ستبدأ يوم غد السبت عملية إخراج الدفعة الثالثة من مهجري حي الوعر الحمصي المحاصر، وستكون وجهة المغادرين في هذه الدفعة إلى مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي.
ويقدر عدد الخارجين هذه الدفعة بألفي شخص، علما أن التجمع سيكون في الساعة الثالثة والنصف فجرا.
وقال ناشطون أن المسجلين للخروج باتجاه مدينة جرابلس سيتم ترحيل جزء منهم يوم غد، فيما سيتم ترحيل الباقي مطلع الأسبوع القادم، على أن يتم الإعلان عن تنظيم باقي الدفعات المتبقية خلال الأيام القادمة.
والجدير بالذكر أن ثلاثة دفعات خرجت من حي الوعر المحاصر حتى اليوم، اتجهت الأولى والثانية نحو مدينة جرابلس، وضمت قرابة 3500 آلاف مهجر، وذلك وفقاً للاتفاق بين نظام الأسد ولجنة المفاوضات في الحي، والذي أجبر الأهالي على قبول التهجير بعد ٣ سنوات من الصمود في ظل القصف والحصار على الحي.
واتجهت الدفعة الثالثة نحو محافظة إدلب المحررة في الأول من الشهر الجاري، وتضمنت خروج من 428 عائلة من ضمنهم 400 مقاتل، وبلغ عدد المهجرين الإجمالي في هذه الدفعة قرابة 1800 شخصاً، بينهم 657 رجلاً و358 سيدة و443 طفلاً، ليصل عدد المهجرين من حي الوعر بما فيهم الذين هجّروا في الدفعتين السابقتين قرابة 5000 شخصاً.
قال اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية "UOSSM" في تقرير هو الأكثر شمولاً عن المشافي السورية أن الـ ١٠٧ مشفى التي خضعت للمسح والدراسة في حلب وإدلب واللاذقية وحماة ودرعا والقنيطرة وحمص تعرضت على الأقل مرة واحدة لضربة جوية مباشرة أو غير مباشرة من قبل نظام الأسد وحلفاءه.
وقال الاتحاد أن بعض المشافي تعرضت لـ ٢٥ هجمة جوية أي بمعدل 3 ضربات لكل مشفى.
ولفت الاتحاد بعد دراسات إلى أن ثلاثة أرباع المشافي التي شملها البحث كانت في أبنية غير معدة لتكون مرافق طبية، بل كانت مشافي مؤقتة غير مجهزة بشكل كاف لتقديم العناية الطبية.
وأشار إلى أن أكثر من نصف العاملين في هذه المشافي ليس لديهم تدريب كاف للتعامل مع ضحايا الهجمات الجوية، وثلث عاملي المشافي ليس لديهم خبرة في السلامة المهنية أو إدارة المخاطر، إذ أن الظروف أجبرتهم على ذلك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح.
وشدد الاتحاد على أن هناك نقص حاد مثير للقلق بعدد الأخصائيين في مجالات مثل جراحة الأوعية، الجراحة العصبية، جراحة التجميل ونقص بالمعدات المتعلقة بهذه الاختصاصات.
وبناءً على ما تقدم ذكر اتحاد المنظمات أنه توصل إلى أن هناك حاجة ملحة لوضع لتدابير جديدة لحماية المشافي والعاملين بالمجال الطبي من الهجمات الجوية، ولم يكن بالإمكان إعداد تقرير اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية بدون مشاركة العديد من المديريات الطبية السورية العاملة على الأرض لإنقاذ الأرواح.
وأضاف الاتحاد في تقريره "لم يكن بالإمكان إعداد هذا التقرير دون مشاركة العديد من المديريات الطبية السورية والمنظمات التي تنقذ الأرواح على الأرض".
أبدى فيلق الشام ترحيبه بالعملية العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية في مطار الشعيرات العسكري، واعتبرتها خطوة في الاتجاه الصحيح لوضع حد لإجرام نظام الأسد وحلفائه بحق الشعب السوري.
