كشف مصدر كردي مطلع مقرب من الإدارة الذاتية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، اليوم الأربعاء، عن الجهة التي التقى بها وفد مجلس سوريا الديمقراطية – الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية ــ في دمشق وفحوى محادثات الطرفين .
ونقل موقع "باسنيوز" عن مصدر رفض الإفصاح عن هويته، كونه غير مخول بالتصريح، قوله إن:« محادثات وفد مجلس سوريا الديمقراطية جرت في مكتب الأمن القومي الذي يديره اللواء علي مملوك في دمشق»، نافيا «أن يكون الوفد قد التقى بمملوك نفسه، بل التقى مع العميد بسام والعميد ياسر وبرعاية إيرانية ».
وأوضح المصدر ، أن « وفد مجلس سوريا الديمقراطية أبدى استعداده لتسليم الرقة والطبقة للنظام ، وتشكيل بلديات مشتركة، تشكيل لجان أمنية، فضلا عن انضمام قواته العسكرية المتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية إلى جيش النظام ».
مشيراً ، إلى أن «النظام رحّب بانضمام قوات سوريا الديمقراطية لجيشه وانضمام مجلس سوريا الديمقراطية لانتخابات البلديات ورفع العلم السوري في كافة مناطق سيطرة سوريا الديمقراطية».
وأكد المصدر ذاته أن « مجلس سوريا الديمقراطية سوف يتخلى عن كافة شعاراته ( الفيدرالية – الإدارة الذاتية- الإدارة المدنية) والانضمام إلى مشروع النظام المتمثل بالإدارة المحلية مع إيجاد تسمية جديدة لها حتى لا ينتفض الشعب ضد منظومة PYD».
وكان قائد الوحدات الكردية سيبان حمو قد تعهد خلال لقاء سابق مع محافظ الحسكة اللواء جايز الحمود الموسى، بدعم إجراء النظام انتخابات الإدارة المحلية في غربي كوردستان المزمع عقدها في 16 أيلول / سبتمبر المقبل.
ولفت المصدر إلى أن« النظام في المقابل سوف يسمح بتعليم اللغة الكردية والشركسية والسريانية والأرمنية والتركية، فقط اللغة الأم لأهلها واللغة الرسمية هي العربية».
وكان مصدر كردي مطلع مقرب من إدارة PYD قد كشف امس الثلاثاء، عن أن وفد مجلس سوريا الديمقراطية الذي زار دمشق مؤخرا عرض على النظام التعاون العسكري في إدلب لمحاربة الفصائل الإسلامية المعارضة للنظام.
وقال المصدر لـ(باسنيوز) إن « الوحدات الكردية YPG (الجناح العسكري لـPYD) وبعد الانتهاء من تنظيم داعش في شرقي الفرات سوف تتوجه إلى إدلب لتقاتل إلى جانب جيش النظام والميليشيات الإيرانية ضد الفصائل الإسلامية الموالية لتركيا».
وأضاف المصدر ، أن « PYD يسعى جاهدا لإقناع النظام بالمشاركة في معركة إدلب إلا أن النظام لم يحسم موقفه لأسباب تتعلق باتفاقات أستانا».
وشدد المصدر الكردي ، على أن « مشاركة الوحدات الكردية ستتيح لها الفرصة للانضمام إلى الجيش السوري ومواجهة الفصائل العسكرية المسلحة آملا فتح جبهة عفرين من إدلب لكن تركيا ترفض انضمام قوات PYD لجيش النظام وفق تفاهماتها مع الروس».
وكانت وسائل الإعلام التابعة للنظام نقلت عن مصدر مطلع لم تسمه، إنه لم يتم التطرق إلى موضوع اللامركزية أثناء اللقاءات التي عقدها النظام مع وفد «مسد» خلال زيارته إلى دمشق الخميس الماضي والتي استمرت على مدار يومين.
أعرب سعد الحريري، المكلف بتشكيل حكومة لبنانية جديدة، عن رفضه إجراء أي زيارة إلى سوريا ولقاء بشّار الأسد، تحت أي ظرف من الظروف، حتى ولو كلّفه ذلك منصبه.
ونفى الحريري أن تكون زيارة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، صهر رئيس الجمهورية، جبران باسيل، لرئيس البرلمان نبيه بري قد تمت بضغط سوري بعدما استشرى خلافهما نتيجة وصف الأول للثاني بـ"البلطجي" قبل أشهر.
وقال الحريري بعد اجتماع "كتلة المستقبل" الليلة الماضية: "من المستحيل أن أزور سوريا، لا في وقت قريب ولا بعيد، حتى وإن انقلبت كل المعادلات، وإذا اقتضت مصلحة لبنان ذلك فساعتها بتشوفولكم حدا تاني غيري".
أطلقت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" اليوم الأربعاء، حملة خدمية في مدينة عفرين وريفها شمال حلب حملت اسم "سوا منحييها"، بهدف إعادة الحياة لأحياء المدينة والشوارع الرئيسية فيها وبلدت الريف المجاورة.
وتهدف الحملة التي تشارك فيها العديد من فرق الدفاع المدني في الشمال السوري، لإعادة تنظيف الأحياء وإزالة الركام ومخلفات الأبنية والكتل الترابية والسواتر وتنظيم الحدائق والشوارع والساحات في المدينة وريفها، وإعادة الحياة إليها.
وتشارك في الفعالية التي ستستمر لثلاث أيام عدد كبير من عناصر الدفاع المدني من مراكز إدلب وحلب، والتي وصلت خلال اليومين الماضيين إلى عفرين للبدء بالحملة، حيث تقوم فرق الدفاع في جل المناطق المحررة بتنفيذ عمليات خدمية وحملات لإعادة الحياة لتلك المناطق مع حالة الهدوء وتوقف القصف.
وبالتوازي، انطلقت المرحلة الأولى من حملة” ازرع بسمة" في مدينة إدلب لإعادة تأهيل الحدائق وألعاب وملاهي الأطفال حيث قامت فرق الدفاع المدني على صيانتها في حديقة المشتل.
كما أطلقت فرق الدفاع المدني في مدينة ادلب حملة "شهداء مركز الحاضر" لتنظيف الكورنيش في مدينة إدلب ،كما عملت الفرق على إزالة الأتربة والحشائش من على جانبي الطريق وعملت على غسيل وسقاية الأشجار.
وفي مدينة سرمين أطلق الدفاع المدني حملة " روح الحياة" على مشروعها بإعادة تأهيل وصيانة المدارس وإعادة الحياة فيها بعودة الأطفال، سبق ذلك تنفيذ حملة "بصمة أمل" في مدينة خان شيخون وعدة قرى وبلدات حولها من أجل إزالة دمار القصف وتجميل الحدائق والمرافق العامة في المدينة ومحيطها.
ويعمل الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" كمنظومة مستقلة حيادية وغير منحازة على خمس عشرة مهمة، أبرزها مهمة إنقاذ المدنيين في المواقع المستهدفة بالقصف، وقد تمكنت منذ تأسيسها من إنقاذ ما يزيد عن 200 ألف مدني إزاء الضربات التي يشنها نظام الأسد وحلفائه ضد المدنيين في سورية، إلا أنها فقدت أكثر من 250 متطوعاً خلال قيامهم بواجبهم الإنساني في عمليات الإنقاذ والأعمال الخدمية.
قالت جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية، إن إدارة شؤون المهجرين التابعة لحكومة الإنقاذ بالاستيلاء على تجمع عطاء السكني الثاني التابع للجمعية في بلدة أطمة بمنطقة المخيمات، وذلك دون مراعاة لموافقة جمعية عطاء وملكيتها للتجمع السكني، أو احترام لأحقية العائلات المهجرة من الغوطة وحمص الموعودة بالسكن في هذه الوحدات السكنية، ودون تقدير للاتفاقيات الموقعة بين الجمعية والداعمين.
وأوضحت الجمعية أن اقتحام التجمع من قبل إدارة شؤون المهجرين والاستيلاء على أكثر من نصف وحدات السكنية وقيامها بخلع الأبواب وتسكين عوائل من مهجري درعا والقنيطرة شوهد بعضهم مسلحا ساهمت في نشر حالة من الفوضى أدت إلى الاستيلاء لاحقا على باقي التجمع السكني، وسببت احتقانا بين عوائل المهجرين بعد سلب البيوت المخصصة لهم.
وبينت أن إدارة الجمعية قامت بالتواصل مع حكومة الإنقاذ وإدارة شؤون المهجرين لاسترداد ما تم سلبه من التجمع السكني غير أنها لم تلق التفاعل المطلوب وأخيرا تم الاعتذار عن عدم قدرتهم على إعادة التجمع بدعوى أن الأمر خرج من أيديهم، ما دفع الجمعية لتقديم شكوى ضدهم إلى دار القضاء.
وحملت إدارة جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية إدارة شؤون المهجرين كامل المسؤولية على هذا التعدي الظالم والمماطلة في إيجاد حل له، وطالبت حكومة الإنقاذ بكف يد هيئة شؤون المهجرين عن تجمع عطاء السكني، وإخراج من سكنوا فيه بغير وجه حق، ومحاسبة المسؤولين الذين قاموا بهذا التعدي، وتضعهم عند مسؤوليتهم في إيقاف هذه التدخلات التي سوف تؤثر على النشاط الإغاثي بالمنطقة وتهدد بوقف العمل الإنساني في منطقة المخيمات باطمة.
ويشكل التعدي على المنظمات الإنسانية العاملة في المناطق المحررة سمة بارزة لحكومة الإنقاذ الذراع المدني لهيئة تحرير الشام وكامل المؤسسات التابعة لها، والتي تنذر بوقف عمل المنظمات التي تتعرض لتضييق وممارسات وتسلط، وبالتالي حرمان الألاف من الأغاثة والمشاريع التي تنفذها تلك المنظمات من خلال وقفها أو نقلها لمناطق أخرى تمنها العمل دون تدخل العسكر.
خضعت الطفلة السورية إيفين حاج إبراهيم إلى 93 عملية جراحية في تركيا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بعد أن أصيبت بحروق في جسدها إثر سقوط قنبلة على منزلهم في سوريا قبل 4 أعوام، مصدرها قوات الأسد.
وأصيبت الطفلة السورية وهي واحدة من بين 9 أولاد لعائلة شيخ إبراهيم، بمدينة القامشلي شرقي سوريا، بعد أن سقطت قنبلة على منزلهم، حيث نقلت إيفين من قبل أسرتها إلى تركيا لتلقي العلاج، بعد إسعافات أولية تلقتها في القامشلي، وخرجت من مستشفى نصيبين الحكومي بولاية ماردين جنوبي تركيا بعد معالجتها هناك.
وبعد خروجها من مستشفى نصيبين، خضعت إيفين لـ93 عملية جراحية بسبب التشوهات الناجمة عن الحروق في وجهها، في كل من مستشفيات؛ دجلة بولاية ديار بكر جنوب شرقي البلاد، وإينونو بملاطيا (وسط) و"جقور أوفا" بأضنة و"حاجت تبه" بالعاصمة أنقرة (وسط) و"أق دنيز" بولاية أنطاليا.
وتهتم أسرة إيفين بعدم احتواء أي مرايا في منزلهم لكي لا تنزعج طفلتهم من رؤية وجهها المشوه بسبب الحروق، التي لم يتحسن رغم إخضاعها لـ93 عملية حتى الآن.
والد إيفين بوزان حاج إبراهيم قال في حديث للأناضول إنه لم يكن في منزلهم حين تعرض للقصف، وإن جيرانه هم من قاموا بنقل زوجته وطفلته إلى المستشفى.
وأضاف أن نقص الإمكانات بسوريا دفعهم لمعالجة طفلتهم في تركيا، وأنه نقل طفلته بالبداية إلى نصيبين ومنها إلى ملاطيا التي أكد أنهم ظلوا فيها 6 أشهر، ومنها إلى أضنة ومن ثم ديار بكر وأخيرا أنطاليا.
وشدد حاج إبراهيم على أن تركيا تكفلت بجميع مصاريفهم، وأوضح أنه "لربما لولا تركيا لما كانت طفلتنا على قيد الحياة الآن"، لافتاً إلى أن طفلته تبلغ من العمر الآن 7 سنوات، وخضعت لـ93 عملية جراحية في ظرف 3 أعوام.
وتابع: "ينبغي أن تخضع طفلتنا إلى عمليتين إضافيتين، حاليا لا تستطيع تناول شيئ سوى السوائل، فإذا خضعت للعملية ستستطيع تناول الطعام. ينبغي أن تخضع لعملية من الأنف وأخرى من الحنجرة".
ولفت إلى أن طفلته تريد الذهاب إلى المدرسة إلا أنها لا تستطيع بسبب الحروق على وجهها، وأرجع السبب في ذلك إلى أن الأطفال يخافون منها، واستطرد "لا نقتني مرآة في المنزل. لأنها عندما ترى نفسها تشعر بحزن وتبدأ بالبكاء".
ونوه بأن الحكومة التركية وأصحاب الخير ساعدوهم حتى الآن إلا أن تكلفة العمليتين المتبقيتين هي 40 ألف دولار أمريكي، وهو غير قادر على دفع هكذا مبلغ كونه يعمل بائعا متجولا في باطمان جنوب شرقي تركيا.
من جهتها قالت إيفين إنها تريد أن تتحسن وتذهب إلى المدرسة وتلهو وتلعب في الشوارع مثل أقرانها، مضيفة أنها تريد استعادة شعر رأسها من جديد.
شكل التقارب العلني الأخير بين النظام و"قسد" بذراعيها السياسي والعسكري وهي الحليفة الأبرز للولايات المتحدة الأمريكية، موضع تساؤل كبير عن مدى قدرة قيادة تلك الميليشيات في التحرك بهذا الشكل والتفاهم مع النظام على تمكينه في مفاصل المؤسسات في مناطقها والتي ربما تصل لمرحلة تسليم كامل المنطقة.
محللون كثر وبعد سلسلة تحليلات ومعلومات سربت عن أن واشنطن هي من دفعت قيادة الميليشيات للتواصل مع النظام والذهاب لدمشق، وأن مشاورات أجريت مع مسؤولين في التحالف الدولي في مناطق سيطرتها قبل الشروع في التوجه لدمشق على مستوى قيادات فاعلة، تشير لوجود صفقة خفية تديرها روسيا وواشنطن لتفكيك قسد وإعادتها لحظيرة الأسد، بعد أن ساهمت واشنطن في تفكيك فصائل الحر وتقويض قوتها لحساب تقدم روسيا في المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد.
ولعل كثرة التحليلات والتي تصب في حقل واحد هو أن واشنطن التي تقول إنها ستخرج من سوريا، بدأت فعلياً بتسليم مناطق سيطرتها، أو بالأحرى باتت تعمل بشكل جاد على تفكيك قوة الميليشيات التي دعمتها في مواجهة تنظيم الدولة لسنوات عدة مع ذوبان قوة التنظيم وانحسارها لمناطق محدودة شرقي سوريا.
هذه السياسية المتبعة من قبل الولايات المتحدة في تقويض قوة حلفائها ليست الأولى بحسب متابعين، فسبق أن ساهمت واشنطن في تقويض قوة فصائل الجيش السوري الحر في غالبية المناطق المحررة وأوقفت الدعم عن غرف "الموم والموك" وساهمت في تمكين قبضة روسيا والنظام من هذه المناطق وتراجع الجيش الحر وتسليمهم لمناطق سيطرته بعد تخلي واشنطن عن دعمهم سياسياً وعسكرياً وليس آخرها في الجنوب السوري.
ولعل التفاهمات السرية التي تدار خلف كواليس السياسية العالمية التي تعتبر اللاعب الأساسي في القضية السورية هي مايتم تنفيذها فعلياً على الأرض، تتمثل في تمكين قبضة روسيا في سوريا بشكل كامل، مع سحب واشنطن يدها تدريجياً وإعادة تعويم نظام الأسد، في وقت يبق المقابل الذي ستدفعه روسيا لواشنطن مجهولاً إلا أن ملفات كبيرة بين الدولتين لاتزال عالقة ولعل سوريا كانت أحد صفقاتها على حساب تضحيات ودماء الشعب السوري.
عاد ملف الشركة الفرنسية السويسرية "لافارج"، المتهمة بالتعامل مع تنظيم الدولة في سوريا ، ليطفو على المسطح مجدداً مع مثول وزير الخارجية الفرنسية السابق لوران فابيوس، الذي شغل هذا المنصب طيلة 4 سنوات "2012 - 2016" أمام القضاء للإدلاء بشهادته في القضية.
ونقلت صحيفة «لو موند»، في عددها الصادر أمس، مقاطع من رسائل إلكترونية أرسلها سفيران فرنسيان لدى سوريا، هما أريك شوفاليه وفرانك جوليه، وفيها يعرضان مجريات اتصالاتهما مع مسؤولي «لافارج».
وثمة تفاصيل أخرى تؤشر إلى اطلاع المسؤولين الرسميين تماماً على وضع مصنع «جباليا»، ومنها أن باريس أعطت الطيران الأميركي والحليف تفاصيل موقع المصنع لتلافي قصفه، رغم وجود «داعش» فيه.
