وصف الأب "إبراهيم فلتس"، نائب "حارس الأراضي المقدسة"، اللقاء مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، ورؤساء الكنائس المسيحية في سوريا بـ"الممتاز"، مشدداً على عدم وجود خطر على الوجود المسيحي في البلاد.
وأوضح الأب فلتس، وكيل مؤسسة "حراسة الأراضي المقدسة" في البلدة القديمة بالقدس الشرقية، أن اللقاء الذي جرى في دمشق الأسبوع الماضي استمر نحو ساعتين ونصف الساعة، حيث استقبلهم الشرع بطريقة "جيدة جداً"، مبيناً أنه "إنسان ملتزم بكلمته ومنفتح ويريد التغيير ولا يريد الظلم"، مع طلبه المساعدة في عودة المسيحيين إلى البلاد.
وأوضح الأب فلتس، في حديث لوكالة "الأناضول" التركية، أن الوجود المسيحي "لا ينبغي الخوف عليه"، داعياً إلى منح الشرع الفرصة لقيادة مرحلة التحوّل في سوريا بعد الإطاحة بنظام البعث في 8 كانون الأول الماضي، والذي استمر 61 عاماً.
شدّد الأب فلتس على أن "سوريا مدمرة"، وأنه لا يوجد إحصاء دقيق لعدد المسيحيين، مشيراً إلى أن الشرع يرى ضرورة توفير أربع سنوات للتحضير للانتخابات وإجراء إحصاء عام. وكشف عن إعادة الشرع المدارس التي تم تأميمها عام 1967 إلى الكنائس، لافتاً إلى أن هذه الزيارة لسوريا كانت "الأفضل"، إذ شهدت الشوارع تحسناً ملحوظاً في الحركة وغياباً للحواجز الأمنية، إضافة إلى ترحيب شعبي واسع.
أوضح الأب فلتس أن رؤساء الكنائس أبدوا خلال اللقاء قلقهم حيال مستقبل المسيحيين في سوريا، طالبين من الشرع العمل على حماية حقوقهم وضمان حريتهم أسوة ببقية فئات المجتمع السوري. ولفت إلى أن المطارنة طرحوا مخاوف من أي حكم متطرف يستبعد الوجود المسيحي، لكن الشرع طمأنهم بأن سوريا القادمة ستكون حرة للجميع، مؤكداً على احترام التعددية وحرية الأديان.
في السياق ذاته، أشار الأب فلتس إلى عودة مطار دمشق الدولي إلى العمل، مؤكداً أن الشرع أوفى بوعده في هذا الشأن، إلى جانب إبدائه التزاماً كبيراً بمكافحة الفساد والرشاوى وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
وعبّر فلتس عن انطباعه الإيجابي حيال الشرع، قائلاً: "هو إنسان بسيط ومنفتح، ويريد التغيير"، كما أشاد بدور الرهبان الفرنسيسكان في مساعدة المسيحيين ورعاية مصالحهم، مؤكداً استمرار جهودهم لدعم السوريين في مرحلة البناء.
وحول إمكانية عودة المسيحيين من الخارج، أكد الأب فلتس أن الكنائس ستشجّع على العودة تدريجياً، خصوصاً بعد ملاحظة تحسن الأوضاع، مشيراً إلى أن غالبية الذين عادوا في الفترة الماضية هم من كبار السن، بينما لا يزال الشباب مترددين بسبب الظروف الاقتصادية.
وختم بالقول إن هناك "فرحة واضحة" في الشارع السوري، ويشعر الناس بأن الوضع لن يكون أسوأ مما كان عليه، معربين عن تطلعهم إلى مستقبل أفضل يسوده السلام والتعايش بين جميع مكونات الشعب السوري.
وسبق أن تطرق "أسعد الشيباني" وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية السورية، إلى المخاوف الدولية بشأن العنف ضد الأقليات في سوريا، لافتاً إلى أن الأمر بُحث في مناقشات مع الولايات المتحدة، وبين أن الإدارة الجديدة عازمة على التعامل مع الجميع باعتبارهم سوريين، "وليس بصفتهم مجموعات من الأقليات"، وقال إن "التركيز الأميركي على هذه القضايا قد يعزز عن غير قصد الانقسامات داخل المجتمع السوري ويساهم في تفتيته".
وكان التقى "أحمد الشرع" قائد الإدارة السورية الجديدة، اليوم الثلاثاء 31 كانون الأول، وفداً يضم مسؤولين دينيين يمثلون الكنائس المسيحية، من أرثوذكس وكاثوليك وأرمن أرثوذكس وسريان أرثوذكس وبروتستانت، في قصر الشعب بدمشق.
وجاء اللقاء في سياق سلسلة من اللقاءات التي يجريها "الشرع" مع ممثلي الطوائف السورية بمختلف انتمائاتها الدينية، لتهيئة الأجواء لبناء سوريا الجديدة بمشاركة جميع القوى والتيارات، ونبذ التفرقة، وقطع الطريق على المحرضين في اللعب على ورقة الأقليات والطوائف في سوريا.
حذرت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، في تقرير لها، من العبث بالأدلة داخل مسارح الجرائم، لافتة إلى رصدها انتشار فيديوهات لنشطاء وإعلاميين وصحفيين يتجولون داخل مسارح الجرائم، بما فيها الأفرع الأمنية والسجون، محذرة من العبث بالأدلة أو توثيق الوجود الشخصي بموافقة الحراس أو بتوصية مسبقة.
أوضحت الشبكة أن دخول مسرح الجريمة تحكمه قوانين وبروتوكولات دولية تضمن حماية الأدلة وسلامة التحقيقات، لافتة إلى أن السماح بالدخول يقتصر على جهات مختصة مثل ضباط إنفاذ القانون، وخبراء الطب الشرعي، والأطباء الشرعيين، والممثلين القانونيين المصرح لهم قانونياً، كما شددت على أهمية التزام هؤلاء بمعايير الحماية والسيطرة على الموقع لضمان عدم إتلاف الأدلة أو التلاعب بها.
