
"نتنياهو" يهدد بالتصعيد: نرفض القواعد التركية في سوريا ونتخوّف من خطرها
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، إن بلاده تعارض بشكل قاطع مساعي تركيا لإنشاء قواعد عسكرية داخل الأراضي السورية، ملوّحاً بالتصدي لهذه الخطوة باعتبارها "تهديداً مباشراً لأمن إسرائيل".
وفي مقطع فيديو نشره قبيل مغادرته العاصمة الأميركية واشنطن، أكد نتنياهو أن إسرائيل "لن تقبل بأي وجود عسكري تركي على حدودها الشمالية"، واصفاً التحركات التركية بأنها "خطيرة وستُواجَه".
من جانبه، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال لقائه بنتنياهو في البيت الأبيض يوم الإثنين، إلى التعامل مع الخلاف مع تركيا بـ"عقلانية"، قائلاً إنه يتمتع بعلاقة قوية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقد يتدخل لحل الخلاف في حال تطلب الأمر.
وقال ترامب: "أخبرت نتنياهو بأنه إذا كانت لديه مشكلة مع تركيا، فسأتدخل شخصياً لأنني أتمتع بعلاقة ممتازة مع الرئيس أردوغان".
لكن نتنياهو، وفي حديثه في الفيديو، أوضح أنه أبلغ ترامب: "إذا احتجنا إلى مساعدتك في هذا الملف، فسوف نطلبها منك في الوقت المناسب".
وكانت وكالة "رويترز" قد كشفت مؤخراً أن الطيران الإسرائيلي استهدف ثلاث قواعد جوية سورية خلال الأسبوع الجاري، في ما اعتُبر رسالة واضحة إلى أنقرة، التي تسعى لتوقيع اتفاقية دفاع مشترك مع الحكومة السورية، تُتيح لها نشر قواتها في تلك القواعد.
وبحسب مصادر "رويترز"، فإن الضربات الإسرائيلية جاءت رغم محاولات تركية لطمأنة واشنطن بأن تعزيز وجودها العسكري في سوريا لا يستهدف إسرائيل، إلا أن تل أبيب تصر على رفض أي تموضع عسكري تركي في جنوب سوريا، وتعتبره تهديداً لأمنها القومي.
الجزائر والصومال تطلبان جلسة طارئة بمجلس الأمن لوقف الاعتداءات الإسرائيـ ـلية على سوريا
دعت الجزائر والصومال، يوم الثلاثاء، إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، لمناقشة التصعيد العسكري الإسرائيلي المتكرر على الأراضي السورية، وما ينطوي عليه من تهديدات للاستقرار الإقليمي.
وجاءت الدعوة وفق ما أفادت به وسائل إعلام جزائرية، عقب تنسيق مشترك مع المجموعة العربية في نيويورك، التي أجمعت على المضي في هذه الخطوة، في ظل تزايد الاعتداءات التي تنفذها قوات الاحتلال داخل الأراضي السورية، وتبعاتها الأمنية الخطيرة على المنطقة.
ووفق المصادر، من المقرر أن تُعقد الجلسة صباح يوم الخميس، العاشر من نيسان/أبريل الجاري، بناء على الترتيبات الجارية من قبل الرئاسة الدورية لمجلس الأمن.
وفي كلمة ألقاها باسم المجموعة العربية، عبّر السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، عن بالغ القلق من استمرار الغارات الإسرائيلية التي تستهدف بشكل مباشر مواقع داخل سوريا، إلى جانب التصريحات الإسرائيلية التي تتحدث عن نوايا لإقامة "منطقة منزوعة السلاح" في الجنوب السوري.
واعتبر بن جامع أن هذه الانتهاكات تمثل خرقاً صارخاً لسيادة سوريا وتهديداً مباشراً لوحدة أراضيها، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته ووقف هذه التجاوزات التي تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تتزايد فيه المخاوف من تصعيد أوسع على الساحة السورية، وسط مطالب متكررة في أروقة مجلس الأمن بضرورة احترام السيادة الوطنية للدول ووقف الأعمال العدائية المخالفة للقانون الدولي.
وسط غياب أي تحرك دولي.. إدانات عربية وإسلامية متجددة للعدوان الإسرائيـ ـلي على سوريا
واصلت الدول العربية والإسلامية إدانتها للعدوان الإسرائيلي المتكرر على الأراضي السورية، سواء عبر الغارات الجوية التي طالت مواقع عسكرية استراتيجية تابعة للدولة السورية الجديدة، أو من خلال التوغلات البرية في محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي البلاد.
وعلى الرغم من كثافة الإدانات الرسمية، فإن هذه المواقف لا تزال تندرج ضمن الإطار السياسي، دون أن يقابلها أي تحرك دولي فعلي يردع الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة، والتي تستغل حالة الانتقال السياسي في سوريا عقب سقوط نظام الأسد، وضعف البنية الدفاعية لدى الدولة الجديدة لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية.