أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، اليوم السبت، أن واشنطن مستعدة لتقديم اقتراحات بقضية مكافحة الإرهاب بشكل فعال في إدلب، وبأقل الخسائر المدنية، مؤكدة أنه لا يوجد مخطط للتعاون مع موسكو بهذا الشأن.
وقال قائد أركان الجيش الأمريكي الجنرال جوزيف دانفورد: "القوات الأمريكية تعتقد أن هناك طريقة أكثر فعالية لإجراء عمليات حقيقة لمكافحة الإرهاب، بدلا من القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في إدلب".
وأشار دانفورد إلى، أن الولايات المتحدة لا تتحدث عن التعاون، بل عن استخدام القوات الأمريكية وسائل كشف للإرهابيين، حتى لو كانوا في الأحياء السكنية، وتحيدهم مع الحد الأدنى من وقوع ضحايا مدنيين.
وأكد القائد، أنه لم يتحدث مع رئيس هيئة الأركان الروسية، فاليري غيراسيموف منذ بدأت الأزمة في إدلب، وأنه لا يخطط للتواصل معه بعد.
وأفاد البنتاغون، بأن نحو "20-30" ألف إرهابي دخلوا إلى إدلب، وينتشرون وسط الأحياء السكنية بين مئات الآلاف المدنيين الذين فروا من العنف في مناطق أخرى من سوريا.
ودعا مندوبو فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بالأمم المتحدة، أمس الجمعة، الدول الراعية لمفاوضات أستانا حول الأزمة السورية، روسيا وإيران وتركيا، إلى احترام وقف إطلاق النار في محافظة إدلب مع احتمال شن حملة عسكرية من جانب نظام الأسد ضد الثوار هناك، ونمو المخاوف من وقوع ضحايا بين المدنيين، فيما اتهم مندوب نظام الأسد الثوار بانتهاك الاتفاق.
قال جنرالان منشقان عن نظام الأسد، إن الموقف التركي بشأن الوضع في محافظة "إدلب" شمال غربي سوريا، سيجلب السلام إلى المنطقة.
وفي حديث للأناضول، أكّد الجنرال السوري السابق "عبد الكريم أحمد"، إن السوريين نزحوا إلى إدلب هربًا من الحرب.
وأشار أحمد أن معظم سكان إدلب هم من المهجرين والنازحين من المناطق الأخرى، كونها المنطقة الآمنة الوحيدة في الوقت الراهن.
وبيّن أن عدد سكان إدلب كان قبل الثورة حوالي مليون نسمة، أمّا اليوم فقد وصل إلى 3 - 4 ملايين نسمة، بعد وصول النازحين من الغوطة الشرقية وحلب وحماة وحمص، ممن هربوا من هجمات وحصار النظام وروسيا.
ورأى العسكري السوري أن الهجوم على إدلب ستكون عواقبه كارثية على المدنيين.
وشدّد على أهمية الوجود التركي بالنسبة لسلامة سكان هذه المحافظة.
وتقدم بالشكر لتركيا التي وقفت إلى جانب الشعب السوري منذ بداية الحرب.
وأشاد بموقف الشعب التركي في احتضان السوريين في الوقت الذي أشاحت فيه دول العالم بوجهها عنهم.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2017 أقام الجيش التركي 12 نقطة مراقبة بإدلب في إطار اتفاق أبرم في سبتمبر/أيلول من نفس العام مع روسيا وإيران في أستانة عاصمة كازاخستان.
من جهته قال الجنرال السوري السابق أسعد ناصيف، للأناضول، إنهم ممتنون لوقوف الجمهورية التركية إلى جانب الشعب السوري.
وأوضح ناصيف أن للشعب التركي مكانة خاصة في قلوبهم لما قدمه من دعم كبير للسوريين.
وقال إن سكان إدلب يخشون القصف حاليًا أمام مرأى ومسمع العالم، وهم يواجهون خطرًا أكبر بعد تعرضهم للتهجير.
وشدّد على أهمية المحافظة كونها متاخمة للحدود التركية، معربًا عن شكره لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، حيال دعمهم للشعب السوري.
