نقل ناشطون من مناطق سيطرة تنظيم الدولة في مخيم اليرموك أمس الجمعة، عن سقوط عدة شهداء وعشرات الجرحى من المدنيين بعد استهداف الطيران الحربي للنظام لأحد الملاجئ المتبقية لسكان المخيم.
وبحسب مصادر محلية فأن الطيران الحربي التابع لنظام الأسد وروسيا استهدف أحد الملاجئ في مخيم اليرموك، حيث يعتبر الملجأ ممتلئ بحوالي ثلاثين شخص من النساء والأطفال، حيث سقط أكثر من خمسة شهداء وعدة جرحى بالقصف على الملجأ.
وأطلق ناشطون من مخيم اليرموك نداءات استغاثة لإنقاذ من تبقى من سكان المخيم بمطالبتهم نناشد كافة الأطراف المتحاربة في مخيم اليرموك، والمنظمات الدولية والحقوقية، إعلان هدنة إنسانية وفتح ممرات آمنة، حتى تتمكن فرق الإنقاذ من الدخول وانتشال المدنيين العالقين تحت الإنقاض والشهداء الموجودين تحت المباني المدمرة، ونقل المصابين ممن لا يزال على الحياة إلى المشافي وتلقي العلاج.
يذكر أن الحملة العسكرية لقوات الأسد والميليشيات الشيعية المساندة لها تدخل يومها التاسع والعشرين على مناطق سيطرة تنظيم الدولة جنوب العاصمة دمشق، حيث لم تتمكن قوات الأسد من القضاء على التنظيم بعد انحسار سيطرته بشكل كبير، وتحصنه في عدة مناطق من الحجر الأسود ومخيم اليرموك.
أكدت مصادر ميدانية في ريف دير الزور، أن منظمة "جهاد البناء" الإيرانية، بدأت فعلياً بعمليات استملاك الأراضي والعقارات في مدينة البوكمال بدعم من الحرس الثوري الإيراني المسيطر على المنطقة.
وذكرت المصادر أن العديد من الأبنية السكنية والعقارات باتت في ملكية المنظمة الإيرانية، كما أن مسؤوليها أعلموا قوات الأسد الميليشيات الإيرانية هناك بضرورة تأمين منازل لاستقدام عائلات موظفي المنظمة من العراق وإيران للعيش في المنطقة.
وأكدت مصادر إعلامية في دير الزور في وقت سابق، أن منظمة "جهاد البناء" الإيرانية افتتحت مكتباً لها في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، لتمكين شراء المنازل والأراضي الزراعية والعقارات لصالح إيران، إضافة لأهداف استثمارية تتعلق بإعادة الإعمار ونشر التشيع.
وبحسب المصدر، فإن “المنظمة تواصل عملها في إعادة إعمار المشاريع التي استولت عليها في مدينة البوكمال، من عمليات تنظيف لبعض الأحياء وتأهيل بعض المدارس”.
وفي شهر نيسان المنصرم، أنهت الميليشيات التابعة لإيران في دير الزور بناء قبة فوق أحد الينابيع بريف مدينة الميادين ويسمى "نبع علي" متخذة إياه مزاراً شيعياً للتبرك به، ومدعوماً من قبل مايعرف بمزارات آل البيت الممولة إيرانياً، إضافة لعدة مواقع أخرى في مدينة دير الزور وريفها يتم تجهيزها كمزارات شيعية.
معلومات موثقة من مصادر متطابقة نشرتها "شام" في تقارير سابقة تؤكد وجود اهتمام إيراني في نشر التشيع بمحافظة دير الزور، وتقوم على أساسها بضخ الأموال، وتقديم الإغراءات للمنتسبين، سبقها إظهارهم حسن المعاملة مع أبناء المنطقة المتبقين فيها، بهدف التغرير بهم وإقناعهم بفكرة التشيع، سبقته جهود لتنفير الأهالي بالمذهب السني، عبر ربطه بالسعودية وتصرفات تنظيم الدولة، وتناقضات وتجاوزات وشطحات علماء السنة حسب زعمهم.
