أعلنت قيادة عمليات الحشد الشعبي في محافظة نينوى شمالي العراق عن إعادة 16 طفلا مختطفا لدى «داعش» في سوريا.
وقال بيان لاستخبارات القيادة أمس الثلاثاء إنه «بالتنسيق مع العمليات المشتركة أشرفت قيادة عمليات الحشد في نينوى على إعادة 16 طفلا عراقيا مختطفا لدى تنظيم داعش في سوريا»، لافتا إلى أن «العملية تمت وفقا لمعلومات استخباراتية دقيقة عن وجود مجموعة من الأطفال الذين اختطفهم «داعش» أثناء سقوط الموصل حيث تمت متابعة الأمر بالتنسيق مع الجانب السوري».
وأضاف البيان أنه «تم إحضار الأطفال البالغ عددهم 16 طفلا بينهم 12 طفلا إيزيديا في سنجار وأربعة أطفال من تلعفر وتأمين إيصالهم إلى مناطق سكناهم».
وكان توقع مسؤول كبير في اللجنة الدولية للصليب الأحمر إعادة قرابة 20 ألف عراقي في سوريا، بينهم نساء وأطفال فروا من آخر جيب لتنظيم داعش، إلى بلدهم في غضون أسابيع بموجب اتفاق مع بغداد.
وقال المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر فابريزيو كاربوني لـ«رويترز»: «يوجد عدد كبير من أصل عراقي بين من وصلوا إلى مخيم الهول»، مبينا أن «الأرقام ليست رسمية لكننا نتحدث على الأرجح عن نحو 20 ألف شخص، بينهم نساء وأطفال».
قال المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، إن العمل جارٍ لإنجاز تشكيل اللجنة الدستورية السورية، لافتاً إلى أنه يعمل في الوقت نفسه على «مقاربة شاملة» تتضمن الاتفاق على «قواعد العمل» في اللجنة وبحث «السلال الأربع» التي تشمل الحكم والدستور والانتخابات بإشراف الأمم المتحدة، والامن ومكافحة الإرهاب.
وأضاف بيدرسن، في أول حديث لوسيلة إعلام منذ توليه منصبه بداية العام، إن تفويضه بموجب القرار الدولي 2254 هو العمل على إصلاح دستوري وانتخابات شاملة تدار بإشراف الأمم المتحدة «لكن من الضروري جداً ألا أصدر أحكاماً حول نتائج المفاوضات وليس دوري أن أقول كيف سيكون الدستور. هذا قرار سيادي سوري».
ولفت إلى أنه بدأ مهمته بزيارة دمشق للقاء حكومة النظام، «وبعد دمشق، اتّجهتُ إلى الرياض للقاء هيئة التفاوض السورية (المعارضة). القرار 2254 واضح بأن أعمل مع الحكومة والمعارضة على حدّ سواء لتطوير العلاقة معهما وبينهما ولإيجاد سبل تجمع الطرفين بهدف إطلاق مفاوضات جوهرية».
وسئل عن موقفه من بشار الأسد، فأجاب: «تفويضي في 2254 واضح. أتعامل مع الحكومة التي يرأسها الأسد. الأمم المتحدة لا تقرر مَن هو في المعارضة ولا مَن هو في الحكومة ولا الرئيس السوري. هذا شأن سوري».
وأشار بيدرسن إلى وجود «خمسة جيوش في سوريا: أميركا وروسيا وإيران وتركيا وإسرائيل... وعلينا التركيز على العمل والتأكد من منع الصدام (بين الأطراف الخارجية). هذه منطقة قد تقع فيها أخطاء ويمكن أن تؤدي إلى نتائج كبيرة وكارثية على سوريا وتهدد استقرار المنطقة والعالم».
وسئل عن «قوات سوريا الديمقراطية» التي تسيطر على ثلث سوريا، وما إذا كان سيدعو ممثليها إلى مائدة المفاوضات، فأجاب: «إنها لاعب مهم في شمال شرقي سوريا وهذا موضوع يجب أن نواصل مناقشته».