ولجأت الشركة إلى «وسطاء» للتعاطي مع التنظيمات المسلحة، وأحدهم - وفق معلومات واسعة الانتشار في باريس - هو ابن مسؤول سوري سابق، لكن الخارجية الفرنسية التي تمتنع عن الغوص في التفاصيل تؤكد بالمقابل، وبشكل رسمي، أنها «نبهت مجموعة (لافارج) للمخاطر المتمثلة في بقائها في سوريا»، وفق "الشرق الأوسط"
ومن الأمور اللافتة للانتباه أن «لافارج» اشترت نفطاً مكرراً من التنظيم، وحاولت بكل الوسائل الاستمرار في تشغيل مصنعها. وثمة معلومات أخرى تفيد بأن «لافارج» باعت «داعش» كميات من الإسمنت بعد احتلاله المصنع.
وبعكس الشركات العالمية الأخرى التي قررت الخروج من سوريا مع اشتداد الحرب فيها، فإن «لافارج» قررت البقاء هناك، مع المخاطرة بتعريض موظفيها وعمالها للخطر. وبهذه النقطة بالذات، فإن «لافارج» متهمة بممارسة التمييز في التعامل مع موظفيها، حيث عمدت من جهة إلى ترحيل الفرنسيين والأجانب منهم، والإبقاء على موظفيها وعمالها المحليين في أماكنهم.
وكانت النتيجة أن عدداً منهم خطف، وآخر قتل. وإضافة إلى وزارة الاقتصاد وجمعيتين من المجتمع المدني في فرنسا، فإن 11 موظفاً سابقاً قدموا شكوى ضد الشركة إلى القضاء الفرنسي.
من هذه الزاوية، وإزاء التناقضات والتعقيدات، تبرز أهمية شهادة وزير الخارجية السابق لوران فابيوس، الذي شغل هذا المنصب طيلة 4 سنوات (2012 - 2016». وبحسب المعلومات التي حصلت عليها عدة وسائل إعلامية فرنسية اطلعت على محضر أقوال فابيوس أمام القضاة، فإن الأخير نفى علمه بهذه المسألة، جملة وتفصيلاً، وأكد أن مكتبه أو أياً من دوائر الخارجية لم يرفعها إليه.
وقال فابيوس ما فحواه أن «أياً من المعلومات لم يصل إليه»، بخصوص استمرار نشاطات «لافارج» في سوريا مقابل دفع أموال لتنظيم الدولة.
ولا تكمن التناقضات بين تأكيدات الشركة ونفي السلطات الرسمية، بل داخل الشركة نفسها، ذلك أن رئيسها ومديرها العام برونو لافون نفى أمام القضاء علمه بوجود اتفاق مع «داعش» حتى شهر أغسطس (آب) من عام 2014، وأنه حال اطلاعه على الاتفاق أمر بإغلاق المصنع. أما نائبه كريستيان هيرو، فقد أكد العكس، زاعماً أنه أطلع رئيسه على الاتفاق قبل ذلك بوقت طويل.
هكذا، يطفو على السطح مجدداً، ومع الاستماع لشهادة وزير الخارجية، ما يمكن تسميته «فضيحة لافارج» في سوريا. فهي من جهة تناقض في حيثياتها الخط الرسمي المعلن لسياسة فرنسا في سوريا، التي جعلت من محاربة «داعش» والإرهاب معلماً رئيسياً من معالمها، وهي من جهة أخرى تكشف عن تقاطعات كان يمكن أن تبقى خفية بين دور الشركات وأجهزة مخابراتية تعتبر أنها قادرة على الاستفادة من وجودها لجمع معلومات عن «داعش» أو تنظيمات مسلحة أخرى يمكن استخدامها في الحرب عليها.
زعم المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، انسحاب القوات الإيرانية لـ85 كيلومترا من مواقعها السابقة في الجنوب السوري برعاية روسيا بغية عدم إزعاج قيادة "إسرائيل"، خلافاً للوقائع على الأرض والتي تؤكد استمرار تواجد الميليشيات التابعة لها بشكل كبير.
وقال لافرينتييف، في حديث لوكالة "إنترفاكس" الروسية، الثلاثاء، عقب اختتام مفاوضات سوتشي حول سوريا: "هذا الاتفاق لا يزال حيز التنفيذ، وبالحقيقة تم سحب القوات الإيرانية من هذه المنطقة بغية عدم إزعاج القيادة الإسرائيلية، التي بدأت باللجوء إلى القوة بصورة متزايدة عبر شن ضربات على مواقع منفردة للإيرانيين، كانت موجودة في هذه الأراضي".