أكد البيان أن مسارح الجرائم يجب أن تخضع لإجراءات أمنية صارمة، مثل تقييد الدخول وتوثيق أسماء الداخلين والخارجين، إضافة إلى استخدام حواجز مادية للحيلولة دون وصول غير المصرح لهم، بما في ذلك الإعلاميون غير المختصين، وأشارت الشبكة إلى ضرورة الحصول على أوامر تفتيش قانونية في حال كانت المواقع ملكية خاصة، باستثناء الحالات الطارئة التي تستلزم حماية الأدلة أو إنقاذ الأرواح.
حذرت الشبكة من تداعيات الدخول غير المصرح به، مؤكدة أن هذا السلوك قد يؤدي إلى تلويث الأدلة أو ضياعها، مما يؤثر سلباً على إمكانية استخدامها أمام المحاكم. كما بيّنت أن هناك قوانين دولية ومحلية تفرض عقوبات قانونية، مثل الغرامات أو السجن، على كل من يعبث بمسارح الجرائم أو ينتهك الضوابط المعمول بها.
سلّط البيان الضوء على أهمية حماية مسارح الجرائم في سياق الجرائم الجسيمة التي شهدتها سوريا، مثل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، مبرزاً الدور المحوري للأدلة الجنائية في تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا. وأشار إلى ضرورة الالتزام بالاعتبارات الأخلاقية عند التعامل مع المقابر الجماعية ومراكز الاحتجاز، لما تمثله من رمزية عميقة لمعاناة المدنيين وعائلاتهم.
قدّمت الشبكة في ختام بيانها حزمة من التوصيات، شملت إجراءات وقائية كحماية الأدلة من العوامل البيئية، والتوثيق الدقيق بالصور والفيديو، واعتماد سلسلة حراسة موثوقة لضمان سلامة الأدلة. كما دعت إلى التعاون مع المجتمع المدني والأطراف الدولية المختصة، وتشديد الرقابة على دخول المواقع الحساسة، فضلاً عن تعزيز وعي المجتمعات المحلية بأهمية حماية مسارح الجرائم لتحقيق العدالة في سوريا.
شيّع الآلاف في المسجد الأموي بالعاصمة السورية دمشق، اليوم الأربعاء 8 كانون الثاني، جثمان الداعية الشيخ "سارية عبد الكريم الرفاعي"، الذي وافته المنية يوم الاثنين 6 كانون الثاني 2025، في مدينة إسطنبول التركية عن عمر يناهز 77 عاماً بعد صراع مع المرض.
الشيخ سارية، أحد أبرز علماء دمشق وشقيق الشيخ "أسامة الرفاعي" مفتي الجمهورية العربية السورية، كان من العلامات البارزة في الحراك السلمي ضد نظام الأسد السابق، إلى جانب إسهاماته العلمية والدعوية، ومشاركته في العمل الإنساني والخيري.
- سيرة الشيخ سارية الرفاعي:
ينحدر الشيخ سارية من مدينة دمشق، ودرس في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف في مصر، حيث حصل على درجة الماجستير عام 1977، وعمل خطيباً وإماماً لجامع زيد بن ثابت في دمشق، وشارك في مؤتمرات إسلامية دولية، قبل أن يغادر سوريا لأول مرة بين عامي 1980 و1993 نتيجة ضغوط أمنية من النظام السوري.
عاد الشيخ إلى دمشق ليواصل نشاطه الدعوي، لكنه اضطر مجدداً إلى مغادرة البلاد عام 2012 بسبب موقفه الداعم للثورة السورية، بعد أن لعب دوراً بارزاً في الحراك الشعبي، بما في ذلك تنظيم إضرابات سلمية في العاصمة، ليقيم لاحقاً في تركيا حيث واصل نشاطه الدعوي حتى أقعده المرض.
- مواقف ودور بارز في الثورة السورية:
برز الشيخ الرفاعي كأحد العلماء المؤيدين للثورة السورية منذ انطلاقتها عام 2011، وكان من أوائل من واجهوا النظام البائد بجرأة، ما دفعه لمغادرة البلاد إلى تركيا، هناك، أصبح عضواً في رابطة علماء الشام والمجلس الإسلامي السوري، وساهم في دعم العمل الإنساني والإغاثي للشعب السوري.
- المجلس الإسلامي السوري ينعي الشيخ الرفاعي:
نعى المجلس الإسلامي السوري، الذي كان الفقيد أحد مؤسسيه، الشيخ سارية الرفاعي، واصفاً إياه بأنه "أحد أعلام العمل الدعوي في بلاد الشام". وذكر المجلس في بيان:"لقد كان الشيخ الرفاعي من أوائل من صدعوا بالحق عند اندلاع الثورة السورية، وواصل جهوده في خدمة الدعوة الإسلامية والعمل الخيري حتى آخر أيامه، حيث تخرّج على يديه أجيال من العلماء والقراء والدعاة".
وأكد المجلس أن الشيخ الرفاعي كان رمزاً للوحدة والعمل الوطني، معرباً عن تعازيه لعائلة الفقيد، وخصّ بالتعزية شقيقه الشيخ أسامة الرفاعي، مفتي الجمهورية العربية السورية، وأبناء الشعب السوري كافة.
- حياة مليئة بالعطاء والإخلاص:
الشيخ سارية الرفاعي، الذي وُصف بأنه "رائد من رواد العمل الدعوي"، قضى حياته في تعليم الدين الإسلامي، والتأكيد على قيم الوحدة الوطنية والعمل الخيري. ورغم غربته القسرية، بقي مرتبطاً بوطنه، متطلعاً إلى تحقيق الحرية والعدالة في سوريا، هذا وتم دفن جثمانه في العاصمة السورية دمشق، حيث ودّعه الآلاف من محبيه وأبنائه، مؤكدين استمرارية نهجه وسيرته في خدمة الدين والوطن.
