تتعدد حوادث الخطف والاغتيال في محافظة إدلب على أيدي جهات عدة، بينها مافيات كبيرة تحميها قيادات من هيئة تحرير الشام، سبق أن أفردت "شام" تقارير عدة تكشف مدى تورط تلك المافيات بعمليات الخطف والابتزاز والحصول على فديات مالية كبيرة.
القيادي في لواء الحق المنضوي ضمن هيئة تحرير الشام " زاهر معمار" من مدينة معرة مصرين بريف إدلب، كان ضحية عملية اختطاف منظمة أدارتها مافيات تتبع لهيئة تحرير الشام، اطلعت "شبكة شام" على تفاصيل القصية وفق مصادرها، والتي تعد إحدى قصص الخطف المعقدة وليست القصة الأولى التي تكشف تورط مافيات تتبع لقيادات في تحرير الشام بهذه العمليات.
"زاهر معمار" من أوائل من حمل السلاح في بدايات الحراك الثوري للدفاع عن المدنيين في مدينته معرة مصرين، المدينة أسس كتيبة بشائر النصر والتي خاضت عدة معارك في باب الهوى وحارم والدويلة انضم للواء الحق في تفتناز في تاريخ 10/04/2013 وكان عضواً فاعلاً حتى وصل إلى مرحلة القيادة حيث كان القائد العسكري للواء، حتى انضمام اللواء إلى هيئة تحرير الشام.
ورفض معمار الانضمام مع تنظيم القاعدة بتشكيل الهيئة هو والعناصر التي تعمل معه، وقرر ترك اللواء والرجوع إلى عمله المدني حيث بدأ بالعمل بتجارة السيارات وبتاريخ 28 1 2018 كان في طريقه إلى جسر الشغور هو وصديقه تاجر السيارات "توفيق بيطار" مدني يعمل بتجارة السيارات، وهناك تعرض للخطف على يد مجهولين.
وبعد 8 أيام تواصل الخاطفون مع ذوي القيادي باسم وهمي وطلبوا فدية قدرها 200 الف دولار بحجة انه في محكمة وعليه حكم شرعي من سرقة غنائم لواء الحق وبعد عدة أيام اتصل الخاطفون مع اهل زاهر وقاموا بتخفيض المبلغ لــ 75000$ و5000$ ليتركوا السيارة التي كان يركبها زاهر وتوفيق، وتم الاتفاق على تسليم مبلغ 30 الف دولار مقابل توفيق بيطار والسيارة على أن يتم التبادل على زاهر معمار مقابل 50 ألف دولار في اليوم التالي.
طلب من ذوي معمار إيصال المبلغ إلى جسر الشغور، وبعد تغيير مكان الاستلام لمرات عدة في المدينة طلب منهم التوجه إلى مدينة إدلب وهناك تم استلام المبلغ من قبل شخص يستقل دراجة نارية في أحد أحياء مدينة إدلب وبعد عدة ساعات تم الإفراج عن توفيق هو والسيارة بعد أن رموه بمنطقة بريف حلب وبجانبه السيارة.
وفي اليوم الثاني كان من المفترض التبادل على زاهر معمار تم التواصل مع الخاطفين فرفضوا التبادل وطلبوا مبلغ 80 ألف دولار بدون إرسال صورة لزاهر دفع ذويه للشك بأن زاهر لم يعد بيد الخاطفين وأن جهة أخرى قد تسلمته وهذا ماعزز مخاوفهم وشكوكهم في أن تكون جهة منظمة وراء علمية اختطافه، فقرر أهل زاهر الإمساك بالخاطفين بطريقة ما.
تم الاتفاق على تسليم المبلغ المطلوب من الخاطفين في مدينة بنش يوم 28/2/2018 على أساس الإمساك بالخاطفين ولكن بعكس التبادل الأول مع توفيق كان التبادل صعب جداً حيث كان الشخص المبادل من أهل زاهر مراقب جيداً من قبل الخاطفين وتم تحريكه لأكثر من 5 مواقع " قوس بنش - مفرق الفوعة - أمام القهوة - طريق طعوم " ثم رفض الخاطفين التسليم بعد أن قالو سنأجلها ليوم غد.
وطرحت فكرة التبادل في المنطقة الغربية من إدلب وأخبر أهل زاهر أنهم يستطيعون أن يتركوا المبلغ عند محل فلافل في قرية مشمشان، وافق الخاطفون وذهبوا لاستلام المبلغ، وبنفس الوقت اتفق أهل زاهر مع المخفر الموجود في مشمشان " مخفر شرطة حرة " على أن يتم إمساك الخلية بالكامل مقابل تغطية نفقات العملية وتحمل عواقبها. وبعد عدة ساعات اتى شخص إلى المطعم يطلب المبلغ فتم القاء القبض عليه واعترف مباشر بوجود 3 أشخاص على أطراف قرية مشمشان هم من قاموا بإرساله.
وعلى الفور توجه عناصر المخفر إليهم والقوا القبض عليهم كانوا يحملون سلاح خفيف وسنبالات وسيارة تتبع لقاضي في هيئة تحرير الشام في قاطع الحدود وأسماء الملقى القبض عليهم هي: "عبد الاله جيرو - محمد وتار - كمال بدوي - محمد بدوي".
في نفس اليوم توجهت قوة من هيئة تحرير الشام بعد علمها بإلقاء القبض عليهم إلى السجن بحجة الخطر على مخفر مشمشان وقالت إن المقبوض عليهم من عناصر تنظيم الدولة وأن التحقيق معهم سيكون في سجن حارم، في خطوة لفك الخاطفين والتغطية على قضية الخطف.
وبعد استلام الهيئة للمقبوض عليهم، ونقلهم إلى سجن حارم قامت بإغلاق الملف بشكل كامل، بحجة انهم لا يعرفون أي شيئ وهم مرسلين من شخص يدعى مهدي درويش مطلوب للهيئة منذ زمن وهو في تركيا ولا يستطيعون فعل أي شيء معه، وأنهم لا يستطيعون محاسبتهم لأنهم لا يعلمون أي شيء وهم عبارة عن أداة لاستلام المبلغ المالي، في وقت لايزال مصير زاهر معمار مجهولاً حتى تاريخ اللحظة.
وفي حزيران الماضي، كانت كشفت عدة حوادث سابقة منها محاولة اختطاف الدكتور "مازن دخان" غربي مدينة إدلب، تورط عناصر تتبع لهيئة تحرير الشام في عمليات الخطف والابتزاز لتحصيل مكاسب مالية على حساب ميسوري الحال وخصومهم، والتي لم تقم الهيئة بأي تصرفات لقطع يد موجييهم من قياداتها.
استشهد الناشط الإعلامي أحمد عزيزة، جراء القصف الجوي الروسي الذي استهدف أمس الجمعة 10-08-2018 بلدة أورم الكبرى بريف حلب الغربي.
وكان "عزيزة" يعمل في المجال الإعلامي مع شبكة "حلب نيوز" الإعلامية بشكل تطوعي منذ عام 2014، وتعرض لعدة إصابات خلال عمله وتغطيته للقصف على مدينة حلب، وهو من مواليد عام 1998 في المدينة.
وقال الناشط الإعلامي محمود عزيزة المعروف باسم "أبو العز الحلبي"، والد أحمد، لموقع رابطة الصحفيين السوريين، إن أحمد قضى جراء غارة روسية استهدفت مكان وجوده أثناء تغطيته للقصف الجوي على بلدة أورم الكبرى.
وأوضح أن "أحمد خرج لتغطية القصف على البلدة بعد غارة روسية استهدفت البلدة بصاروخين في تمام الساعة السابعة مساءً بالتوقيت المحلي، ليعاود الطيران ويقصف مكان وجوده، مما أدى إلى استشهاده إلى جانب نحو 20 مدنياً آخرين".
يذكر أن المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين كان قد وثق وقوع 11 انتهاكاً بحق الإعلام في سوريا خلال شهر تموز/ يوليو الفائت، بينهم 3 إعلاميين.
كشف مصدر مطلع مقرب من الإدارة الذاتية، عن زيارة وفد جديد من حزب الاتحاد الديمقراطي PYD إلى دمشق للقاء مسؤولين في النظام، بوساطة إيرانية.
وقال المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته لموقع (باسنيوز)، إن «وفداً من منظومة PYD برئاسة سيهانوك ديبو، مستشار الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي، يزور دمشق للقاء مسؤولين في النظام السوري وإجراء مفاوضات حول الإدارة المحلية».