وأضاف لافرينتييف: "جرى بمساعدتنا سحب القوات الإيرانية من هذه المنطقة لمسافة 85 كيلومترا، وهذا الاتفاق لا يزال قائما"، في وقت أكدت فيه مصادر ميدانية من الجنوب السوري أن ميليشيات حزب الله وميليشيات إيرانية أخرى لاتزال موجودة في الجنوب وتتنكر بلباس قوات الأسد، وهي تقتحم البلدات وتقوم بعمليات تفتيش يومية في درعا والقنيطرة.
وأوضح لافرينتييف أن من المتوقع أن يجري بعد ذلك في المنطقة المنزوعة السلاح بين سوريا و "إسرائيل" إطلاق العمل الشامل لقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك UNDOF، لافتا إلى أن الجانب الروسي نسق هذه الخطة مع الطرف الإسرائيلي.
وأكد رئيس الوزراء لكيان الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مرارا أن "إسرائيل" لن تسمح للقوات الإيرانية بالتمركز عسكريا في سوريا، لا سيما جنوبها، مصرة على أن إيران تسعى لتوسيع نفوذها، بما في ذلك عبر حليفها "حزب الله" اللبناني، على الأرض السورية من أجل شن هجمات على إسرائيل.
وقبل يومين، اعتبر السفير الروسي لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي، أناطولي فيكتوروف، طلب "إسرائيل" سحب القوات الإيرانية من جميع الأراضي السورية غير واقعي في الظروف الحالية، وهو مايبدو تغير في الخطاب الروسي تجاه مخاوف كيان الاحتلال وخطوطه الحمراء من اقتراب ميليشيات إيران من حدود الأراضي المحتلة.
وقال السفير في مقابلة مع القناة العاشرة التلفزيونية الإسرائيلية تم بثها يوم الاثنين، إن الإيرانيين "يلعبون دورا بالغ الأهمية في جهودنا المشتركة لاجتثاث الإرهابيين من سوريا. لذلك نعتبر أي طلب بسحب القوات الأجنبية أيا كانت من أراضي سوريا غير واقعي".
وتدفع "إسرائيل" منذ أشهر عدة باتجاه إنهاء الوجود الإيراني والميليشيات التابعة لها على حدود الأراضي المحتلة في الجولان وفلسطين، في وقت باركت "إسرائيل" تقدم قوات الأسد إلى درعا والقنيطرة رغم ان الميليشيات الإيرانية لاتزال موجودة في المنطقة وفق تفاهمات مع روسيا التي تعول عليها تل أبيب لإخراج إيران من سوريا، إلا أن تصريحات السفير توضح حالة الانقلاب الروسية على وعودها.
أعلنت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، أن أكثر من 1.2 مليون شخص نزحوا داخل سوريا خلال الشهور الستة الأولي من العام الجاري، وذلك في مؤتمر الصحفي عقدته نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ايري كانيكو، بمقر المنظمة الأممية في نيويورك.
وقالت المسؤولة الأممية إن " الأمم المتحدة ما زالت تشعر بقلق عميق حيال التهجير المستمر على نطاق واسع في أجزاء من سوريا، وأثره على السكان المدنيين".
وأردفت قائلة "في النصف الأول من عام 2018 ، ورد أن ما يقرب من 1.2 مليون شخص نزحوا داخليا ، أي ما يزيد عن 6500 شخص يوميا أو ما يقرب من 200 ألف شخص شهريا".
وتابعت "أكبر عملية نزوح داخلي كانت في إدﻟﺐ ﻓﻲ اﻟﺮﺑﻊ اﻷول ﻣﻦ 2018، ﺣﻴﺚ أسفرت العملية العسكرية للنظام ﻟﻧﺰوح ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ 400 ألف ﺷﺨﺺ ، وﻣﺆﺧﺮا ﻓﻲ درﻋﺎ ، ﺣﻴﺚ تم تشريد أكثر من 300 ألف آخرين"، وفق مانقلت "الأناضول".
وحذرت الأمم المتحدة من أن "حجم النزوح المستمر يضع عبئا كبيرا على المجتمعات المضيفة.. بالوقت الذي تواصل فيه الأمم المتحدة تقديم استجابتها للمحتاجين ، وخاصة النازحين داخليا".
وأشارت أن الأمم المتحدة قدمت في يونيو / حزيران الماضي، مساعدات غذائية لأكثر من 400 ألف شخص في شمال غربي سوريا ، العديد منهم من النازحين ، وإلى ما يقرب من 100 ألف شخص جنوبي البلاد".
ارتكبت قوات الأسد وفصائل المصالحة والطيران الروسي مجزرة بحق العشرات من أهالي منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي اليوم.