خصصت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) 250 مليون دولار لضمان أمن الحدود للبلدان المجاورة لسوريا التي تكافح تنظيم "داعش"، كما خصصت 300 مليون لـ"قوات سوريا الديمقراطية" التي تقدم لها كامل الدعم العسكري لمحاربة التنظيم.
وأعلنت الوزارة على موقعها، تفاصيل موازنتها التي طلبتها من الكونغرس من أجل عامها المالي 2020، ووفقًا لوثائق الموازنة، فقد تم تخصيص 544.5 مليار دولار كموازنة أساسية، من أصل 718.3 مليار دولار، و173.8 مليار من أجل العمليات المحتملة في الخارج المعروفة باسم "صندوق الحرب".
ومن صندوق الحرب، تم تخصيص 9.2 مليار دولار للحالات العاجلة، بما فيها الجدار الذي يخطط ترامب لبنائه على الحدود مع المكسيك، وكانت طلبت إدارة الرئيس دونالد ترامب من الكونغرس، موازنة تبلغ 718,3 مليار دولار لصالح البنتاغون.
وخفضت الإدارة الأمريكية موازنتها لبرنامج التدريب - والتجهيز في العراق وسوريا في إطار مكافحة "داعش"، إلى مليار و45 مليون دولار، بعدما كان مليارًا و400 مليون دولار العام الفائت.
ومن الصندوق المذكور، تم تحديد مبلغ 745 مليون دولار من أجل الجيش العراقي، و300 مليون لبرنامج التدريب والتجهيز في سوريا، كما تم تخصيص، 250 مليون دولار لدعم ضمان أمن حدود الدول الحدودية مع سوريا.
وبهذا، يكون البنتاغون، قد خصص 550 مليون دولار من أجل حماية المناطق التي يحتلها "ي ب ك / بي كا كا" في إطار مكافحة داعش في سوريا، وكان البنتاغون خصص العام الماضي، المبلغ ذاته من أجل التدريب والتجهيز وأمن الحدود في سوريا.
واللافت للانتباه هو عدم اقتطاع الإدارة الأمريكية من تمويلها المخصص لسوريا رغم إعلانها مرارًا انتهاء مكافحة "داعش" وعزمها الانسحاب من سوريا، كما تم تخفيض الدعم المقدم للدول الأوروبية في إطار "مبادرة الردع الأوروبية" لضمان ردع ضد روسيا التي انت في عهد الرئيس السابق باراك أوباما من 6.5 مليار دولار إلى 5.9 مليار دولار.
عاود الطيران الحربي الروسي مساء أمس الثلاثاء، لتنفيذ غارات عنيفة على عدة مناطق في ريفي إدلب وحلب، في الوقت الذي صعدت فيه قوات الأسد الإرهابية وبتوجيه روسي من قصف مدن وبلدات ريف إدلب مستخدمة الفوسفور والصواريخ العنقودية الثقيلة.
واستهدف الطيران الحربي الروسي لمرة جديدة بعد قصفه قرية المنطار منذ أيام، ليعاود القصف على الأطراف الشمالية لمدينة سراقب، إضافة لقصف مباشر استهدف مخيماً للنازحين على أطراف بلدة كفرعميم شرقي سراقب، أوقعت شهيدان وعدة جرحى.
وقبل الغارات بدقائق قليلة، استهدفت قوات الأسد براجمات الصواريخ الثقيلة مدينة سراقب وأطرافها وخان شيخون والتمانعة وبلدات ريف حماة، قبل ان تستهدف بأكثر من 50 صاروخاً محملاً بمادة الفوسفور الحارق بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي، في تطور لافت لاستخدام أسلحة جديدة في الحملة الأخيرة.
وكانت نفت روسيا استهدافها بأي غارات جوية على منطقة خفض التصعيد بريف إدلب أول أمس بعد غاراتها على المنطار، وحاولت المراوغة والحديث عن طيران مجهول المصدر، في وقت تثبت مراصد الطيران والراصد ونشطاء أن الطيران الحربي أقلع من قاعدة حميميم وهو من الطائرات الحربية الروسية.
أعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع التركية، ناديدة شبنم أقطوب، أن مباحثات تجري مع روسيا، لتسيير دوريات مشتركة، لمنع هجمات قوات سوريا الديمقراطية انطلاقا من مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي التي تسيطر عليها، وجاء ذلك في مؤتمر صحفي بمقر الوزارة في أنقرة، الثلاثاء.
وأضافت أقطوب: "تتواصل جهود التنسيق لتسيير دوريات مشتركة مع روسيا، في هذه المنطقة، للحيلولة دون الهجمات التي تستهدف عناصرنا، انطلاقا من تل رفعت".
وبين الفينة والأخرى، يشن عناصر "قسد" المتمركزون في تل رفعت، هجمات على منطقة عفرين التي حررها الجيشين التركي والحر، في عملية غصن الزيتون، بغية تعكير أجواء الطمأنينة فيها، بحسب وكالة الأناضول.
وشددت المتحدثة على أن الجيش التركي سيواصل القيام بالرد اللازم على هجمات الإرهابيين التي مصدرها من تل رفعت، في إطار حق الدفاع المشروع عن النفس.
وبشأن الوضع في منطقة خفض التوتر في إدلب شمال غربي سوريا، قالت المتحدثة: "جهودنا متواصلة بنجاح لتنفيذ اتفاق سوتشي حول إدلب بالتنسيق مع روسيا رغم الاستفزازات".
ولفتت إلى تسيير الدورية الأول للجيش التركي (في المنطقة منزوعة السلاح، بالتوازي مع دورية للجيش الروسي في محيطها) في منطقة إدلب في 8 مارس / آذار الحالي.
وأشارت إلى أن تلك الدوريات ستسهم في ترسيخ وقف إطلاق النار، واستمرار جهود تأسيس السلام والاستقرار.
كما لفتت في الوقت ذاته إلى عدم تحقيق نجاح كاف فيما يتعلق بمنع الهجمات التي يشنها نظام الأسد على إدلب.
وشددت على ضرورة كبح انتهاكات النظام لوقف إطلاق النار، من أجل ضمان استمرارية الأنشطة في المنطقة منزوعة السلاح.
من ناحية أخرى، قالت المتحدثة إن تركيا تواصل التشاور والتنسيق والاجتماعات رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، في إطار التحضيرات الجارية بخصوص شرق الفرات.
وتطالب تركيا بإنشاء منطقة آمنة عمقها من 30 إلى 40 كم بمحاذاة الشريط الحدودي الذي يبلغ 440 كم من شرق الفرات وحتى الحدود العراقية، بهدف إبعاد إرهابيي قوات الحماية الشعبية عن حدودها وإتاحة المجال أمام عودة النازحين واللاجئين السوريين لديارهم.
صعدت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها اليوم الثلاثاء، من قصف مدن وبلدات ريف إدلب، في سياق الحملة الصاروخية المستمرة والتي أوقعت العشرات من الضحايا المدنيين، لتواصل توسيع دائرة القصف والأسلحة مع استخدام الفوسفور المحرم دولياً في قصف التمانعة مساء اليوم.
وقال مراسل شبكة "شام" في إدلب إن قصف عنيف لم يتوقف بالمدفعية وراجمات الصواريخ طال المناطق المأهولة بالسكان في خان شيخون والتمانعة وسراقب وسرمين ومعرشمارين وتلمنس ومعرة حرمة والقصابية والصالحية، تزامناً مع قصف عنيف على جل بلدات ريف حماة الشمالي والغربي.
وتسبب القصف الذي لايزال مستمراً حتى ساعة كتابة التقرير بسقوط العديد من الشهداء المدنيين في سراقب والصالحية والهبيط، بريف إدلب، في وقت كانت جل الصواريخ التي طالت المنطقة محملة بذخيرة عنقودية.