وأضاف المصدر، أن «المفاوضات بين PYD والنظام لم تتجاوز الإدارة المحلية بعد، بسبب تعنت الأخير وعدم تقديم أية تنازلات لـ PYD»، لافتاً إلى أن «النظام لا يمنح أي شيء، لذلك فإن منظومة PYD مضطرة لتقديم تنازلات لصالح النظام في ظل الأوضاع الراهنة»، وأشار إلى أن «وفد PYD في دمشق منذ خمسة أيام حيث يلتقي بمسؤولين أمنيين كبار في النظام بوساطة إيرانية».
وفي أواخر شهر تموز الماضي، زار وفد من PYD دمشق كانت الزيارة الأولى المعلنة ضم إلهام أحمد، رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، وإبراهيم القفطان رئيس حزب سوريا المستقبل، متوجهاً إلى دمشق، للقاء مسؤولين أمنيين في النظام، في وقت تتواصل اللقاءات بين الطرفين مع أنباء عن توجه الطرفين لتعزيز العلاقات وصولاً لتسليم المنطقة للنظام.
تحت خيمة مهترئة يتقاذفها الهواء كما يتقاذف مشاعر النازحين الحنين تسكن الحاجة أم نصر مربية أحفادها الأيتام حسن ومرهف بعد أن نزحت برفقتهم من قرية السماقة بريف حماة الشرقي لينتهي بهم المطاف في مخيم النور التابع لتجمع تل الكرام بالقرب من مدينة سرمدا شمال إدلب.
شهر واحد كان كفيلاً بتغيير حياة الحاجة أم نصر, فقد وصلها خلال شهر واحد نبأ وفاة زوجها واستشهاد ولديها أحدهم في معركة والآخر تم اعتقاله من قبل ميليشيات النظام أثناء رعيه الأغنام وتصفيته ليترك لها طفلين يتيمين تخلت عنهم أمهم بعد زواجها.
بضع سنوات مرت على أم نصر وحيدة برفقة أحفادها في ظل نزوح وفقر مطقع جعل منها حبيسة خيمتها بعد أن تقدم بها العمر وأصبحت عاجزة عن العمل فهي لا تجد إلا البكاء سبيلاً للتخفيف عنها في ظل عجزها عن تأمين حياة كريمة لأحفادها.
يعتصر قلب أم نصر الألم عندما يسألها أحفادها عن والدهم حينها تجيبهم بأنه في العمل وسيأتي لهم بأغراض العيد, ولكن مرت 6 سنوات دون أن يأتي والدهم ودون أن يلبس أحفادها الجديد في عيد لم تعرف منه الحاجة أم نصر إلا البكاء.
تعيش أم نصر على ما توفره لها سلة الإغاثة من بعض المواد وتبيع بعضها الآخر لتؤمن الخبز وبعض الحاجيات الأخرى, ولكنها تقف عاجزة عن تأمين متطلبات أحفادها الذين ما زالوا بانتظار والدهم الشهيد.
تبقى مأساة الحاجة أم نصر احدى المآسي التي وصلنا اليها وعرضنا تفاصيلها, في ظل وجود آلاف القصص التي ما زالت حبيسة صدور أصحابها بانتظار من يكشف عنها, فهل تجد الحاجة أم نصر من يساعدهم ؟ أم سيبقى أحفادها بانتظار أغراض العيد التي سيجلبها لهم والدهم الشهيد؟؟؟
تقرير: مهند المحمد
قالت مصادر في رئاسة الجمهورية التركية، إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بحث تطورات الوضع في سوريا، لا سيما ما يتعلق بالتطورات في إدلب، في اتصال هاتفي أمس مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تناول أيضا العلاقات بين البلدين.
جاء الاتصال بين إردوغان وبوتين في ظل تصعيد جوي للنظام وروسيا على ريفي إدلب وحلب، خلفت قرابة 20 شهيداً وعشرات الجرحى بين المدنيين في خرق واضح لاتفاق خفض التصعيد الموقع في أستانة.
ووفق مصادر لشبكة "شام" فإن مسؤولين أتراك وبعد تقارير سريعة وصلتهم من النقاط التركية المتمركزة في ريف إدلب عن حملة التصعيد التي تعرضت لها أرياف إدلب وحماة بالأمس من قبل طيران النظام وروسيا، تواصلوا مع مسؤولين روس لوقف القصف والالتزام بتطبيق اتفاق خفض التصعيد، وأن الرد الروسي جاء بالإيجاب.
