أطلق المهجرون الفلسطينيون في مخيمي دير بلوط والمحمدية شمال سورية نداء استغاثة بعد فيضان نهر عفرين الواقع بالقرب من المخيمين، وانقطاع الطريق الرئيسي بينها والذي يصلهم بالمناطق المجاورة.
وطالب المهجرون الفلسطينيون المؤسسات الدولية والفلسطينية والمعنيين التدخل لإنقاذهم من المأساة التي تواجههم، ونقلهم إلى مناطق آمنة من الأمطار والفيضانات وبرد الشتاء.
وقال أبناء المخيمين إنّ فيضان النهر يهدد حياة المهجرين، وعبروا عن خشيتهم أن يعاود النهر ارتفاعه، حيث يبلغ منسوب ارتفاع المياه قرابة متر ونصف عن الحد السابق.
وذكر أحد المهجرين الفلسطينيين من أبناء مخيم دير بلوط، أنه يصاحب طفلته للعلاج في مخيم المحمدية، وفيضان النهر يمنعه من العودة إلى مكان سكنه في الخيمة بدير بلوط.
وشوهدت مياه النهر تغمر ألعاب الأطفال المهجرين البسيطة، وتغمر منطقة واسعة بين المخيمين، كما تم إنقاذ رجل من الغرق بعد أن جرفته مياه الفيضانات.
هذا وتعيش حوالي 600 عائلة منهم ما يقارب 325 أسرة فلسطينية في مخيم دير بلوط الذي يفتقر لأدنى مقومات الحياة الكريمة، وبحسب مراسلنا في دير بلوط فإن معظم العائلات التي نزحت إلى المخيم هي عائلات فلسطينية مهجرة من مخيم اليرموك وجنوب دمشق.
نبه "مجلس سوريا الديمقراطية" في بيان له اليوم، إلى خطورة اتخاذ الولايات المتحدة الأمريكية خطوة الانسحاب من سوريا، لافتاً إلى أن هكذا خطوة من شأنها أن تعقد الأزمة السورية بشكل أكبر، وتفتح الباب لصراعات وحروب أكثر هلاكاً ودمويةً، وتسنح الفرصة لداعش في استعادة قوتها وإعادة انتشارها، وتهدد الأمن والسلم الدوليين.
وأكد المجلس أن قواته العسكرية "قوات سوريا الديمقراطية" شريك أساسي للتحالف الدولي ضد داعش، مشدداً على أن أي انسحاب مرتقب من جانب القوات الأمريكية يجب أن لا يؤثر سلباً على مهمة الشركاء في التحالف الدولي لإنجاز وتحقيق الهدف في القضاء على داعش والإرهاب، وتأمين الحماية اللازمة لمكونات المنطقة، وتحقيق الأمن والاستقرار وإيجاد حل سياسي شامل وذو مصداقية، وأن لا يترك هذا الانسحاب أي فراغ أو فوضى أو تدخلات خارجية تؤدي بالمنطقة نحو الكارثة ومزيد من المآسي.
وأشار المجلس إلى ما أسماه الالتزام بالدفاع عن حقوقه ومكتسباته، وأن قواته العسكرية مستمرة بالدفاع عن أمن واستقرار المنطقة من أي تهديد داخلي أو خارجي، مشيراً إلى أنه سيتحرك سياسياً ودبلوماسياً وعلى كافة الأصعدة، لتحقيق الأمن والأمان، وتثبيت الاستقرار، وإيجاد حل سياسي سلمي يحقق للشعب السوري تطلعاته المنشودة.
أقر المبعوث الأممي، إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي مساء الخميس، بفشله في تشكيل لجنة لصياغة دستور في سوريا، مشيراً إلى أن "السلال الأربع" التي تم التوصل إليها في مفاوضات جنيف قد تمثل أساسا لحل الأزمة السورية.
