطلب تأشيرات من مواطني هذا البلد، ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي في المنطقة قوله إن هناك مخاوف جدية، والخطر يتمثل في وقوع هجوم محلي أو أن يأتي شخص ما إلى أوروبا أو حتى يذهب إلى الولايات المتحدة، وتابعت الجارديان قائلة إنه على الرغم من أن بعض المسافرين إلى سوريا جاؤوا من مجتمعات الصيد الفقيرة في الجزر النائية، إلا أن أغلب من رحلوا مؤخرا كانوا من العاصمة ماليه، وفي الشهر الماضي غادر حوالى عشرة أشخاص أحد الأحياء الذي شكل فيه الوعظ المتطرف والجريمة المنظمة والمشكلات الاجتماعية مزيجا ساما، وهناك مائة ألف شخص يعيشون في ماليه التي تقع على مساحة ميل واحد.
• جاءت افتتاحية صحيفة التايمز البريطانية بعنوان "الانتقام الكردي: مؤشرات على أن الأكراد يقومون بالتطهير العرقي للعرب"، حيث تقول الصحيفة إنه في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية"، لا يوجد سوى رابح واحد حتى الآن: فبسد الفراغ الذي تسبب فيه انسحاب القوات العراقية العام الماضي، زادت قوات البيشمركة الكردية من المناطق التي تسيطر عليها بنسبة 40 بالمئة، وبمساعدة الغطاء الجوي لقوات التحالف بزعامة الولايات المتحدة، تمكنت قوات البيشمركة من استعادة بلدة كوباني (عين العرب) السورية الاستراتيجية وحققت الكثير من الزخم صوب استعادة الموصل، وترى الصحيفة أن إحدى نتائج ذلك هي زيادة الدعم الدولي لحلم الأكراد أن يكون لديهم دولتهم الخاصة، تستدرك الصحيفة قائلة إن هذا الحلم لا يمكن أن يبنى فقط على القوة العسكرية، وتقول إن بناء هذ الدولة يحتاج إلى قاعدة أخلاقية، وإن هذه القاعدة مهددة، مضيفة أن تقريرا لمنظمة هيومان رايتس ووتش يزعم أن قوات البيشمركة تضع آلاف العرب فيما يسمى بمناطق أمنية، وتمنع أعدادا أخرى من العودة لقراهم، أو تعطى الأكراد حق السكن في منازلهم.
• نشرت صحيفة الحياة اللندنية مقالا مشتركا لوزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند والفرنسي رولان فابيوس تحت عنوان "الأسد لا يمكن أن يكون مستقبل سورية"، قالا فيه إن بشار الأسد لا يكتفي فقط بشن حرب ضد شعبه من القصر الذي يقبع به، بل إنه يحاول أيضاً تلميع صورته أمام العالم، وهو يستغل فظائع المتطرفين ليطرح نفسه شريكاً لنا في مواجهة فوضى بلاده، وبعد أن شدد الوزيران على أن الأسد هو نفسه من يغذي الظلم والفوضى والتطرف، وفرنسا والمملكة المتحدة عازمتان على الوقوف معاً لمواجهة هذه الأمور الثلاثة، شككا بموافقة الأسد على وقف قصف المدنيين في مناطق حلب (شمال سورية) لمدة ستة أسابيع، بناء على الاتفاق الذي توصل إليه مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، مشيران إلى أن الواقع أن الأسد بات الآن أضعف كثيراً مما كان قبل عام، وما برح يزداد ضعفاً، وأصبح جيشه مستنزفاً مع ارتفاع تسرب جنوده من الجيش، كما أُجبر على تجنيد مرتزقة من مناطق بعيدة تصل إلى آسيا، وهو الآن لعبة بأيدي الجهات الداعمة له في المنطقة، مثل "حزب الله"، التي تعتبر القوة وراء نظامه الحاكم، ورأى الوزيران أنه للحفاظ على أمننا القومي علينا هزيمة "داعش" في سورية، ونوها إلى حاجتهما إلى شريك في سورية للعمل معه لمواجهة المتطرفين، وأبرز الوزيران أن هذا يعني تسوية سياسية تتفق عليها الأطراف السورية وتؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في سورية، ومن المرجح أن يشمل ذلك بعض أقسام هيكل النظام الحالي و الائتلاف الوطني السوري وغير هؤلاء من المعتدلين، ممن يؤمنون بسورية تمثل الجميع وتحترم مختلف أطياف المجتمع السوري، وأكدا أن الأسد لا يمكن أن يكون طرفاً في أي حكومة كهذه.