نعت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" استشهاد أحد متطوعيها بقصف مدفعي لقوات النظام في بلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة.
وتعرضت بلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة لقصف مدفعي مصدره حواجز قوات النظام استهدف منازل المدنيين، كرر القصف على المنطقة حين وصول فرق الدفاع المدني، خلفت استشهاد المتطوع "أحمد المحمود" أحد متطوعي الدفاع المدني في مركز 1404 أثناء قيامه بواجبه الإنساني بإخلاء الإصابات.
ويعمل الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" كمنظومة مستقلة حيادية وغير منحازة على خمس عشرة مهمة، أبرزها مهمة إنقاذ المدنيين في المواقع المستهدفة بالقصف، وقد تمكنت منذ تأسيسها من إنقاذ ما يزيد عن 200 ألف مدني إزاء الضربات التي يشنها نظام الأسد وحلفائه ضد المدنيين في سورية، إلا أنها فقدت أكثر من 219 متطوعاً خلال قيامهم بواجبهم الإنساني في عمليات الإنقاذ.
ألقى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بثقله دعماً لـ «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) في مواجهة تنظيم الدولة شرق الفرات وعلى الحدود مع العراق.
وعلمت «الحياة» أن فرنسا تتجه إلى تعزيز وجودها العسكري في مدينة الرقة شمال شرقي سورية التي كانت معقلاً رئيساً للتنظيم قبل تحريرها، فيما واصلت قوات التحالف عمليات الإنزال الجوي في قرى الحسكة، حيث نفذت مداهمات اعتقلت خلالها 5 من عناصر التنظيم من بينهم قيادي.
وقال مصدر عسكري في «قسد»، إن عسكريين فرنسيين زاروا ساحة كندال غرب الرقة، لتدشين معسكر أمني هناك، مشيراً إلى أنهم قدموا من مدينة منبج بهدف إنشاء معسكر أمني وإعداد كوادر استخباراتية يشرفون هم على تدريبها، حيث سيتم اختيار 140 عنصراً تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً.
إلى ذلك، شهد ريف الحسكة القريب من الحدود السورية– العراقية، عمليات أمنية متلاحقة، استهدفت القرى الواقعة بين ريفي القامشلي الجنوبي والحسكة الجنوبي الشرقي، حيث عمدت قوات التحالف و «قسد»، إلى تنفيذ عمليات دهم واسعة بعد إنزال بالمروحيات، تزامناً مع عمليات نفذتها قوات أمنية برية.
وفي وقت سابق، أعلنت مصادر محلية في ريف الحسكة، إيقاف قوات النظام قبل يومين نحو 20 سيارة عسكرية تقل 70 جنديا فرنسيا في مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، التي تتقاسم قوات حزبي العمال الكردستاني "بي كي كي" والاتحاد الديمقراطي "بي واي دي" وقوات الأسد السيطرة عليها.
وشهدت مناطق سيطرة "بي واي دي" في الآونة الأخيرة زيادة كبيرة في عدد القوات الفرنسية التي دخلت من العراق، حيث شوهدت عشرات المصفحات تحمل جنودا فرنسيين، وتقوم بجولات في مدينة منبج شرقي محافظة حلب، ومحافظتي دير الزور والحسكة، ومدن وبلدات خاضعة لسيطرة "بي واي دي" الإرهابي.
وتتمركز القوات الفرنسية بشكل رئيسي في تلة مشتى النور جنوب مدينة عين العرب (كوباني)، وناحية صرين وجميعها بريف حلب، وبلدة عين عيسى، وقرية خراب العاشق شمالي محافظة الرقة.
تجدر الإشارة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، استقبل في 29 مارس / آذار الماضي وفدا من إرهابيي "واي بي جي/ بي كي كي" تحت مسمى "قوات سوريا الديمقراطية".
وعقب الاستقبال، أصدر قصر الإليزيه بيانا جاء فيه، أن ماكرون "يرغب في إقامة حوار بين قوات سوريا الديمقراطية (عمودها الفقري تنظيم واي بي جي/ بي كي كي) وتركيا، بدعم من فرنسا والمجتمع الدولي".