واللافت اليوم، هو عودة نظام الأسد لاستخدام السلاح الحارق في قصف بلدة التمانعة، حيث طالت البلدة مساء اليوم العديد من الصواريخ المحملة بالفوسفور، تسببت بحرائق ضمن البلدة، تلت ذلك بقصف صاروخي عنيف على المنطقة من مواقع النظام في ريفي حماة وإدلب الشرقي.
أعلنت منظمة "أطباء العالم" اليوم الثلاثاء، أن الأوضاع الصحية والانسانية في سوريا بعد ثماني سنوات على اندلاع الحرب، وصلت إلى "مستويات لا تحتمل".
وأكدت المنظمة في بيان نشر في اليوم الذي يبدأ فيه في بروكسل "المؤتمر الثالث حول مستقبل سوريا" أن "الحاجات الانسانية خصوصا الصحية كبيرة بالنسبة إلى المدنيين السوريين المنهكين من نزاع مستمر"، لافتة إلى أن "أكثر من 400 ألف شخص قتلوا وأن 13,2 مليونا بحاجة إلى مساعدة" في البلاد التي غادرها أكثر من ثلثي العاملين في المجال الصحي.
وسأل الطبيب فيليب دو بوتون رئيس "أطباء القبول بأن سوريا أخطر بالعالم"، "كيف يمكننا لد بالنسبة إلى العاملين في المجال الصحي مع مقتل 100 وعاملين في 2018؟". واضاف "حاليا 70% من الهجمات على العاملين في المجال الصحي في العالم تقع في سوريا".
وأضاف: "بعد نزاع مستمر منذ ثماني سنوات اعتقدنا اننا رأينا الأسوأ لكن السنوات تمر والأوضاع تزداد خطورة. وإيلاء الإعلام أهمية أقل لهذا الموضوع يجب ألا يجعلنا ننسى المأساة الحالية خصوصا بالنسبة إلى العاملين في المجال الصحي".
ولفت البيان إلى أن "15% من السوريين بحاجة إلى رعاية نفسية بسبب الصدمات وتحاول المنظمة الاستجابة". وتابع "سيكون لهذه الأزمة انعكاسات على الأجيال الصاعدة إذا لم تأخذها الأطراف المعنية في الاعتبار".
وأشار إلى أن "المؤتمر حول سوريا الذي يفتتح أعماله في 12 آذار/مارس في بروكسل يجب أن يلبي بقوة هذه الحاجات وتدعو أطباء العالم المجتمع الدولي إلى عدم الانسحاب من هذه الأزمة وإلى زيادة الدعم للعاملين في المجال الإنساني".
كثفت قوات سوريا الديمقراطية من هجومها على آخر معاقل "داعش" في بلدة الباغوز شرقي دير الزور، الثلاثاء، فيما أعلنت أن أعدادا كبيرة من مسلحي التنظيم وأسرهم استسلموا لها.
وقال المتحدث باسم حملة قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور عدنان عفرين لـ"فرانس برس": "هناك عدد كبير من المقاتلين وعائلاتهم سلموا أنفسهم اليوم، عددهم نحو ألفين وغالبيتهم من المقاتلين"، مشيراً إلى أن المستسلمين يتم نقلهم إلى نقطة الفرز، لتفتيشهم والتدقيق في هوياتهم.
وفي وقت سابق قال المسؤول الإعلامي في قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي لـ"رويترز"، إن المسلحين استسلموا بشكل جماعي، وأضاف بالي أن "الهزيمة النهائية للمتشددين في الباغوز باتت قريبة جدا"، في إشارة إلى انهيار التنظيم.
وتأتي هذه التطورات الميدانية بعد إعلان القوات، الثلاثاء، مقتل 38 مسلحا من مسلحي تنظيم "داعش"، في معارك الباغوز، التي عادت إلى الاشتعال ليل الثلاثاء.
ويواجه تنظيم داعش معركته الأخيرة في آخر جيب له في منطقة الباغوز بريف دير الزور الشرقي، من قبل التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، في وقت كان قد آخر آلاف المدنيين من الجيب الأخير لداعش من عائلاتهم وأطفالهم ومقاتليهم، بينما بقي بضع آلاف وفق مصادر من قسد ترفض الخروج وتستعد للمواجهة.