- موقفه من النظام السوري:
الشيخ سارية الرفاعي كان من أبرز العلماء السوريين الذين وقفوا ضد النظام السوري ودعوا إلى التغيير خلال الثورة السورية منذ بداياتها في عام 2011، وكان له موقف قوي في الوقوف مع مطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة، واعتبر أن النظام السوري قد فقد شرعيته نتيجة قمعه العنيف ضد المتظاهرين السلميين.
دعوة إلى العصيان المدني
كان الشيخ الرفاعي من الشخصيات البارزة التي دعت إلى العصيان المدني ضد النظام السوري، حيث شارك في تأييد الإضراب الذي شهده دمشق في 29 أيار 2012، والذي جاء بعد مجزرة الحولة، حيث كانت هذه المجزرة مثالاً على قسوة النظام تجاه المدنيين.
إدانة العنف والقمع
كان الشيخ الرفاعي يرفض بشدة العنف والقمع الذي مارسه النظام ضد الشعب السوري، وخاصة استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين والعزل، كان يدعو إلى سلمية الثورة ويرفض التدخل العسكري من قبل أي طرف.
موقفه ضد نظام الأسد
بعد أن أصبحت الأوضاع في سوريا أكثر تعقيداً، اضطر الشيخ سارية إلى الخروج من سوريا في عام 2012 بسبب تهديدات النظام ضد حياته، ولكنه استمر في دعم الثورة من الخارج، كما شارك في تشكيل الهيئة التأسيسية للمجلس الإسلامي السوري في الخارج، وكان له دور كبير في تحشيد الدعم للثوار والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري.
نقده للميليشيات الأجنبية
انتقد الشيخ الرفاعي تدخل الميليشيات الأجنبية مثل حزب الله الإيراني والميليشيات الطائفية التي دعمت النظام السوري في قتل الشعب السوري، كما كان يدعو إلى تحرر سوريا من أي تدخلات خارجية.
موقفه من المصالحة مع النظام
الشيخ الرفاعي كان من المعارضين لأي تسوية مع النظام السوري بعد أن ارتكب من المجازر ضد الشعب السوري. كان يعتبر أن العدالة لا يمكن أن تتحقق إلا بمحاكمة المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية.
- إسهاماته الفكرية وأبرز مؤلفاته:
الشيخ "سارية الرفاعي" كان شخصية بارزة في المجال الدعوي والعلمي، وله العديد من الإسهامات في الفكر الإسلامي والتربية الدعوية، لكن بسبب التركيز الأكبر على نشاطه الدعوي الميداني ومواقفه الوطنية، لم يكن إنتاجه من المؤلفات واسع الانتشار مقارنة بعطاءه العملي. من بين أبرز ما يُعرف عنه:
وكان الشيخ سارية يركز على مؤلفات تتعلق بالتربية الإسلامية وأصول الدعوة، بالإضافة إلى كتيبات توجيهية للعلماء والدعاة، ويُرجح أن تكون مؤلفاته ذات طابع تعليمي وتوجيهي، تناقش قضايا المجتمع والدعوة بأسلوب بسيط يخاطب العقول والقلوب.
- محاضرات وخطب مكتوبة:
للشيخ سارية العديد من خطبه ومحاضراته تم تدوينها ونشرها بين طلابه ومحبيه، حيث كانت تحمل مضامين دينية واجتماعية ووطنية، خاصة خلال الثورة السورية.
- أبحاث في الفقه والشريعة:
شارك الشيخ سارية في إعداد أبحاث وكتابات ضمن المؤتمرات الإسلامية التي حضرها، وتركزت حول وحدة الأمة الإسلامية وقضايا الأمة المعاصرة، إذا كنت تبحث عن قائمة محددة بأسماء كتبه أو أبحاثه، قد يتطلب ذلك الرجوع إلى الجهات أو المؤسسات الدينية التي عمل معها، مثل **رابطة علماء الشام** أو **المجلس الإسلامي السوري**، حيث من المحتمل أن تكون لديها أرشيفاً موثقاً لما كتبه أو أعدّه.
أكد المبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شنيك، ضرورة رفع العقوبات الأوروبية والأميركية المفروضة على سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، لمساعدة الشعب السوري على تجاوز الأزمة والنهوض بالبلاد.
وأشار إلى أن هذا الملف سيتم مناقشته خلال اجتماع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظرائه الأوروبيين في روما الخميس القادم.
وأوضح شنيك أن رفع العقوبات قد يستغرق وقتاً، لكنه أكد وجود أجواء دولية وإقليمية إيجابية تدعم مشروع سوريا الجديدة.
وأشار إلى أن ألمانيا تعمل على رفع العقوبات عن سوريا مع الإبقاء على الرئيس المخلوع ورموزه ضمن قوائم العقوبات.
في تقييمه لأداء الإدارة السورية الجديدة، أشار شنيك إلى عوامل إيجابية مثل شعور السوريين بالحرية والتنقل دون ملاحقة، انخفاض الأسعار، وامتلاء الأسواق بالحركة.
كما أشاد بحذر الإدارة الجديدة وتوازنها في التحركات، واصفاً ذلك بالإيجابي.
وعلى صعيد التعاون، أكد شنيك استعداد برلين للعمل مع دمشق في مجالات مكافحة الإرهاب، تدمير مخزون الأسلحة الكيميائية، وتقديم التكنولوجيا اللازمة لتحقيق ذلك.
وأوضح أن فتح السفارة الألمانية في دمشق يتطلب جهوداً تقنية كبيرة، خاصة مع وجود نحو مليون سوري في ألمانيا.
أما بخصوص اشتراطات الدول الأوروبية على سوريا، مثل قطع العلاقات مع روسيا وإيران، أشار شنيك إلى أن ألمانيا لا تطالب بذلك، لكنه أشار إلى أن الحكومة السورية الجديدة لا تريد دوراً كبيراً لهاتين الدولتين في المرحلة القادمة، واصفاً هذا الوضع بالموقف الصعب والمعقد.
وأضاف أن ألمانيا مستعدة لدعم سوريا في قضايا مثل الأمن، تقديم الخبراء للحوار الوطني، والكهرباء وتوليد الطاقة.