اعتبر عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد (الغرفة العليا للبرلمان) الروسي، أوليغ موروزوف، يوم الجمعة، أن كل الأسس موجودة لنقل الوضع في سوريا إلى اتجاه التسوية السياسية السلمية.
وقال موروزوف، لوكالة "سبوتنيك": " فكرة عملية التسوية السلمية بالذات، تكمن في أساس سياستنا بالعلاقة مع سوريا".
وأوضح عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد، أن الأسس الرئيسية للانتقال إلى العملية السياسية في سوريا، متواجدة حالياً بحدها الأقصى: "السلطات الشرعية تسيطر إلى حد كبير من البلاد، وتم القضاء على بؤر الإرهابيين بشكل كامل عملياً".
وتابع قائلاً، يجب الآن إيجاد آلية للتسوية السلمية، تسمح بنقل العملية إلى المسار السياسي، لكن وبالأخذ بعين الاعتبار الاختلاف بين الأطراف، فهذا الطريق لن يكون سهلاً "الطريق طويل".
وبدأت روسيا التي تعتبر نفسها أحد أطراف الحل السياسي السوري والتي ترعاه في مؤتمرات عدة ابرزها "سوتشي" ومع الدول الضامنة تركيا وإيران بالترويج بشكل كبير مؤخراً لمرحلة الحل النهائي التي تعمل على تهيئة الأجواء لفرضه بعد أن مكنت النظام من السيطرة على مناطق واسعة في سوريا، وكذلك ساهمت بشكل رئيس في عمليات التهجير والتغيير الديموغرافي لجل لمناطق الثائرة لاسيما حول العاصمة دمشق وفي ريف حمص.
والحل السياسي أو التسوية الروسية بالتأكيد لن تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوري الثائر على نظام الأسد الحليف الأبرز لروسيا، وإنا ستكون تسوية صورية تغير في واجهة النظام وتحافظ على مصالح الدول المعنية بالملف السوري وتفرض بشكل إجباري على المعارضة التي باتت عاجزة عن قول كلمة "لا" بحسب مراقبين.
جمدت فرنسا أصول ثلاثة اشخاص وتسع شركات لتورطها في برنامج الأسلحة الكيميائية السوري، كما اعلن وزيرا الخارجية جان ايف لودريان والاقتصاد الفرنسيان برونو لومير.
وقال لودريان ولومير في بيان مشترك، بحسب ما نقلت "وكالة الصحافة الفرنسية"، انّ هذه الكيانات التي يتمركز معظمها في سوريا ولبنان، تعمل "لحساب" مركز الدراسات والبحوث السوري "المختبر السوري الرئيسي المكلف تطوير وإنتاج أسلحة كيميائية وناقلات بالستية".
واضافا: "انها اختيرت لتورطها في البحث و حيازة هذا المركز على معدات تساهم في تطوير القدرات العسكرية الكيميائية والبالستية لهذا البلد".
ووردت أسماء شخصين سوريين وآخر مولود في 1977 في لبنان لم تحدد جنسيته.
ويشمل القرار تجميد أصول شركات "مجموعة المحروس" (دمشق) ولها فرعان في دبي ومصر، و"سيغماتيك" (دمشق) و"تكنولاب" (لبنان) وشركة تجارية مقرها في غوانغجو في الصين، والشركات الثلاث فرضت عليها وزارة الخزانة الأميركية عقوبات لارتباطها ببرنامج الأسلحة الكيمائية في سوريا.
وتضمنت الاحكام التي وقعها وزير الاقتصاد والمالية أسماء وعناوين وتواريخ ميلاد الأشخاص المعنيين. وسيتم تجميد أصول هذه الكيانات والشخصيات لمدة ستة اشهر اعتبارا من 18 أيار 2018.
وكانت استهدفت ضربات غربية ثلاثية في سوريا في 14 نيسان فروعاً لمركز الدراسات والبحوث.
