أكدت مصادر خاصة لشبكة “شام” الإخبارية أن سيارات تابعة للأمم المتحدة ستتحرك فجر اليوم باتجاه أحياء مدينة حلب المحاصرة، بعد أن استكملت الإجراءات اللازمة لعبورها طريق الكاستيلو، و ذلك بعد تأخير استمر لستة أيام، نتيجة تعنت الأسد و حلفاءه وضعف الأمم المتحدة وعدم تطبيقها القرارات القاضية بإيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.
وأكدت المصادر أن قرابة ٤٠ سيارة تابعة للأمم المتحدة متواجدة في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا (الجانب التركي)، ستتحرك في الساعة الثالثة من فجر غد (الاثنين) باتجاه المناطق المحاصرة في مدينة حلب ، عبر طريق الكاستيلو، و ذلك في اليوم السابع من إعلان بدء الهدنة المتفق عليها بين روسيا و أمريكا.
و شهدت الهدنة خروقات كبيرة من قبل الأسد و حلفاءه و لاسيما اليوم مع تعرض أحياء مدينة حلب المحاصرة لقصف جوي و مدفعي هو الأول منذ مساء الاثنين الموافق للثاني عشر من الشهر الجاري والذي بدأت معه تطبيق الهدنة.
ورُكنت الشاحنات في الجانب التركي من الحدود مع سوريا طوال الأيام الست الماضية ، بعد عدم تنفيذ روسيا لالتزاماتها المتعلقة بتأمين مرور الشاحنات بشكل آمن من طريق الكاستيلو ، وذلك بسحب الأسد لمعداته العسكرية الثقيلة من الطريق لمسافة تصل لـ ٣،٥ كم ، في حين تباطأ الانسحاب لعدة حجج واهية ، إلا أنها وعلى ما يبدو قررت السماح لدخول المساعدات اليوم و قبل ساعات من انتهاء هدنة الأيام السبع المتفق عليها لإتمام المرحلة الأولى من اتفاقها مع أمريكا، والقاضي بهدنة سبعة أيام مع دخول المساعدات الإنسانية إلى حلب، يتلوها تشكيل غرفة عمليات مشتركة لتوجيه ضربات ضد تنظيم الدولة و جبهة فتح الشام.
وسبق للأمم المتحدة و أن أعلنت أن ٤٠ شاحنة تتضمن مساعدات إنسانية لـ ٨٠ ألف شخص محاصر في أحياء حلب المحررة ، في حين أن المتواجدين في الأحياء يفوق الـ ٣٠٠ مدني .
خرق نظام الأسد وحلفائه الهدنة اليوم في ريف حمص الشمالي بشكل ملحوظ، حيث استخدم الطائرات "الحربية والمروحية" في قصف العديد من النقاط المحررة، ما أوقع عددا من الشهداء والجرحى، ورد الثوار بقصف عدة نقاط واقعة تحت سيطرة شبيحة الأسد بالأسلحة الثقيلة.
وإحصاءً للخروقات، فقد شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت مدينتي الرستن وتلبيسة وبلدات العامرية و الفرحانية الغربية والزعفرانة والغنطو بالريف الشمالي، وألقت المروحيات براميلها على قرية الغنطو، وترافقت الغارات مع قصف مدفعي عنيف على ذات النقاط التي تعرضت لغارات وأيضا على بلدات جوالك وتيرمعلة والشعبانية.
وتسبب القصف الجوي والمدفعي العشوائي بارتقاء شهيدين في بلدة الغنطو، وجرحى في مدينة تلبيسة.
وقد أدت الغارات والقصف لسقوط شهيدين وجرحى في بلدة الغنطو، وعدد من الجرحى بين المدنيين في مدينة تلبيسة.
هذا وقد تعرضت بلدة السعن الأسود لقصف مدفعي وصاروخي عنيف جدا، تبعه اشتباكات على جبهات البلدة بين الثوار وقوات الأسد.
أما بخصوص ردود الفعل التي قام بها الثوار، فقد استهدفوا معاقل قوات الأسد في قرى المشرفة والمختارية والأشرفية وكتيبة الهندسة الواقعة شمال مدينة الرستن ومعسكر ملوك شمال مدينة تلبيسة بالريف الشمالي، وحي الزهراء بمدينة حمص، بصواريخ الغراد وقذائف محلية الصنع وبقذائف الهاون وحققوا إصابات جيدة.
