وزارة الخارجية توضح تفاصيل اللقاء بين "الشيباني" وعضو الكونغرس الأميركي "كوري لي ميلز"
وزارة الخارجية توضح تفاصيل اللقاء بين "الشيباني" وعضو الكونغرس الأميركي "كوري لي ميلز"
● أخبار سورية ١٩ أبريل ٢٠٢٥

وزارة الخارجية توضح تفاصيل اللقاء بين "الشيباني" وعضو الكونغرس الأميركي "كوري لي ميلز"

أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية عن تفاصيل اللقاء الذي جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بعضو الكونغرس الأميركي كوري لي ميلز، وذلك في العاصمة دمشق.  

وجرى خلال اللقاء نقاش معمّق حول التطورات الأمنية والاقتصادية في سوريا، بالإضافة إلى سبل بناء شراكة استراتيجية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين دمشق وواشنطن.

التحديات الأمنية المشتركة ومكافحة الجريمة المنظمة
كما تناول الجانبان جملة من التهديدات التي تواجه المنطقة، وعلى رأسها الميليشيات العابرة للحدود، وانتشار شبكات تهريب المخدرات والجريمة المنظمة. وتم التأكيد على أهمية التنسيق الدولي المشترك ضمن إطار يحترم القانون الدولي وسيادة الدول، لمواجهة هذه التحديات ذات الطابع العابر للحدود.

العقوبات الأميركية على طاولة النقاش
وأثار الوفد السوري آثار العقوبات الأميركية أحادية الجانب المفروضة على البلاد، مشيراً إلى تداعياتها السلبية المباشرة على حياة المدنيين السوريين وعلى قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والطاقة. وشدد الجانب السوري على أن رفع هذه الإجراءات "غير القانونية" يُعد خطوة أولى ضرورية لبناء الثقة والانخراط في مسارات تعاون بنّاء بين البلدين.

الحوار والانفتاح السياسي
من جهته، أعاد الوزير الشيباني التأكيد على انفتاح سوريا على الحوار الجاد والمسؤول مع مختلف الأطراف الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة، شريطة أن يكون قائماً على احترام السيادة الوطنية والمصالح المتبادلة. كما جدّد التأكيد على تمسّك دمشق بالحلول التي تصب في مصلحة الشعب السوري وتدعم وحدة البلاد واستقرارها.

جهود لتعزيز الدور الإقليمي والدولي لسوريا
واختُتم البيان بالإشارة إلى أن هذا اللقاء يأتي ضمن سياق أوسع من الجهود التي تبذلها سوريا لكسر عزلتها الإقليمية والدولية، وإعادة تفعيل حضورها وموقعها ضمن المشهد السياسي الإقليمي والدولي، بما يتماشى مع مصالحها الوطنية العليا وحقوق شعبها.

وفد من الكونغرس الأمريكي يلتقي الرئيس "الشرع" في دمشق لبحث العقوبات والملفات الإقليمية
وكان استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع، يوم السبت 19 نيسان، عضو الكونغرس الأمريكي كوري ميلز في قصر الشعب بدمشق، بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في أول زيارة رسمية لمشرعين أمريكيين منذ إسقاط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024.

 ووفق ما أكدته مصادر في الوفد الأمريكي، فإن اللقاء بين الرئيس الشرع والنائب الجمهوري ميلز استمر 90 دقيقة، وتركزت النقاشات حول العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، والدور الإيراني، والعلاقات الثنائية المستقبلية بين دمشق وواشنطن. ومن المنتظر أن يجتمع الشرع بالنائبة الجمهورية مارلين ستوتزمان في وقت لاحق اليوم.

 زيارة رسمية تحمل أبعاداً سياسية وإنسانية
وتأتي الزيارة، التي تضم كلاً من كوري ميلز ومارلين ستوتزمان، إلى جانب ممثلين عن "التحالف السوري الأميركي من أجل السلام والازدهار"، في إطار سعي الإدارة الأمريكية إلى تقييم المرحلة الانتقالية الجارية في سوريا، وبحث سبل إعادة رسم العلاقة السياسية والاقتصادية مع الحكومة السورية الجديدة.