واكد عزيز علوش الذي يملك شركة "تكنولاب" التي تتخذ من النبطية في لبنان مقراً لها، لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، انّه لا يزود بمعدات الكترونية وميكانيكية سوى جامعات ومدارس ومراكز تعليمية مهنية.
وأضاف انّه منذ 2016 والعقوبات الأميركية، "أوقف العمل مع سوريا" مع انّه يعترف بانّه "يساعد بعض الأشخاص الذين يعرفهم شخصيا".
وتشارك نحو 30 دولة في اجتماع الجمعة في باريس لتحديد آليات التعرف على المسؤولين عن الهجمات الكيميائية ومعاقبتهم خصوصا في سوريا.
وقال الوزيران الفرنسيان: "بينما اختفت الأسلحة الكيميائية منذ حوالى عشرين عاما، يتطلب ظهورها مجددا في العراق وسوريا وآسيا وأوروبا بين ايدي أطراف حكومية وغير حكومية، تعبئة كبيرة من الاسرة الدولية".
وبين المؤسسات المستهدفة مستوردون وموزعون لمعادن ومنتجات الكترونية وأنظمة اضاءة وبعض هذه الشركات لا مقرات فعلية لها.
اتهم ممثلو الادعاء البرازيليين 11 شخصا بالتخطيط لتشكيل خلية لتنظيم الدولة في البرازيل ومحاولة تجنيد متشددين لإرسالهم إلى سوريا، وفاق لوثيقة اطلعت عليها رويترز.
ورصدت الشرطة هؤلاء الأشخاص الذين تشتبه في أنهم متشددون من التنظيم من خلال رسائل تبادلوها على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن زودتها الشرطة الإسبانية بأرقام هواتف عثرت عليها مع برازيلي اعتقلته لانتمائه لتنظيم متشدد بإسبانيا.
وذكرت الوثيقة أن بعض المشتبه بهم البرازيليين ناقشوا في مجموعة للتحدث عبر تطبيق واتساب خططا لهجوم على غرار جسر لندن الذي وقع العام الماضي وذلك خلال مهرجان في ريو دي جانيرو أو سلفادور لإسقاط أكبر عدد من القتلى.
وقال متحدث باسم مكتب الادعاء في ولاية جوياس بوسط البرازيل، وهو المكتب الذي وجه الاتهامات، إن السلطات تحتجز اثنين من المشتبه بهم في سجن مشدد الحراسة وأفرجت عن خمسة آخرين احتجزتهم في أكتوبر تشرين الأول لحين محاكمتهم.
وعثرت الشرطة على أسلحة بدائية الصنع في مقر إقامة أحد المشتبه بهم الذي قال في رسائل التواصل الاجتماعي إنه مؤيد لـ "تنظيم القاعدة".
نقلت صحيفتا "إكسبريس" و "كولنر شالتانتزايغر"، أن عنصر تنظيم الدولة الألماني المعروف بأبو عمر الألماني" قد وقع أسيرا وهو في سجن تشرف عليه القوات الكردية في شمال سوريا.
وأكدت صحيفة «إكسبريس» أن دائرة حماية الدستور تلقت رسائل استغاثة من شقيقة أبو عمر الملقب بـ«جلاد كونيغزفنتر» المعروف باسم «أبو عمر الألماني»، تكشف عن أن أخاها لم يسقط في القتال في شمال سوريا كما أشاعت القوات الكردية.
وتقبع ياسمين أبو ز. أخت أبو عمر هي الأخرى في سجن للنساء في المناطق الكردية، وكتبت إلى أهلها، وإلى دائرة حماية الدستور، رسائل تتحدث عن ظروف السجن الصحية السيئة وتطالب الحكومة الألمانية بالتحرك لإنقاذهما من الأسر و استقبالهما في ألمانيا.
وبحسب تقرير صحيفة «إكسبريس»، فإن وزارة الخارجية الألمانية تدرس إمكانية التفاوض مع الجانب التركي حول تسليم ياسمي، إلا أن التدخل من أجل إنقاذ تسليم «أبو عمر الألماني» سيكون غاية في التعقيد بسبب مشاركته في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وفي نهاية شهر مارس 2017 أعلنت «وكالة أنباء هوار»، التابعة للقوات الكردية في سوريا، أن فصيل من مقاتلات التنظيم قتل «أبو عمر الألماني» وثلاثة من مرافقيه قرب مدينة طبقة السورية. إلا أن الدوائر الأمنية والسياسية الألمانية لم تؤكد الخبر وفرضت الصمت على الموضوع.
