يبدو أن الموقف المفاوض بين حزب الاتحاد الديمقراطي PYD والنظام يزداد سوءاً، بعد عودة وفد مجلس سوريا الديمقراطية من دمشق "خائباً"، إذ لا نقاط تلاقي بين الطرفين المفاوضين.
ونقل موقع "باسنبوز" عن مصادره أن «النظام السوري في لقائه الأخير مع وفد سوريا الديمقراطية في دمشق رفض تشكيل لجان مشتركة بين الطرفين لمواصلة التفاوض، ما زاد الوضع سوءاً، حتى وصل الأمر إلى قيام أمن PYD باعتقال العشرات من مرشحي النظام لانتخابات الإدارة المحلية في القامشلي، المزمع إجراؤها في منتصف شهر أيلول القادم».
وأشار المصدر إلى أن «وفد مجلس سوريا الديمقراطية قد قدم تنازلات كبيرة للنظام وترك كل شيء كردي ابتداءً من الفيدرالية وانتهاء بإزالة تسمية الاسم الكردي من مشروعه، مع ذلك يزداد النظام تعنتاً».
وبالصدد، قال مصدر مقرب من إدارة PYD إن: «الفيدرالية هي مطلب استرتيجي لا يمكن إعلانها من طرف واحد ودون موافقة القوى الدولية عليها، ولذلك خطوة الإدارة المدنية الجديدة تحمل بعدين؛ الأول تنظيمي داخلي لإدارة جميع المناطق وفق صيغة موحدة ومرضية لجميع المكونات والثانية لاستخدامها كورقة ضغط على الأطراف الأخرى».
وكانت منظومة PYD وأحزاب مقربة منها قد عقدت في وقت سابق، اجتماعاً برعاية أمريكية في بلدة عين عيسى شمالي الرقة، لمناقشة نظام جديد للإدارة الذاتية الديمقراطية يتناسب مع الإدارة المحلية التي يطرحها النظام.
بثت مواقع إعلامية موالية للنظام خلال الأيام الماضية ماقلت أنها أرتال عسكرية لقوات عسكرية وجهتها خطوط التماس في الشمال السوري، تمهيداً لشن عملية عسكرية محتملة على إدلب.
مصادر عسكرية من فصائل المعارضة لم تخف وصول التعزيزات وأنها تتخذ كامل الإجراءات الاحترازية لمواجهة أي هجوم محدود أو واسع النطاق على المحافظة، إلا أنها قللت من شأن تلك التعزيزات واعتبرتها بروباغندا إعلامية مشابهة لما فعله الأسد إبان زعمه مساندة الميليشيات الانفصالية في عفرين، وماحشده من أرتال خلبية على حدود المنطقة، ومامارسه من بروباغندا إعلامية حينها كشفت حقيقتها لاحقاً.
وبينت المصادر لشبكة "شام" أن ماوصل من حشود عسكرية حتى اليوم إلى الشمال لسوري، هي بضع ميليشيات محلية، وميليشيات مجندة حديثاً من عناصر التسويات الأخيرة في الجنوب السوري، لافتة إلى أن هذه القوات لاتستطيع شن أي عملية عسكرية ولاتملك أي قوة مؤثرة، مؤكدين في ذات الوقت أنهم جاهزون لأي مواجهة.
وتعمل روسيا وحلفائها منذ أشهر وبعد سيطرتها على الجنوب السوري على ممارسة حملة إعلامية وحرب نفسية كبيرة وممنهجة ضد المناطق المحررة في إدلب، بهدف تمكين الوهن النفسي لدى المدنيين ودفع المنطقة للمصالحات وبالتالي دخولها دون أي قتال بدعوى ذلك.
وفي وقت سابق، قال "مصطفى سيجري" مسؤول المكتب السياسي في لواء المعتصم، إن نظام الأسد لا يملك قرار البدء بعمل عسكري على إدلب ولا يمكن له التقدم شبر واحد باتجاه أي من المناطق المحررة الآن في الشمال السوري، "حيث التواجد التركي" وما يشنه من حملات إعلامية دعائية لا تختلف عن الحملات السابقة على عفرين قبل أن يدخلها الجيش الحر وبدعم من الحلفاء في تركيا.