اغتال مجهولون "ناصر حسين العمارين" القيادي السابق في الجيش الحر، بعد إطلاق النار عليه بشكل مباشر أمام منزله في بلدة المليحة الشرقية بريف درعا الشرقي.
وقال ناشطون أن القيادي السابق تعرض مساء أمس الإثنين لإطلاق نار مباشر أمام منزله مما أدى إلى مقتله على الفور، وإصابة ابنته مريم البالغة من العمر 4 سنوات بجروح خطيرة.
وتم إسعاف القيادي "العمارين" إلى مشفى درعا الوطني، قبل أن يعلن إعلام الأسد عن مقتله.
والجدير بالذكر أن "العمارين" هو أحد أبناء بلدة المليحة الشرقية في ريف درعا الشرقي، وكانت قوات الأسد قد اعتقلته مرّتين منذ بدء الثورة السورية ومن ثم أفرجت عنه.
ويعتبر "العمارين" قياديا سابقا في صفوف لواء توحيد كتائب حوران، وشارك في أغلب المعارك في درعا والقنيطرة ضد قوات الأسد والميليشيات الإيرانية الموالية لها، وبعد سيطرة قوات الأسد على كامل الجنوب السوري انضم العمارين إلى الفيلق الخامس ومن ثم تطوع في المخابرات الجوية ضمن بلدة المليحة الشرقية.
ينطلق الثلاثاء المؤتمر الدولي لدعم سوريا، والذي يستمر ثلاثة أيام، حيث يأمل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في جمع مليارات الدولارات لمساعدة سوريا وتكثيف الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء ثماني سنوات من الصراع في البلاد.
يذكر أن المؤتمر الذي يعقد في بروكسل وتشارك الأمم المتحدة في تنظيمه هو السابع من نوعه ويضم وفودا من حوالي 85 دولة، بحسب صحيفة "القدس العربي".
ويعد المستقبل بالنسبة لحوالي 5,6 مليون سوري لاجئين في الخارج غامضا، ويرتفع عدد اللاجئين عند إضافة اللاجئين الذين تركوا بيوتهم ولجأوا إلى مناطق أخرى داخل سوريا، حيث يصل إجمالي السوريين الذين يحتاجون إلى المساعدات الأمنية والغذائية والصحية والتعليمية إلى أكثر من 11,7 مليون شخص.
ويعتقد الاتحاد الأوروبي أنه لم يعد هناك حل عسكري للأزمة السورية ويدعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى اتفاق بشأن انتقال سياسي في البلاد، حتى يبدأ التكتل في دعم جهود إعادة إعمار سوريا.
في الوقت نفسه فإن الاتحاد الأوروبي هو أحد أكبر مقدمي المساعدات الإنسانية للسوريين داخل وخارج سوريا، مدفوعا جزئيا بالرغبة في منع تدفق موجات جديدة من اللاجئين إلى القارة الأوروبية.
كان مؤتمر دعم سوريا في العام الماضي قد جمع 4,3 مليار دولار، رغم أن الرقم النهائي للتعهدات كان 6 مليارات دولار. ويأمل الاتحاد الأوروبي في المحافظة على مستوى المساعدات خلال المؤتمر الحالي، بحسب تصريحات مسؤول في الاتحاد رفض الكشف عن هويته.
وستبدأ أعمال المؤتمر بحوار بين منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإقليمية وجمعيات المساعدة ودول الجوار السوري على مدى يومين.
ومن المتوقع مشاركة أكثر من 1000 شخص في المؤتمر.
كتبت حنا لوسيندا- سميث، مراسلة صحيفة “التايمز” في اسطنبول، أن تحالفات جديدة وأعداء يتنافسون على بناء مراكز قوى في سوريا الخارجة من الحرب، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون الرابح الأكبر من الحرب التي مضى عليها ثمانية أعوام.