وقال: "لقد أتميت في منصبي كمبعوث خاص 4 أعوام وأربعة أشهر، ما يعادل تقريباً طول الحرب العالمية الأولى، والشعب السوري عانى من الصراع لأكثر من سبعة أعوام ونصف، أي أطول من الحرب العالمية الثانية".
وأضاف :"هذا الصراع كان و لا يزال يمثل مأساة للسوريين، لقد كان صراعا قذرا وحشيا وفظيعا، ولم تفلح جهودي ولا جهودكم ولا الجهود التي بذلها أي كان في إنهاء منطق الحرب السائد. ولكن نأمل في أن نقترب كثيرا من تحقيق ذلك".
وفي نهاية كلمته، ودعه مجلس الأمن بالتصفيق الحاد مع نهاية أعماله كمبعوث خاص إلى سوريا.
وكان مدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عمل المبعوث الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، إلى نهاية هذا العام بدلاً من نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الحالي على أن يتسلم غير بيدرسِن منصبه الجديد في الأول من كانون الثاني/يناير القادم.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، إنه يتوجب على تركيا وروسيا وإيران، العمل على إرساء الأمن في المنطقة، معلنًا تشكيل آلية ثلاثية حول سوريا، وذلك في كلمة ألقاها أردوغان بمنتدى الأعمال التركي الإيراني بالعاصمة أنقرة.
وقال أردوغان: "بعد (قمم) روسيا وأنقرة وطهران، سنواصل رحلتنا بعقد القمة الرابعة (حول سوريا)، لأنه يتوجب علينا إرساء الأمن في المنطقة"، مشدداً على أن المنطقة تلقي مسؤولية كبيرة على عاتق تركيا وإيران، لافتًا إلى تشكيل آلية ثلاثية بين تركيا وإيران وروسيا حول سوريا.
وكان قال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن طهران وأنقرة متفقتان في ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، لافتاً إلى أن طهران وأنقرة ستستمران في التعاون من أجل إحلال الأمن في سوريا واليمن.
ولفت روحاني خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي في أنقرة اليوم الخميس، إلى أنه بحث مع نظيره التركي القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك مشددا على أن تهديد أمريكا للآخرين من الاستثمار في إيران يتعارض مع المواثيق الدولية.
قال "مسعود البارزاني" في بيان له، اليوم الخميس، إن وضع الشعب الكردي في سوريا بات موضع قلق، مشيراً إلى استمرار الحرب على تنظيم "الدولة".
وقال الرئيس البارزاني في بيان إن "الأحداث والتطورات الأخيرة في سوريا وخاصة وضع الشعب الكردي في هذا البلد بات موضع القلق، وسبق أن أعلنّا عن ملاحظاتنا ومخاوفنا حيال مستقبل الشعب الكردي في سوريا والظروف الناشئة في كوردستان سوريا وضرورة عدم وصول الحال إلى ما آل إليه".
وأضاف: "يعاني عدد كبير جداً من المواطنين الكرد السوريين حياة النزوح حيث تسببت اعتداءات إرهابيي داعش والأوضاع السياسية الطارئة والتهديدات الأخرى خلال السنوات الماضية بأذى كبير للشعب الكردي في سوريا"، مبيناً: "الحرب على داعش لم تنته بعد".
ومضى بالقول: "آمل ألا تؤدي الأحداث الأخيرة والتطورات الجديدة إلى التشجيع على العنف وإطالة أمد الحرب والتسبب بمزيد من الآلام والمعاناة للمواطنين والشعب الكردي في سوريا".
وتأتي تصريحات بارزاني بعد إعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب يوم أمس، رسميا سحب القوات الأمريكية من سوريا، بعد ساعات من حديث مسؤولين أمريكيين عن أن الولايات المتحدة "تبحث سحبا كاملا لقواتها من سوريا".