وأكد أن كل ما يقوم به النظام اليوم من حملات إعلامية دعائية هو من باب الحرب النفسية لتمرير سيناريو الجنوب وفتح باب "التسويات" وإعادة المستضعفين إلى حكمه وتحت سيطرته، من خلال الترهيب والترغيب، ويساعده في ذلك أدواته في المناطق المحررة، ولكنه أصغر من أن يملك قرار البدء بعمل عسكري.
وحتى اليوم لايزال ملف منطقة إدلب الخاضعة لاتفاق خفض التصعيد في الشمال السوري وفق استانة والذي تتكفل تركيا بإدارة المنطقة وثبتت فيها 12 نقطة مراقبة موضع المباحثات الروسية التركية الإيرانية، إذ لايوجد اتفاق نهائي بشأنها وجميع المؤشرات تدل على أن جميع الأطراف يسعون لتجنيب المنطقة أي مواجهة قد تفضي لكارثة إنسانية كبيرة تدفع تركيا لتجنبها وحل الأمور وفق تفاهمات سياسية مشتركة.
نشرت صحيفة "جورنال دو ديمونش" الفرنسية تقريرا عرضت فيه أبرز المعلومات عن قدرات تنظيم الدولة، الذي دعا زعيمه، أبو بكر البغدادي، يوم الأربعاء أنصاره إلى مواصلة القتال والجهاد.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أبو بكر البغدادي قد فنّد في تسجيله الصوتي الأخير شائعات موته التي تم تداولها في عدة مناسبات. وقد تطرق في خطابه إلى عدة أحداث، من أبرزها عملية الأردن التي جدت منذ أسبوع تقريبا.
وأكدت الصحيفة أن مقاتلي تنظيم الدولة، على غرار زعيمهم البغدادي، يعيشون متوارين عن الأنظار في عدة مناطق صحراوية في وسط وشرق سوريا. وبحسب مسؤولين عراقيين تحدثوا لوكالة فرانس برس الفرنسية، فإن أبو بكر البغدادي موجود في إحدى المناطق السورية الممتدة على طول الشريط الحدودي مع العراق.
وأضافت الصحيفة أنه بعد العملية العسكرية الواسعة التي قادتها القوات العراقية بدعم من قوات التحالف الدولي، لم يتبق من تنظيم الدولة سوى خلايا نائمة ومتوارية في العراق. لكن، "لا يخفي ذلك حقيقة أن التنظيم لا زال قادرا على شن هجمات داخل التراب السوري والعراقي"، بحسب تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة هذا الأسبوع.
وأوضحت الصحيفة أن الأمم المتحدة تقدر عدد مقاتلي تنظيم الدولة المنتشرين في كل من العراق وسوريا بنحو 20 إلى 30 ألف مقاتل، على الرغم من أن هذه الإحصاءات غير ثابتة. فخلال كانون الأول /ديسمبر سنة 2017، أكد متحدث رسمي باسم قوات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، أن "قرابة الألف مقاتل من تنظيم الدولة لا زالوا في العراق وسوريا".
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية تقدر بدورها عدد مقاتلي تنظيم الدولة في العراق في الوقت الحاضر بنحو 15.500 إلى 17.100 مقاتل، و14 ألف مقاتل في سوريا.
ونقلت الصحيفة على لسان رئيس مركز تحليل المخاطر الإرهابية الأوروبي، جان شارل بريسارد، قوله: "لا نعلم إلى حد الآن كم عدد القتلى الذين سقطوا في صفوف التنظيم خلال العمليات التي شنها التحالف الدولي، وخلال العمليات الروسية، أو خلال العمليات العسكرية العراقية أو التركية".
وأضاف بريسارد أن "جثث قتلى مقاتلي التنظيم ظلت في الغالب تحت الأنقاض التي خلفتها الضربات الجوية لطيران التحالف، ولم يتكفل أي أحد بالبحث عنها أو بانتشالها. وقد تم افتراض أن بعضهم قتلى دون دليل. وإلى حين أن نتأكد نهائيا من موتهم فعلا، فنحن نعتبرهم في الوقت الحاضر أحياء".