وكان استأنف الطيران الحربي والمروحي التابعين للنظام يوم الأمس، القصف على بلدات ريف إدلب الجنوبي، شملت بلدات ومدن "التح وخان شيخون والتمانعة" خلف القصف تسعة شهداء وعشرات الجرحى بين المدنيين.
ويأتي القصف بالتزامن مع حملة ترويج إعلامي كبيرة من قبل النظام وروسيا عن بدء عملية عسكرية في إدلب، في وقت لم يرصد وصول أي حشود عسكرية للمنطقة وماتناقلته تلك الصفحات من صور لأرتال عسكرية تعود للحملة التي وجهت إلى محافظة درعا قبل شهر.
أدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية جرائم القصف في ريفي حلب وإدلب، محملاً روسيا المسؤولية الكاملة عنها وعن الهجمات الوحشية التي تستهدف أرياف إدلب وحلب وحماة.
وأكد الائتلاف في بيان له أن القصف الذي طال أمس بلدات التمانعة واللطامنة والتح وسراقب، استهدف أيضاً أنحاء مختلفة من مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي بالصواريخ والبراميل المتفجرة، مخلفاً ما لا يقل عن ٨ شهداء وعدداً من الجرحى، فيما استخدمت قوات النظام قذائف فسفورية في قصف مناطق بريف جسر الشغور.
وحذر الائتلاف المجتمع الدولي، من النتائج الخطيرة التي ستترتب على ترك يد النظام وروسيا والميليشيات الإيرانية منفلتة ضد المدنيين في إدلب وحماة وحلب، وخطورة التلاعب بدماء المدنيين وحياتهم وبمصير الحل السياسي كله.
ورأى أن التطورات الأخيرة تتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً يضع حداً لهذا الهجوم الغادر ويوقف الجرائم المستمرة والانتهاكات المتتالية للقرارات الدولية والاتفاقات المتعلقة بوقف إطلاق النار وخفض التصعيد، خاصة أن مصير مئات آلاف المدنيين بات في خطر جسيم، وأن نتائج هذا الهجوم الإرهابي على المنطقة لن تكون قابلة للقياس بأي حالة سابقة.
وطالب الائتلاف مجلس الأمن الدولي، بالتحرك الفوري والعمل على إصدار قرار موجه بشكل مباشر لروسيا، لإدانة جرائمها بحق الشعب السوري، وفرض الإجراءات الكفيلة بوقف جرائم الحرب التي ترتكبها أو ترعى مرتكبيها وتحميهم، بما فيها استخدام الجرائم المرتبطة باستخدام الأسلحة الكيميائية.
وأشار إلى أن مجلس الأمن مطالب إضافة إلى كل ذلك، بضمان محاسبة المسؤولين عن الجرائم الروسية وجرائم النظام والميليشيات المقاتلة إلى جانبه وكل من أجرم بحق الشعب السوري.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت، يوم الجمعة، طائرتين مسيرتين زاعمة أنه تم إطلاقهما من مناطق سيطرة الفصائل في محافظة اللاذقية باتجاه قاعدة حميميم.
وقالت الوزارة، في بيان صحفي أصدره مدير مركز "مصالحة الأطراف المتناحرة" في سوريا، اللواء ألكسي تسيغانكوف، مساء الجمعة : "لا تزال مستمرة عمليات إطلاق الطائرات المسيرة المزودة بذخائر ضاربة، باتجاه قاعدة حميميم من الأراضي الخاضعة لسيطرة التشكيلات المسلحة".
وتابع تسيغانكوف: "وخلال اليوم الماضي رصدت وسائل مراقبة المجال الجوي التابعة لقاعدة حميميم الروسية طائرتين مسيرتين تم إطلاقهما من الأراضي التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة شمال محافظة اللاذقية".
وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن "الوسائل النارية النظامية للدفاع الجوي دمرت الهدفين الجويين على مسافة بعيدة عن المطار"، مشدداً على أن "الحادث لم يسفر عن إصابات أو أضرار مادية"، لافتا إلى أن "قاعدة حميميم الروسية تعمل وفقا للنظام الاعتيادي".