وأمس الجمعة، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نظيريه الإيراني حسن روحاني والروسي فلاديمير بوتين، إلى طمأنة العالم عبر القمة الثلاثية في طهران بشأن عدم حدوث موجة عنف وأزمة انسانية جديدة للمدنيين في إدلب السورية، مشددًا على الضرورة الملحة لتحقيق وقف اطلاق نار عبر إيقاف القصف.
وأوضح أردوغان أن إدلب هي المنطقة الأخيرة المتبقية من مناطق خفض التوتر، مضيفًا: "لا نريد أبدًا أن تتحول إدلب إلى بحيرة دماء، وننتظر منكم كأصدقائنا دعم جهودنا في هذا الاتجاه، حتى نتجنب إزهاق الارواح في المنطقة".
اعتبر خبيران مغربيان أن القمة الثلاثية التركية الروسية الإيرانية، التي استضافتها طهران الجمعة، تنطوي على أهمية كبيرة لمستقبل الملف السوري، وتدعم جهود تركيا للوصول إلى صيغة توافقيه حول إدلب السورية، بما يضمن حماية المدنيين وعدم وقوع كوارث.
والجمعة، اختتمت قمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيريه الإيراني حسن روحاني والروسي فلاديمير بوتين بالعاصمة الإيرانية لمناقشة مستجدات الوضع على الساحة السورية.
وخلال القمة، ركز القادة على موضوع منطقة خفض التوتر في إدلب ضمن مناقشاتهم للملف السوري؛ حيث تم التوافق على مبادئ استمرار التعامل مع المنطقة وفق صيغة أستانة والمحافظة على وحدة سوريا، ومكافحة الإرهاب.
وقال أردوغان خلال مشاركته في مؤتمر صحفي مع نظيريه الروسي والإيراني: "سبب وجودنا هنا اليوم، يتمثل بالبحث عن سبل إنهاء المأساة الإنسانية الواقعة"، مشددا أن الوسائل التي لا تراعي سلامة أرواح المدنيين السوريين لا تحقق أي فائدة سوى خدمة الإرهابيين.
كما أكد الرئيس التركي في سلسلة تغريدات نشرها عبر "تويتر"، مساء الجمعة، باللغات التركية والعربية والفارسية والروسية والانجليزية، أن "تركيا لن تكون شريكا ومتفرجا في حال جرى تجاهل قتل عشرات الآلاف من الأبرياء من أجل مصالح النظام السوري".
ويحشد النظام السوري وحلفاؤه منذ أيام لشن عملية عسكرية على إدلب، وهي آخر محافظة تسيطر عليها فصائل الثوار.
ورغم إعلان إدلب ومحيطها "منطقة خفض توتر"، في مايو/أيار 2017، بموجب اتفاق أستانة، بين الأطراف الضامنة؛ أنقرة وموسكو وطهران، إلا أن النظام والقوات الروسية يواصلان قصفهما لها بين الفينة والأخرى.
وقال محمد العمراني بوخبزة، الخبير المغربي في العلاقات الدولية، للأناضول، إن "القمة الثلاثية (تركيا وروسيا وإيران) جد مهمة لمستقبل الملف السوري".
وأضاف أن "الإيجابي في القمة هو ما تحقق على مستوى التنسيق والعمل المشترك بين الأطراف الثلاثة، رغم صعوبة تحديد مصالح كل طرف لتداخلها الكبير".
واعتبر أن "حصول توافقات في محور أنقرة موسكو طهران أصبح ضروريا بعد تراجع الدور الأمريكي، وباعتبار محطة إدلب مفصلية في مسار الملف السوري".
وأوضح أن "أنقرة وموسكو وطهران استطاعت مع مرور الوقت بلورة مواقف متقاربة وإن كان ليست موحدة، على الرغم من تداخل المصالح مرحليا واستراتيجيا".
وأكد العمراني أن "تركيا معنية بشكل كبير بما يقع في سوريا بحكم مسألة الحدود والتهديدات الإرهابية؛ لذلك تبحث عن مواقف مشتركة مع روسيا وإيران، بعد أن غيرت أمريكا ترامب استراتيجية التعامل مع حلفائها ومصالحهم".