ورأى الفيلق أنها خطوة إيجابية وإن أتت متأخرة لكون الإدارة الأمريكية السابقة عملت على تأمين مصالحها بغض النظر عن الاجرام الفظيع بحق الشعب السوري من قبل نظام الأسد، وبدعم مباشر من نظام الملالي في طهران الذي استغل ضعف الموقف الأمريكي وقام بالتدخل بشكل مباشر عبر الميليشيات الطائفية كحزب الله اللبناني وحركة النجباء ولواء فاطميون ولواء أبو الفضل العباس والحرس الثوري الإيراني التي ارتكبت أبشع المجازر بحق الشعب السوري، فقامت بحصار العديد من المناطق في الغوطة الشرقية وفي ريف حمص وعملت على تغير التركيبة الديمغرافية للمناطق التي تحاصرها عبر التهجير القسري.
وقال الفيلق أن نظام الأسد المجرم ارتكب مجازر عديدة بحق الشعب السوري، لم يكن آخرها مجزرة خان شيخون التي راح ضحيتها مئة شهيد ومئات المصابين بحالات الاختناق نتيجة استخدام غاز السارين في الهجوم الجوي الذي نفذته طائرات النظام، ضاربا عرض الحائط بكل الأعراف والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي، ظاناً انه سيفلت من العقاب كما في السنوات السابقة.
وأكد الفيلق بأن اسقاط نظام الأسد وإخراج الميلشيات الطائفية التي تسانده من سوريا هو جزء من الحرب الدولية على الإرهاب وذلك بالقضاء على أهم أسبابه من اضطهاد الشعوب وعدم محاسبة مرتكبي جرائم الحرب.
وأبدى الفيلق دعمه أي جهود دولية جادة من أصدقاء الشعب السوري في إنهاء معاناته من بطش وإجرام نظام الأسد وحلفائه، معتبرين أي عمل لا يؤدي الى اسقاط نظام بشار الأسد واعوانه وحلفائه الإيرانيين عمل ناقص ومحدود النتائج.
وأعرب الفيلق عن أمله بأن تكون هذه الخطوة نقطة تحول من التنديد والأقوال الى التنفيذ والأفعال من أجل حماية الشعب السوري وذلك بالإطاحة بهذا النظام المجرم الذي بلغ حدا من الإجرام لم يبلغه أي دكتاتور في العالم.
وطالب المجتمع الدولي بإحالة بشار الأسد ورموز نظامه الى محكمة الجنايات الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وأن تكون المحاسبة على الجرائم وليس على أسلوب ارتكابها أي أن قتل المدنيين هو جريمة أي كان السلاح المستخدم فيها سواء كان سلاح كيماوي او براميل متفجرة او قنابل عنقودية.
ارتقى ثلاثة شهداء في الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق جراء قيام طائرات الأسد بقصف الأحياء السكنية بعدة غارات، وسط قصف مدفعي وصاروخي على منازل المدنيين.
فقد شنت الطائرات الحربية أكثر من 5 غارات جوية على مدينة عربين وأطرافها، حيث تم استهداف السوق الشعبي ومسجد المدينة الكبير والأحياء السكنية، ما أدى لاستشهاد طفلين حتى اللحظة.
كما وتسببت الغارات بإصابة العديد من المدنيين بجروح جُلهم أطفال ونساء، وبينهم مصابون بحالات حرجة، وعملت فرق الدفاع المدني على انتشال الطفلين وإسعاف الجرحى ونقلهم للنقاط الطبية.
وفي مدينة حرستا قامت قوات الأسد باستهداف الأحياء السكنية في المدينة بقذائف المدفعية بالتزامن مع إقامة صلاة الجمعة، ما أدى لحدوث أضرار مادية فقط، وعملت فرق الدفاع المدني في مركز 90 على تفقد المناطق المستهدفة.
وشنت الطائرات الحربية غارتين جويتين على مدينة دوما، ما أدى لارتقاء شهيدة طفلة كحصيلة أولية وإصابة العديد من المدنيين بجروح بينهم نساء وأطفال، وقد عملت فرق الدفاع المدني في مراكز 200 و 250 و 300 على إسعاف المصابين وإخلاء المنطقة المستهدفة.
وتسببت الغارات التي ضربت أحياء المدينة باشتعال حرائق قبل أن يقوم الدفاع المدني بإخمادها.
وفي الأحياء الشرقية للعاصمة دمشق لا تزال قوات الأسد تحاول التقدم من عدة محاور، حيث فشلت في تحقيق تقدم باتجاه حي القابون من جهة بساتين حرستا، قبل أن تقوم باستهداف الحي بغاز الكلور السام، ما أدى لحدوث حالات اختناق.