ولد يمين أبو ز. في مدينة شتوتغارت الألمانية في ولاية بادن فورتمبيرغ، وانتقل للعيش في كونيغزفينتر بالقرب من بون بعد قبوله التدريب المهني في مؤسسة «تـيليكوم» الألمانية. ولم يكمل تدريبه المهني والتحق بـ«داعش» عبر تركيا سنة 2015، رغم أن الشركة كانت تعتبره طالباً واعداً في مجال تقنية المعلومات.
ما أن انتهت قوات الحكومة السورية بدعم من الجيش الروسي من معارك وتسويات الغوطة الشرقية وريف حمص، حتى بدأ السؤال يتصاعد في موسكو من جهة وطهران ودمشق من جهة أخرى، عن المرحلة المقبلة ومستقبل مناطق النفوذ الخارجي الثلاث الباقية: جنوب غربي سوريا، شمال غربي سوريا، شمال شرقي سوريا.
أما في برلين وباريس وعواصم أخرى، فكان السؤال، يتناول كيفية تحريك العملية السياسية ومستقبل مساري جنيف وآستانة وإمكانية الإفادة من تجربة مينسك للحل الأوكراني باجتراح «مينسك سوري».
الاعتقاد في برلين وباريس ودول أخرى، أن الأمر لم يعد يتعلق بالسوريين، نظاماً ومعارضة. بل بات يتعلق باللعبة الكبرى. لذلك؛ فإن إحدى القضايا التي حملتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي أمس، هو الإفادة من خصوصية العلاقة الألمانية – الروسية، وإطلاق مجموعة عمل جديدة خاصة بسوريا، مشابهة لمجموعة مينسك، بحيث تضم روسيا، وأميركا، وألمانيا، وفرنسا. ولا شك أن الرئيس الفرنسي مانويل كامرون سيحمل الفكرة ذاتها إلى بوتين في 25 الشهر الحالي، خصوصاً بعدما فشل اقتراح فرنسي سابق بتأسيس «مجموعة اتصال».
الاقتراح الألماني الجديد هو بين اقتراحات أخرى، كان بينها الجمع بين مجموعة آستانة التي تضم روسيا وإيران وتركيا من جهة ومجموعة الدول الخمس ذاتها التفكير المماثل، أميركا، وفرنسا، وبريطانيا، والسعودية، والأردن التي انضمت إليها لاحقاً ألمانيا.
العقبة أمام هذا الاقتراح، هو رفض واشنطن الجلوس على طاولة مع الجانب الإيراني خصوصاً بعد قرار الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي. أما ألمانيا، فإنها تحمل بعض المقترحات لتجاوز هذه العقدة. لكن جهوداً كبيراً مطلوبة لذلك، خصوصاً إذا أضيفت العقبات القائمة بين روسيا وأميركا حالياً.
هذه العقبات زادت في الأيام الأخيرة؛ إذ إن واشنطن رفضت حضور اجتماع آستانة الأخير. كما أن الجانب الأميركي لا يزال يفضل مفاوضات جنيف وإن كان لا يبذل الرأسمال السياسي الكافي لتحريكه.
موسكو من جهتها تسير في مسار آستانة، وباتت أنقرة تدعمها في ذلك وتفضله على مفاوضات جنيف وتنفيذ القرار 2254. لذلك، فإن إحدى نتائج اجتماع آستانة الأخير كان الاتفاق على عقد الاجتماع المقبل في سوتشي في يوليو(تموز) المقبل لبحث الملف السياسي، مع أن عملية استانة كانت مخصصة للبعد العسكري وإجراءات بناء الثقة فقط.