من جانبه، اعتبر سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا (خاصة)، بأبوظبي الإماراتية، أن "مخرجات القمة كانت منتظرة".
وأوضح الأكاديمي المغربي، للأناضول، أن "تركيا ستبذل جهودا للوصول إلى صيغة توافقيه حول إدلب للحفاظ على مصالحها ولتجنب وقوع كارثة إنسانية في حالة اجتياح إدلب".
وتابع: "وقوع كارثة إنسانية ستنعكس بشكل مباشر على تركيا حيث من المتوقع حصول نزوح كبير للاجئين السوريين نحو تركيا".
وخلال القمة وجه القادة رسالة موحدة بضرورة حماية المدنيين في إدلب، خلال أي عملية تستهدف الإرهاب بالمحافظة، وبأنه لا يمكن حل الأزمة السورية إلا سياسيا، رافضين أي توترات تحت ستار مكافحة الإرهاب، وأي مشاريع انفصالية ترتبط بهذه الذريعة.
وتعتبر القمة الثالثة من نوعها، حيث عُقدت القمة الثلاثية الأولى بين زعماء تركيا وروسيا وإيران، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، بمدينة سوتشي الروسي، بينما جرت الثانية بالعاصمة التركية أنقرة، في 4 أبريل/ نيسان الماضي.
قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، عبد الله الشايجي، اليوم السبت، إن تركيا هي الوحيدة التي تدافع عن نحو 3.5 ملايين سوري بمحافظة إدلب، شمال غربي سوريا.
جاء ذلك في حديث للأناضول، تعليقًا على قمة طهران بشأن سوريا، التي جمعت، أمس الجمعة، رؤساء تركيا، رجب طيب أردوغان، وروسيا، فلاديمير بوتين، وإيران، حسن روحاني.
وأكد الشايجي أن تركيا "هي الأكثر حرصًا على تجنب حدوث حمامات دم ومجازر وفرار ملايين من اللاجئين لحدودها"، كما شدد أن موسكو غير معنية باستفزاز أنقرة في هذا الإطار حاليًا.
وتابع: "وحدها تركيا، كما في قمة طهران وتغريدات أردوغان أمس، تدافع عن 3.5 مليون سوري سني في إدلب، نصفهم نقلهم النظام وروسيا وإيران من مناطق أخرى أبادوها ودمروها، بينهم 1000 مصنفون إرهابيين من هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى".
وفي السياق، أشارت الصحف الكويتية اليوم إلى "تباين" في المواقف بين أردوغان من جهة، وبوتين وروحاني من جهة ثانية.
وأشارت صحيفة الراي (خاصة) إلى تحذير أردوغان، الذي وصفته بـ"الداعم للمعارضة"، من "حمام دم"، ودعوته إلى إعلان "وقف إطلاق النار" في محافظة إدلب، القريبة من حدود بلاده.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس التركي قوله إن بلاده "لن تقف موقف المتفرج ولن تشارك في مثل هذه اللعبة"، إذا غض العالم الطرف عن قتل عشرات الآلاف لدعم أجندة الحكومة السورية.
بدورها قالت صحيفة القبس (خاصة)، تحت عنوان "قمة طهران: غموض حول مصير إدلب"، إن القمة الثلاثية انتهت "من دون التوصل لأي ملامح واضحة بشأن العملية العسكرية أو الحل السياسي للأزمة".
وتعتبر قمة طهران الثالثة من نوعها، حيث عُقدت القمة الأولى بين الزعماء الثلاثة في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، بمدينة سوتشي الروسية، بينما استضافت العاصمة التركية أنقرة القمة الثانية، في 4 أبريل/ نيسان الماضي.
قال هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إن مصير 4 ملايين شخص في محافظة إدلب مهدد تحت "آلة القتل الغاشمة" للنظام.
وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها المالح، خلال مؤتمر صحفي نظمه الائتلاف السوري بالتعاون مع الجمعية العربية (تركية مستقلة)، اليوم السبت، في مدينة إسطنبول التركية.
