
موسكو : التهديدات الأمريكية لـ”الأسد” هي عمل استفزازي لروسيا
اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن التقارير التي تنشرها واشنطن عن استعدادت نظام الأسد لشن هجوم كيميائي جديد ،هي تمهيد للتدخل في سوريا ، مشددة على أن الاتهامات الآنفة هي عمل استفزازي الموجه ضد روسيا أيضاً.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي ، اليوم ، "للأسف كانت هناك اتهامات جديدة عديمة الأساس من قبل واشنطن تجاه القيادة السورية التي تخطط بحسب زعم الجانب الأمريكي لشن هجوم كيميائي جديد"، وأكدت أن هذا الوضع يشبه عملا استفزازيا من الناحيتين العسكرية والإعلامية يستهدف ليس فقط نظام الأسد، بل وكذلك روسيا.
وأضافت زاخاروفا أن هذه الاتهامات والتهديدات تبدو "ساخرة تماما على خلفية الخطوات المخالفة للقانون لما يسمى بالتحالف المناهض لـ"داعش" بقيادة الولايات المتحدة حيال سوريا المستقلة".
وقالت زاخاروفا إن "الحملة الإعلامية الحالية هي تمهيد لتدخل جديد في سوريا".
هذا و أجمعت المؤسسات الأمريكية الثلاث الرئيسية في أمريكيا (البنتاغون - المخابرات - البيت الأبيض) ، على ذات المعلومات المتعلقة بوجود نشاط مشابه لذلك الذي شهده مطار "الشعيرات" في حمص ، قبيل ارتكاب مجزرة الكيماوي في خان شيخون نيسان الفائت ، هذه المعلومات التي تلاها تهديد بدفع "ثمن باهظ جدا"، سرعان ما انضم إليه بعض الدول مبدية استعداها بالمشاركة في هذا العقاب.
وأعلن البيت الأبيض ، الثلاثاء، عن وجود معلومات استخباراتية تقول أنه تم "رصد استعدادات محتملة لنظام الأسد لشن هجوم آخر بالأسلحة الكيماوية سيؤدي على الأرجح إلى قتل جماعي لمدنيين بينهم أطفال أبرياء"، هذه المعلرمات التي تم ربطتها بتهديد شديد للارهابي بشار الأسد بدفع "ثمن باهظ جدا" هو وقواته إذا شن هجوما بالأسلحة الكيماوية ضد المدنيين.
التهديد الأمريكي الذي أتى استباقياً ، بعد تجربة خان شيخون في الرابع من نيسان الفائت و التي راح ضحيتها مئات الشهداء و المصابين ، الأمر الذي دفع أمريكا بتنفيذ أول عملية قصف مباشر لنظام الأسد في السابع من نيسان عبر 59 صاروخ من نوع توماهوك، على مطار الشعيرات في ريف حمص، والذي اعتبرته أمريكا حينها أنه المسؤول عن تلك المجزرة.
و انضم إلى واشنطن في تهديدها فرنسا، اذ قالت الرئاسة الفرنسية، الأربعاء، إن الرئيس إيمانويل ماكرون اتفق مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في اتصال هاتفي، على العمل معا على رد مشترك في حالة وقوع هجوم كيماوي في سوريا.
الاصطفاف الفرنسي - الأمريكي ، لم يكن وحيداً اذ تبعه وزير الدفاع البريطاني "مايكل فالون" باعلان تعهد بلاده بدعم أي تحركات عسكرية أمريكية في سوريا حال تكرار الأسد استخدام الكيماوي.
وفي مجلس الأمن وجدت التهديدات الأمريكية - الفرنسية - البريطانية دعماً من الأمم المتحدة، التي عبرت عن ادانتها بـ "بأقوى العبارات" أي استخدام محتمل للأسلحة الكيماوية في سوريا، داعية إلى محاسبة المتورطين في شن مثل هذه الهجمات وفقا للقانون الدولي.