وأكد مكتب توثيق الشهداء في درعا لشبكة شام أن قوات الأسد والقوات الرديفة قامت باستهداف المدنيين النازحين الذين تجمعوا في وادي اليرموك من جهة قريتي كويا ومعرية بقذائف المدفعية.
وشدد ذات المصدر على أن الطيران الروسي شن غارات جوية على المنطقة، حيث أدى القصف العشوائي لارتكاب مجزرة مروعة راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.
والجدير بالذكر أن قوات الأسد وفصائل المصالحة سيطرت اليوم على كامل جنوب غرب سوريا بعدما دخلت قريتي كويا وبيت ارة بريف درعا، حيث كان التنظيم يتخذ من منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي مركزا له، واستمرت المعارك فيها 12 يوما.
وفي سياق متصل، فقد تحركت الحافلات التي تقل عناصر تنظيم الدولة من مدينة طفس بريف درعا، في الوقت الذي تتضارب فيه المعلومات حول وجهتها، حيث لم يعترف نظام الأسد ببنود الاتفاق مع عناصر التنظيم، وتشير ترجيحات إلى أن الحافلة متجهة نحو بادية السويداء، وتشير أخرى إلى إمكانية نقلهم لسجن في درعا أو دمشق.
أعلن الاتحاد الأوروبي أن عملية أستانا لا تضمن وقف العمليات العسكرية في سوريا، داعياً حلفاء دمشق إلى انخراط نظام الأسد في العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة.
وتعليقا على الجولة الـعاشرة من محادثات أستانا المنعقدة حاليا في سوتشي، قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي لوكالة "نوفوستي" الروسي: "موقف الاتحاد الأوروبي من سوريا واضح تماما وهو وقف العنف، وهناك حاجة ماسة لعملية سياسية حقيقية تهدف إلى وقف معاناة الملايين من السوريين، من الواجب بذل كل الجهود والأعمال اللازمة لتحقيق السلام والأمن لجميع السوريين. وينبغي أن تسهم هذه الجهود في المفاوضات السورية السورية تحت رعاية الأمم المتحدة".
وأشار المسؤول إلى أن الاتحاد الأوروبي يأسف للانتهاكات المتكررة "في مناطق وقف التصعيد ويدعو الدول الضامنة لعملية أستانا، وهي روسيا وإيران وتركيا، إلى الوفاء بالتزاماتها حول إنجاز وقف اطلاق النار الشامل في سوريا".
ومضى المسؤول قائلا: "عملية أستانا لم تضمن حتى الآن وقف العمليات العسكرية والإفراج عن المعتقلين السياسيين - الهدفين اللذين وضعتهما الدول الضامنة نصب عينيها".
وأضاف أن "تهديدات النظام السوري المتعلقة بمنطقة خفض التصعيد في إدلب تثير قلقنا بشدة. إذ أدت العمليات الهجومية الأخيرة في جنوب غرب منطقة خفض التصعيد إلى تشريد عشرات آلاف الأشخاص، الأمر الذي يعرض أمن الدول المجاورة للخطر ويشكل عوائق إضافية أمام المفاوضات السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة".
وختم المسؤول قائلا: "الاتحاد الأوروبي يدعو حلفاء الحكومة السورية إلى ضمان مشاركتها الكاملة في العملية السياسية التي أقرها مجلس الأمن الدولي. وكان الاتحاد الأوروبي يدرك منذ البداية أن هذه الأزمة الإنسانية المؤلمة السائدة في المنطقة لا يمكن حلها إلا عبر القرار السياسي المستدام المتفق عليه تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف".
وفي وقت سابق اليوم، قال الدكتور "يحيى العريضي" الناطق الرسمي باسم هيئة التفاوض السورية لشبكة "شام" إن روسيا أوجدت "أستانة" كمحطة لها بُعد عسكري تمثلت فيما سمته بمناطق "خفض التصعيد" وبعد إنساني بإطلاق سراح المعتقلين وإدخال مساعدات ورفع حصار عن المناطق المحاصرة.
واعتبر "العريضي" في حديثه لـ "شام" أن استانة كانت محطة تلاعب لروسيا ومحطة لإنجاز أغراض أخرى لاسيما سياسية بعد تصفية الأمور عسكرياً وميدانياً، وهي استنفذت أغراضها من وراء ذلك، بالتوازي خلقت مسار رديف في سوتشي، وحولته لما سمي مؤتمر حوار وطني، والذي خرج منه توافق حول نقاط 12 لأمور تحدد شكل سوريا مستقبلاً.