وأضاف أن "الشعب السوري يجبر على الهجرة من إدلب.. مصير 4 ملايين إنسان مهدد بآلة القتل للنظام الظالم.. القوى العالمية تهدف لمحاولة تنفيذ هكذا مجزرة بالأسلحة الكيميائية أو بطرق أخرى"، بحسب وكالة الأناضول.
واتهم المالح المجتمع الدولي بالوقوف صامتا حيال ما يجري في إدلب وعدم اتخاذ أي تدابير في هذا الخصوص.
ودعا المالح المجتمع الدولي إلى القيام بمسؤولياته فيما يخص منع أي هجوم عسكري على المنطقة.
وطالب المالح الأمم المتحدة بإقالة ممثلها الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا من منصبه، لافتا إلى أن الأخير فقد الثقة بسبب مواقفه المنحازة.
وناشد المالح الإدارة العامة والمجلس التنفيذي للائتلاف الوطني إلى البقاء على نهج الثورة، وأن يتولى الائتلاف دوره الحقيقي وأن يدير العملية السياسية والمفاوضات بشكل جيد وعدم الدخول في تطبيع مع النظام.
كما طالب المالح الائتلاف الوطني بمواصلة أعماله من أجل تحقيق الثورة لأهدافها.
سيّرت القوات التركية، اليوم السبت، دورية جديدة على طول الخط الفاصل بين منطقة عملية "درع الفرات" ومدينة منبج، شمالي سوريا.
وقالت رئاسة الأركان التركية، في بيان، إن الدورية الـ 42، سيّرت بالتنسيق مع القوات الأمريكية، كلا على حدة.
وفي 18 يونيو/حزيران الماضي، أعلنت رئاسة الأركان التركية بدء الجيشين تسيير دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة عملية "درع الفرات" بريف حلب الشمالي، ومنبج.
ويأتي تسيير تلك الدوريات في إطار "خارطة الطريق" التي توصلت إليها أنقرة مع واشنطن حول منبج، في يونيو/حزيران الماضي.
ويتضمن اتفاق "خارطة طريق" إخراج إرهابيي قوات الحماية الشعبية وحزب الاتحاد الديمقرااطي من المنطقة المذكورة، وتوفير الأمن والاستقرار فيها.
وفي 18 أغسطس/آب الماضي، أعلن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، أن التدريبات اللازمة من أجل إجراء دوريات تركية أمريكية مشتركة في مدينة منبج السورية، ستبدأ في المستقبل.
وبفضل عملية "درع الفرات" التي انطلقت يوم 24 أغسطس/آب 2016، تمكنت القوات المسلحة التركية و"الجيش السوري الحر" من تطهير مساحة 2055 كم مربع من الأراضي شمالي سوريا.
وانتهت العملية العسكرية في 29 مارس/آذار 2017، بعد أن استطاعت القوات المشاركة فيها، تحرير مدينة جرابلس الحدودية وعدة مناطق وبلدات ومدينة الباب التي كانت معقلاً لتنظيم الدولة.
هدوء حذر تشهده مدينة القامشلي شمال الحسكة بعد ظهر اليوم بعد توقف الإشتباكات العنيفة التي دارت بين قوات الأساييش الكردية التابعة لقوات حماية الشعب وقوات الأسد، خلفت عددا من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين.
وأكد إعلام الأسد سقوط 14 قتيلا من عناصره بعد قيام قوات الأسايش الكردية بإستهداف دورية لقوات الأسد كانت بالقرب من دوار السياحي على طريق الحسكة، حيث تم نقلهم إلى مشفى القامشلي الوطني، كما نشر ناشطون أسماء القتلى وغالبيتهم من محافظتي طرطوس وحمص وأيضا من مدينة جبلة وسلمية ومصياف.
واحتجز الأساييش جثث القتلى لعدة ساعات قبل أن تقوم بتسليمهم لمشفى القامشلي، كما انتشر عناصرهم في أحياء المدينة وفرضوا حظرا للتجوال في بعض المناطق.