أعلن الحرس الثوري الارهابي ، عن مقتل قياديين بارزين من قواته أحدهما في حماه ، في حين أعلنت ايران عن مقتل أصغر مقاتل في صفوف المليشيات الارهابية ، في محيط حلب.
و قالت وسائل اعلام ايرانية أن القيادي البارز في صفوف المليشيات الارهابية المدعو “مراد عباسی فرد” قد قتل خلال الاشتباكمات التي شهدتها بلدة معردس قبل يومين ، والتي قتل خلالها العشرات من قوات الأسد و المليشيات الشيعية الارهابية الذي تسانده هناك ، و القتيل هو من محافظة كرمان شاه.
كما و أعلنت وسائل اعلامية ايرانية عن مقتل قيادي آخر في قوات الباسيج ، و يدعى محمد جنتي و الملقب ب “حاج حیدر” ، و لكن دون أن يتوضح مكان مقتله ، إلا أن جنتي سبق و أن تعرض لعدة اصابات في سوريا طوال سنوات مشاركته في قتل الشعب السوري.
فيما شيعت محافظة كلستان جثة أصغر ارهابي في المليشيا الارهابية ، و هو رشيد اسلام ايدا ، وعمره لا يتجاوز الـ ١٩ عاماً و قتل في محيط حلب .
اعتبر " رائد الصالح " مدير الدفاع المدني السوري، استهداف الولايات المتحدة مطار الشعيرات الذي خرجت منه الطائرات وقصفت خان شيخون بالأسلحة الكيميائية بصواريخ أمريكية خطوة باتجاه إيقاف قتل المدنيين.
وأضاف الصالح في تغريدات عدة على حسابه الرسمي على موقع "تيوتر" أن هذه الخطوة لن توقف قتل المدنيين، وأننا بحاجة الى حظر جوي أو تحييد المطارات التي تخرج منها طائرات الموت، كمطار حماه والضمير والسين والثعله ومطار بلي والمزة وتي فور، وأنه بهذا نستطيع الحد من الضحايا المدنيين في سوريا.
وكان الصالح وجه بالأمس رسائل عدة للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، والعالم العربي والإسلامي والشعب السوري، يطالبهم في بالتحرك العاجل لمساندة الشعب السوري الذي يتعرض للإبادة على يد قوى الإجرام روسيا وإيران ونظام الأسد.
استهدف طيران التحالف الدولي اليوم، قرية حمرة غانم بريف الرقة الشرقي، موقعاً شهداء وجرحى بحق المدنيين العزل، في استمرار السياسية التحالف الدولي المساند لقوات قسد في استهداف المدنيين في مناطق سيطرة تنظيم الدولة.
وقال ناشطون من الرقة إن طيران التحالف الدولي استهدف منزل بشير يوسف السلطان في قرية حمرة غانم بريف الرقة الشرقي، موقعاً أربعة شهداء والعديد من الجرحى من المدنيين، ودمار كبير في المنزل المستهدف.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سجلت في تقرير صادر عنها اليوم أن التحالف الدولي ارتكب 12 مجزرة في الرقة ومجزرة واحدة في حلب في شهر آذار المنصرم، خلفت 214 شخصاً، بينهم 72 طفلاً، و28 سيدة، مسجلاً أكبر عدد مجازر بحق المدنيين ومتفوقاً على قوات الأسد وروسيا في القتل.
أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، تأييده الضربة الأمريكية لمطار الشعيرات الذي انطلقت منه الطائرات لتنفيذ جريمة الحرب المروعة باستخدام السلاح الكيميائي ضد أبناء الشعب السوري في خان شيخون، ورأى فيها بداية الرسائل الأمريكية التي تقرن، للمرة الأولى، القول بالفعل، لمعاقبة المجرم، ونقطة تحول في الموقف الأمريكي بدخوله القوي على المسألة السورية، وعدم سماحه لنظام القتل بمواصلة جرائمه واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا، خلافا لما درجت عليه الإدارة السابقة.