نفى المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، اليوم الثلاثاء، وجود أي هجوم واسع على محافظة إدلب حاليا، داعيا المعارضة للتوصل إلى حل لمسألة ما أسماها التهديدات الإرهابية في المحافظة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده في ختام لقاء سوتشي العاشر للدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران بصيغة أستانة.
وأوضح لافرنتييف أنه "ليس هناك أي حديث عن هجوم واسع على إدلب، ومن الضروري وقف نشاط الجماعات الإرهابية في هذه المنطقة، ولذا دعونا المعارضة لتقديم مساعدة للتوصل لحل هذه المسألة".
وشدد على أنه "لا توجد أي عملية ضد المسلحين، والتجربة خلال عام لا تظهر أي تحرك بهذا الاتجاه، وليس هناك عمليات نشطة وليس هناك حديث عن ذلك، ونعول أن المعارضة المعتدلة والشركاء الأتراك الذين يحملون على عاتقهم تعهدات بحماية المنطقة وأنهم سينجحون ذلك".
إلا أنه استدرك قائلا "للأسف التهديدات بالمنطقة تبقى كبيرة جدا، في الشهر الماضي فقط تم إسقاط 26 طائرة مسيرة تحمل متفجرات، ولا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي تجاه كل شيء ضد العسكريين الروس في قاعدة حميميم، فإن نجحت المعارضة المعتدلة اتخاذ معايير محددة للحد، فنحن مستعدون للمساعدة بشكل منفتح، ونعول على أنهم سينجحون بذلك".
وحول عملية المشروع التجريبي لتبادل المحتجزين بين النظام والمعارضة، قدم معلومات حولها، مبينا أن "المشروع التجريبي يكمن في تبادل المعتقلين من قبل النظام والمعارضة، والأرقام بين 10-15 ولكن هذه تعتبر بداية كما نأمل".
وزاد "هناك خشية متبادلة من قبل الجهتين بنقل القوائم المحددة الموجودة، رئيس وفد النظام قدم قوائم عن اكثر من 10 آلاف سوري موجودون بالاعتقال أو الأسر لدى المعارضة ومن بينهم من فقد، أو من يكون قد قتل".
كما أوضح أن "المعارضة تخشى تقديم هكذا قوائم، وتقوم بتقديم أعداد محددة من الأشخاص ويخشون أن يتعرضون لعمل ضدهم، وآمل أن تؤدي جهودنا لردة فعل إيجابية بما في ذلك على المستوى الدولي، وندعو الجميع للمساعدة، وهو ما نراه من شركائنا الأتراك".
وردا على سؤال حول تبدل المواقف الروسية حيال سوريا، أجاب "نقف مع السيادة والاستقلال لسوريا، وهو بداية كل محادثات، ولكن نتموضع على الأرض للمساعدة والمحافظة على الدولة، ومنع الفوضى ومكافحة الإرهاب، لا تغير في مواقفنا، نحن كالعادة ملتزمون بالحل السلمي في عدد من المناطق، نعمل بثبات لمكافحة الإرهاب".
وأردف "إننا نواصل العمل بشكل نشط، العملية السياسية يجب أن يقوم بها السوريون، يجب إدخال إصلاحات بالدستور الحالي وإجراء انتخابات برلمانية شفافة من قبل الأمم المتحدة".
وأبدى أمله أن "يعيد شركاؤهم الأمريكيون النظر في موقفهم، وأن يشاركوا مستقبلا في العمل بصيغة أستانة، وهذه الصيغة منذ عام ونصف تتحدث عن نفسها، وتبقى هذه الآلية الوحيدة الدولية التي تتخذ فيها قرارات تسمح بالتقدم للأهداف والمهام التي وضعت أمامهم".
وكانت أعلنت الخارجية التركية، اليوم الثلاثاء، أن اجتماع "سوتشي"، المنعقد منذ أمس الإثنين، شدد على الوقوف ضد المجموعات التي تهدد وحدة الأراضي السورية، مؤكدة على أن منطقة خفض التوتر في محافظة إدلب، عنصر أساسي في اتفاق أستانة، وينبغي الحفاظ على العمل به.
واختتمت اليوم الدول الضامنة روسيا وإيران وتركيا اجتماع سوتشي حول سوريا، بالترحيب بإجراءات بناء الثقة بين النظام والمعارضة، على أن تعقد اجتماعها المقبل في تشرين الثاني / نوفمبر المقبل.