وأشارت الصحيفة وفقا لبريسارد إلى أن "العديد من عناصر التنظيم نجحوا في التسلل خلسة للحدود التركية، أين لا زالوا يقبعون الآن، في انتظار تنقلهم إلى منطقة عمليات أخرى. ويجعل ذلك من الصعب تقدير عدد عناصر التنظيم. وقد ظل هذا التنظيم يعمل لفترة طويلة على نقل أهم عناصره إلى التراب التركي ليعمل فيما بعد على إعادة نشرهم من جديد".
وأفادت الصحيفة أنه على الرغم من هزيمته في كل من العراق وسوريا، إلا أن تنظيم الدولة لم يختفي نهائيا. ونوه بريسارد بأن "التنظيم يعيد انتشاره أيضا في مناطق أخرى غير العراق وسوريا، على غرار باكستان وأفغانستان والفلبين، حيث لا زال مقاتلوه قادرين على عبور الحدود".
وبالنسبة لخبراء من مجموعة "صوفان" الدولية للاستشارات الاستراتيجية والاستخباراتية، فإنه "على الرغم من عودة التنظيم للعمل بأسلوب الجماعة المتمردة بعد أن كان دولة متأصلة، إلا أن ذلك لا يخفي حقيقة أنه يظل واحدا من أقوى الجماعات الإرهابية على مر التاريخ. كما أنه لا يفتقر إلى الأسلحة أو المجندين".
وقالت الصحيفة إن تنظيم الدولة لم يتوان عن استهداف البلدان الغربية، بحسب ما يؤكده تبنيه السريع (الذي لا يزال مشكوكا في صحته) للعمليات التي تستهدف هذه الدول. ولعل آخرها هجمات بلدية كورنيلا دي يوبريغات الواقعة في إقليم كتالونيا، أو تبنيه لعملية منطقة تراب في فرنسا. من جانبه، طلب البغدادي من مقاتليه أن "يضربوا ليُرهبوا الغرب في عقر دارهم".
قال الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، إن تركيا تستطيع إنقاذ إدلب من أي مواجهة عسكرية محتملة مع روسيا والنظام، ولكن عليها اتخاذ موقف حاسم من "الجولاني" قائد هيئة تحرير الشام.
جاء ذلك في تغريدة للإعلامي السعودي تناول فيها تطورات الوضع في الشمال السوري قائلاً: "الأتراك قد ينقذون إدلب ومشروعهم المتوافق مع الغالبية السورية إن اتخذوا موقفا حاسما ضد الجولاني وعصابته، اذ لديهم القوة اللازمة لذلك".
وتتخذ روسيا في كل منطقة تعمل على تمكين النظام فيها لاتخاذ وجود هيئة تحرير الشام المصنفة على قوائم الإرهاب كحجة للتدخل وتدمير المنطقة باسم "محاربة الإرهاب" وهذا كان واضحاً إبان معارك حلب والغوطة ودرعا وحمص رغم أن وجود الهيئة كان ضئيلاً في تلك المناطق، ليأتي الدور على إدلب والتي تواجه فيها روسيا اعتراض تركي الشريك في مباحثات أستانة كضامن على تحويل المنطقة الشمالية لبؤرة صراع ومعارك.
وأوردت "شام" في تقارير سابقة أن ضغوطات روسية كبيرة تضع تركيا في موقف صعب لمواجهتها وقطع الذرائع الروسية للتدخل في المنطقة وهنا يكون إنقاذ إدلب مسؤولية الفصائل جميعاً المسيطرة على المحافظة والتي تتحمل هيئة تحرير الشام المسؤولية الأكبر برأي المحللين كونها فصيل بات غير مقبول دولياً ولا يمكن لروسيا ولا حتى تركيا أن تقبل بعودة الهدوء في إدلب في ظل بقائها كفصيل مسيطر عسكرياً ومدنياً حتى.
مصادر مطلعة أكدت لشبكة "شام" في وقت سابق، أن هناك صراعاً كبيراً داخل هيئة تحرير الشام بين القبول بالحل والدخول في مكونات الفصائل الأخرى لتجنيب إدلب أي مواجهة، وبين الرفض والقتال والدخول في مرحلة صراع كبيرة غير محسوبة النتائج، طفى هذا الصراع على السطح مؤخراً مع تزايد الضغوطات لإنهاء هذه الملف.