قال "مصطفى سيجري" القيادي في الجيش السوري الحر، إن قرار واشنطن سحب قواتها من سوريا، جاء ليؤكد على السبب الرئيس للتواجد الأمريكي في سوريا سابقاً وحصره في قتال تنظيم داعش، وأن واشنطن لن تجعل قواتها في مواجهة إرادة الشعب السوري الرافض للتقسيم، ولن تكون داعم للقوى الانفصالية في سوريا.
ولفت سيجري في حديث لشبكة "شام" أن سحب القوات العسكرية الأمريكية لا يعني بالضرورة الانسحاب من الملف السوري، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قوى عظمة ولها الكلمة الفصل في المنطقة.
وأكد القيادي أن قرار الانسحاب فرصة للقوى الكردية الوطنية من أجل صياغة علاقة جيدة وطيبة مع المعارضة السورية وطي صفحة الماضي، واستكمال النضال المشترك ضد نظام الإرهاب في دمشق.
وحدد "سيجري" في حديثه لـ "شام" عدة خطوات عملية وسريعة يتوجب اتخاذها من جانب الأخوة الكرد، سوف تساعد في قلب الطاولة على روسيا وإيران ونظام الإرهاب، على اعتبار أنهم جربوا التعامل مع جميع القوى الخارجية بما فيها أعداء الشعب السوري كالروس والإيرانيين، ووصلوا لنتيجة مفادها ألا مكان في سوريا لأصحاب المشروع الانفصالي.
وقال سيجري: "اليوم نحن ندعوهم للعودة إلى حضن الشعب السوري بمختلف مكوناته وأطيافه، على مشروع "الوطن سوريا" بعيداً عن قوى الظلم والاستبداد، وطن يسوده العدل والمساواة والمحبة والحرية للجميع".
وأضاف: من أجل طي صفحة الماضي فعلى سلطة الأمر الواقع في مناطق شمال شرق سوريا إعلان الجاهزية الكاملة لخطوات عديدة تتمثل في فتح الأبواب لدخول قوات من الجيش السوري الحر إلى كامل المنطقة والتمركز في قواعد عسكرية لدعم الاستقرار، مع إخراج القيادات والعناصر المصنفة على لوائح الإرهاب التركية والمتورطين في دماء الشعب السوري إلى خارج المنطقة.
ودعاهم إلى حل تنظيم "قسد" بجناحيه العسكري والسياسي، وفتح الباب للعودة الطوعية للمهجرين، و فك الارتباط وقطع أي اتصال بتنظيم PKK الإرهابي، و الترحيب بدخول القوات التركية لوضع نقاط مراقبة على كامل حدود المنطقة وخط التماس مع ميليشيات الأسد والمجموعات الإيرانية الإرهابية.
وشدد "سيجري" على ضرورة العمل على تشكيل جسم عسكري واحد يضم جميع أبناء المنطقة من كورد وعرب وتركمان وغيرهم ويكون امتدادا للجيش الوطني، وتشكيل إدارة محلية وإجراء انتخابات بعد عودة كامل المهجرين من أبناء المناطق.
أكد مسؤولون أمريكيون اليوم الخميس، أن أمر الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا يشير أيضا إلى نهاية الحملة الجوية الأمريكية على تنظيم الدولة هناك وفقا لرويترز.
وكشفت بيانات للقوات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة أنه تم قصف أهداف للتنظيم في سوريا والعراق بأكثر من 100 ألف قنبلة وصاروخ منذ العام 2015.
ولعب الطيران دورا حاسما في هزيمة التنظيم في مناطق تواجده بين العراق وسوريا.
وكان الرئيس الامريكي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميا سحب القوات الأمريكية من سوريا، بعد ساعات من حديث مسؤولين أمريكيين عن أن الولايات المتحدة "تبحث سحبا كاملا لقواتها من سوريا".
وكان البيت الأبيض أعلن الأربعاء عن سحب القوات الأمريكية من سوريا، وانتقال الحملة الأمريكية هناك إلى مرحلة جديدة.