وأكد أن وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، حملت رسالة بهذا الخصوص خلال زيارتها إلى دمشق، مشيراً إلى أن قائد الإدارة الجديدة، أحمد الشرع، دعا اللاجئين السوريين في ألمانيا إلى لعب دور في بناء جسر للتعاون ونقل الخبرات بين الدولتين.
استقبل "أحمد الشرع" قائد الإدارة السورية الجديدة، ووزير الخارجية، أسعد الشيباني، اليوم الأربعاء 8 كانون الثاني، وفداً رفيع المستوى من مملكة البحرين برئاسة وزير الخارجية الدكتور عبد اللطيف الزياني، وذلك في قصر الشعب بالعاصمة دمشق.
وتركزت المباحثات بين الجانبين على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين، وأكد الشرع، خلال اللقاء، على أهمية العلاقات التاريخية بين سوريا والبحرين، مشيراً إلى أن الإدارة الجديدة تسعى لتطوير هذه العلاقات بما يتماشى مع التحديات الراهنة في المنطقة.
من جانبه، أشاد وزير الخارجية البحريني، الدكتور عبد اللطيف الزياني، بالجهود المبذولة لإرساء الاستقرار في سوريا، معرباً عن استعداد بلاده للمساهمة في إعادة الإعمار وتقديم الدعم في المجالات الاقتصادية والتنموية.
وناقش الطرفان قضايا إقليمية ذات اهتمام مشترك، حيث أكد الجانبان أهمية التعاون العربي لمواجهة التحديات الراهنة وتعزيز وحدة الصف العربي، ويأتي هذا اللقاء في إطار سلسلة من الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الإدارة السورية الجديدة لتعزيز حضورها الإقليمي والدولي، ولتمتين علاقاتها مع الدول العربية الشقيقة.
عُقد اجتماع لرواد ساحة الكرامة في محافظة السويداء، حيث تم مناقشة مجموعة من النقاط الهامة التي تعكس المواقف الوطنية والتوجهات المستقبلية للمحافظة، ووفق موقع "السويداء 24"، تم التأكيد خلال الاجتماع على أن ساحة الكرامة تستمد قوتها من مبادئها الوطنية الديمقراطية، والتي تعكس أصوات الأحرار ودماء الشهداء وجراح الجرحى، وشدد المجتمعون على أنهم لن يقبلوا بتجاوز دور الساحة أو التقليل من أهميتها.
وأكد الحضور على موقفهم الثابت في رفض أي مشاريع انفصالية، مشددين على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً. كما تمت الإشارة إلى أن أبناء السويداء سيشاركون في الجيش الوطني السوري كما هو الحال في باقي المناطق، وأنه لا مكان للسلاح خارج سلاح الدولة في أي جزء من الأراضي السورية.
وأشاد المشاركون في الاجتماع بما عبّر عنه بيان فصيلي "لواء الجبل" و"حركة رجال الكرامة"، معتبرين أن ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح، وداعين الفصائل الأخرى للانضمام إلى هذه الخطوات. كما تم التأكيد على أن أي فصيل لا يلتزم بالمبادئ الوطنية ويخرج عن مظلة الدولة يعتبر خارجاً عن القانون.
فيما يخص دور رجال الدين في المحافظة، تم التأكيد على احترام دورهم الهام، إلا أن المجتمعين شددوا على أن التواصل وعقد الاتفاقات يجب ألا يقتصر على رجال الدين فقط، مشيرين إلى أن المحافظة تضم العديد من الأكاديميين وأصحاب الاختصاص الذين كانوا جزءاً من النضال من أجل وطن حر.
وفي ختام الاجتماع، تم الإعلان عن تنظيم اجتماع موسع في القريب العاجل لمناقشة باقي التفاصيل المتعلقة بمستقبل السويداء، ودعوة جميع الأطراف من فصائل ومرجعيات دينية وفعاليات مدنية للعمل تحت مظلة واحدة تمثل وحدة سوريا وتكاملها.
قدر وزير التجارة السوري "ماهر خليل الحسن"، أن الرسوم الجمركية في معظمها سوف تشهد انخفاضا ربما يصل إلى أكثر من 50% أو 60% في بعض منها.
وأكد أن ذلك سوف ينعكس بشكل مباشر وإيجابي على أسعار السلع في الأسواق، وأضاف أن الحكومة الانتقالية في المراحل الأخيرة من سلسلة اجتماعات عقدت لمراجعة الرسوم الجمركية على مختلف البضائع.
وذلك سواء من ناحية الاستيراد أو التصدير، وأن من المتوقع صدور تعديلات الرسوم الجمركية خلال يوم أو يومين، وذكر أن النظام الجمركي الجديد يعتمد أساسا على حماية المنتج المحلي، من خلال وضع رسوم على المواد المستوردة التي لها مثيل في الداخل.
بحيث يحصر التنافس بين المنتج المحلي والمستورد على الجودة فقط، دون أن ينافسه في السعر، وأضاف "وضعنا رسوما منخفضة جدا على صادرات المنتجات المحلية، تشجيعا للصناعة ولزيادة الحركة الاقتصادية في البلاد".
وأكد أن العمل بنظام الرسوم الجمركية القديم الذي يعتمد على الفوترة أو النسبة المئوية من قيمة المادة قد أُلغي، واعتُمد بدلا منه على الرسم الثابت الذي يعتمد على الوزن أو العدد، بحسب نوع المادة.
وأشار إلى أن الرسوم الجمركية في عهد النظام المخلوع كانت مرتفعة جدا، فكل مادة تدخل من الخارج تضاف إليها رسوم تبلغ بالحد الأدنى 30% من سعر المادة نفسها، وقد تصل إلى 100%.