والجدير بالذكر أن نظام الأسد في ريف حمص الشمالي خرق الهدنة عشرات المرات خلال الأيام السبعة من عمر الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ الإثنين الماضي بعد اتفاق الطرفان "الروسي والأميركي" على إبرامها.
وفي سياق آخر ذكرت الهيئة الشرعية في مدينة تلبيسة وبناءً على معلومات وردتها أن نظام الأسد سوف يستهدف إحدى المدارس في المدينة، وذلك يوم غد الإثنين أو بعد غد الثلاثاء، وحرصا على أرواح المدنيين والطلاب أعلنت يوم غد الإثنين عطلة رسمية.
قالت فصائل عدة من الجيش السوري الحر وحركة أحرار الشام والائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية في بيان مشترك اليوم، أن سياسة التهجير الطائفي التي يقوم بها نظام الأسد وحلفائه قد تحولت لسياسة منهجية ثابته مبينة تقوم على مبدأ الجوع والركوع، تم تطبيقها على أكثر من 14 منطقة محاصرة، ما اضطر أهلها في بعض المناطق للتسليم وترك منازلهم، حيث يقوم نظام الأسد اليوم بتطبيق ذات السياسة على حي الوعر الحمصي بعد أكثر من عامين على الحصار.
وأضافت أن قوى الثورة السورية تعاملت بإيجابية مع جميع المبادرات التي طرحها المجتمع الدولي انطلاقاً من رغبتها بتخفيف معاناة الشعب السوري، رغم السجل السلبي لهذه المبادرات التي لم تحقق أي نتائج ملموسة، بل لعبت دور كبير في إطالة المعاناة وأعطت نظام الأسد وقتاً أطول لارتكاب الجرائم بحق الشعب.
وجاء في البيان أيضا أن المعارضة بينت بوضوح موقفها الثابت من الهدنة المبرمة، وأوضحت أن أي ضغط على المناطق المحاصرة بأي أساليب بهدف التهجير سيضع أي هدنة مقترحة في مهب الريح، حيث واصل نظام الأسد خرقه للهدنة التي أعلن عنها كلاً من الجانبين الأمريكي والروسي، وأخطر هذه الخروقات هو تهجير أهالي حي الوعر الحمصي.
واعتبرت أن ما يقوم به نظام الأسد مخالف للقوانين الدولية إزاء التجويع والتهجير الطائفي، ويتعارض مع القرارات الأممية الصادرة بشأن الوضع الإنساني في سوريا، لاسيما القرار 2118 لعام 2013 و 2139 لعام 2014 و 2165 لعام 2014 والتي تدعو المجتمع الدولي للالتزام بها وحمايتها.
وذكر البيان أن الفصائل أكدت بشكل لا يحتمل اللبس أن المناطق المحاصرة كلها خط أحمر بالنسبة للشعب السوري ولن تقبل بأن يتم استعمال الهدن أو العملية السياسية لاجتزائها تدريجياً.
وبناء على ما سبق أكدت الفصائل أن إخراج أي شخص من حي الوعر أو من أي منطقة محاصرة في سوريا، أو استمرار عمليات الضغط والإرهاب العسكري والنفسي لإخراج أهالي هذه المناطق، يكون نظام الأسد قد أنهى وبشكل صارخ التزامه بأي هدنة مطروحة، حيث ستستمر جميع الفصائل في حقها المشروع في قتالها له وصدها لعدوانه.
كما ستقوم المعارضة بشقيها السياسي والعسكري بإعادة النظر في العملية السياسية بشكل كامل في حال استمر العجز الدولي عن تأمين الحماية للمناطق المحاصرة وفك الحصار عنها بعد انهيار الهدنة.
وطالبت الفصائل لدول الداعمة لسوريا بتحويل المناطق المحاصرة إلى مناطق محمية يحظر استهدافها عسكرياً أو حصارها إنسانياً وق القوانين الدولية والقرارات الأممية الملتزم بها من قبل جميع الدول، محذرة الأمم المتحدة من رعاية وتنفيذ مثل هذه الاتفاقيات المخالفة للقانون الدولي.