ولفتت المصادر إلى أن خيارات تركيا باتت إحدى أمرين أولهما الدخول بمشاركة فصائل الجيش السوري الحر في مواجهة عسكرية في إدلب وإنهاء الهيئة عسكرياً، وثانيها قبول الطرح الروسي المتمثل بالدخول للمنطقة على غرار سيناريو الجنوب السوري تحت الضغط وهذا ماتحاول تركيا تجنبه وفق المصدر.
وكانت أكدت مصادر عسكرية مطلعة لشبكة "شام" في وقت سابق، أن الخيارات أمام هيئة تحرير الشام الفصيل الأكبر في الشمال السوري "إدلب" باتت محدودة، مع زيادة الضغوطات الإقليمية والداخلية لحل نفسها وإنقاذ ماتبقى من مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، وتجنيب إدلب خيار المواجهة مع النظام وروسيا.
وكشفت المصادر و"التي رفضت ذكر اسمها" أن مصير إدلب اليوم بات في ملعب قيادة هيئة تحرير الشام، لحل نفسها ضمن الفصائل الأخرى، وإنهاء ذريعة روسيا والنظام للتدخل في إدلب، والمبادرة لدعم موقف الحكومة التركية الساعية لتجنيب المحافظة وثلاثة ملايين إنسان مصير الغوطة الشرقية ودرعا.
ونوه المصدر إلى الموقف التركي الداعم للاستقرار في إدلب، وأن ضغوطات روسية كبيرة تحاول تركيا مواجهتها والدفع باتجاه تحقيق الهدوء والأمان في المنطقة لملايين المدنيين، إضافة للمساهمة بشكل فاعل في إعادة الحياة للمنطقة، وأن هذا يتطلب تعزيز هذا الموقف ودعمه من جميع الفصائل بما فيها هيئة تحرير الشام.
أكدت مصادر إعلام محلية في دير الزور، أنه سجل خلال الأيام القليلة الماضية توافد "الحجاج الإيرانيون" للزيارة الأماكن و الأضرحة التي قامت هيئة مزارات آل البيت الممولة إيرانياً بترميمها و بنائها مؤخراً في محافظة دير الزور.
وذكرت "فرات بوست" أن زيارة "الحجاج" تتم وسط إجراءات أمنية مشددة، بالإضافة الى زيارة مواقع الميليشيات الإيرانية و الأفغانية التي تتمركز في مناطق عدة ضمن المحافظة.
وتشهد منطقة دير الزور حراكاً إيرانياً مكثفاً على عدة أصعدة لتمكين قبضتها في المنطقة، وتوطين الميليشيات الشيعية واستملاك العقارات في المنطقة بحجة تقديم الخدمات.
وفي وقت سابق، افتتحت منظمة "جهاد البناء" الإيرانية مكتباً لها في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، لتمكين شراء المنازل والأراضي الزراعية والعقارات لصالح إيران، إضافة لأهداف استثمارية تتعلق بإعادة الإعمار ونشر التشيع.
وفي شهر نيسان المنصرم، أنهت الميليشيات التابعة لإيران في دير الزور بناء قبة فوق أحد الينابيع بريف مدينة الميادين ويسمى "نبع علي" متخذة إياه مزاراً شيعياً للتبرك به، ومدعوماً من قبل مايعرف بمزارات آل البيت الممولة إيرانياً، إضافة لعدة مواقع أخرى في مدينة دير الزور وريفها يتم تجهيزها كمزارات شيعية.
معلومات موثقة من مصادر متطابقة نشرتها "شام" في تقارير سابقة تؤكد وجود اهتمام إيراني في نشر التشيع بمحافظة دير الزور، وتقوم على أساسها بضخ الأموال، وتقديم الإغراءات للمنتسبين، سبقها إظهارهم حسن المعاملة مع أبناء المنطقة المتبقين فيها، بهدف التغرير بهم وإقناعهم بفكرة التشيع، سبقته جهود لتنفير الأهالي بالمذهب السني، عبر ربطه بالسعودية وتصرفات تنظيم الدولة، وتناقضات وتجاوزات وشطحات علماء السنة حسب زعمهم.