وعزا ناشطون تجدد الإشتباكات بين الطرفين لرفض الإدارة الذاتية الكردية انتخابات الإدارة المحلية التابعة لنظام الأسد واعتقال العشرات من المرشحين لهذه الانتخابات خلال الأيام القليلة الماضية.
يأتي ذلك في وقت شهدت فيه المدينة، في وقت سابق، احتجاجات من جانب المكون المسيحي تنديداً بالمناهج التعليمية التي فرضتها الإدارة الذاتية، حيث رفع المحتجون أعلام نظام الأسد.
والجدير ذكره أن قوات الأسد تتواجد بشكل محدود في القامشلي وتحتفظ بـ"مربع امني" يمثل المركز الرئيسي لقوات الأسد في المدينة.
استهدف طيران النظام المروحي بعد ظهر اليوم، مشفى "نبض الحياة" في بلدة حاس بريف محافظة إدلب الجنوبي، ما أدى لأضرار كبيرة في المشفى وإصابة أحد الكوادر الطبية بجروح، في سياق الهجمة الجوية لطيران الأسد وروسيا على ريف إدلب.
وتعرضت أكثر من 20 قرية وبلدة لقصف جوي عنيف ومركز من الطيران الحربي الروسي وطيران الأسد أبرزها "خان شيخون، تل عاس، كفرعين، الهلبة، عابدين، اللطامنة، جرجناز، الخوين"، خلفت ثلاث شهداء بينهم طفلة في قرية عابدين بقصف روسي، وشهيد بقصف الطيران المروحي للنظام في قرية الهلبة.
وبالتزامن طال القصف مركز الدفاع المدني في مدينة خان شيخون، ومركز إسعاف خان شيخون، تسببت في أضرار كبيرة في المركزين، وخروجهما عن الخدمة، وتضرر سيارات إسعاف كانت بالمكان، وسط استمرار القصف.
واستأنفت الطائرات الحربية الروسية صباح اليوم السبت، أي بعد يوم واحد من لقاء رؤساء الدول الضامنة لمسار أستانة في طهران، قصفها على مدن وبلدات ريفي حماة الشمالي بغارات مكثفة، تزامناً مع قصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام طال المنطقة.
قضى عشرة مدنيين وجرح آخرون مساء أمس في مدينة محردة الخاضعة لسيطرة النظام وذات الغالبية المسيحية بريف حماة، وجهت أصابع الاتهام لفصائل المعارضة في ريف حماة باستهداف المنطقة وبدأ النظام وروسيا بالتجييش مستغلين هذه المجزرة لمواصلة القصف على إدلب وحماة.
حقيقة القصف سرعان ماتكشف بعد نشر صفحات موالية للنظام صوراً لمخلفات قنابل عنقودية محرمة دولياً، كانت تحملها القذائف والصواريخ التي طالت المدينة، وهذه الأنواع من الصواريخ لاتملكها إلا قوات الأسد وهي التي تستهدف فيها مراراً المناطق المحررة، مايشير لتورط النظام بهذه المجزرة.
لاحقاً كشف مصادر من داخل النظام سربت المعلومات عن توجيه العميد وفيق ناصر رئيس اللجنة الأمنية بحماه لقوات النظام المتواجدة بحاجز زلين بالقرب من حلفايا بإطلاق قذائف عنقودية على مدينة محردة بالتزامن مع اطلاق الفصائل عدد من القذائف الصاروخية على أماكن تجمع الميليشيات و عصابات الشبيحة في ريف حماة.
وسبق أن اتبعت قوات الأسد ذات الأسلوب في العاصمة دمشق إبان استهداف مناطق تحت سيطرتها واتهام الفصائل في الغوطة الشرقية بالقصف لتزيد من حجتها في إبادة أهالي الغوطة الشرقية بحجة الدفاع عن الأقليات والمدنيين.
وعمل نظام الأسد طوال السنوات الماضية من عمر الثورة، على استخدام "الأقليات" كوسيلة لكسب الرأي العام العالمي ضد الشعب السوري، في الوقت الذي لم تميز صواريخ طائراته أو قواته الأمنية بين سني أو مسحي أو كردي أو حتى علوي لكل من خرج في وجهه مطالباً بالحرية وإسقاطه.