شن الطيران الحربي "الروسي – الأسدي" غارات جوية على عدة أحياء داخل مدينة حلب المحاصرة للمرة الأولى منذ دخول الهدنة في سوريا حيز التنفيذ مساء الإثنين الماضي، ما أدى لسقوط شهيد وعدد من الجرحى.
وأكد ناشطون على أن الطائرات الحربية أغارت على أحياء الشعار وكرم الجبل والصاخور والشيخ خضر والمواصلات، ما أدى لارتقاء شهيد في حي الصاخور، بالإضافة لسقوط عدد من الجرحى.
وكان الشهيد الأول منذ بدء الهدنة قد ارتقى في الخامس عشر من الشهر الجاري في حي الزبدية، حيث استشهد رجل في الحي بعد استهدافه برصاص قناصو السد.
وكان طفلين قد أصيبا في السادس عشر من الشهر الجاري أيضا في حي الشيخ سعيد بعد استهدافهما برصاص قناص تابع للأسد.
والجدير بالذكر أن نظام الأسد خرق الهدنة في حلب وريفها عدة مرات، حيث أغارت الطائرات الحربية على العديد من المدن والبلدات في ريف حلب الشمالي والغربي.
ارتفع عدد شهداء المجزرة التي ارتكبها الطيران المروحي الأسدي بحق المدنيين في مدينة داعل شمال مدينة درعا، ووصل عدد الشهداء إلى عشرة، وتعرضت المدينة لقصف مدفعي أيضا، وتتعرض في هذه اللحظات لقصف بقذائف الهاون، في خرق واضح وفاضح وصريح للهدنة.
وأكد ناشطون على أن مروحيات الأسد ألقت عدة براميل متفجرة على أحياء المدينة، ما أدى لسقوط 10 شهداء والعديد من الجرحى.
ونشر ناشطون أسماء الشهداء الذين ارتقوا جراء القصف، وهم:
1-محمد قاسم جابر العاسمي / مدينة داعل.
2-احمد حسن الجاموس / مدينة داعل.
3-محمد كامل نجيب الحريري / مدينة داعل.
4-الطفل نجيب عزالدين كامل الحريري (6 سنوات) / مدينة داعل.
5-بلال اسماعيل قطليش / مدينة داعل.
6- عبدالله محمد فرحان المصري / بلدة عتمان.
7-محمد ايوب الحريري / مدينة داعل.
8-محمد يوسف ابوجيش / مدينة داعل.
9-احمد محمد السرحان / مدينة الشيخ مسكين.
والجدير بالذكر أن قوات الأسد خرقت الهدنة في محافظة درعا عدة مرات، حيث حاولت التقدم باتجاه مدينة داعل وبلدة إبطع بعد تمكنها من السيطرة على الكتيبة المهجورة الواقعة شرق بلدة إبطع، وتمكن الثوار من صد الهجمات وقتلوا وجرحوا عدة عناصر.
قامت مروحيات الأسد بإلقاء أكثر من برميل متفجرة على المدنيين ومنازلهم في مدينة داعل شمال درعا أدت لوقوع مجزرة في صفوف المدنيين.
وكانت طائرات الأسد المروحية حلقت منذ الصباح في سماء المحافظة الى أن ألقت برميلها على رؤوس المدنيين في مدينة داعل أدت لسقوط ما لا يقل عن 6 شهداء والعديد من الجرحى بينهم حالات خطيرة جدا تقوم فرق الإنقاذ بنقلهم للمشافي الميدانية.
وتتعرض مدينة داعل وبلدة إبطع المجاورة منذ قرابة ال20 يوما لقصف مدفعي وصاروخي وغارات جوية مكثفة، وذلك عقب سيطرة قوات الأسد على الكتيبة المهجورة الواقعة شرق إبطع ومن ثم تقدمت أكثر من 1 كم وقامت برفع السواتر الترابية ووضع المتاريس وذلك لتثبيت نقاطهم الجديدة.
والجدير ذكره أن الحدود الأردنية السورية ما تزال مغلقة بشكل كامل بوجه الحالات الإنسانية وتمنع الحكومة الأردنية دخول الجرحى والمصابين للعلاج في مشافيها ما أدى في كثير من الحالات لإستشهاد العديد منهم بسبب ضعف الإمكانات العلاجية في المناطق المحررة.