قالت مصادر إعلامية محلية من دير الزور، عن اشتباكات اندلعت قبل أيام بين عناصر من ميليشيات "حزب الله" ولواء فاطميون الأفغاني و الحشد الشعبي العراقي من جهة و الدفاع الوطني و درع الامن العسكري من جهة أخرى، في مدينة البوكمال شرقي المحافظة.
وبينت شبكة "فرات بوست" أن توتراً أمنياً يسود ريف دير الزور الشرقي و مدينة العشارة خصوصاً خلال اليومين الماضيين و التزام المدنيين منازلهم على خلفية الاشتباكات.
وبينت أن عناصر تابعين لحزب الله اللبناني يستقلون سيارة قاموا بقتل عمر فؤاد العواد أحد عناصر الدفاع الوطني مساء يوم الخميس الماضي قرب مسجد جبر وسط مدينة العشارة و تم تشييعه يوم أمس، سبق ذلك قيام حاجز حزب الله اللبناني بالاعتداء على خضر الكوان أحد عناصر الدفاع الوطني و مصادرة سلاحه ليقوم عناصر الدفاع الوطني بالاعتداء على عنصرين من الحزب و إطلاق النار على أحدهم بقدمه، ليرد عناصر حزب الله و يقتلون عمر فؤاد بطلقتين بالرأس.
ويتمركز عناصر حزب الله اللبناني في حي العلوة "الجرف" في مدينة العشارة، في وقت تسعى إيران الداعم الأبرز لتلك الميليشيات لتميكن قوتها في المنطقة، تسبب تلك بوجود منافسة كبيرة مع الميليشيات المحلية التي وصلت لمرحلة الصدام.
اعتبر تحذير واشنطن على لسان الخارجية الأمريكية ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون من مغبة أي مغامرة جديدة للنظام في استخدام الكيماوي في إدلب في حال شن عملية عسكرية محتملة بمثابة ضوء أخضر لشن تلك العملية، بعد أن قوضت واشنطن دعمها لفصائل الحر وتسعى في الوقت ذاته للتملص من كل الملفات العالقة في الشأن السوري.
في الطرف المقابل اعتبر محللون أن واشنطن ومن وراء هذه التصريحات تحاول طمأنة روسيا والنظام في أنها لن تتدخل في حال باردت بالهجوم على محافظة إدلب، إلا أنهم أرجعوا هذه التطمينات لرغبة أمريكية كبيرة في دفع روسيا لما أسموه الغوص في "مستنقع إدلب"، لما لهذه المعركة من أثار لن تقف عند حدود المحافظة.
وذكرت تلك المصادر لشبكة "شام" أن واشنطن تدرك أن لمعركة إدلب في حال وقعت أثر كبير على مستويات عديدة ستكون روسيا هي المتضرر الأكبر منها في حال اتخذت القرار بالبدء فيها، كونها أولاً ستضرب التقارير الروسي التركي لأن الأخيرة ثبتت نقاطها في المنطقة وتعهدت بحمايتها وفق اتفاق "أستانة".
من جهة أخرى وفق المصدر فإن العملية العسكرية على إدلب لن تكون سهلة لروسيا كباقي المعارك، فهنا فصائل ترفض أي تسوية أو تسليم وتقاتل عن عقدية قتالية بأنها مسألة وجود أو فناء وبالتالي ستواجه روسيا مقاومة شرسة وكبيرة وقد لاتمكنها من حسم المعركة مهما استخدمت سلاح الجو في دعم النظام.
ولفت المصدر إلى أن عملية إدلب لها إضافة للأبعاد الداخلية أبعاد إقليمية كبيرة، ستنعكس أثارها سلباً على علاقة روسيا بالدول المعنية بالملف السوري، وسيكون إعطاء الأسد مزيداً من السيطرة على الأرض على حساب مصالح روسيا الإقليمية والدولية في مواجهة المعسكر الغربي، وبالتالي فإن المغامرة في هذه المعركة يشكل تحدياً كبيراً بالنسبة لها.