• نطالع في صحيفة العرب الصادرة من لندن مقالا لثائر الزعزوع بعنوان "إيران التي حصدت ربيع العرب"، أشار فيه إلى أن إيران لم تنكر تدخلها العسكري المباشر في كافة الشؤون العربية، لافتا إلى أن حضورها في المشهد السوري بدأ منذ الأيام الأولى للثورة السورية، وقد أبدت حرصها الشديد على بقاء نظام الأسد، معتبرة إياه شريكها في التصدي لما تصفه أدبياتها بـ"الاستكبار العالمي" المتمثل بالشيطان الأكبر، والمقصود هنا الولايات المتحدة الأميركية، ورأى الكاتب أن إيران تحصد باطراد نقاط قوة في مفاوضاتها مع الدول الكبرى حول ملفها النووي، وتكسب أيضا تقاربا واضحا مع الشيطان الأكبر، وصل إلى حد تبادل الرسائل الودية في أكثر من مناسبة، واعتبر أن خسائرها العسكرية والاقتصادية على الأرض السورية، وإن كانت تبدو مرهقة، إلا أنها خسائر يمكن احتمالها قياسا بتلك المكاسب التي حققتها، موضحا أنها طوّقت المنطقة من كافة جهاتها، وخرجت من حصارها الذي كان مفروضا عليها لسنوات طويلة، وبات بإمكانها أن تصبح مصدر تهديد كبير لدول الخليج التي حذّرت مرارا من الدور الإيراني المشبوه ومن العدوان الإيراني على الأراضي العربية، إلا أن تلك التحذيرات، بحسب الكاتب، لم تلق استجابة من قبل الإدارة الأميركية المرتبكة في ترتيب أولوياتها، وفي تحديد موقفها مما يحدث في المنطقة ذات الأهمية الكبرى بالنسبة إلى واشنطن، والتي لم تعد قادرة على وقف الامتداد الإيراني أو فرض الحصار من جديد على طهران بعد كل هذا الإهمال، وخلص الكاتب في نهاية مقاله إلى أن خسارة إيران في سوريا وإنهاء نظام الأسد فعليا، يمثلان تحطيما نوعيا للسطوة الإيرانية المتعالية، وهو أيضا بداية مناسبة لواشنطن إن كانت جادة في الحفاظ على أمن المنطقة الذي لا تنفك تتشدق بأنه يعنيها.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لسمير عطا الله تحت عنوان "الضريح والسيادة"، تطرق فيه إلى تطورات نقل رفات سليمان شاه الملقب بـ"جد العثمانيين"، وأوضح الكاتب أن داود أوغلو أمر بعملية النقل، حيث يكون المثوى الجديد داخل الأراضي السورية وأقرب إلى الحدود التركية، ولا تنقض سيادة تركيا في حقها من قطعة أرض سورية للجد الإمبراطوري، مبرزا أنه هنا، تبرز سيادتان: التركية بموجب الاتفاق مع فرنسا، والسورية التي شهدت موكبا من 39 دبابة و57 عربة مصفحة تحمل 672 عسكريا وتعبر الحدود كأنها في نزهة على ضفة النهر، وقال الكاتب إن دمشق اعترضت على هذا الخرق الفاضح على اعتبار أنه الأول والوحيد، أما عبور عشرات آلاف الهاربين السوريين في الاتجاه المعاكس فهو عمل سيادي، ووصول المقاتلين الغرباء إلى حي جوبر، خلف ساحة العباسيين، ليس خرقا، وطائرات التحالف نيران صديقة، وبعد أن لفت إلى أنه لا خلاف حول السيادة أو السيادتين، اعتبر الكاتب أن الخلاف هو حول الرفات نفسه، فلا أحد متأكد، بمن فيهم تركيا، أن الرفات المتنقل من مكان إلى مكان هو للجد الأكبر، وعلماء الآثار يقولون إنه لا وسيلة لإثبات ذلك، أو إثبات العكس.