وفي معركة حماة العام الماضي، ومع تقدم الثوار بشكل سريع في ريف حماة الشمالي وانهيار قوات الأسد، صعد نظام الأسد وحلفائه من خطابهم المناصر للأقليات متهمين الثوار بمحاربتها والتضييق عليها، لاسيما الطائفة المسيحية في مدينة محردة، فما كان من الثوار إلا إصدار بيان بأن مدينة محردة ليست هدفاً لهم، مطالبين المدنيين بالبقاء في مدينتهم والابتعاد عن التجمعات العسكرية.
ويتخذ نظام الأسد من منطقة دير محردة معسكراً كبيراً لقواته، يستخدمها في قصف المناطق المحررة، كما أنها تعد منطلقاً للقوات البرية للهجوم على المناطق المحررة، ومع ذلك تجنب الثوار الصدام مع هذه القوات وعملوا على محاولة الالتفاف عليها لإجبارها على الانسحاب دون إشعال منطقة محردة التي كانت تحت مرمى نيرانهم.
هذه الواقعة ليست الأولى التي يستخدم فيها نظام الأسد سلاح الأقليات في حربه ضد الشعب السوري، فاستغل شبابها للزج بهم في معسكرات التجنيد الإجباري وإرغامهم على القتال إلى جانب قواته، كما عمل على استغلال مناطقهم لاستخدامها كمعسكرات لقواته، إضافة لعمليات التضييق والاعتقال التي طالت كل من عارض شبيحته ورفض ممارساتهم وأجهزتهم القمعية، عدا عن استهدافهم في المناطق التي تخرج من تحت سيطرته كما حصل في حارة المسيحية بمدينة إدلب وحارة المسيحية بمدينة جسر الشغور وقرى الدروز في جبل حارم ومناطق عديدة بريف حماة وحمص وريف دمشق.
يواصل الطيران الحربي الروسي وطيران الأسد اليوم السبت، عمليات القصف في حملة جديدة من التصعيد الجوي والصاروخي من طائرات روسيا الحربية وطائرات الأسد المروحية والمدفعية الثقيلة، مسجلة عشرات الغارات، خلفت حتى الساعة 4 شهداء وإخراج مركز الدفاع المدني والإسعاف في خان شيخون عن الخدمة.
وتعرضت أكثر من 20 قرية وبلدة لقصف جوي عنيف ومركز من الطيران الحربي الروسي وطيران الأسد أبرزها "خان شيخون، تل عاس، كفرعين، الهلبة، عابدين، اللطامنة، جرجناز، الخوين"، خلفت ثلاث شهداء بينهم طفلة في قرية عابدين بقصف روسي، وشهيد بقصف الطيران المروحي للنظام في قرية الهلبة.
وبالتزامن طال القصف مركز الدفاع المدني في مدينة خان شيخون، ومركز إسعاف خان شيخون، تسببت في أضرار كبيرة في المركزين، وخروجهما عن الخدمة، وتضرر سيارات إسعاف كانت بالمكان، وسط استمرار القصف.
واستأنفت الطائرات الحربية الروسية صباح اليوم السبت، أي بعد يوم واحد من لقاء رؤساء الدول الضامنة لمسار أستانة في طهران، قصفها على مدن وبلدات ريفي حماة الشمالي بغارات مكثفة، تزامناً مع قصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام طال المنطقة.
قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، في نشرته صحيفة "ديلي صباح" التركية، إن أي هجوم على محافظة إدلب السورية، لن يجلب سوى القتل والدمار، وسيقوض كافة الجهود السياسية سواء في جنيف أو في أستانة، وهذا سيكون انتصارًا غير أخلاقي لنظام الأسد.
وأشار كالن إلى أن الحرب السورية تستمر في عامها السابع بإحداث الفوضى والمآسي الإنسانية والاضطرابات السياسية، لافتاً إلى أن الصراعات السياسية والعسكرية المستمرة سوف تفاقم الأزمة الراهنة أكثر إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي راسخ ومستدام.