وتتوالى الادعاءات الروسية التي باتت شبه يومية بتعرض قاعدة حميميم العسكرية بريف اللاذقية لهجمات بطائرات مسيرة محلية الصنع، في وقت بات تكرار الاستهداف وتزامنه مع تهديدات روسية مباشرة للمعارضة في إدلب بالضلوع وراء هذه العلميات محط تساؤل كبير عن دوافع روسيا من وراء هذه التهديدات التي تواصل إطلاقها.
متابعون للتهديدات الروسية أكدوا أن استمرار المزاعم الروسية باستهداف قاعدة حميميم بات موضع شك كبير في صحة هذه العمليات، مشيرين لأن روسيا تستخدم هذه الورقة للضغط على إدلب ومواصلة تدخلها كورقة بيدها تستخدمها في الوقت الذي تريد بدعوى حماية قاعدتها العسكرية التي تتعرض للتهديد.
وبينت المصادر أن روسيا ومنذ بدء قاعدة حميميم بالمسيرات والتي ربما كانت بداياتها صحيحة، إلا أن استمرار العمليات بات مصدر شك كبير، لافتاً إلى أن روسيا تخبطت في بدايات الأمر في اتهام جهات دولية ومنها إقليمية ثم سارعت لاتهام فصائل المعارضة واستمرت على هذا المنوال.
ولفت المصدر إلى أن روسيا تضغط بشدة لتمكين قبضة النظام في إدلب وريف الساحل وحماة بعد الانتهاء من السيطرة على الجنوب السوري، إلا أنها تصطدم بالموقف التركي الرافض لأي عملية عسكرية في المنطقة هذه، وبالتالي تحتاج روسيا لخلق حجج دائمة لمواصلة الضغط وبالتالي الإشارة مراراً عبر أخبار الاستهداف بالمسيرات بأنها لاتزال مهددة وبالتالي وجود الحجة لتدخلها في أي وقت.
أقر البنتاغون رسميا بأن حادثا لتبادل إطلاق النار وقع في فبراير الماضي بين عناصر من المشاة البحرية الأمريكية و"قوات سوريا الديمقراطية" في محافظة دير الزور السورية.
وأكدت القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية أن تبادل إطلاق النار حصل يوم 17 فبراير في "وسط منطقة وادي نهر الفرات"، حيث تم استهداف عسكري من قوات المشاة الأمريكية على يد مقاتل من "قوات سوريا الديمقراطية".
وأشارت في بيان أصدرته بهذا الصدد يوم الجمعة إلى أن "الحادث جرى التحقيق فيه من قبل فريق بقيادة عقيد في قوات المشاة البحرية للولايات المتحدة"، لافتة إلى أن التحريات "لم تتمكن من تحديد ما إذا تم استهداف العسكري من قوات المشاة البحرية الأمريكية على يد عنصر من حرس قوات سوريا الديمقراطية عمدا، أم نتيجة إطلاق نار عشوائي عن طريق الخطأ".
ولفتت بعض وسائل الإعلام الأمريكية التي نشرت تقارير حول هذا الحادث منذ عدة أشهر إلى أنه من الغريب أن البنتاغون تأخر بمثل هذه الصورة في كشف المعلومات عن إصابة عسكري أمريكي لا سيما أن الوزارة تنشر في أغلب الأحيان التقارير عن مثل هذه الحالات بسرعة كافية.
وأجرت صحيفة "Task & Purpose" الأمريكية المختصة في مراقبة الأخبار العسكرية تحقيقا مستقلا في تبادل إطلاق النار بين الجانبين وأوضحت أنه وقع في قاعدة بمحافظة دير الزور انتشرت فيها وحدات من المارينز الأمريكيين من ولاية كاليفورنيا ويوم 17 فبراير في الساعة 21.00 تقريبا بالتوقيت المحلي تعرض العسكري، كاميرون هالكوفيتش، لإطلاق نار من قبل عنصر لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، وأصيب برصاصتين في القدم، لكن زميله، كين داوني، الذي كان موجودا في المكان، قضى على المقاتل من "قسد".
وأشار تقرير الصحيفة أيضا إلى أن العلاقات بشكل عام بين القوات الأمريكية، و"قوات سوريا الديمقراطية"، التي يشكل المقاتلون الأكراد هيكله العسكري، كانت متوترة بما فيه الكفاية في تلك الآونة، على الرغم من أن الجانبين يعتبران حلفين في محاربة تنظيم الدولة بالأرض السورية.
