الشتاء القارس في مخيمات شمال غربي سوريا: معاناة بلا تدفئة
الشتاء القارس في مخيمات شمال غربي سوريا: معاناة بلا تدفئة
● أخبار سورية ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥

مع اقتراب الشتاء القارس في مخيمات النازحين: معاناة بلا تدفئة

مع اقتراب فصل الشتاء، يزداد شعور آلاف النازحين السوريين بالعجز واليأس، نتيجة عدم قدرتهم على تأمين مواد التدفئة الأساسية، فضلاً عن عجزهم عن تغيير الواقع القاسي الذي يعيشه كثيرون منهم داخل المخيمات، حيث تفتقر الظروف إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة.

النازحون السوريون بين الدمار والفقر
حُرمت آلاف العائلات السورية النازحة من العودة إلى مسقط رأسها بسبب الدمار الذي حلَّ بمنازلهم نتيجة القصف الممنهج الذي طال قرى ومدن ريف إدلب وحماة وحلب وغيرها من المناطق المتضررة بفعل الحرب.

وتعاني أغلب هذه الأسر من ظروف اقتصادية قاسية وإمكانيات مادية ضعيفة، تفاقمت خلال سنوات النزوح، مما منعهم من إعادة إعمار منازلهم. ويُضاف إلى ذلك ارتفاع تكاليف مواد البناء وأجور اليد العاملة.

مأساة إنسانية في مخيمات شمال غربي سوريا
وبحسب فريق منسقو استجابة سوريا، يعاني أكثر من 1.5 مليون مدني في المخيمات الواقعة شمال غربي سوريا من واقع إنساني مأساوي، وفق بيان أصدره الفريق يوم الخميس الماضي، 23 تشرين الأول/أكتوبر.

وأشار البيان إلى أن هذا العدد يشكل نحو 75% من إجمالي النازحين في المنطقة، ممن لا يستطيعون العودة إلى قراهم ومدنهم بسبب دمار بيوتهم، ما يزيد من صعوبة حياتهم داخل المخيمات ويضاعف معاناتهم اليومية.

 صعوبات النازحين في تأمين مواد التدفئة
تواجه هذه العوائل صعوبات كبيرة في تأمين مواد التدفئة في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها، لا سيما أن أغلبيتهم من ذوي الدخل المحدود أو شبه المعدوم. وازداد الوضع صعوبة مع ارتفاع أسعار مواد التدفئة.

وبلغ سعر الطن من الحطب نحو 180 دولاراً، وسعر قشر الفستق 280 دولاراً، فيما تجاوز سعر برميل المازوت الصالح للاستخدام في المدافئ 200 دولار، وهو ما يفوق قدرة معظم الأسر على تحمله.

في هذا السياق، تقول أم علاء، نازحة من ريف إدلب الجنوبي ومقيمة في مخيم تابع لأطمة: "أعمل كبائعة في محل لبيع الألبسة، مقابل أجر شهري بالكاد يكفي لتغطية نفقات الطعام والشراب، حتى أنني في أغلب الأحيان أضطر للاستدانة من السمان والصيدلية وبائع الخضرة، والآن لا أعلم كيف أتمكن من تأمين ثمن المازوت للتدفئة هذا الشتاء".

وبحسب البيان الصادر عن فريق منسقو استجابة سوريا، فإن 95% من العائلات غير قادرة على تأمين مواد التدفئة لفصل الشتاء القادم، مشيراً إلى أن 83% من النازحين لم يحصلوا العام الماضي على أي إمدادات تدفئة داخل المخيمات.

وفي ظل هذه الظروف، اضطرت بعض العائلات سابقاً إلى استخدام مواد تدفئة بديلة وغير صالحة، مثل النايلون والبلاستيك والإطارات والفحم، ما أدى إلى انتشار الأمراض التنفسية ووقوع الحرائق بشكل متكرر، مضاعفاً معاناة النازحين في الشتاء القارس.

ختاماً، يواصل سكان المخيمات مناشداتهم للحكومة والجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بضرورة تقديم الدعم العاجل للأهالي قبل حلول فصل الشتاء واشتداد البرد، لضمان حمايتهم من تداعيات الطقس القارس التي يعانون منها كل عام، وتأمين أدنى مقومات الحياة الكريمة داخل المخيمات.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