 وكان وفد مماثل من وزارة الخارجية الأميركية، برئاسة باربرا ليف ومبعوث الرهائن روجر كارستينز، قد زار دمشق في ديسمبر/كانون الأول 2024، ما مثل حينها أول تحرك دبلوماسي أمريكي بهذا المستوى منذ أكثر من عقد.

 جولة ميدانية في جوبر وزيارة مرتقبة لصيدنايا
في بداية جولته، زار الوفد الأمريكي حي جوبر في شمال شرق دمشق، أحد أكثر الأحياء تضرراً خلال سنوات الحرب، حيث عاين الوفد حجم الدمار الحاصل في البنية التحتية. وتوقعت مصادر مطلعة أن يتوجه الوفد لاحقاً إلى سجن صيدنايا، والذي يُعد من أبرز رموز الانتهاكات المرتكبة في عهد النظام المخلوع.

 محاور النقاش: العقوبات ومصير المقاتلين الأجانب
في تصريحات لموقع "الجزيرة"، أكد كوري ميلز أن "مسألة رفع العقوبات عن سوريا ترتبط بإجراءات ملموسة من جانب الحكومة السورية"، مشدداً على أهمية رؤية حكومة منتخبة تمثل جميع السوريين. ولمّح إلى إمكانية عقد لقاء مستقبلي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الشرع، معتبراً أن السياسة الخارجية الأمريكية تعتمد على رؤية الرئيس ومساراته في تحقيق الاستقرار.

 أما النائبة مارلين ستوتزمان، فقد عبّرت عن تطلعها لـ"سوريا جديدة صديقة للغرب"، وقالت في حديث لوكالة الأنباء الألمانية: "ما رأيناه من دمار في الأحياء السكنية يدعو للحزن، لكنه يرافقه تصميم شعبي على النهوض". وأضافت: "سأنقل تفاصيل هذه الزيارة والمواقف التي لمستها إلى الإدارة الأميركية، لأن هذه الفرص لا تتكرر كثيراً".

 التحالف السوري الأميركي": تخفيف العقوبات ضرورة إنسانية
وفي هذا السياق، أكد مجد عبار، عضو التحالف السوري الأميركي من أجل السلام والازدهار، أن الزيارة تهدف إلى تسليط الضوء على الأثر الإنساني للعقوبات الأميركية على الشعب السوري، مشيراً إلى أن "هناك حاجة ملحة لفصل العقوبات عن المساعدات الإنسانية". وأوضح عبار أن جدول الزيارة يشمل لقاءات مع قيادات دينية أبرزها البطريرك الآشوري في دير مار تقلا، بالتزامن مع احتفالات عيد الفصح المجيد.

 وأضاف عبار أن الوفد سيجري زيارات ميدانية في عدد من المناطق بهدف الاطلاع المباشر على النسيج الاجتماعي السوري، ونقل صورة دقيقة إلى المؤسسات الأميركية. وأشار إلى أن التحالف يسعى إلى تقديم تقارير موثقة حول الواقع الإنساني والاقتصادي في سوريا، في محاولة للضغط من أجل تخفيف الإجراءات العقابية المفروضة على المدنيين.

 زيارة رمزية لمرحلة انتقالية حاسمة
تشكل هذه الزيارة خطوة رمزية في توقيت حساس من المرحلة الانتقالية السورية، وتفتح باباً للنقاش حول طبيعة العلاقات المستقبلية بين دمشق وواشنطن. كما أنها تعكس اهتماماً أميركياً متزايداً بمصير الاستقرار الإقليمي، ودور الحكومة السورية الجديدة في بناء بيئة سياسية شاملة، قادرة على التعامل مع ملفات الأمن والاقتصاد وحقوق الإنسان.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