وأشارت المصادر لـ "شام" أن روسيا تدرك مساعي واشنطن لدفها للمزيد من الغرق في سوريا، وأن هذا مايجعلها تتحرك دولياً بشكل سريع لحسم جل الملفات العالقة في الشأن السوري والخلاص مما دخلت فيه للتفرغ لشأنها الداخلي وأزمتها الاقتصادية ومواجهة تمدد واشنطن وتهديداتها.
في مؤشر إلى توافق روسي - تركي على خطة مشتركة لإنهاء ملف إدلب السورية في أسرع وقت، اجتمع وزراء الخارجية والدفاع الروس والأتراك ورئيسا الاستخبارات من البلدين، مع الرئيس فلاديمير بوتين الذي أشاد بنتائج التعاون الثنائي المكثف في حل القضية السورية.
وفي حين بدا الجانب الروسي أكثر تفهماً للموقف التركي من أجل حل موضوع إدلب «المعقد» وتجنيب المدنيين الخطر عند التخلص من الإرهابيين»، وفق وزير الخارجية سيرغي لافروف، قالت وزارة الدفاع الروسية أنها عرضت على الجانب التركي اقتراحات محددة لتسوية الأوضاع في إدلب.
ورجحت أوساط مطلعة في موسكو لـ «الحياة» أن الخطة المتوافق عليها بين أنقرة وموسكو «تتضمن تجنيب إدلب معركة واسعة، وتقديم بعض التنازلات (التركية) للنظام والروس، مع التركيز على معالجة قضية "التنظيمات الإرهابية" على أكثر من مستوى، سياسياً وعسكرياً، عبر تنسيق مشترك بين الجيشين وأجهزة الاستخبارات».
وبحث وزيرا الخارجية الروسي والتركي مولود جاويش أوغلو الموضوع السوري بالتفصيل، وبالتزامن كانت إدلب حاضرة بتفصيلاتها العسكرية على طاولة وزيري الدفاع الروسي سيرغي شويغو والتركي خلوصي آكار، وحضر اللقاء وهو الثاني في أسبوع رئيسا الاستخبارات في البلدين.
وقال بوتين أثناء استقبال المسؤولين الروس والأتراك: «بفضل جهود دولتينا مع إشراك دول معنية أخرى، بما فيها إيران ودول أوروبية والولايات المتحدة، إضافة إلى تعاوننا مع الأمم المتحدة، نجحنا في المضي قدماً في شكل ملموس في تسوية الأزمة السورية».
وأكد جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحافي مع لافروف أن «تحييد المجموعات الإرهابية المتطرفة يشكل أهمية كبيرة بالنسبة إلى تركيا وروسيا والمنطقة برمتها، وأنه يجب ألا تشكل هذه المجموعات تهديداً على تركيا والوجود الروسي في سورية»، مشدداً على أن من المهم «تبديد قلق روسيا، وعدم تهديد قواعدها العسكرية في سورية».
لكن الوزير التركي حذر من أن العمل العسكري سيسبب «كارثة»، و «الهجوم على محافظة إدلب برمتها من أجل القضاء على المجموعات الإرهابية المتطرفة يعني التسبب في مقتل ملايين الناس ونزوح حوالى 3 ملايين سوري، بالتالي حدوث كارثة إنسانية مجدداً».
وخلص إلى أن «علينا العمل سوياً من أجل تبديد القلق وحماية الاستقرار في المنطقة بدلاً من شن الهجوم على إدلب». من جهة أخرى، أشار لافروف إلى صعوبة الوضع في إدلب وتعقيده، مشدداً على ضرورة تجنيب المدنيين الخطر لدى تطهير إدلب من الإرهابيين، وضرورة فصلهم عن المعارضة المعتدلة.
وذكرت أوساط روسية متابعة المحادثات الروسية - التركية لحل «عقدة إدلب» في اتصال أجرته معها «الحياة»، أن «الحل يجب أن يتضمن إنهاء موضوع جبهة النصرة... وتجنب خسائر كبيرة في الأرواح، أو حركة نزوح كبيرة تعطل المخطط الروسي لعودة اللاجئين، مع تقديم تنازلات بعضها مادي وآخر معنوي للحكومة السورية».