وأكّد كالن أن التطورات الأخيرة في إدلب ومحيطها، ستجعل الوضع أكثر سوءا بدلًا من تحسينه، و أن هذه الحرب التي باتت مسألة تتجاوز سوريا، لن تعود بأي فائدة على الشعب السوري.
وأضاف: "إننا نشهد حرب وصاية تجري بين القوى العالمية والإقليمية، والأسلحة ليست المسبب الوحيد لهذه الوحشية الناجمة عن الرغبة في كسب المزيد من القوة والنفوذ والدوافع الجشعة".
وشدّد على أنه لو كانت الأطراف تمتلك موقفًا مختلفًا، لكان بالإمكان قبل فترة طويلة إيجاد حل يقوم على الحكمة والفضيلة والرحمة، كما أشار إلى أن معظم دول العالم أدارت ظهرها للشعب السوري الذي لم تتجاوز التعهدات بدعمه الأقوال، وأن الجهات الفاعلة الرئيسية لم تفعل أي شيء أو اكتفت بأشياء قليلة جدًا من أجل وقف الحرب.
وأوضح أن الجميع اكتفى بمشاهدة الشعب السوري الذي بقي عالقًا بين وحشي الحرب التوأمين، وهما نظام الأسد الوحشي الذي قتل المئات من شعبه، والمجموعات الإرهابية المختلفة مثل "داعش"، و"ب ي د- ي ب ك" التابع لـ"بي كا كا"، وهي تتحمل أيضًا مسؤولية القتل والدمار هناك.
وقال إن مساري جنيف وأستانة حتى وإن أثمرا عن بعض النتائج، إلا أنهما لم يتمكنا من وقف الدم النازف، مؤكداً أن أمريكا استخدمت "داعش" من أجل شرعنة وجودها، شمال شرقي سوريا، وهي تبحث رغم زوال تهديد هذا التنظيم إلى حد كبير، عن وسائل لإضفاء الشرعية على علاقاتها مع "بي كا كا" في سوريا منتهكة بذلك الشراكة الاستراتيجية مع تركيا.
وأشار إلى استخدم النظام السوري وداعميه إيران وروسيا أيضًا لـ"وحش داعش" من أجل تبرير مساعيهم الرامية إلى رسم خريطة جديدة في "بلاد الشام"، ورأى أن جميع هذه العناصر أدت إلى القضاء على مجموعات المعارضة السورية المعتدلة أو إلى إضعافها على الصعيدين السياسي والعسكري.
وبحسب كالن، فإن إدلب بقيت كآخر معقل لقوات المعارضة السورية، وأي هجوم على هذه المحافظة التي يقطنها 3.5 ملايين شخص، سيؤدي إلى كارثة إنسانية كبيرة، ومضى يقول: "هذا الأمر سيثير موجة نزوح جديدة باتجاه تركيا، ومن هنا إلى أوروبا وأماكن أخرى".
وأضاف: "أي هجوم على إدلب لن يجلب سوى القتل والدمار، وسيقوض كافة الجهود السياسية سواء في جنيف أو في أستانة، وهذا سيكون انتصارًا غير أخلاقي لنظام الأسد، وبذلك سيظهر مجددًا بأن السبيل الوحيد للحصول على كل ما تريد في سوريا هو استخدام قوة عشوائية ووحشية"، مشدداً على أن هذا الأمر لا يمكن أن يكون طريق الحل للصراع في سوريا.
وأشار كالن إلى أن جهود العالم في حل المعضلة بإدلب ومحيطها، ضئيلة جدًا، قائلا إنه "لا يمكن التوصل إلى نتيجة عبر تصريحات من قبيل؛ التحذير أو الغضب أو القلق".
وأكد على أن "التهديد بمهاجمة نظام الأسد في حال استخدم أسلحة كيميائية لا معنى له لسببين، الأول هو أن النظام استخدم سابقا أسلحة كيميائية ولم يتم فعل أي شيئ للقضاء على ترسانته في هذا المجال، والهجمات الشكلية المحدودة التي شُنّت لا تفيد بأي معنى".