قتل أكثر من 25 عنصراً من قوات الأسد والميليشيات المحلية التابعة لها، على خلفية هجوم شنته ميليشيات إيرانية على مقرات تابعة لهم في مدينة البوكمال، بريف دير الزور الشرقي.
وأكد ناشطون في شبكة "فرات بوست" أن عقب يومين من مقتل ضابط إيراني وعناصر آخرين في اشتباكات بين عناصر من قوات الأسد وميليشياته، وأخرى من ميليشيات “الحشد” و ”الحرس الثوري الإيراني” و ”لواء فاطميون” الأفغاني، عمدت الأخيرة إلى شن هجوم “انتقامي”، أسفر عن عدد كبير من القتلى من قوات الأسد وميليشياته.
وتشير المعلومات إلى أن قوات النظام استخدمت قذائف الهاون لقصف حي الجمعيات (المقر الأكبر للميليشيات الإيرانية في البوكمال)، لتبقى الأجواء متوترة حالياً داخل أحياء المدينة، التي فرض فيها حظر تجوال، متزامنة مع استنفار بين الأطراف المتقاتلة، وسط توقعات بتجددها في أي ساعة، بحسب ذات المصدر.
وبحسب مصادر "فرات بوست" فإن بداية الأحداث والتوترات، كانت في مدينة الميادين منذ يومين، عندما اندلعت اشتباكات بالقرب من الفرن الآلي بين ميليشيا “الدفاع الوطني”، وعناصر من ميليشيا “لواء القدس” المدعومة من إيران، ما أسفر عن وقوع 5 قتلى من الطرفين.
وأضافت المصادر، بأن التصعيد انتقل إلى البوكمال، بعد قيام عناصر من النظام وميليشيات المحلية (الدفاع الوطني، درع الأمن العسكري) بالسيطرة على أحياء الجمعيات والمساكن والصناعة في مدينة البوكمال، التي تم الاتفاق في وقت سابق على أن تكون تابعة للميليشيات الإيرانية، لتعمد الأخيرة إلى جلب تعزيزات من “الحشد” و ”الحرس الثوري” من منطقتي الميادين والقائم، وجابت بهما شوارع المدينة في استعراض للقوة، مطالبة قوات النظام بإخلاء المدينة بشكل كامل.
يذكر بأن مدينة البوكمال يخضع أغلبها لميليشيات إيرانية، عمدت إلى الاستيلاء على عدد من أحيائها، ومن بينها الصناعة، الانطلاق، الجمعيات، ليقطنها عناصرها وعائلاتهم، ومنعت المدنيين وسكانها الأصليين من الاقتراب منها، بينما بقيت الأحياء الأخرى تحت سيطرة النظام وميليشياته، وسمح للمدنيين بالسكن فيها ضمن شروط محددة (السكرية والحمدان سمح للمدنيين بالرجوع إلى الأحياء التحتانية فقط).
أما فيما يتعلق بريف البوكمال (الصالحية، الجلاء، السيال، البقعان، حسرات، عشاير)، فمنعت الميليشيات الإيرانية جميع المدنيين من العودة إليها، مع السماح للراغبين بزيارة منازلهم وتفقدها لساعات محددة فقط، وبعد دفع مبلغ 25 ألف ليرة لكل حاجز يمرون منه، مع الإشارة إلى أنها سمحت لسكان قريتي الهري (تعرضت منذ أسابيع لقصف إسرائيلي استهدف مقر حزب الله العراقي)، والسويعية على الحدود مع العراق بالعودة إليها.
قال نائب رئيس الوزراء في تشيكيا، يان هاماسيك، إن اثنين من العاملين في المجال الإنساني، أحدهما ألماني، وصلا إلى براغ، الخميس، عقب إطلاق سراحهما من سجن سوري؛ إثر مفاوضات تولاها دبلوماسيون من بلاده.
وأضاف للصحفيين في مطار براغ: "عدنا للتو من زيارة إنسانية لدمشق، حيث تسلمنا اثنين من موظفي منظمة إنسانية ألمانية احتجزا في الأراضي السورية".