قال منسقو استجابة سوريا في بيان رسمي اليوم، إن روسيا تواصل اجتماعاتها المكثفة مع الدول الغربية والمجتمع الدولي بخصوص مواضيع إعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا وموضوع منطقة خفض التصعيد الرابعة (الشمال السوري).
ورأى المنسقون أنها ومن خلال هذين الملفين تحاول الحصول على مكتسبات إضافية في سوريا ومحاولة الانتهاء من موضوع الملف السوري والتفرغ للأزمات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها روسيا.
واعتبر البيان أن إظهار الشمال السوري بمظهر البؤرة الإرهابية الكبرى والتركيز على ما أسمته التنظيمات الإرهابية هو محاولة عديمة الجدوى وقامت بتطبيقها في كافة مناطق خفض التصعيد السابقة وقامت باحتلال تلك المناطق تحت تلك الذرائع.
وأكد البيان أن إصدار البيانات والتصريحات الصحفية من قبل بعض الدول الغربية هو محاولة ناعمة لمنع روسيا من ارتكاب المجازر في منطقة خفض التصعيد الرابعة دون اتخاذ أي اجراء حازم اتجاه تلك التهديدات.
وأضاف أن التصريحات الروسية التي كشفت عن أعداد المقاتلين الروس العاملين في سوريا والمرتزقة التابعين لها وكميات الأسلحة التي تم استخدامها في سوريا يظهر أنها قوة احتلال تسيطر على المفاصل اﻷساسية في مؤسسات الدولة السورية المسيطر عليها من قبل النظام وميلشياته.
وطالب البيان الدول الفاعلة في الملف السوري إضافة إلى منظمات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان إلى تحمل مسؤولياتهم اتجاه أربعة ملايين مواطن سوري متواجدين في منطقة خفض التصعيد اﻷخيرة.
كذلك إجراء كل مايلزم لمنع روسيا من ممارسة الأعمال العدائية وارتكاب المجازر في مناطق الشمال السوري.
وطالب منظمة اليونسيف بتسليط الضوء على أكثر من مليون طفل سوري متواجدين في الشمال السوري والتذكير أن نزوحهم مع ذويهم سيخلف أكبر مأساة تمر بها سوريا منذ سبع سنوات.
كما طالب البيان كافة القوى والفعاليات الثورية والسياسية إلى تكثيف الاجتماعات مع الجهات المعنية بالشأن السوري وإبراز الكارثة الإنسانية التي يمكن أن يتعرض لها الشمال السوري نتيجة التصرفات الغير مسؤولة من قبل روسيا.
وختم البيان بمطالبة الوسائل الإعلامية المحلية والدولية إظهار الواقع الحالي للمدنيين في الشمال السوري والمساهمة في إيقاف الحملات الإعلامية التي تقوم بها روسيا والنظام.
اتهمت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بالتحضير لما قالت إنه ضربات عسكرية جديدة على سوريا تحت ذريعة استخدام قوات الأسد للأسلحة الكيميائية.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن المتحدث باسم الوزارة، إيغور كوناشنكوف ، أن "مسلحين في محافظة إدلب يستعدون لاستعمال أسلحة كيماوية ضد المدنيين وإلصاق ذلك بالحكومة السورية"، في تكرار جديد لذات السينايوا الذى تتبعه روسيا في كل منطقة تهددها وتسعى لإلصاق استخدام الكيماوي بفصائل المعارضة مبرئة الأسد.
ومن مزاعم الوزارة أن "مجموعة من المسلحين الذين تم تدريبهم تحت اشراف شركة (أوليف) العسكرية البريطانية الخاصة وصلوا إلى إدلب لتنفيذ هجمات بمواد سامة"، في حين لم يرد أي تعليق رسمي من الدول الثلاث على ما أوردته الوزارة حتى الساعة 06:30 ت.غ.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية، بأن المدمرة الأمريكية "يو أس أس سوليفان" وصلت إلى الخليج العربي محملة بـ 56 صاروخا من طراز كروز بهدف تنفيذ ضربة على سوريا.
وأضافت: "كما وصلت القاذفة الاستراتيجية الأمريكية "В-1В" إلى قاعدة "العديد" في قطر محملة بـ 24 صاروخا مجنحا من طراز "جو-أرض".