وتابع: "الثاني، فإن ربط الأمر باستخدام الأسلحة الكيميائية، هو وسيلة أخرى للقول بأن النظام يمكنه مواصلة المجازر عبر الأسلحة التقليدية، وهذه مفارقة مخجلة للحرب السورية. النظام قتل عبر الأسلحة التقليدية أناسا أكثر، إلى جانب استخدامه للأسلحة الكيميائية، ولا يزال يسند ظهره إلى هذين التهديدين".
وأوضح كالن أن إنهاء الحرب لا يشكل أولوية بالنسبة لأوروبا، وأن الأخيرة لم تقدم جهودا أو تتقدم بمقترح يذكر في هذا الخصوص إلى الآن، معتبراً أن القلق الرئيسي للدول الأوروبية هو مواجهة موجة جديدة من الهجرة كما حدث في 2015 و2016، مبينا أن أوروبا تقف إلى جانب تركيا فيما يخص الهجرة.
وشدد على أنه "لا يمكن لأي دولة بما فيها تركيا أن تتحمل بمفردها أعباء وقف الاشتباكات العسكرية والتوصل إلى حل سياسي والدفاع عن اللاجئين"، داعياً الدول الأوروبية إلى التقدم خطوة إضافية وتحمل المسؤولية في هذا الخصوص.
ونوه كالن بأن الدول الضامنة؛ تركيا وروسيا وإيران، شكلت في إدلب نقاط مراقبة وأن بلاده لديها 12 نقطة مراقبة هناك، مشددا على أن وجود الجنود الأتراك في المحافظة السورية المذكورة ضمان لمنع أي هجوم محتمل عليها.
أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها الشهري الخاص بتوثيق استخدام قوات النظام للبراميل المتفجرة أن شهر آب شهد انخفاضاً غير مسبوق في حصيلة البراميل المتفجرة التي ألقاها النظام السوري، تزامناً مع الهدوء الملموس في معدل قصف قوات الحلف السوري الروسي معظم المناطق في سوريا، ووفقاً للتقرير كان لمحافظة إدلب النَّصيب الأكبر من البراميل المتفجرة في آب.
وثق التقرير ما لا يقل عن 26479 برميلاً مُتفجراً منذ تدخل القوات الروسية في 30/ أيلول/ 2015، على الرغم من الوعود الروسية التي أطلقها السفير الروسي السَّابق في الأمم المتحدة "فيتالي تشوركين" في تشرين الأول 2015، التي قال فيها أنَّ النظام السوري سيتوقف عن القصف بالبراميل المتفجرة.
وقدَّم إحصائية تتحدث عن إلقاء النظام ما لا يقل عن 3503 براميل متفجرة منذ بداية عام 2018 كانَت الحصيلة الأكبر منها في شهر آذار ثم نيسان في حين أنَّ عدد البراميل المتفجرة التي تمكَّن التَّقرير من إحصائها في آب بلغ ما لا يقل عن 67 تسبَّبت في مقتل 7 مدنيين، بينهم طفلان وسيدة واحدة. وقد شكَّل عدد منها اعتداءً على مركز حيوي مدني (مدرسة).
أكَّد التقرير أن حكومة الأسد خرقت قراري مجلس الأمن رقم 2139 و2254، واستخدمت البراميل المتفجرة على نحو منهجي وواسع النطاق، وانتهكت عبر جريمة القتل العمد المادتين السابعة والثامنة من قانون روما الأساسي، كما انتهكت أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يحمي الحقَّ في الحياة وباعتبار أنها ارتكبت في ظلِّ نزاع مسلح غير دولي فهي ترقى إلى جريمة حرب.
وأوضح التقرير أنَّ القصف بالبراميل المتفجرة هو قصف عشوائي استهدف أفراداً مدنيين عزل، وألحقَ ضرراً كبيراً بالأعيان المدنية، وكان الضَّرر مفرطاً جداً إذا ما قورن بالفائدة العسكرية المرجوة.