وأضاف أن السفارة التشيكية في دمشق تولت التفاوض حول إطلاق سراحهما.
وتابع هاماسيك: "بعد اعتقالهما، تم نقلهما إلى دمشق (...) وأودعا أحد أصعب السجون السورية".
لكنه أضاف أن الفحص الطبي قبل الرحلة لم يظهر وجود مشكلة صحية، رغم أن "معاناتهما تركت أثرا".
وأكد هاماسيك، المسؤول مؤقتا عن الشؤون الخارجية التشيكية، أن المفاوضات بشأن الإفراج استغرقت عدة أسابيع، من دون أن يكشف مزيدا من التفاصيل حول المعتقلين.
من جهته، قال كريستوف إيسرنج، سفير ألمانيا لدى براغ، إن عودة الرجلين "لم تكن ممكنة من دون مساعدة سريعة وغير بيروقراطية من أصدقائنا".
تجدر الإشارة إلى أن جمهورية التشيك هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي تبقي على علاقات دبلوماسية مع سوريا. وتقدم التشيك خدمات قنصلية لمواطني الاتحاد الأوروبي وتقوم بالوساطة لدول أخرى.
لم تلق الدعوات المتكررة من نظام الأسد، وروسيا، للاجئين بالعودة إلى بيوتهم، آذانا صاغية، ولم يعد بحسب الأرقام الرسمية إلا أعداد يسيرة من عرسال في لبنان، رجح البعض أنها لم تكن طوعية بشكل تام.
وعاد عدد النازحين من عرسال اللبنانية إلى مناطق معضمية الشام كان آخرها قافلة مطلع تموز/ يوليو الجاري بتنظيم من الأمن العام اللبناني الذي قال إن العودة كانت طوعية.
ورغم سيطرة النظام على المعابر كاملة مع لبنان، والسيطرة أخيرا على معبر نصيب مع الأردن، إلا أن جميع نقاط العبور مع تركيا تديرها فصائل المعارضة السورية بالتنسيق مع الجانب التركي.
ويعود بعض السوريين اللاجئين في تركيا إلى الأراضي السورية في أيام الأعياد لقضائها مع الأهل هناك، ومن ثم يعودون إلى الأراضي التركية بعد انقضاء العيد.
وبحسب المراقبين، لا يرغب كثير من اللاجئين السوريين بالعودة إلى سوريا في ظل الوضع الأمني المتردي، أو غياب إعادة الإعمار، أو عدم وجود مصدر دخل في سوريا بعد فقدان اللاجئين لأعمالهم ووظائفهم هناك، والتخوف من انتقام النظام، بحسب تقرير لـ "عربي 21".
وكان نظام الأسد أعلن أنه يتشاور مع دول الجوار السوري من أجل ترتيب إعادة اللاجئين، وأعدت من أجل ذلك مراكز استقبال مؤقتة لاستضافة العائدين وإعادة توزيعهم على مناطق إقامتهم الدائمة.
وقال المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف، إن اللجوء السوري أثر سلبا على بلدان كثيرة في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، وإن روسيا تحاول إعادة الاستقرار لدول الجوار السوري إلى جانب سوريا.
وأشار أونتيكوف لـ"عربي21" إلى اتهامات تطال روسيا بخصوص العملية السياسية و إعادة الإعمار والتي يجب أن تسبق إعادة اللاجئين، وقال إن روسيا على خلاف دول أخرى كالولايات المتحدة الأمريكية لم تراعي قضايا اللجوء التي نتجت عن تدخلاتها في أماكن مختلفة من العالم.
وأكد أونتيكوف أن هنالك دعما أوروبا، من ألمانيا وفرنسا على وجه الخصوص، في ما يتعلق بالجهود الروسية في سوريا.
ولم ينف المحلل الروسي المخاوف الموجودة لدى بعض اللاجئين السوريين، مثل انتقام النظام منهم، وقال إنها مخاوف طبيعية ولكنها ستزول تدريجيا مع بدء عودة اللاجئين.
اللاجئ السوري في الأردن، محمود الشامي، والذي فضل عدم ذكر اسمه الصريح، قال إن أبرز ما يمنع اللاجئين السوريين من العودة إلى منازلهم هو انتقام النظام الذي قال إنه "لن ينسى".