وكان يُفرض على المادة الواحدة ما بين 20 إلى 28 نوعا من الرسوم بأسماء وأشكال مختلفة، "لكننا ألغينا جميع هذه الأنواع"، وبشأن توفر السلع الأساسية، أكد الوزير السوري أن المواد الأساسية متوفرة وتكفي لعدة أشهر، وأن معظم السلع الأساسية متاحة للإنتاج محليا، لكن توفرها بالكميات المطلوبة يحتاج إلى قليل من الوقت، وعلى رأسها القمح.
وقدر أن إنتاج سوريا من القمح قبل عام 2011 كان يبلغ حوالي 4 ملايين طن، لكنه هذا العام 700 ألف طن فقط، في حين أن إنتاج إدلب وحدها 100 ألف طن هذا العام، مؤكدا أن موسم 2026 سوف يحقق الاكتفاء الذاتي للبلاد في مادة القمح وفي العديد من المواد الأخرى.
أكد معاون وزير الإدارة المحلية الأستاذ "ظافر العمر"، أن هناك موظفين بدون شهادات علمية أو اللتزام بالدوام ضمن الدوائر الحكومية التي كانت تعج بالفساد والترهل الإداري في عهد نظام الأسد البائد.
وذكر أن من الحالات التي جرى ضبطها 5 موظفين مستخدمين بدون شهادة مسجلين على أنهم مدخلي بيانات ويقبضون رواتب دون أي حق، وتشير تقارير وتقديرات عديدة بأن هذه الحالات ظاهرة من مخلفات النظام المخلوع.
وقدر أن 65 ألف موظف تابعين لوزارة الإدارة المحلية والبيئة في الحكومة السورية الانتقالية، على مستوى سوريا تم تقييم 25 ألف لحد الآن وسيتم انتقاء أصحاب الكفاءة والخبرة فقط.
وأكد أن كل الأشخاص الذين سيتم الاستغناء عنهم بسبب الكفاءة والخبرة وكانوا على رأس عملهم سيتقاضون رواتبهم ريثما تجد لهم وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وظائف أخرى.
ونفى القائم بأعمال وزارة الصحة في حكومة تصريف الأعمال السورية، ماهر الشرع، وجود أي نية لتسريح الموظفين العاملين بالقطاع الصحي في سوريا.
وذكر أن وزارة الصحة لديها خطة مرحلية لإعادة هيكلة الكوادر البشرية العاملة، بهدف ضمان تقديم الخدمة للأهالي بالشكل الأمثل.
وكشف وزير المالية في الحكومة الانتقالية السورية، "محمد أبازيد"، عن موعد زيادة رواتب الموظفين المرتقبة في سوريا، مشيرًا إلى أنّ هناك زيادة على الرواتب والأجور بنسبة 400% وفقاً لتوجيهات قيادة الإدارة السورية الجديدة.
وأكد أن الزيادة المرتقبة كان من المقرر صرفها مطلع كانون الثاني/ يناير الجاري، ولكن فوجئت الحكومة بأن أعداد العاملين المسجلين في الجهات العامة أكبر بكثير من الأعداد الفعلية على أرض الواقع.
إضافة للخلل بالقوائم المالية هناك أسماء وهمية لأشخاص يتقاضون رواتبهم من المنزل دون أن يسجلوا دواماً فعلياً في مديرياتهم نتيجة اتباع النظام البائد سياسة الواسطات والمحسوبيات.
وكان صرح محافظ مدينة دمشق "ماهر مروان"، بأنه يتم حاليا العمل على وضع سلم رواتب جديد وقد نشهد زيادة في الرواتب تصل إلى 400 بالمئة الشهر المقبل.
في بيان موجه إلى أبناء الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية والكنائس الرسولية والمجتمع الدولي، دعت “حركة التغيير الأنطاكي” إلى إجراء تغييرات جذرية داخل الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية، متهمة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بفقدان الشرعية الروحية والشعبية نتيجة ارتباطه الوثيق بالنظام السوري السابق.
واتهم البيان البطريرك يوحنا العاشر بالوصول إلى السدة البطريركية عبر عملية انتخابية غير شرعية شابتها تدخلات أمنية وسياسية، حيث أُدرج اسمه على قائمة المرشحين رغم عدم استيفائه الشروط القانونية، مما أفسد قدسية العملية الانتخابية وحوّل الكنيسة إلى أداة سياسية تخدم مصالح النظام.
وأشار البيان إلى انحياز القيادة الحالية للسلطة بدلاً من دورها الروحي، مشيراً إلى زيارات البطريرك المتكررة للمسؤولين المتورطين في جرائم حرب، وخطبه التي امتدحت رموز النظام حتى بعد وفاتهم، ما أثار استياء المؤمنين.
كما انتقد البيان غياب الكنيسة عن قضية المطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم، الذين غُيبا قسراً، واتهم القيادة بالتواطؤ وعدم بذل جهود جدية للكشف عن مصيرهما.
وأبرز البيان التعيينات الكنسية المبنية على الولاء السياسي بدلاً من المعايير الروحية، معتبراً أنها شوّهت رسالة الكنيسة وأكدت تبعيتها للنظام على حساب استقلالها ودورها الأساسي.
وطالبت الحركة بما يلي:
1. تنحي البطريرك يوحنا العاشر يازجي عن السدة البطريركية لفقدانه الشرعية الروحية والشعبية.
2. فتح تحقيق دولي مستقل للكشف عن مصير المطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم، وجميع المغيبين قسراً، ومحاسبة المسؤولين عن اختفائهم.
3. إصدار اعتذار رسمي للشعب الأرثوذكسي السوري ولكافة أطياف الشعب السوري عن دعم النظام السابق والتواطؤ في التغطية على جرائمه.
4. فصل الكنيسة عن السياسة وإعلان التوقف عن دعم أي أنظمة قمعية أو تيارات سياسية.
وختم البيان بالتأكيد على أن الكنيسة هي ملك للشعب والشهداء والمظلومين، وليست للنظام أو البطريرك، داعياً المؤسسات الدولية والكنائس الرسولية إلى دعم جهود استعادة استقلال الكنيسة ودورها الروحي.
وأكدت الحركة التزامها بالعمل على استعادة الحق والكرامة للكنيسة مهما طال الزمن.