ولقي قرار ترامب سحب القوات من سوريا، انتقادات واسعة من جانب الدول الأوروبية المشاركة في التحالف الدولي، حيث عبرت ألمانيا عن "دهشتها" من القرار الأمريكي، وقالت إن الانسحاب يلحق الضرر بجهود محاربة تنظيم الدولة في سوريا.
واليوم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن قراره سحب قوات بلاده من سوريا نابع من أن الولايات المتحدة لا تريد لعب دور الشرطي في الشرق الأوسط بلا مقابل، محذرا "داعش" من مهاجمة بلاده.
ترامب مغرداً: لا نريد لعب دور الشرطي في الشرق الأوسط بلا مقابل
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن قراره سحب قوات بلاده من سوريا نابع من أن الولايات المتحدة لا تريد لعب دور الشرطي في الشرق الأوسط بلا مقابل، محذرا "داعش" من مهاجمة بلاده.
وكتب ترامب في "تويتر" اليوم الخميس، أن قراره سحب القوات الأمريكية من سوريا "لم يكن مفاجئا"، مذكّرا بأنه دعا إلى ذلك منذ سنوات ووافق على إبقاء القوات لفترة أطول قبل ستة أشهر، حينما أعلن عن رغبته في سحبها.
وأضاف: "هل ترغب الولايات المتحدة في أن تكون شرطي الشرق الأوسط دون الحصول على أي شيء بالمقابل، وهي تخسر أرواح ثمينة وتريليونات الدولارات لحماية الآخرين الذين على الأغلب، لا يقدّرون ما نفعله؟ هل نريد البقاء هناك إلى الأبد؟ الوقت للآخرين للقتال الأخير".
وتابع: "روسيا وإيران وسوريا وغيرها ليسوا راضين عن انسحاب الولايات المتحدة، رغم مما تزعمه الأخبار المزيفة لأنه الآن سيكون عليهم محاربة "داعش" والآخرين الذين يكرهونهم، من دوننا".
وأضاف ترامب محذرا "داعش": "أبني القوة العسكرية الأعظم في العالم. وإذا ضربنا "داعش" سنقضي عليه!".
كشفت صحيفة لبنانية عن عمليات نقل ملكية جرت لآلاف العقارات في دمشق وحدها بشكل غير قانوني من سوريين إلى أجانب موالين لإيران، مستغلين خلو تلك العقارات من أصحابها.
ونقلت صحيفة "المدن" اللبنانية معلوماتها عن مصدر خاص في إدارة السجلات العقارية، حيث أوضح المصدر إنه ومنذ العام 2015 حتى اليوم، تم نقل مُلكية أكثر من 8 آلاف عقار في دمشق ومُحيطها، من سوريين إلى أجانب جاءت بهم إيران إلى سورية.
وأكدت الصحيفة أن كل عمليات نقل الملكية، تتم بإشراف كامل من السفارة الإيرانية في دمشق، وبوساطة متعاونين محليين، يعملون لصالحها، ممن يقومون بتزوير السجلات العقارية باسم المالكين الأصليين ونقلها أصولاً بعملية تنازل عقاري قانوني، يُمنح بموجبه المالك الجديد صك مُلكية ممهور بختم السجل العقاري، وتوقيع وزير الإسكان السابق في حكومة النظام حسين عرنوس، أو مُعاونه.
ولفتت إلى أن عرنوس يحظى بعلاقة قوية مع المخابرات الإيرانية، وقدم خدمات كبيرة لهم من خلال الاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية لسوريين هاجروا خلال السنوات الماضية، في مُحيط دير قانون والزبداني وقرى الأسد ويعفور والصبورة في ريف دمشق.