وأكد الشامي لـ"عربي21" إلى أن بعض من عاد عبر مطار دمشق تعرض للاعتقال، وإن هنالك حملات اعتقالات في درعا بعيدا عن أعين الإعلام.
وعن العائدين من عرسال، قال الشامي إن عودتهم كانت إجبارية رغم التصريحات الرسمية اللبنانية بخلاف ذلك، وإنهم تعرضوا لمضايقات على مدى 5 سنوات قبل أن يقرروا العودة إلى سوريا.
وعن سبب عدم عودته إلى سوريا رغم دعوات نظام الأسد، وضمانات روسيا، قال الشامي إنه شخصيا يخشى الخدمة العسكرية الإلزامية، ولا يعرف أين سيقاتل، على الخطوط مع تنظيم الدولة، أم المعارضة في إدلب.
كما يخشى الشامي الاعتقال بسبب مشاركته في التظاهرات عام 2011 والتي طالبت برحيل نظام الأسد، إلى جانب أن المستقبل في سوريا غير واضح في ظل غياب موعد واضح لإعادة الإعمار، ومصير الموظفين الذين لا يضمنون العودة لوضائفهم، وانتشار المليشيات الإيرانية واللبنانية على الأراضي السورية.
المحلل السياسي السوري محمد الجمال، قال لـ"عربي21" إن اللاجئين الذين يعيشون في تركيا هم أفضل اللاجئين حالا، وقد لا يعودون إلا إلى المناطق المحررة في الشمال السوري الذي تساهم تركيا في إدارته، لكنّ اللاجئين الذين يعيشون في المخيمات على الحدود اللبنانية والأردنية هم أسوأ اللاجئين حالا، وحالات الانتقاص من كرامتهم وإنسانيّتهم التي يتعرّضون لها في تلك المخيمات قد تدفع بعضهم إلى الرضا بالعودة مهما كان حال الداخل السوريّ، فهو أفضل مما يتعرّضون له.
وعن نية النظام وراء دعوات اللاجئين للعودة قال إن: "النظام يريد الانتقام من اللاجئين ويبحث عن طريقة لاستعادتهم إلى سيطرته، والمتتبّع للأحداث يلاحظ حرص النظام على استعادة اللاجئين من أجل التنكيل بهم وبعوائلهم وامتصاص ما عند أقربائهم من الأموال عن طريق فرض رسوم على تغيير الوثائق الرسمية وزيادة أسعار المنتجات التي تحتكرها الدولة، وغير ذلك من الأساليب، والأهم من ذلك تجنيد أبنائهم الجيش".
كما أكد أن النظام يحاول أن يلمّع صورته، و"إظهار صورة حسنة للمجتمع الدولي، وأنّه قادر على إدارة البلاد"، كاشفا عن أن "المناطق التي يدخلها النظام يتمّ تعفيشها واحتلال بيوتها بما يمنع من عودة أهلها إليها إن سلمت من القصف إلا بعد دفع مبالغ خيالية لا يملكها أغلب الناس اليوم".
شن الطيران الحربي الروسي مساء اليوم الجمعة، غارات جوية عنيفة على بلدة أورم الكبرى بريف حلب الغربي، مرتكباً مجزرة بحق المدنيين، في تصعيد جديد لطيران روسيا على المناطق المحررة.
وأكدت مراصد الطيران أنها رصدت إقلاع طائرتين روسيتين من مطار حميميم العسكري بريف اللاذقية، وتوجهت إلى ريف إدلب الجنوبي ومن ثم شمالاً باتجاه ريف حلب الغربي، نفذت عدة غارات تسببت بانفجارات قوية سمع صداها في عموم ريفي إدلب وحلب.
ووفق نشطاء تسببت الصواريخ بمجزرة كبيرة بحق المدنيين، حيث سارعت فرق الدفاع المدني لمواقع الاستهداف لانتشال الشهداء والجرحى، وسط تخوف من تكرار القصف على المنطقة كما جرت عادة الطيران الروسية.
ويأتي هذا القصف من الطيران الروسي بالتزامن مع حركة تصعيد جديدة لطيران النظام الحربي والمروحي على بلدات ريف إدلب الجنوبي "التمانعة وخان شيخون وسكيك" خلفت قرابة خمسة شهداء منذ ساعات الصباح وعشرات الجرحى، فيما نفذت عشرات البراميل والصواريخ على المنطقة.