كما اعتبر الضربة توجه رسائل قوية لحماة النظام وداعميه، خاصة إيران وروسيا للكف عن العبث بمصير ودماء السوريين، ومحاولات الهيمنة على الوضع السوري، وأن الولايات المتحدة لن تسمح باستباحة القانون الدولي وتجاهل القرارات الدولية وممارسة أسوأ أنواع الفعل الإرهابي بحق المدنيين والأطفال.
وأبدى الائتلاف دعمه إرادة الرئيس الأمريكي ترامب، واستجابته لصراخ أطفال وشعب سورية، ودعوته لإقامة تحالف دولي من العالم المتحضر يتصدى لنظام الأسد المتخلف القاتل، ويعمل على إنهائه، وفرض الحل السياسي العادل ومواصلة محاربة قوى الإرهاب بكافة أشكاله بما فيها نظام الأسد والمليشيات الطائفية.
كما حمل نظام الأسد مسؤولية تعريض سوريا لشتى أنواع الهيمنة والاحتلال والانتداب والدمار، آملاً أن يكون هذا الموقف مستمرا ليفضي إلى فرض حظر جوي وتحييد القواعد العسكرية التي يستخدمها نظام الأسد لاستهداف المدنيين من أجل وقف كل الجرائم التي يرتكبها نظام بشار الأسد وحلفاؤه، وتحقيق الحل السياسي العادل الذي ينهي المأساة السورية، ولا يكون لرأس النظام وكبار رموزه أي موقع أو دور فيه، والمساعدة في تقديمهم إلى محكمة الجنايات الدولية.
ودعا الائتلاف الوطني الشعب السوري وقواه الحية إلى التكاتف ورص الصفوف جبهة واحدة سياسيا وعسكريا وشعبيا لمواجهة الاستحقاقات المستجدة، ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله، والعمل المثابر لاقتلاع نظام الجريمة والاستبداد، وإقامة النظام الديمقراطي التعددي البديل.
أصدرت مديرية صحة إدلب وإدارة الدفاع المدني السوري، تقريرها الرابع حول استهداف مدينة خان شيخون بالسلاح الكيماوي، بينت فيه تطورات ماوصلت إليه عمليات التوثيق والتحقيق في السلاح المستخدم والحصيلة المتزايدة لأعداد الشهداء والتي وصلت 89 مدنياً من بينهم 33 طفل و 18 امرأة، وعدد الإصابات: 541 شخص، عدد الحالات المحولة إلى تركيا 54 شخص من بينهم "3 أشخاص توفوا هناك".
وجاء في التقرير أنه في يوم الثلاثاء 4/4/2017 الساعة 6:50 صباحاً، تعرضت الأحياء السكنية في مدينة خان شيخون لقصف جوي من الطيران الحربي بصواريخ محملة بغازات كيميائية سامة، ما أدى إلى إصابة /546/ مدني بأغراض اختناق وتسمم متوسطة إلى شديدة أدت إلى وفاة /89/ شخص والعدد قابل للإزدياد حسب التقارير الواردة من المشافي والتي تصل تباعاً من بينهم أفراد من الكوادر الطبية والمسعفين.
وأضاف استجابت منظومات الإسعاف وفرق الدفاع المدني للنداء وقامت بنقل المصابين إلى العديد من مشافي محافظة إدلب، وذلك لكثرة الإصابات، وخروج مشفى معرة النعمان القريب عن الخدمة إثر قصفه منذ يومين، كما تم تحويل العديد من الإصابات إلى تركيا.
وتشير التقارير الطبية إلى أن الأعراض تراوحت ما بين شديدة إلى شديدة جداً منها "سعال شديد وزلة تنفسية واختلاج ومفرزات وتشنج عضلي وحدقات دبوسية و اسهالات وتعرق شديد وإقياء وغياب عن الوعي في بعض الأحيان" والتي تؤكد أن الاستهداف تم بسلاح كيماوي.
رحبت فصائل الجيش السوري الحر وفصائل الثورة السورية، بالعملية العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية في مطار الشعيرات العسكري الذي أقلعت منه طائرات تنظيم الأسد منفذة بدعم وغطاء من حلفاء الأسد مجزرة الكيماوي البشعة في مدينة خان شيخون، والتي راح ضحيتها مئات الأبرياء بين شهيد ومصاب.