القدر الذي حرم الأميركي كودي لانغفورد من والديه وجعله يتيماً وهو في الثامنة من عمره كان سبباً ليتعاطف مع بلد لم يكن قد سمع به قبل انطلاق الثورة فيه، فسوريا والسوريون اليوم أصبحوا جزءاً من حياة الشاب الأميركي الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، حيث علّمهم اختراق المواقع الإلكترونية التابعة لنظام الأسد واختار مغادرة أميركا إلى تركيا.
و نشر موقع "هافينغتون بوست عربي" قصة كوردي الذي انتقل من كاليفورنيا الأميركية إلى تركيا وصولاً إلى مخيم أطمة السوري، حاملاً معه مبلغاً من المال جمعه من الأصدقاء في أميركا وإسبانيا وبعض المانحين ليؤسس مطحنة قمح يعمل فيها لاجئون سوريون.
"خسرت أبي قبل ولادتي وتوفيت والدتي وأنا بعمر الثامنة بسبب إصابتها بسرطان الثدي" يقول لانغفورد لـ"هافينغتون بوست عربي"، مضيفاً أن حرمانه من والديه خلق داخله رغبة في تقديم المساعدة لأشخاص شرّدتهم الحرب وهربوا إلى مخيمات اللجوء، "فقررت تأسيس مشروع لهم لأن العمل هو ما يحفظ كرامة كل من شردته الحرب".
يعمل في المطحنة التي أسسها الشاب منذ فترة قريبة 4 لاجئون سوريين، كما يوضح لانغفورد، حيث إنهم باشروا العمل فيها براتب شهري يبلغ 1250 ليرة تركية، أي ما يقارب 400 دولار أميركي.
الهدف القادم لكوردي هو توسيع العمل لتشغيل أكبر عدد ممكن من السوريين وتوزيع الخبز على المخيمات وبيع الطحين في الأسواق التركية؛ "لأن العمل وحده كفيل بالحفاظ على كرامة اللاجئين"، على حد قول لانغفورد.
لم يكن مشروع المطحنة هو الخطوة الأولى التي قام بها الشاب الأميركي لمساعدة السوريين بل كان معهم منذ بداية الثورة في عام 2011.
"عشقي للكمبيوتر عرفني عبر مجموعة اختراق مواقع إلكترونية على مجموعة من السوريين أطلقوا على أنفسهم #OpSyria" يقول لانغفورد: "كانوا بحاجة لاختراق مواقع حكومية لإيصال رسالة ثورتهم".
يتابع بقوله: "إن اختراق أي موقع يتطلب مشاركة أكثر من 100 كمبيوتر من أنحاء العالم وتقنيات لم يكن يعرفها هؤلاء الشباب لذلك قمت بالبحث عن أفضل الطرق لتحسين أدائهم وإيصال رسالتهم في الهجوم على المواقع الحكومية واختراقها، والحصول على معلومات حيوية تفيدهم في تحركاتهم، ومن هنا كانت بدايتي مع ما يجري في تلك البلد".
مع تطور الثورة في سوريا وجد الشاب الأعزب نفسه يستقل طائرة مغادراً بلده لمساعدة من هرب من الحرب من خلال تأسيسه منظمة إغاثية أطلق عليها اسم Remember Syria Relief، ساهم من خلالها في تقديم الملابس الشتوية للأطفال السوريين في مدينة الريحانية التركية القريبة من الحدود مع سوريا.
الحرب في سوريا كما يراها لانغفورد عرفت العالم كله بهذا البلد وما يدور فيه، وأصبحت مسؤولية الجميع للمساعدة ولا مبرر لأحد تجاهل ما يحصل، مشيراً إلى ما صرح به مرشح للرئاسة الأميركية عن الحزب الليبرالي الأسبوع الماضي حول جهله عن مدينة حلب بالقول: "لا أحد لا يعلم ما هي سوريا ومدنها وما يحصل فيها ولكن هناك من يرغب بتجاهل ذلك".
يختتم لانغفورد حديثه بالقول: "أنا شخص بسيط لا أملك الكثير لم أتعلم في أي جامعة أعيش في مزرعة صغيرة، ولكنني أشعر بالثراء بما أقوم به، فلا معاناة تضاهي ما يعانيه السوريون اليوم".
سقطت طائرة حربية لقوات الأسد ظهر اليوم، خلال قيامها باستهداف مواقع تنظيم الدولة في ريف دير الزور التي تشهد اشتباكات عنيفة بين قوات الأسد وعناصر التنظيم منذ الأمس.