وانتقد نشطاء ومدنيون بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس، لعدم وضعهم العلم السوري الجديد عند استقبال وزير الخارجية الفرنسي يوم الجمعة الماضي، علما أنه سابقا كان يتم وضع صورة المجرم بشار الأسد مع علم نظامه في أي استقبال.
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم توغله في ريف القنيطرة الجنوبي، حيث اقتحم برتل من الدبابات عدة نقاط، حيث كان يوم أمس قد اقتحم وسيطرة على التلال الحمر.
وقال نشطاء لشبكة شام أن القوات الأسرائيلية اقتحمت صباح اليوم مزرعة الحيران وسرية الدبابات وبلدة العشة بريف القنيطرة، إضافة إلى نقاط أخرى في المنطقة. وترافقت هذه التحركات مع عمليات تفتيش مكثفة وجرف للأراضي الزراعية، في خطوة اعتبرها مراقبون استمراراً لسياسة التوسع الإسرائيلية في المنطقة.
تأتي هذه التطورات بعد تقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى التلال الحمر بالأمس، وهي من التلا الاستراتيجية في المنطقة والمطلة على مناطق شاسعة.
تعزز التحركات الاسرائيلية الشكوك حول نيته مواصلة توسيع نطاق سيطرته في ريف القنيطرة الجنوبي، حيث تستغل اسرائيل الوضع الراهن في سوريا.
وتواجه حكومة تصريف الأعمال تحديات كبرى في جهود إعادة الإعمار وإنعاش البلاد التي أنهكتها سنوات الحرب ودُمرت بنيتها التحتية، ما يجعل الردع الفاعل أو المواجهة العسكرية شبه مستحيلة حالياً.
وأثار هذا التصعيد قلقاً واسعاً بين الأهالي، خاصة في ظل غياب أي رد رسمي أو تحرك ميداني يوقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
وكانت اسرائيل في وقت سابق من الأسبوع الماضي في 3 يناير 2025، قد وسعت عملياتها في القنيطرة، حيث سيطرت على سد المنطرة، أحد أكبر السدود المائية في المنطقة، وأقامت قاعدة عسكرية قرب السد، محاطة بسواتر ترابية، وفرضت حظر تجوال على السكان المحليين.
وتعكس هذه التحركات على ما يبدو نية واضحة من الاحتلال الاسرائيلي تعزيز وجوده في المنطقة وعدم التخطيط لأي انسحاب قريب، حيث يشير توجه اسرائيل للسيطرة على المواقع المائية في جنوب سوريا.
وأشار نشطاء أن اسرائيل باتت تسيطر على جبل الشيخ الذي يحوي مصادر مائية كبيرة ومصدر رئيسي لبعض الينابيع بريف دمشق، كما وصل أيضا إلى مشارف سد الوحدة الذي يربط بين سوريا والأردن، وتعتمد الأردن عليه كثيرا، وكذلك بات يسيطر بشكل عملي على نهر اليرموك، وبهذا باتت اسرائيل تهدد الأمن المائي في سوريا حيث وضعت يدها ما يقارب من 4 مليارات متر مربع من الماء الصالح للشرب.
واستعرضت اسرائيل قوتها في تأكيدها على السيطرة على مواقع استراتيجية، بينما تتزايد المخاوف من تداعيات هذا التصعيد على الأمن والاستقرار في سوريا، حيث توغلت قوة اسرائيلية بالدبابات والآليات المدرعة في 30 ديسمبر 2024 مدينة البعث بريف القنيطرة واقتحمت مباني حكومية عدة، من بينها مديريتي التموين والكهرباء، والمصرف العقاري، والمخبز الآلي.
وقامت بطرد الموظفين من المباني تحت ذريعة التفتيش، ما أثار قلقًا بين السكان المحليين، الذين أعربوا عن استيائهم من غياب ردود فعل واضحة من إدارة العمليات العسكرية أو حكومة تصريف الأعمال.
هذا التصعيد الإسرائيلي يشكل تحديًا جديدًا للإدارة السورية الجديدة، ويضعها أمام اختبار صعب في التعامل مع هذه الانتهاكات المستمرة من اسرائيل، والتأثيرات السلبية على السكان المحليين.
كتب "فراس رفعت الأسد"، منشوراً على صفحته الشخصية على فيسبوك، كشف خلاله عن استعادة منزله في اللاذقية، في وقت تحدثت معلومات عن إعادة منزل لآل العظم بدمشق كان مغتصب بعقد جائر منذ 1963، ومنزل يعود لرفيق الحريري بدمشق بعد أن كان نظام الأسد صادره منذ 2005.
وشكر "فراس الأسد"، السوريين ومن تضامن معه بعد نشره خبر مصادرة منزله باللاذقية، فيما أكد لاحقا استعادة المنزل وذكر أنه يشكر "إدارة اللاذقية الذين تواصلوا معه وكانوا مثالا يحتذى في الأخلاق و الأدب و الاحترام، مقدمين اعتذارهم عما حصل".
وأضاف أن "54 عاما من الظلم و القهر شوهت الكثير من معالم الإنسانية في هذا الوطن الحبيب، سقط بشار، و سقط معه حافظ و رفعت الأسد أصحاب هيكل الشيطان، ويجب أن تسقط معهم كل أشكال الظلم و القهر و الاضطهاد و الاستبداد".
وأفادت مصادر إعلامية لبنانية أنّ عقيلة نازك الحريري، زوجة رفيق الحريري، تبلغت أن الحكومة السورية الانتقالية تريد تسليم منزل يعود للحريري في دمشق للعائلة بعد أن كان نظام بشار الأسد قد صادره بعد اغتيال الرئيس الحريري عام 2005.
وتداول ناشطون رسالة شكر من عائلة العظم التي تمكنت من استعادة منزلها المغتصب منذ عام 1963، بجهود من الحكومة السورية الانتقالية، وذكرت أن البناء المسترجع يعود لورثة برهان العظم وأسامة العظم وأخوانه المعروف سابقا بالوحدة 205 بمنطقة الجبة بدمشق.
