يونيسف: أزمة إنسانية متفاقمة في سوريا وسط ضعف التمويل واحتياجات متزايدة
يونيسف: أزمة إنسانية متفاقمة في سوريا وسط ضعف التمويل واحتياجات متزايدة
● أخبار سورية ٥ أغسطس ٢٠٢٥

يونيسف: أزمة إنسانية متفاقمة في سوريا وسط ضعف التمويل واحتياجات متزايدة

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في تقريرها الإنساني رقم 12 من تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا خلال النصف الأول من عام 2025، في ظل تصاعد الاحتياجات وضعف التمويل المخصّص للاستجابة. وأكد التقرير أن معدلات النزوح، والوفيات بسبب الذخائر المتفجرة، وسوء التغذية، ونقص المياه والخدمات الصحية والتعليمية، تسجّل مؤشرات مقلقة تتطلب استجابة عاجلة.

عودة النازحين والاحتياجات الملحة
وثقت المنظمة عودة أكثر من 1.5 مليون نازح داخلي إلى مناطقهم الأصلية، ما يسلط الضوء على الحاجة العاجلة لإعادة الإعمار وسد الفجوات الخدمية، خاصة في البنية التحتية الأساسية. كما سجّل التقرير عودة 719,801 لاجئ من دول الجوار، أكثر من نصفهم من الأطفال، فيما عبّر مليون شخص عن رغبتهم بالعودة خلال العامين 2025–2026.

الذخائر المتفجرة: خطر مستمر
منذ بداية العام وحتى 30 حزيران، شهدت سوريا 493 حادثة مرتبطة بالذخائر المتفجرة، أودت بحياة 390 شخصًا وأصابت 536 آخرين، من بينهم 313 طفلًا ما بين قتيل وجريح. ولفت التقرير إلى أن 60% من تلك الحوادث وقعت في الأراضي الزراعية، مع تصدّر دير الزور قائمة المناطق المتأثرة تليها إدلب وحلب، وسط تهديد مستمر يطال حياة 15.4 مليون شخص.

تراجع تمويل الاستجابة
أشارت اليونيسف إلى أن نداءها الإنساني لعام 2025، والبالغ 488 مليون دولار، لم يُموّل إلا بنسبة 25%، ما يهدد استمرارية الخدمات الأساسية المقدمة لملايين السوريين. وأكدت المديرة العامة للمنظمة، آمي بوب، أن توسيع نطاق الاستجابة يتطلب دعمًا عاجلًا من المانحين الدوليين لمواكبة الحاجات المتزايدة.

انهيار الأمن الغذائي وسوء التغذية
يعاني أكثر من نصف سكان سوريا من انعدام الأمن الغذائي، في حين يُقدّر عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد بـ600 ألف، بينهم 177 ألفًا يعانون من الهزال الشديد. وتفاقمت الأزمة جراء موجة الجفاف الأسوأ منذ 36 عامًا، حيث تراجعت معدلات الأمطار بنسبة 54%، ما تسبّب بعجز في إنتاج القمح يُقدّر بـ2.73 مليون طن متري.

أزمة المياه وانتشار الأمراض
تضرر نحو 8.5 ملايين شخص من نقص المياه، بينهم 1.8 مليون بشكل حاد، ما أدى إلى ارتفاع خطر تفشي الأمراض، خاصة الإسهال المائي الحاد، وزاد من احتمالات سوء التغذية، خصوصًا لدى الأطفال.

الأوضاع الصحية والجهود الطبية
قدمت اليونيسف خلال النصف الأول من 2025 أكثر من 1.2 مليون استشارة طبية مجانية، منها 937 ألفًا للأطفال، كما دربت 747 عاملًا صحيًا، ووفرت التحصين لـ226,467 طفلًا بلقاح DPT و218,832 بلقاح MMR. ووزّعت أكثر من مليون جرعة من فيتامين A، إضافة إلى إطلاق برنامج تحويل نقدي إنساني استفادت منه 6,000 أسرة.

التعليم بين الدعم والإيواء
حصل 536,691 طالبًا على دعم تعليمي عبر توفير مستلزمات دراسية وتأهيل مدارس، فيما لا تزال 40 مدرسة في الحسكة و81 في الرقة تُستخدم كمراكز إيواء، مما يحد من قدرة الأطفال على الوصول إلى التعليم. وتمت صيانة 165 مدرسة وتدريب أكثر من 24 ألف معلم في مهارات الدعم النفسي والاجتماعي.

الأوضاع الاقتصادية والاحتياجات الإنسانية
يستمر الاقتصاد السوري في الانكماش بنسبة 1.5%، وسط ارتفاع معدلات الفقر وتآكل القوة الشرائية. ويعيش ربع السكان تحت خط الفقر المدقع، وثلثاهم تحت خط فقر الدخل المتوسط. وسُجّل نزوح أكثر من 1,150 شخصًا بسبب حرائق في ريف اللاذقية في تموز، أثّرت على أكثر من 14 ألف شخص.

تطورات أمنية ومخاطر إضافية
وثق التقرير تأثير الهجمات الأمنية على البنية التحتية، لاسيما في شمالي حلب وسد تشرين. كما أشار إلى الهجوم الانتحاري الذي استهدف كنيسة القديس إلياس في حي دويلعة بدمشق، وأسفر عن مقتل 25 شخصًا، إضافة إلى تضرر منظمات إنسانية ومبانٍ خلال توغلات الاحتلال الإسرائيلي في درعا والقنيطرة.

جهود اليونيسف في المياه والإصحاح
قدّمت المنظمة خدمات المياه والصرف الصحي لنحو 14 مليون شخص، عبر تعقيم مصادر المياه، وتوسيع شبكات الطاقة الشمسية، وتوزيع مواد تنظيف، وإنشاء خزانات جديدة لضمان استمرارية الإمدادات.

نداء أممي لدعم تعافي سوريا
جددت اليونيسف دعوتها للمجتمع الدولي لتعزيز الدعم الإنساني والتنموي لسوريا، مشددة على أهمية الجمع بين الاستجابة العاجلة وتعزيز التعافي طويل الأمد، بما يضمن حياة آمنة وكريمة للسوريين، خاصة الأطفال الذين يشكّلون الغالبية العظمى من الفئات المتأثرة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