صورة
صورة
● أخبار سورية ٨ يناير ٢٠٢٥

وصفه بـ الممتاز".. "الأب فلتس" بعد لقائه "الشرع": لا خطر على الوجود المسيحي في سوريا

وصف الأب "إبراهيم فلتس"، نائب "حارس الأراضي المقدسة"، اللقاء مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، ورؤساء الكنائس المسيحية في سوريا بـ"الممتاز"، مشدداً على عدم وجود خطر على الوجود المسيحي في البلاد.

وأوضح الأب فلتس، وكيل مؤسسة "حراسة الأراضي المقدسة" في البلدة القديمة بالقدس الشرقية، أن اللقاء الذي جرى في دمشق الأسبوع الماضي استمر نحو ساعتين ونصف الساعة، حيث استقبلهم الشرع بطريقة "جيدة جداً"، مبيناً أنه "إنسان ملتزم بكلمته ومنفتح ويريد التغيير ولا يريد الظلم"، مع طلبه المساعدة في عودة المسيحيين إلى البلاد.


وأوضح الأب فلتس، في حديث لوكالة "الأناضول" التركية، أن الوجود المسيحي "لا ينبغي الخوف عليه"، داعياً إلى منح الشرع الفرصة لقيادة مرحلة التحوّل في سوريا بعد الإطاحة بنظام البعث في 8 كانون الأول الماضي، والذي استمر 61 عاماً.

شدّد الأب فلتس على أن "سوريا مدمرة"، وأنه لا يوجد إحصاء دقيق لعدد المسيحيين، مشيراً إلى أن الشرع يرى ضرورة توفير أربع سنوات للتحضير للانتخابات وإجراء إحصاء عام. وكشف عن إعادة الشرع المدارس التي تم تأميمها عام 1967 إلى الكنائس، لافتاً إلى أن هذه الزيارة لسوريا كانت "الأفضل"، إذ شهدت الشوارع تحسناً ملحوظاً في الحركة وغياباً للحواجز الأمنية، إضافة إلى ترحيب شعبي واسع.

أوضح الأب فلتس أن رؤساء الكنائس أبدوا خلال اللقاء قلقهم حيال مستقبل المسيحيين في سوريا، طالبين من الشرع العمل على حماية حقوقهم وضمان حريتهم أسوة ببقية فئات المجتمع السوري. ولفت إلى أن المطارنة طرحوا مخاوف من أي حكم متطرف يستبعد الوجود المسيحي، لكن الشرع طمأنهم بأن سوريا القادمة ستكون حرة للجميع، مؤكداً على احترام التعددية وحرية الأديان.

في السياق ذاته، أشار الأب فلتس إلى عودة مطار دمشق الدولي إلى العمل، مؤكداً أن الشرع أوفى بوعده في هذا الشأن، إلى جانب إبدائه التزاماً كبيراً بمكافحة الفساد والرشاوى وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين. 


وعبّر فلتس عن انطباعه الإيجابي حيال الشرع، قائلاً: "هو إنسان بسيط ومنفتح، ويريد التغيير"، كما أشاد بدور الرهبان الفرنسيسكان في مساعدة المسيحيين ورعاية مصالحهم، مؤكداً استمرار جهودهم لدعم السوريين في مرحلة البناء.

وحول إمكانية عودة المسيحيين من الخارج، أكد الأب فلتس أن الكنائس ستشجّع على العودة تدريجياً، خصوصاً بعد ملاحظة تحسن الأوضاع، مشيراً إلى أن غالبية الذين عادوا في الفترة الماضية هم من كبار السن، بينما لا يزال الشباب مترددين بسبب الظروف الاقتصادية. 


وختم بالقول إن هناك "فرحة واضحة" في الشارع السوري، ويشعر الناس بأن الوضع لن يكون أسوأ مما كان عليه، معربين عن تطلعهم إلى مستقبل أفضل يسوده السلام والتعايش بين جميع مكونات الشعب السوري.


وسبق أن تطرق "أسعد الشيباني" وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية السورية، إلى المخاوف الدولية بشأن العنف ضد الأقليات في سوريا، لافتاً إلى أن الأمر بُحث في مناقشات مع الولايات المتحدة، وبين أن الإدارة الجديدة عازمة على التعامل مع الجميع باعتبارهم سوريين، "وليس بصفتهم مجموعات من الأقليات"، وقال إن "التركيز الأميركي على هذه القضايا قد يعزز عن غير قصد الانقسامات داخل المجتمع السوري ويساهم في تفتيته".

وكان التقى "أحمد الشرع" قائد الإدارة السورية الجديدة، اليوم الثلاثاء 31 كانون الأول، وفداً يضم مسؤولين دينيين يمثلون الكنائس المسيحية، من أرثوذكس وكاثوليك وأرمن أرثوذكس وسريان أرثوذكس وبروتستانت، في قصر الشعب بدمشق.

وجاء اللقاء في سياق سلسلة من اللقاءات التي يجريها "الشرع" مع ممثلي الطوائف السورية بمختلف انتمائاتها الدينية، لتهيئة الأجواء لبناء سوريا الجديدة بمشاركة جميع القوى والتيارات، ونبذ التفرقة، وقطع الطريق على المحرضين في اللعب على ورقة الأقليات والطوائف في سوريا.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