وقالت: “إنك قد تواجه في مدينة القامشلي المسلحين الأكراد إلى جانب الموالين لنظام بشار الأسد والجنود الأمريكيين. فهذا التحالف الغريب الذي تطور في المدينة الصغيرة القريبة من الحدود التركية هو نتاج الحرب الأهلية السورية. فالوجود الأمريكي واتفاقية عدم الاعتداء بين الرئيس الأسد والأكراد أدى لخلق توازن حساس في السلطة بالقامشلي، على خلاف الوضع التقليدي الذي تواجه الأطراف بعضها البعض”.
وتضيف: “في هذه المدينة يقف تمثال نصفي لامع للرئيس السابق حافظ الأسد إلى جانب علم كردي في حي للأكراد. وتمر عربات الهمفي الأمريكية في الشوارع المليئة بالحفر ليس بعيدا عن القوات التركية التي تخوض حربا ضد الانفصاليين الأكراد في جنوب البلاد. كل هذا لا يعني أن الحرب القادمة لن تندلع قريبا، وستكون على تحديد ملامح التأثير”.
وتوضح الصحافية: “نهاية العمليات ضد تنظيم الدولة التي تجري على بعد 200 ميل عن القامشلي وانتصارات الأسد ضد المعارضة، تهيؤ الظروف لبداية مواجهات أخرى وإلى نشوء تحالفات جديدة. وفي الوقت نفسه أدى قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا إلى سلسلة من التداعيات المتسلسلة تهدد فيها تركيا الأكراد الذين يبحثون عن حلفاء جدد. وكل هذا يعتمد على الرجل الذي حول فوضى سوريا لصالحه أي بوتين”.
وتنقل عن بولنت علي رضا، رئيس مشروع تركيا في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية قوله: “بالإضافة للهدف الرئيسي في سوريا وهو مساعدة الأسد على البقاء في السلطة، يحاول الروس تحقيق هدفين، وهما فصل الأكراد عن الولايات المتحدة، واستخدام قنوات أستانة لإبعاد تركيا عن الناتو”.
فبعد 8 أعوام لم تعد سوريا مجرد حرب واحدة، بقدر ما هي مجموعة من النزاعات التي يعتمد كل نزاع فيها على الآخر، فقد ركز الغرب خلال السنوات الأربع الماضية على محاربة تنظيم الدولة، إلا أن الولايات المتحدة التي اعتمدت على الأكراد كقوات برية، قامت بتقوية وضعهم وساعدتهم للسيطرة على ثلث البلاد، التي تضم مناطق ذات غالبية عربية، فعندما يختفي المبرر الوحيد للحرب، مواجهة تنظيم الدولة ينكشف الغطاء عن مشاكل جديدة عويصة، فالكثير من العرب الذين فرحوا لنهاية تنظيم الدولة يرفضون ان يكون تحت سيطرة الأكراد.
وتقول: “في الرقة التي كانت عاصمة الخلافة وسقطت بيد الجماعات الكردية في تشرين الأول (أكتوبر) 2017 هناك ملصقات ضخمة لمقاتلات كرديات تنتشر في مساحات المدينة التي تم تدميرها بشكل كامل. وتتناقض صور المقاتلات السافرات مع نساء المدينة المحجبات”.
وبحسب صحافي في المدينة “هناك ناس قبلوا بحكمهم وآخرون ينتفضون ضدهم حالة وجدوا الفرصة لفعل هذا”. وقال: “لا يوجد بديل الآن وهناك هدوء يسبق العاصفة”. وفي الوقت نفسه تنظر تركيا بنوع من القلق إلى صعود قوة الأكراد في سوريا. وينفي الأكراد أي علاقة مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) الذين تقوم تركيا بمواجهتهم، واستخدم من قابلتهم الصحافية لغة حذرة. حيث وصفوا مناطقهم بـ(شمال سوريا) بدلا من “روجافا” والذي يعني كردستان الغربية.
