قصص من الواقع: كيف يؤثر التنمر على العاملين في المهن المختلفة
قصص من الواقع: كيف يؤثر التنمر على العاملين في المهن المختلفة
● أخبار سورية ١٦ نوفمبر ٢٠٢٥

قصص من الواقع: كيف يؤثر التنمر على العاملين في المهن المختلفة

تُعدّ السخرية من المهن أحد أشكال التنمّر المنتشرة في المجتمعات العربية، ومنها المجتمع السوري، حيث يلجأ بعض الأفراد إلى التقليل من شأن مهن معيّنة بناءً على تصوّرات اجتماعية خاطئة. ويطلق هؤلاء انتقادات لاذعة تستهدف العاملين في تلك المهن، فتترك في نفوسهم أثراً نفسياً عميقاً، وتدفع بعضهم إلى الشعور بالحزن والقهر وربما الخجل من ممارسة عملهم.

قصة عامل النظافة في دير الزور
وفي هذا السياق برزت قصة عامل النظافة حسين مشهور، المنحدر من محافظة دير الزور، والذي ظهر في مقطع مصوَّر وهو يبكي بعد تعرّضه للتنمّر من بعض المارة أثناء أدائه عمله. وقد أثارت الحادثة تفاعلاً واسعاً على منصّات التواصل الاجتماعي، وتضامن معه الآلاف، مؤكدين ضرورة محاسبة من أساء إليه.

عوامل التنمر على المهن
وتعود أسباب التنمر على بعض المهن في المجتمع السوري إلى عدة عوامل، من أبرزها نقص الوعي بأهمية المهن المختلفة ودورها الحيوي في سير المجتمع، ما يجعل البعض يقلل من شأنها. كما يلعب التأثير الإعلامي دوراً كبيراً، إذ تصور بعض الأفلام والمسلسلات بعض المهن بصورة نمطية أو هزلية، ما يغذي السخرية والتنمر تجاه العاملين فيها.

عندما تصبح المهنة مصدراً للخجل
وتروي فاطمة وديع، سيدة أربعينية، قصتها لشبكة شام الإخبارية، مشيرة إلى أنها أرملة ولديها ابن وحيد، واضطرت للعمل في تنظيف الحمامات بإحدى المدارس. وتقول إنها غالباً كانت تتعرض للسخرية بسبب مهنتها، إلى درجة أنها صارت تشعر بالخجل من الحديث عنها أمام الآخرين. 

ومن جانبه، يروي علي المحمد أن والده كان يعمل كعامل نظافة، وكان أصدقاؤه في الحي والمدرسة ينعتونه بـ"أبن الزبال" ويسخرون منه، مما جعله يشعر بالنقص والإحراج. ومع ذلك، يؤكد علي أنه بعد أن كبر، لم يعد يهتم بهذه الانتقادات، وصار يقدّر مهنة والده أكثر ويثمن تضحياته في هذه الوظيفة الشاقة من أجل تربيته وتأمين مستقبله.

الحلول بين التوعية ووضع قوانين رادعة 
وأكدت المدرسة راما الحسن أن التوعية تعد أحد الحلول الفعّالة لمكافحة التنمر على المهن، مشيرة إلى أهمية إجراء حوارات توعوية في المدارس والمجتمعات المحلية لتسليط الضوء على قيمة المهن ودورها الحيوي في المجتمع، وإدراج مواضيع احترام المهن ومكافحة التنمر في البرامج التعليمية. 

كما تشدد على ضرورة وضع قوانين واضحة لمعاقبة المتنمرين في الأماكن العامة ومواقع العمل، وإنشاء آليات لتلقي الشكاوى وتقديم الدعم النفسي للعاملين المتضررين. وتضيف الحسن أن الإعلام يلعب دوراً أساسياً أيضاً، من خلال تقديم صورة واقعية ومحترمة لكل المهن، بعيداً عن النمطية أو الهزل.

يُعد التنمر على المهن أحد الظواهر السلبية المنتشرة في المجتمع، والتي تتطلب توعية واسعة وحلولاً قانونية فعّالة تحمي العاملين في هذه المهن من السخرية والإهانة. فكل مهنة لها قيمتها وأهميتها في بناء المجتمع، ويجب احترام جميع من يساهمون في خدماته اليومية دون تمييز أو تحقير.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