وحذرت وزارة الإدارة المحلية والبيئة في الحكومة السورية الانتقالية، جميع المواطنين في سوريا من شراء عقارات أو كتابة عقود بيع مع أي شخص متورط بدماء السوريين الأحرار، كان في زمن نظام الأسد المخلوع.
وأكدت أن ذلك حفاظاً على أملاككم من فسخ أي عقد من هذا القبيل، نظراً للممارسات التي كانت تستخدم من سرقة أملاك الناس وتزوير عقود البيع والشراء المتبعة في تلك الفترة.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن عاملين بمكاتب عقارية في حي المزة 86 غربي دمشق، أن أصحاب معظم العقارات التي استولى عليها ضباط أمن وقادة أجهزة المخابرات في النظام المخلوع، بدأوا يطالبون بحقوقهم فيها بعد عودتهم عقب إسقاط حكم عائلة الأسد.
وصرح مالك مكتب عقاري في المزة 86 بأن "قسم كبير من العقارات، بينها منازل ومحلات، استولى عليه ضباط الأمن وقادة أجهزة المخابرات. غيّروا ثبوتيات ساعة الكهرباء والمياه لسرقة ملكياتها" وأشار إلى إشكاليات قانونية وهناك عقارات بيعت أكثر من مرة بوكالة مزورة وعقد لا صحة له.
وحذرت مصادر صحفية من تلاعب جهات إيرانية بملكية عقارات جرى الاستيلاء عليها خلال فترة حكم نظام الأسد البائد، حيت تعمد طهران عبر عملائهم لنقل مليكة هذه العقارات لضمان الاستحواذ عليها.
ودعا مراسل التلفزيون العربي "سلمان النجار"، الحكومة السورية الانتقالية لمنع أي نقل لملكية العقارات فوراً، ومصادرة أملاك الإيرانيين وعملائهم، تفاديا لنقل ملكية العقارات التي اشتراها الإيرانيون في دمشق.
وأكد في منشور كتبه على صفحته الشخصية في موقع "تويتر" (إكس سابقاً) أن شراء العقارات في سوريا كان يهدف إلى توطين الشيعة سوريون وغير سوريين في دمشق لتغيير هوية المدينة، الأمر الذي طالما أكدته مصادر إعلامية وتقارير حقوقية.
وكانت أكدت مصادر محلية، ازدياد النشاط الإيراني للانتشار والتوسع بمناطق عدة في سوريا، وعملت خلال السنوات الماضية على شراء عقارات سكنية في محيط تمركز ميليشياتها، حيث اشترت آلاف العقارات بمناطق نفوذها في مختلف المحافظات السورية.
وأوضحت أن المليشيات الإيرانية كانت تساوم الأهالي لإجبارهم على بيع منازلهم بأساليب عدة، بينها مقايضة البيع بالإفراج عن معتقليهم لدى النظام السوري، أو التهديد بالخطف أو الاستيلاء على العقار بزعم غياب أصحابه من المهجرين.
ولفتت مصادر إلى أن المليشيات الإيرانية نجحت في توطين أكثر من 200 عائلة شيعية عراقية قرب مطار المزة، حتى أصبحت نسبة الشيعة هي الأغلبية في المنطقة التي كانت قبل الحرب ذات أغلبية سنية.
هذا وتشير مراكز دراسات إيران تستفيد من مجموعة قوانين ومراسيم صدرت عن النظام الساقط، لا سيما القانون رقم 26 لعام 2023، وأكدت أن إيران لن تدخر جهداً لإنفاذ القانون، بما يحقق طموحاتها بتملك العقارات في المدن السورية لترسيخ التغيير الديموغرافي.
شهد قطاع الطيران المدني السوري تحديات كبيرة على مر السنوات نتيجة الحرب في سوريا منذ ام 2011، في ظل حكم نظام الأسد، إذ كان الطيران المدني واحدًا من القطاعات الأكثر تأثراً بالحرب الدائرة ضد الشعب السوري، والذي أدى إلى تدمير العديد من البنى التحتية والمرافق الحيوية.
إلى جانب ذلك، كانت العقوبات الدولية، خاصة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، قد فرضت قيودًا صارمة على الطيران السوري، بما في ذلك حظر الطائرات السورية من التحليق في الأجواء الأوروبية والأميركية، وكذلك فرض عقوبات على شركات الطيران والمطارات السورية.
وتتمثل أبرز هذه التحديات:
- العقوبات الدولية: إذ فرضت الدول الغربية عقوبات على سوريا منذ بداية الحرب في عام 2011، شملت حظر الطائرات السورية من الهبوط في المطارات الأوروبية، إضافة إلى تجميد الأصول المالية لشركات الطيران السورية، كانت هذه العقوبات تهدف إلى الضغط على نظام الأسد وتقييد الحركة الجوية المدنية السورية.
- الضربات الجوية: حيث تعرضت المطارات السورية لعدة ضربات من الطيران الإسرائيلي والضربات الجوية الأخرى، ما أدى إلى تدمير جزئي للبنية التحتية لمطار دمشق الدولي ومطارات أخرى، مما أثر بشكل كبير على قدرة البلاد في التعامل مع حركة الطيران الدولية.
- التحديات الاقتصادية: إذ تسببت الحرب الدائرة في البلاد في تدمير جزء كبير من الاقتصاد السوري، بما في ذلك انخفاض الإيرادات الناتجة عن قطاع السياحة والطيران. إضافة إلى ذلك، فقد تأثرت شركات الطيران السورية بتقليص عملياتها في ظل الظروف الصعبة التي فرضتها الحرب والعقوبات.
- النقص في الطائرات والكوادر الفنية: شهدت شركات الطيران السورية نقصًا في الطائرات الحديثة، حيث توقفت العديد من الطائرات عن العمل نتيجة للعقوبات وصعوبة الحصول على قطع غيار. كما تأثرت الكوادر الفنية من حيث التدريب، إذ كان من الصعب الحصول على التدريب المناسب بسبب الحصار وغياب الدعم الدولي.