واعتبرت فصائل الحر في بيان لها أن هذه الضربة خطوة أولى بالاتجاه الصحيح نحو تحمل المنظومة الدولية مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية لحماية المدنيين السوريين وإنقاذهم من حرب الإبادة التي أطلقها رأس النظام ومجرم الحرب بشار الأسد على السوريين منذ عام 2011 مفلتا من أي عقاب على أفعاله مستفيدا من تردد الإدارة الأمريكية السابقة وتقاعس المجتمع الدولي.
ونظرت فصائل الثورة السورية إلى هذه الضربة باعتبارها نقطة تحول في مكافحة الإفلات من العقاب، ورأت فيها جزء من الحرب الدولية على الإرهاب، حيث أن التصدي لإرهاب بشار الأسد وحلفائه من الميليشيات الطائفية يشكل خطوة أساسية لنجاح الحرب على الإرهاب.
كما وجدوا فيها نقطة البداية الصحيحة في مواجهة الإرهاب والعنف والإجرام وإيجاد حل سياسي عادل ومرض للسوريين، و أن مسؤولية الولايات المتحدة لا زالت كبيرة ولا تتوقف عند هذه العملية.
وأكد الجيش الحر خشيته من أعمال انتقامية لتنظيم الأسد المجرم وحلفائه تجاه المدنيين، داعين الولايات المتحدة وكافة الدول أصدقاء الشعب السوري للوقوف بشكل واضح في وجه مجرمي الحرب في نظام الأسد، ووضع حد لانتهاكاتهم ومن ثم جلبهم للمحاكمة على ما ارتكبوه من جرائم بحق السوريين وبحق الإنسانية جمعاء، وإن هذا بنظرهم لا يتم إلا بالضغط العسكري إلى جانب الضغط السياسي، هما الطريق لإنهاء معاناة السوريين.
ووجدوا أن العمليات العسكرية ضد قوات النظام لا بد وأن تستمر بشكل يمنع النظام من استخدام المطارات والأسلحة المحرمة دوليا بوجه السوريين، كما أنه لا بد من دعم المعارضة السورية سياسيا وعسكريا لتكون قادرة على مواجهة بطش وإجرام نظام الأسد والميليشيات الإرهابية ووضع حد لجرائمهم واعتداءاتهم.
وحمل الجيش بشار الأسد مسؤولية تحطيم سوريا دولة وشعبا ومجتمعا وتحويلها إلى مجرد ساحة تغصن بالميليشيات والمرتزقة التي استجلبها النظام المجرم، مشرين إلى أن استعادة سوريا الدولة الحرة المستقلة ذات السيادة واستعادة وحدة السوريين وكرامتهم وحريتهم يتطلب إسقاط ومحاكمة هذا النظام المجرم الذي ارتكب كل أنواع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها الدوري الخاص بتوثيق المجازر المرتكبة من قبل أطراف النزاع في سوريا، استعرض التقرير حصيلة مجازر آذار 2017، والتي بلغت 35 مجزرة في آذار 2017، منها 11 على يد قوات الأسد، و8 على يد قوات روسية، و13 على يد قوات التحالف الدولي، و2 على يد تنظيم الدولة، و1 على يد جهات أخرى.
بحسب التقرير فإن قوات الأسد ارتكبت 5 مجازر في إدلب، و2 في كل من دير الزور وحماة وريف دمشق، فيما ارتكبت القوات الروسية 6 مجازر في إدلب، و1 في كل من حلب والرقة، وارتكبت قوات التحالف الدولي 12 في الرقة ومجزرة واحدة في حلب، كما سجل التقرير مجزرة واحدة في دمشق على يد جهات أخرى.
تسببت تلك المجازر بحسب فريق توثيق الضحايا في الشبكة السورية لحقوق الإنسان في استشهاد 422 شخصاً، بينهم 149 طفلاً، و70 سيدة (أنثى بالغة)، أي أن 52% من الضحايا هم نساء وأطفال، وهي نسبة مرتفعة جداً، وهذا مؤشر على أن الاستهداف في معظم تلك المجازر كان بحق السكان المدنيين.
