صورة
صورة
● أخبار سورية ١٩ يناير ٢٠٢٥

وسط استمرار توغلها في القنيطرة.. الأمم المتحدة: إسرائـ ـيل تنتهك اتفاق 1974 مع سوريا

صرح مسؤول في الأمم المتحدة، أن القوات الإسرائيلية تواصل البناء في المنطقة العازلة التي تم تحديدها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين سورية وإسرائيل لعام 1974، مشيرًا إلى أنها أقامت معدات اتصال وحواجز طرق. 

وقد أكد الميجور جنرال باتريك جوشات، القائم بأعمال قائد قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، المعروفة باسم "أندوف"، التي تقوم بدوريات في المنطقة، أن القوة قد أبلغت إسرائيل بأن وجودها وأفعالها في المنطقة العازلة تعتبر انتهاكًا لاتفاق 1974.

التوغل الإسرائيلي في المنطقة العازلة

دخلت القوات الإسرائيلية المنطقة العازلة تحت مبرر أنها خطوة مؤقتة تهدف إلى منع المسلحين من احتلالها في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد الشهر الماضي، ما أنهى حربًا استمرت 13 عامًا، وأشار جوشات إلى أن سكان المنطقة يطالبون القوات الإسرائيلية بمغادرة قراهم وإزالة الحواجز التي تعرقل أعمالهم الزراعية.

تزايد الأنشطة العسكرية الإسرائيلية

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي توغله في الأراضي السورية، حيث بدأ في تثبيت نقاط عسكرية، بناء طرق، وإقامة تحصينات، في وقتٍ يتزايد فيه الجدل حول هذه الأنشطة التي تُعتبر تجاوزًا لكل الاتفاقيات الدولية القائمة. كما استغل الجيش الإسرائيلي الوضع الذي تمر به سورية بعد سقوط نظام الأسد، حيث قام بتوسيع نطاق تواجده في محافظة القنيطرة وريف درعا الغربي، متوغلًا في عمق الأراضي السورية بأكثر من 8 كيلومترات، وفقًا لوسائل إعلام عبرية.

إسرائيل تقصف سورية بشكل مكثف بعد سقوط الأسد

عقب سقوط نظام الأسد، شنّت إسرائيل أكبر حملة قصف جوي في تاريخها، حيث دمرت على مدار عشرة أيام أغلب مقدرات سورية العسكرية في أنحاء متفرقة من الجغرافيا السورية، ولفتت التقارير إلى أن هذا التصعيد جاء في وقت كان فيه اتفاق "فك الاشتباك" الذي تم توقيعه بين دمشق وتل أبيب في عام 1974 هو الناظم للعلاقة بين البلدين، حيث حافظ النظام المخلوع على هدوء الجبهات مع إسرائيل وفقًا لمضمون الاتفاق، رغم الاعتداءات المتكررة من الجانب الإسرائيلي على سورية.

القلق الدولي والدعوات لوقف الانتهاكات

تشير هذه التطورات إلى تصاعد التوترات في المنطقة الجنوبية لسورية، مع استمرار انتهاكات إسرائيل للاتفاقات الدولية. ويواصل المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، مراقبة الوضع عن كثب وسط دعوات متعددة لوقف هذه الانتهاكات وحماية الحقوق السيادية لسورية.

سوريا تدعو لحماية السيادة وتندد بالهجمات الإسرائيلية على أراضيها
أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في تصريحات خاصة لقناة "تي آر تي" التركية، أن المواقع التي استهدفتها إسرائيل في سوريا تخص الشعب السوري وليس النظام المخلوع، مشيرًا إلى ضرورة حماية هذه المواقع. وأوضح الشيباني أن إسرائيل يجب أن تحترم سيادة سوريا وألا تتدخل في أراضيها، مؤكداً أن سوريا لن تكون مصدر تهديد لأي دولة عربية أو أجنبية.

تعزيز العلاقات الإقليمية والتعاون المشترك

وأشار الشيباني إلى أن الإدارة السورية الجديدة تسعى لتعزيز العلاقات مع الدول العربية والإقليمية على أساس الاحترام المتبادل والسيادة الوطنية. كما أوضح أن سوريا تتطلع إلى بناء علاقات قائمة على التعاون مع جيرانها، مشيرًا إلى أن الأمن والاستقرار في المنطقة يتطلبان التعاون المشترك بين جميع الدول دون تدخلات خارجية.