لكن العقدة أمام موسكو، كانت في إقناع دمشق على السير في المسار السياسي لسوتشي، أي تشكيل لجنة دستورية من قبل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا. وكان لافتاً، أن الأمر تطلب لقاءً بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس بشار الأسد الذي وافق على إرسال قائمة من مرشحين إلى اللجنة الدستورية لـ«تعديل» الدستور الحالي، مع تجنب ذكر مفاوضات جنيف.
ولم يكن هذا الخلاف الوحيد بين موسكو من جهة وطهران ودمشق من جهة أخرى؛ ذلك أن الخلاف الآخر الذي استدعى لقاء بوتين والأسد، يتعلق بمرحلة ما بعد الغوطة. بحسب المعلومات، فإن موسكو تفضل التزام «هدنة الجنوب» مع أميركا والأردن. وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف «ترتيبات» معينة لجنوب سوريا، تتعلق بفتح معبر نصيب الحدودي وتجنب العمل العسكري وتحييد السلاح الثقيل وانسحاب ميلشيات إيران إلى مسافات متفق عليها تصل إلى 25 كيلومتراً من الحدود ومحاربة فصائل «الجيش الحر» تنظيمي «جبهة النصرة» و«جيش خالد» التابع لـ«داعش». ويعتقد الجانب الروسي بإمكانية الوصول إلى «ترتيبات» مقبولة من الأردن وإسرائيل وأميركا تسمح بانتشار الجيش السوري من دون معارك.
لكن طهران تدفع دمشق للذهاب عسكرياً إلى جنوب غربي سوريا والسيطرة عليها، وهما تعتقدان بأن لديهما «إمكانية الردع العسكري» لإسرائيل في حال تصاعدت المواجهات في الجنوب؛ ما يعتبره الجانب الروسي «مغامرة فيها الكثير من المخاطر»، قد يستغلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصعيد عسكري لـ«تصفية الحساب ومنع أي موطئ قدم إيراني في سوريا».
حماسة طهران ودمشق إزاء العمل العسكري في إدلب التي تضم 2.3 مليون شخص، نصفهم من النازحين، بات أقل بعد اجتماع آستانة الأخير الذي بارك نشر الجيش التركي 12 نقطة مراقبة كان بعضها بين إدلب، وحماة، واللاذقية، وحلب؛ ما يعني قبول تولي تركيا «عزل» إدلب وحل مشكلة الأجانب في «هيئة تحرير الشام» وغيرها، الذين يقدرون بعشرة آلاف من أصل 60 ألف عنصر.
أما المنطقة الثالثة في شمال شرقي سوريا، فإنها خاضعة أكثر للمزاج الروسي - الأميركي وتطور العلاقات بينهما، خصوصاً أنها المنطقة الوحيدة التي يقوم نوع من التعاون بين البلدين وسط توترات في مناطق أخرى. لكن، طهران ودمشق تدفعان رويداً رويداً في جعل الإقامة الأميركية والفرنسية شرق نهر الفرات وفي معسكر التنف مرهقة ومكلفة، إضافة إلى توفيرها ذخيرة للخطاب السياسي السوري الذي يتضمن «مقاومة الاحتلال» ورفض قبول أي قوات أجنبية غير شرعية. وهذا العنصر وافق عليه الرئيس بوتين عندما طالب خلال لقائه الأسد أول من أمس بانسحاب جميع القوات الأجنبية من سوريا، الموجودة من دون موافقة دمشق.
قال مسؤولون أمريكيون مطلعون يوم الجمعة إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعتزم سحب مساعداتها من شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة "فصائل إسلامية"،وتريد التركيز على جهود إعادة إعمار المناطق التي استعادتها القوات "قسد" التي تقودها الولايات المتحدة من تنظيم الدولة الإسلامية في شمال غرب البلاد.
وكانت شبكة (سي.بي.إس) الإخبارية أول من نشر الخبر وقالت إن الإدارة ستخفض عشرات ملايين الدولارات من الجهود السابقة المدعومة من الولايات المتحدة ”للتصدي للتطرف العنيف ودعم المنظمات المستقلة ووسائل الإعلام المستقلة ودعم التعليم“.
وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن المساعدات الإنسانية لن تتأثر في الشمال الغربي حول محافظة إدلب وهي أكبر مساحة من الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية لرويترز ”جرى تحرير برامج المساعدة الأمريكية في شمال غرب سوريا لتقديم دعم متزايد محتمل للأولويات في شمال غرب سوريا“.
وقال مسؤول ثان إن الإدارة تعتقد أنها تريد نقل المساعدة إلى مناطق تخضع لسيطرة أكبر للولايات المتحدة شرقي سوريا.
أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، خلال لقائهما في سوتشي، اليوم الجمعة، اعتزام روسيا وألمانيا الإسهام في العملية السياسية في سوريا.
وبحث الزعيمان خلال المحادثات ملف سوريا، وأشار بوتين إلى أن كلا من روسيا وألمانيا تعتزمان الإسهام في التسوية السياسية للأزمة السورية وإحلال الاستقرار على الأرض في هذه البلاد.
وقال الرئيس الروسي في هذا السياق: "أكدنا على ضرورة الإسهام المشترك في عملية التسوية السياسية بما في ذلك عبر منصتي جنيف وأستانا.
من جانبها ميركل قالت أن يجب وضع خطة عمل مشتركة حول سوريا وندعم جهود دي ميستورا، وضرورة وضع خطة مشتركة للعمل على التسوية السياسية في سوريا عبر منصة الأمم المتحدة.
بوتين قدر مساعي ألمانيا للمشاركة جديا في إعادة إعمار البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية في سوريا"، وشدد: "من المهم أن يجري تقديم كل المساعدات بالتنسيق مع السلطات الشرعية للبلاد".
وشدد بوتين على ضرورة إلغاء القيود المفروضة من قبل بعض الدول على إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، مشيرا إلى أن هذا الأمر يخدم مصالح أوروبا بالذات إذا أرادوا أن يعود اللاجئون في أوروبا إلى بيوتهم في سوريا فإن ذلك يتطلب رفع القيود غير المفهومة بالنسبة لنا على تقديم المساعدات لسوريا، خاصة في تلك الأراضي التي تخضع لسيطرة نظام الأسد.. حسب تصريح بوتين!!.
وشددت المستشارة الألمانية مطالبتها على ضرورة رفع الحكومة السورية الإجراءات التي قد تعرقل عودة اللاجئين من سوريا إلى وطنهم، وقالت إن ألمانيا ستطلب من روسيا الإسهام في هذا الموضوع، وأكدت قلقها من القانون رقم 10 في سوريا، الذي ينص على أن الناس يفقدون ممتلكاتهم حال عدم تسجيلهم لها في الفترة الزمنية المحددة، وهذا نبأ سيء جدا بالنسبة لجميع من يريد العودة إلى سوريا".
أعلنت وكالة أعماق عن تمكن تنظيم الدولة من قتل عناصر تابعين لقوات الأسد والميليشيات الشيعية المساندة لها خلال المواجهات في حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك، اليوم الجمعة.
وأكدت "أعماق" أن التنظيم أمس الجمعة تمكن من إعطاب دبابتين وعربة بي أم بي، وقتل عشرات العناصر التابعين لقوات الأسد في مدينة الحجر الأسود، بعد تنفيذهم هجمات معاكسة استهدف النقاط التي تقدمت إليها قوات الأسد خلال الأيام القليلة الماضية.
في السياق ذاته تعرضت أحياء مخيم اليرموك والحجر الأسود منذ ساعات الصباح لقصف من الطيران الحربي الروسي والتابع للأسد بأكثر من "15" غارة جوية، بالإضافة لقصف بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي ب "20" برميل متفجر.
هذا وقد شهد مخيم اليرموك سقوط خمسة شهداء مدنيين بقصف جوي من قبل الطيران الحربي على أحد ملاجئ المدنيين في المخيم، في ظل عدم التمكن من انتشال جثث الشهداء من تخت الأنقاض، وسط استمرار العمليات العسكرية منذ 29 يوم، دون توقف.