وأعلنت مواقع مقربة من تنظيم الدولة إسقاط طائرة حربية من نوع ميغ 23 خلال محاولتها الإغارة على مواقعه في دير الزور، سرعان ما اعترفت وسائل إعلام قوات الأسد بسقوطها ومقتل الطيار، وقالت وسائل إعلام موالية للأسد أن الطيار يدعى علي حمزة، وسقطت الطائرة على بعد 200 متر من مبنى كلية الآداب على طريق عام ديرالزور – دمشق، دون تحديد كيف سقطت أو إذا كانت اسقطت بصاروخ أو بعطل فني.
وتشهد منطقة جبل الثردة المطل على مطار دير الزور العسكري اشتباكات عنيفة بدأت بالأمس بشكل كبير، حيث تقدمت عناصر التنظيم لعدم مواقع في الجبل، قبل ان تستعيدها قوات الأسد في ساعات متأخرة من الليل وسط استمرار الاشتباكات، وذلك عقب غارة من طائرات التحالف الدولي أودت بحياة أكثر من 80 عنصرا من قوات الأسد في جبل الثردة.
قالت صحيفة صحيفة "يني شفق" التركية، إن 7 عناصر على الأقل من القوات الخاصة الروسية، وأكثر من 20 مسلحًا من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، كانوا من ضمن القتلى الذين سقطوا جراء الغارة الأمريكية التي استهدفت قوات الأسد في محيط مطار دير الزور العسكري.
ونقلت الصحيفة ،عن "مصادر محلية"، أن نظام الأسد يمتلك مستودعات أسلحة هامة بمنطقة “الثردة” بالقرب من مطار دير الزور، وأن 16 مقاتلة ومروحية روسية توجّهت من مطار "حميميم" مدينة اللاذقية شمال غربي سوريا نحو مدينة دير الزور على خلفية الغارات التي نفّذتها مقاتلات تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
من جهة أخرى، أوضحت المصادر ذاتها أن مروحيات روسية عسكرية نقلت القتلى والمصابين جراء الغارات الجوية من مكان الحادث في دير الزور إلى مناطق أخرى خاضعة تحت سيطرة قوات الأسد.
وشنت مساء أمس أربعة طائرات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم الدولة ، غارات عنيفة على مواقع لقوات الأسد و حلفاءه ، في جبل الثردة المطل على مطار دير الزور العسكري ، الأمر الذي خلف خسائر فادحة بالأرواح و العتاد و زاد عدد القتلى عن ٨٠ قتيل، الأمر الذي سبب خلافاً عميقاً و حرب اعلامية بين أمريكيا و روسيا ، اللتين تستعدان لرفع سويت التعاون في سوريا إلى حد التشارك في قصف مواقع تنظيم الدولة و جبهة فتح الشام.
حاولت قوات الأسد مدعومة بدبابات وأليات ثقيلة التقدم من جديد على محاور حي جوبر بدمشق صباح اليوم، دارت على إثرها اشتباكات عنيفة مع الثوار، تكبدت فيها قوات الأسد خسائر كبيرة.
وتعتبر هذه المحاولة هي الثالثة لقوات الأسد خلال أيام قليلة بعد بدء الهدنة في سوريا، والتي تحاول استغلالها لإحراز تقدم على محاور التماس في حي جوبر الدمشقي، إلا أن محاولاتها جميعاً باءت بالفشل وتكبدت فيها خسائر كبيرة كان آخرها اليوم تدمير دبابة على جبهة كراش وقتل العديد من عناصر قوات الأسد.
وردت قوات الأسد على فشل هجومها الثالث اليوم باستهداف نقاط تمركز الثوار بقنابل تحوي غازات سامة أوقعت إصابة واحدة بين الثوار، فيما تتواصل عمليات القصف والاستهداف بالرشاشات على المنطقة بشكل عنيف.
تجدر الإشارة إلى ان قوات الأسد حاولت لمرتين سابقيتين خلال الأيام الماضية التقدم على محاور عدة في حي جوبر الدمشقي، إلا أنها فشلت في إحراز أي تقدم وقوبلت بمواجهة عنيفة من قبل الثوار المرابطين في المنطقة.