وكانت الدول الثلاث شنت ضربة مشتركة على أهداف للنظام السوري ردا على استخدام أسلحة كيميائية في مدينة دوما السورية ، وأسفر ذلك الهجوم الكيميائي عن مقتل 78 شخصا وإصابة المئات وفق مصادر طبية محلية.
قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلوا، يوم الجمعة، إن التواصل التركي الروسي ذو أهمية كبيرة لأمن واستقرار المنطقة، وذلك في مؤتمر صحفي جمعه برئيس جمهورية تتارستان الروسية، رستم مينيخانوف، في عاصمتها، قازان.
ولفت جاويش أوغلو، أن روسيا شريك مهم بالنسبة لبلاده، لافتاً إلى أن مشاركته في لقاءات بموسكو، في وقت سابق اليوم، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير خارجيته سيرغي لافروف؛ كانت مثمرة للغاية.
وأوضح أن الجانبين بحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وملف سوريا، وقضايا إقليمية أخرى.
وصباح الأمس، وصل جاويش أوغلو، رفقة وزير الدفاع، خلوصي آكار، ورئيس جهاز الاستخبارات، هاكان فيدان، إلى روسيا، لإجراء مباحثات على مستويات مختلفة، بشأن عدة قضايا على رأسها القضية السورية.
دمشق وريفها::
اعتقلت قوات الأسد عددا من الأشخاص في قرى وبلدات القلمون الشرقي دون معرفة الأسباب وراء ذلك.
قال إعلام الأسد أن قنبلة يحملها شاب انفجرت في تجمع ألعاب للأطفال في منطقة دف الشوك ما أدى لسقوط جرحى.
حلب::
تعرضت قرية الشيخ عقيل بالريف الغربي لقصف بقذائف الهاون من قبل قوات الأسد دون تسجيل أي إصابات بين المدنيين.
سقط قتلى وجرحى في صفوف قوات الأسد جراء انفجار عبوة في منطقة التلل بمدينة حلب، وتبنت سرية ابو عمارة للمهام الخاصة العملية.
إدلب::
انفجرت عبوة ناسفة في منطقة الميدان بمدينة أريحا بالريف الجنوبي، دون ورود معلومات عن حدوث أضرار بشرية.
تعرضت مزارع بلدة التمانعة ومزارع قرية الخوين الغربية بالريف الجنوبي لقصف مدفعي من قبل قوات الأسد.
حماة::
تعرضت الأراضي الزراعية لقرى الزكاة ومعركبة ولطمين بالريف الشمالي لقصف مدفعي من قبل قوات الأسد.
ديرالزور::
جرت معارك عنيفة بين تنظيم الدولة وقوات الأسد في بلدة السيال بمحيط مدينة البوكمال بالريف الشرقي، وذلك على خلفية قيام التنظيم بشن هجوم سريع على مواقع قوات الأسد في البلدة.
قُتل أحد عناصر الدفاع الوطني التابع لنظام الأسد في مدينة العشارة بالريف الشرقي بعد قيام مجهولون بإطلاق النار عليه.
الرقة::
قام مجهولون بإطلاق النار على مقصف "أحلى طلة" الواقع بجانب "الحديقة البيضا" بمدينة الرقة، وترافق ذلك مع إطلاق النار على مقصف "هنا الرقة" بجانب بريد الدرعية.
شهدت سماء مدينة الرقة تحليقا للطيران المروحي دون تسجيل أي غارة.
الحسكة::
سمع صوت انفجار قوي في ريف الحسكة الجنوبي ترافق مع تحليق مكثف للطيران الأمريكي في سماء مدينة الشدادي.
السويداء::
استؤنفت المعارك بين تنظيم الدولة وقوات الأسد والمليشيات المحلية شرقي محافظة السويداء، تمكن فيها الأخير من تحقيق تقدم طفيف في منطقة الجرف الصخري وفي قرية قبر الشيخ حسين على أطراف تلول الصفا، وتدور المعارك وسط قصف مدفعي وصاروخي مكثف، وقتل وجرح خلال الاشتباكات العديد من عناصر الطرفين.