كما أوضحت أن السفير الإيراني في سورية جواد ترك آبادي، وحاشيته المقربة، يتمتعون بتسهيلات كبيرة من استخبارات النظام، في ما يخص عمليات شراء العقارات ونقل المُلكية، ويعملون على شراء حتى العقارات المدمرة، مقابل مبالغ مضاعفة عن السعر الأصلي.
وكانت اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قد أرسلت عدة مذكرات إلى الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، حول عمليات التهجير القسري والتغيير الديمغرافي، مؤكدة أن النظام وحلفاءه يضعون السوريين تحت وضع مأساوي وكارثي يهدد مستقبل سورية ووحدتها.
وتنوعت العقارات المنقولة بين منازل سكنية ومحال تجارية وفنادق، أو حصصاً في مشافٍ خاصة، وأراضٍ زراعية ذات مواقع استراتيجية، بالإضافة إلى بعض المصانع الصغيرة، بحسب الصحيفة.
وبيّنت الصحيفة أن عمليات نقل المُلكية تركزت بشكل خاص في المزة والمالكي وشارع بغداد، وأحياء من دمشق القديمة، وبعض المباني والمحال التجارية المُحيطة بالمركز الثقافي الإيراني في البحصة والذي تحول منذ اندلاع الثورة السورية إلى نقطة أمنية وعسكرية ومركزاً لاجتماعات الإيرانيين.
وأشارت إلى أن مُلكية أغلب العقارات تعود إلى سوريين يعيشون خارج البلاد، لأسباب معظمها أمنية، مضيفة أنه غالباً ما عُممت أسماء أولئك المُلّاك السوريين من قبل فروع المُخابرات، بسبب نشاطاتهم أو مواقفهم المعارضة.
واعتبرت الائتلاف الوطني أن عمليات التغيير الديموغرافي التي تجري، هي سلاح إيران الجديد للبقاء في سورية لمدة طويلة، ومساعدة نظام الأسد وتعويمه من جديد.
نقلت وكالة "الأناضول" التركية عن مصادرها معلومات عن مغادرة عشرات الشاحنات، حاملة معدات عسكرية أمريكية، ليلة أمس الأربعاء، مناطق سيطرة منظمة "ب ي د- بي كا كا" شرقي سوريا.
وأفادت مصادر محلية للوكالة، أن نحو 100 شاحنة بعضها مغلق، وبعضها الآخر يحمل صهاريج وآليات حفر وكاسحات ألغام، توجهت إلى معبر سيمالكا الحدودي عائدة إلى العراق.
وأشارت المصادر، أن الشاحنات الأمريكية كانت تدخل سوريا في السابق محملة بالمستلزمات العسكرية وتخرج فارغة، إلا أنه بعد قرار الانسحاب أمس خرجت محملة للمرة الأولى، لافتة إلى أن خروج الشاحنات جرى بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة.
وأمس الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) بدء عودة القوات الأمريكية من سوريا، لكنها قالت إن الحملة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي لم تنته.
وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام أمريكية، أن قرار الانسحاب جاء بعد اتصال هاتفي الأسبوع الماضي، بين ترامب وأردوغان، عقب الإعلان عن عملية عسكرية تركية مرتقبة ضد تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي في المناطق الواقعة شرق نهر الفرات.
شكل إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الانسحاب بشكل مفاجئ من سوريا، حالة من الذهول والصدمة أصابت كبار مستشاريه لشؤون الأمن القومي، كما انه فاجأ العسكريين الأمريكيين، وصدم الكونغرس والحلفاء، وفق تقارير أمريكية أكدت ذلك.
ويرى مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون، أن قرار ترامب، قلب سياسة واشنطن في المنطقة رأسا على عقب، وأن نتيجته، ستكون تمكين روسيا وإيران وعدم استكمال تحقيق هدف القضاء على "داعش" بالكامل.
ونقلت "رويترز"، عن مسؤولين كبيرين أن ترامب أصر على قراره، رغم محاولات كبار مستشاريه، إقناعه بالتخلي عن الفكرة. ويبرر ترامب، قراره، بالعزم على الوفاء بتعهد انتخابي بتقليص المشاركة العسكرية الأمريكية في الخارج.