تعاني الأحياء المحررة في مدينة حلب من أزمة وقود خانقة، جراء استمرار الحصار الذي تفرضه قوات الأسد والميليشيات الشيعية المساندة لها، وتأخر دخول المساعدات الإنسانية برعاية الأمم المتحدة وضمن الاتفاق المبرم والمتعلق بالهدنة، والذي كانت أولى بنوده ادخال المساعدات لمدينة حلب المحاصرة.
ورصد ناشطون في أحياء مدينة حلب المحررة نفاذ كميات الوقود الموجودة في المدينة الامر الذي انعكس سلباً على الحياة المعيشية برمتها، كالأفران والمشافي والسيارات وحركة الورشات الصغيرة والتي تعتمد على الوقود كأساس لعملها، مما أجبرها على التوقف عن العمل بينها أفران تغذي أحياء كاملة وسيارات إسعاف لم يعد بمقدورها التحرك لإنقاذ المدنيين ونقلهم للمشافي الطبية التي باتت هي الأخرى تعاني من توقف لمولدات الكهرباء، كغيرها من الأحياء السكنية التي باتت تعيش في ظلام كامل بعد نفاذ الوقود وعدم القدرة على تأمينه.
وحذرت فعاليات مدنية وناشطون في مدينة حلب من مغبة التساهل في استمرار الحصار المفروض على المدينة، والتأخر في إدخال المساعدات والمواد الأساسية للحياة كالطحين والوقود وكل المستلزمات التجارية والخضراوات التي بدأت تنفذ هي الأخرى من الأسواق، وسط غلاء كبير لأسعارها والتي تفوق قدرة المواطنين على شرائها، أضف على ذلك احتكار التجار لبعض المواد وطرحها في الأسواق بأسعار خيالية، زاد الأمر تعقيداً وضيقاً على المدنيين.
ووسط تأخر تنفيذ بنود الهدنة بإدخال المساعدات لمدينة حلب المحررة وتجاذبات الدول الغربية فيما بينها ورفض نظام الأسد بفتح طريق الكاستيلو يعيش أكثر من 400 ألف مدني في أوضاع إنسانية بالغة في الصعوبة، قد تتفاقم أوضاعهم الإنسانية وتنذر بكارثة إنسانية إن بقي الحال كما هو عليه من منع دخول أي مواد غذائية أو تموينية أو فتح ممرات إنسانية لنقل المرضى والمصابين بحالات مرضية صعبة.
اتهمت القيادة العسكرية في نظام الأسد طائرات التحالف الدولي بقصف أحد مواقع قواتها في جبل الثردة الواقع جنوب مدينة ديرالزور، مشيرة إلى أن الاستهداف أوقع أضرارا بشرية ومادية.
وأشارت قيادة جيش الأسد إلى أن قصف الطائرات التابعة للتحالف الدولي مهد بشكل واضح لهجوم عناصر تنظيم الدولة على الموقع المستهدف والسيطرة عليه.
ووصفت قيادة جيش الأسد هذا العمل بـ "الاعتداء الخطير والسافر" على السيادة السورية وجيشها، على حد وصفها، متناسية التدخل الروسي والإيراني الواضح والفاضح منذ عدة أعوام.
وقال الجيش الروسي أن أكثر من 60 عنصرا من قوات الأسد قتلوا جراء ضربات التحالف، بالإضافة لجرح العشرات.
والجدير بالذكر أن تنظيم الدولة أعلن قبل قليل عن تمكن عناصره من السيطرة على كامل جبل الثردة الاستراتيجي والواقع جنوب مدينة ديرالزور، وذلك بعد أن تقدم في البداية وسيطر على كتيبة المدفعية.
وتعتبر سيطرة تنظيم الدولة على جبل الثردة تهديدا كبيرا لنظام الأسد في ديرالزور، إذ تصبح مهابط المروحيات تحت مرمى عناصر التنظيم، بالإضافة لكون التنظيم أصبح قريبا جدا من مطار ديرالزور العسكري.
وللعلم فقد حاول عناصر تنظيم الدولة قبل أشهر السيطرة على جبل الثردة بغية الاقتراب أكثر من مدينة ديرالزور والمطار العسكري، وحقق تقدما بعد تنفيذه عناصره عدة عمليات انتحارية، ولكنه سرعان ما تراجع بسبب القصف الجوي "الروسي – الأسدي".