- التحسينات البطيئة: فبالرغم هذه التحديات، استمر نظام الأسد في العمل على استعادة نشاط الطيران الداخلي والدولي بشكل تدريجي. قامت الدولة بتشغيل بعض الرحلات الجوية الدولية، ولكن ضمن نطاق محدود للغاية مقارنةً بما كان عليه الوضع قبل الأزمة.
إجمالًا، تركزت جهود نظام الأسد في هذا القطاع على الحفاظ على حد أدنى من العمليات الجوية، مع محاولات مستمرة لتقليل تأثير العقوبات من خلال محاولة فتح أسواق جديدة، مثل الدول الصديقة كروسيا وإيران، التي دعمت الطيران السوري في وقت الأزمات.
ومع سقوط الأسد في ديسمبر 2024، تُعتبر عودة الحياة للطيران المدني السوري مع إدارة جديدة خطوة هامة في محاولة لاستعادة علاقات الطيران مع الدول الأخرى ورفع العقوبات المفروضة على القطاع.
ولعل إعادة إحياء الطيران المدني السوري بعد سنوات من الحرب وتدمير البنية التحتية يتطلب جهودًا شاملة على عدة مستويات أبرزها وفق مراقبين:
- إعادة تأهيل البنية التحتية للمطارات: من خلال الصيانة والتجديد، إذ يجب البدء بإصلاح وصيانة المطارات المتضررة مثل مطار دمشق الدولي ومطار حلب الدولي. يشمل ذلك إعادة بناء المدارج، تجديد أجهزة الملاحة، والصيانة الوقائية للمرافق.
كذلك التطوير التقني من خلال تحديث أنظمة المراقبة الجوية والمعدات المستخدمة في المطارات، بالإضافة إلى تحسين التقنيات لضمان السلامة الجوية.
- إصلاح أسطول الطيران: ويتم ذلك عبر شراء طائرات جديدة، لإعادة بناء الأسطول الجوي من خلال استئجار أو شراء طائرات جديدة أو مستعملة تتناسب مع الاحتياجات الاقتصادية للمرحلة الحالية، إضافة إلى إصلاح الطائرات القديمة، إذ أن العديد من الطائرات السورية قديمة وقد تكون بحاجة لصيانة أو إصلاحات ضخمة لتعود للعمل بأمان وكفاءة.
- التدريب والتأهيل البشري: من خلال تدريب الطيارين والملاحين الجويين عبر استعادة برامج تدريب الطيارين وفنيي الطيران لضمان مهارات عالية وفعالة، كذلك التدريب على معايير السلامة الجوية عبر تطوير معايير تدريب متوافقة مع المعايير الدولية للسلامة الجوية.
- الضغط على رفع العقوبات الدولية: ويتم من خلال المطالبة برفع العقوبات الاقتصادية، والعمل على إقناع المجتمع الدولي بضرورة رفع العقوبات المفروضة على الطيران المدني السوري، خاصة تلك التي تضر بالقدرة على شراء قطع الغيار للطائرات أو تأجير طائرات جديدة، مع مشاركة مع دول شقيقة في تعزيز التعاون مع دول في هذا المجال للحصول على الدعم اللوجستي والفني.
- التعاون مع شركات الطيران الدولية: عبر فتح المجال لشركات الطيران الدولية، وتشجيع شركات الطيران الدولية على العودة إلى السوق السوري، بما يمكن أن يعزز الثقة في الطيران المدني السوري ويحفز الرحلات الدولية، كذلك تشجيع الاستثمارات في الطيران، من خلال فتح المجال للاستثمارات الخارجية في قطاع الطيران، مثل الشراكات مع شركات دولية لإنشاء خطوط طيران جديدة.
- تحسين البيئة الاقتصادية: وذلك من خلال تعزيز الاقتصاد المحلي وتحسين البيئة الاستثمارية قد يؤدي إلى نمو الطلب على السفر الجوي داخل وخارج سوريا، علاوة عن دعم السياحة وإعادة بناء قطاع السياحة سيعزز حركة السفر الجوي، ما يزيد من جدوى الاستثمار في قطاع الطيران المدني.
- تعزيز سياسات السلامة والأمان: عبر التزام بالمعايير الدولية من خلال تطبيق معايير منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) لضمان أن الطيران المدني السوري يتبع المعايير العالمية في مجال السلامة والأمان، وفحص الأمان الدوري عبر إجراء فحوصات دائمة للطائرات والمعدات لضمان أمان الرحلات الجوية.
وبالتأكيد فإن إعادة إحياء الطيران المدني السوري تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرًا، ولكن مع السياسات الصحيحة والتعاون الدولي، يمكن أن يُسهم في عودة الاقتصاد السوري إلى مسار النمو والازدهار.
وكان أعلن "أشهد الصليبي" رئيس هيئة الطيران المدني في سوريا، أن الهيئة تعمل على دراسة عودة العديد من الشركات الجوية الدولية إلى الأجواء السورية، لافتاً إلى أن أكبر التحديات التي تواجه الطيران المدني السوري تتمثل في إهمال النظام السابق للمطارات والتدريب، مؤكداً أن الهيئة ستسعى لتأهيل الكوادر اللازمة لتنشيط حركة الطيران في البلاد.
وأعلن الصليبي، استئناف الرحلات الدولية من مطار دمشق الدولي، وذلك للمرة الأولى منذ سقوط نظام الأسد، مؤكداً أن سوريا تعمل على توسيع أسطولها الجوي المدني خلال الفترة المقبلة.
وتأتي تصريحات الصليبي بعد إقلاع طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية من مطار دمشق باتجاه مطار الشارقة في 7 كانون الثاني، في أول رحلة تجارية دولية منذ سقوط الأسد، وأوضح أن مطار دمشق بدأ تسيير رحلاته اعتباراً من السابع من يناير الجاري، بعدما تعرض لعدة ضربات إسرائيلية خلال الأعوام الماضية.