ونقلت الوكالة، عن مسؤول سابق في إدارة ترامب، قوله، إن قرار الرئيس اتخذ أساسا قبل نحو عامين.
وأضاف المسؤول السابق المقرب من البيت الأبيض، أن ترامب انتصر في النهاية. إذ كان يميل دائما إلى عدم البقاء هناك، ولم يأبه لنصائح مجموعة من كبار مستشاريه، بعدم الانسحاب. وكان ترامب يرغب بالانسحاب من سوريا، فورا بعد سقوط الرقة وغيرها من معاقل "داعش".
وذكر المسؤول السابق أن ترامب كان يتساءل دائما خلال الاجتماعات مع مستشاريه ويقول: "ما الذي نفعله هناك؟ أعلم أننا هناك لقتال داعش، لكننا فعلنا ذلك. والآن ماذا"؟
وترسم تصريحات واشنطن على لسان رئيس الولايات المتحدة "ترامب" وتأكيد البنتاغون ومسؤولين أمريكيين الانسحاب من سوريا خلال فترة قصيرة، في ظل التهديدات التركية لحلفائها في شرقي الفرات بشن عملية عسكرية في المنطقة، تساؤلات عديدة عن مصير المنطقة التي تتواجد فيها قوات التحالف الدولي على رأسها واشنطن.
ورغم أن الولايات المتحدة صرحت أكثر من مرة بأنها ستسحب قواتها من سوريا إلا أنها كانت تراوغ في مواجهة الضغوطات الروسية حيال تواجدها في المنطقة والذي تعتبره غير شرعي، وفي مواجهة الإصرار التركي على ضرب حلفاء واشنطن من الميليشيات الكردية التي تعتبرها أنقرة تنظيماً إرهابياً وتنوي تطهير حدودها.
ووسط توالي التصريحات الأمريكية على ألسنة مسؤوليها عن الانسحاب وتأكيدها حتميته، يرسم المشهد علائم صراع دولي جديد في منطقة شرقي الفرات، كون الانسحاب الأمريكي إن حصل سيترك فراغاً كبيراً وسيكون مدعاة للصراع بين "الفيلة" الآخرين، ممثلة بتركيا الرامية لتطهير حدودها، وروسيا الراغبة بفرض سيطرتها، وإيران ومطامعها التوسعية في المنطقة، وسط تخوفات من تكرار المشهد العراقي في سوريا.
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن طهران وأنقرة متفقتان في ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، لافتاً إلى أن طهران وأنقرة ستستمران في التعاون من أجل إحلال الأمن في سوريا واليمن.
ولفت روحاني خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي في أنقرة اليوم الخميس، إلى أنه بحث مع نظيره التركي القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك مشددا على أن تهديد أمريكا للآخرين من الاستثمار في إيران يتعارض مع المواثيق الدولية.
من جهته أكد أردوغان على ضرورة تكثيف الجهود الرامية إلى احتضان الشعب السوري وأضاف أن هناك خطوات كثيرة يمكن لتركيا وإيران اتخاذها معا من أجل إنهاء الصراعات وخلق أجواء السلام.
وتابع: "لم ولن نتسامح مع أي كيان يستهدف أمن واستقرار بلدنا ومنطقتنا، ونتمتع وإيران بإرادة تامة لمواصلة التعاون بهذا الخصوص والقضاء على العقبات المشتركة".
وبصدد العقوبات الأمريكية على إيران، قال أردوغان إن العقوبات الأمريكية ضد إيران تعرض أمن واستقرار المنطقة للخطر، وأكد مجددا أن "تركيا لا تدعم هذه القرارات... وستواصل الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني الشقيق في هذه الفترة التي تتزايد فيها الضغوط الجائرة عليه".