الهجوم الإسرائيلي على القنيطرة

في المقابل، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، أن القوات الإسرائيلية استهدفت رتلاً تابعًا لإدارة العمليات العسكرية في محافظة القنيطرة السورية. وذكر أن جيش الدفاع الإسرائيلي رصد تحركات لمركبات محملة بالأسلحة بالقرب من المنطقة العازلة في جنوب سوريا، وقامت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي بإطلاق النار بالقرب من المركبات لمنعها من الاقتراب.

خسائر الهجوم الإسرائيلي
استهدف الهجوم الإسرائيلي رتلاً تابعًا لإدارة العمليات العسكرية في بلدة غدير البستان، الواقعة على الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والقنيطرة في 15 كانون الثاني، مما أسفر عن مقتل مختار القرية، عبدو الكومة، بالإضافة إلى عنصرين من الأمن العام. كما أسفر الهجوم عن إصابة عدد من المدنيين والعناصر العسكرية.

التصعيد الإسرائيلي على الحدود الجنوبية لسوريا

تزايدت التوترات على الحدود الجنوبية السورية، حيث تم توغل القوات الإسرائيلية في القرى الواقعة بين محافظتي درعا والقنيطرة مثل صيدا الحانوت والمعلقة، مع استخدام العربات العسكرية والجرافات في عمليات ميدانية. يُعتقد أن الهدف من هذه العمليات هو منع أي تهديد أمني من المناطق الحدودية، خاصة بعد سقوط نظام الأسد الذي كان يحمي الحدود.

إسرائيل تواصل تعزيز وجودها العسكري

استمرت إسرائيل في تعزيز وجودها العسكري في المنطقة الجنوبية، حيث أعلنت مؤخرًا استيلاءها على أكثر من 3300 قطعة عسكرية من سوريا، تشمل دبابات، أسلحة، صواريخ مضادة للدبابات، ومعدات مراقبة. ورغم أن بعض التقارير تشير إلى أن القوات الإسرائيلية كانت تبحث عن أسلحة ثقيلة في المواقع المستهدفة، فإنها لم تجد شيئًا مما أدى إلى انسحابها بعد فترة قصيرة.

قلق واسع في ريف القنيطرة

يستمر التصعيد الإسرائيلي على الحدود الجنوبية لسوريا، مما يثير قلقًا واسعًا بين السكان المحليين في ريف القنيطرة. هذا التصعيد يأتي في وقت تواجه فيه حكومة تصريف الأعمال السورية تحديات كبيرة في إعادة بناء البلاد بعد سنوات من الحرب، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المناطق الحدودية.

مجلس الأمن يناقش الأنشطة الإسرائيلية في الجولان 
وكان عقد مجلس الأمن الدولي جلسة إحاطة تناولت الأوضاع في الجولان السوري المحتل، مع التركيز على التحديات التي تواجهها قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أندوف) نتيجة الأنشطة الإسرائيلية في منطقة الفصل.

إحاطة اللواء باتريك غاوشات
قدم اللواء باتريك غاوشات، رئيس هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (يونتسو) والذي يعمل بشكل مؤقت قائدًا لقوة "أندوف"، إحاطة تفصيلية حول تأثير النشاطات الإسرائيلية على العمليات الأممية في المنطقة. وأشار غاوشات إلى أن إقامة الحواجز وأعمال البناء باستخدام معدات ثقيلة من قبل إسرائيل في منطقة الفصل تشكل انتهاكًا واضحًا لاتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.

تأثير النشاطات الإسرائيلية على العمليات الأممية
وأوضح غاوشات أن الأنشطة الإسرائيلية أثرت بشكل كبير على العمليات اليومية للقوات الأممية في المنطقة، حيث انخفض عدد المهام الميدانية التي كانت تقوم بها "أندوف" من حوالي 55 إلى 60 عملية يومية إلى 10 مهام لوجستية فقط.

شكاوى من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي
كما نقل غاوشات شكاوى من سكان الجولان السوري المحتل حول ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك التفتيش والاعتقالات، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة تعمل على معالجة هذه المظالم من خلال تعزيز قنوات الاتصال مع الأطراف المعنية.

دعوات للحفاظ على اتفاقية 1974
ودعا غاوشات جميع الأطراف المعنية إلى احترام بنود اتفاقية 1974 والسماح للقوات الأممية بأداء مهامها دون عوائق. وأكد على أهمية الحفاظ على وقف إطلاق النار في المنطقة كجزء من الجهود المبذولة لضمان السلام والاستقرار.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