إلا أن هذه التأكيدات مجرد غطاء وشرط للدعم الغربي الذي يتلقونه. فقبل دخولهم في التحالف الأمريكي ضد تنظيم الدولة كان الأكراد يتحدثون بصراحة عن قتالهم الأتراك في جبال شرق تركيا وعداوتهم لأنقرة.
وتكشف الأرقام التي نشرتها مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل، مقتل أكثر من 4.000 شخص منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة التركية وبي كي كي، عام 2015، بمن فيهم 1.400 جندي. وقال مسؤول تركي للكاتبة العام الماضي: “تخيلي لو أنشأ الجيش الأيرلندي الحر دولة في اسكتلندا وساعدته أمريكا على هذا. وهو الوضع الذي نواجه”.
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، إن عام 2018 كان الأكثر فتكاً بأطفال سورية منذ بدء الحرب عام 2011، إذ توفي فيه 1106 أطفال على الأقل، لأسباب متباينة بينها القتال والحصار والجوع.
وأوضحت المديرة التنفيذية ليونيسف، هنرييتا فور، في بيان، أن "هذه الأرقام هي كل ما تمكنت الأمم المتحدة من التحقّق منه، ما يعني أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى من ذلك بكثير. الألغام سبب رئيسي للإصابات التي يتعرض لها الأطفال في جميع أنحاء البلاد، ووصل عدد ضحايا الذخائر غير المنفجرة في العام الماضي إلى 434 حالة بين قتيل وجريح، إضافة إلى 262 هجوماً على المرافق التعليمية والصحية، وهو أيضاً رقم قياسي".
وأبدت المسؤولة الأممية مخاوف إزاء الوضع في إدلب، حيث أدى تصاعد العنف المكثف خلال الأسابيع القليلة الماضية فقط إلى مقتل 59 طفلاً. "الأطفال والعائلات الموجودون يعيشون في طي النسيان، وما يزال وضع العائلات في مخيم الرُّكبان بالقرب من الحدود الأردنية يبعث على اليأس مع كل ما تلاقيه هذه العائلات من محدودية الوصول إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية الصحية والتعليم".
كما عبّرت عن قلقها من الأوضاع المتدهورة في مخيم الهول في الشمال الشرقي، والذي يقيم فيه الآن أكثر من 65 ألف شخص، من بينهم حوالي 240 طفلاً غير مصحوب أو منفصل عن ذويه، ومنذ يناير/كانون الثاني من هذا العام، لقي نحو 60 طفلاً حتفهم أثناء قيامهم برحلة الـ300 كلم من الباغوز إلى المخيم.
وحثّت يونيسف الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على تحمل مسؤولية الأطفال، سواء من مواطنيها أو المولودين لأشخاص من رعاياها، واتخاذ التدابير لكي لا يتحول هؤلاء الأطفال إلى أطفال من دون جنسية، كما دعت جميع أطراف النزاع، وأولئك الذين لديهم نفوذ عليهم، إلى وضع حماية جميع الأطفال على رأس أولوياتهم، دون الالتفات إلى انتماء عائلة الطفل، وطالبت بالسماح بالوصول الآمن وغير المشروط إلى العائلات المحتاجة، وإلى إيجاد حلول دائمة وطوعية وطويلة الأجل للذين يختارون عدم العودة.
وأطلقت المنظمة الأممية أمس الأحد، حملة لإطلاق ألبوم "11"، والذي يضم أغاني محبّبة للأطفال بدعم من الاتحاد الأوروبي والمؤلف والموزع الموسيقي جاد الرحباني الذي قام بإعادة توزيعها وغنّاها أطفال في سورية ولبنان والأردن وتركيا.
ويعد الألبوم جزءاً من برنامج الدعم النفسي والاجتماعي الذي تقدمه يونيسف لمساعدة الأطفال المتأثرين بالأزمة السورية، والأغاني المختارة كتبها ولحنها المؤلف الموسيقي الياس الرحباني عام 1976، أثناء حرب لبنان، غنّاها في ذلك الحين ولداه جاد وغسان عندما كانا طفلين.