وفصَّل التقرير في حصيلة ضحايا المجازر في آذار، حيث بلغ عدد ضحايا المجازر التي ارتكبتها قوات الأسد 88 شخصاً، بينهم 34 طفلاً، و19 سيدة، أما عدد ضحايا المجازر التي ارتكبتها القوات الروسية فقد بلغ 77 شخصاً، بينهم 33 طفلاً، و20 سيدة. بينما كانت حصيلة ضحايا المجزرة التي ارتكبتها قوات التحالف الدولي 214 شخصاً، بينهم 72 طفلاً، و28 سيدة، وبلغت حصيلة ضحايا المجازر التي ارتكبها تنظيم الدولة 10 مدنيين، بينهم 8 طفلاً، و1 سيدة، فيما بلغت حصيلة المجزرة التي ارتكبتها جهات أخرى 33 شخصاً، بينهم 2 طفلاً، و2 سيدة.
أكد التقرير على أن حالات القصف كانت متعمدة أو عشوائية، وموجهة ضد أفراد مدنيين عزل، وبالتالي فإن قوات الحلف السوري الروسي انتهكت أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يحمي الحق في الحياة. إضافة إلى أنها ارتكبت في ظل نزاع مسلح غير دولي، فهي ترقى إلى جريمة حرب وقد توفرت فيها الأركان كافة.
ويشير التقرير إلى أن عمليات القصف، قد تسببت بصورة عرضية في حدوث خسائر طالت أرواح المدنيين وفي إلحاق إصابات بهم أو إلحاق الضرر بالأعيان المدنية. وهناك مؤشرات قوية تحمل على الاعتقاد بأن الضرر كان مفرطاً جداً إذا ما قورن بالفائدة العسكرية المرجوة، وفي جميع الحالات المذكورة لم نتأكد من وجود هدف عسكري قبل أو أثناء الهجوم.
كما يذكر التقرير إن حجم المجازر، وطبيعة المجازر المتكررة، ومستوى القوة المفرطة المستخدمة فيها، والطابع العشوائي للقصف والطبيعة المنسقة للهجمات، لا يمكن أن يكون ذلك إلا بتوجيهات عليا وهي سياسة دولة.
وأوصى التقرير بإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، والتوقف عن تعطيل القرارات التي يُفترض بالمجلس اتخاذها بشأن حكومة الأسد لأن ذلك يرسل رسالة خاطئة إلى جميع الدكتاتوريات حول العالم ويعزز من ثقافة الجريمة، وأوصى أيضاً بفرض عقوبات عاجلة على جميع المتورطين في الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان.
كما طالب التقرير بإلزام حكومة الأسد بإدخال جميع المنظمات الإغاثية والحقوقية، ولجنة التحقيق الدولية، والصحفيين وعدم التضييق عليهم، مشيراً إلى ضرورة إدراج الميليشيات التي تحارب إلى جانب حكومة الأسد، والتي ارتكبت مذابح واسعة، كالميليشيات الإيرانية، وحزب الله اللبناني، والألوية الشيعية الأخرى، وجيش الدفاع الوطني، والشبيحة على قائمة الإرهاب الدولية.
وأخيراً طالب التقرير بتطبيق مبدأ "حماية المدنيين" الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة على الحالة السورية عام 2005، وأكد على أن هذا المبدأ إن لم يطبق في سورية فأين سيُطبق؟
تحت عنوان " خان شيخون لن تركع" خرج المئات من المدنيين في مدينة خان شيخون بإدلب، بمظاهرة حاشدة للتأكيد على مواصلة الثورة رغم كل المأساة التي حلت بالمدينة على طول سنوات الثورة السورية، آخرها مجزرة الكيماوي الأخيرة التي أزهقت أرواح العشرات من أبنائها.
ورفع المتظاهرون لافتات نددت بالتخاذل العربي والتعامي عن المجازر التي ارتكبها نظام الأسد بحق المدنيين العزل، لاسيما استخدام المواد الكيماوية في قصف المناطق المدنية في حربه ضد الأطفال والنساء، كما ادانت الصمت الدولي والسكوت المتكرر عن مجازر الأسد بحق الشعب الثائر.
وأكدت مدينة خان شيخون المكلومة والتي لم تدفن غالبية شهدائها حتى الساعة، فيما يقبع المئات من أبنائها في المشافي الطبية يتلقون العلاج من آثار الغازات السامة، لايعلم مصيرهم حتى الساعة بين موت أو حياة، أكدت على مواصلة الطريق الطويل لنيل الحرية والتخلص من الاستبداد ومحاسبة المجرمين.