
مصدر طبي يكشف لـ "شام" تفاصيل لقاء "الجولاني" بالفعاليات الطبية بإدلب وهدفه
كشف مصدر طبي من ريف إدلب لشبكة "شام"، جانباً من تفاصيل اللقاء الذي جمع قائد هيئة تحرير الشام "أبو محمد الجولاني"، والفعاليات الطبية في المنطقة، معتبرين أن الجولاني مصر على صبغ "إدلب" بكل ما فيها بالسواد، لتمرير مشروعه وتسويق نفسه حتى على حساب القطاع الطبي.
ولفتت المصادر إلى أن القصة بدأت، بدعوة من النقابات ومؤسسات طبية ومدراء بعض المشافي وشخصيات طبية مستقلة وممثلين عن المستودعات الدوائية، للقاء تشاوري في مدينة سرمدا قرب الحدود السورية التركية، لبحث أسباب وحلول ارتفاع تسعيرة الأدوية في المنطقة المحررة، بتاريخ ١-٦-٢٠٢٠.
وأوضحت مصادر "شام" أنه وبعد أن وصل الحضور لمكان الاجتماع تفاجئوا بدخول "أبو محمد الجولاني" قائد هيئة تحرير الشام مع د "محمد جبس" وزير الصحة في حكومة الإنقاذ، إضافة إلى بعض الشخصيات المنتسبة للهيئة، لمكان الاجتماع لحضوره، دون أن يكون هناك أي تنسيق لحضوره أو أي من الجهات المرتبة بالهيئة وحكومة الإنقاذ.
وذكرت المصادر أن "الجولاني" تسلم الحديث خلال الاجتماع وتكلم عن الجهود التي تقوم بها الهيئة لحماية المحرر، وفق تعبيره، متحدثاً عن معركة قريبة مع النظام في المنطقة الجنوبية، وضرورة أن يكون هناك استعداد لدى القطاع الطبي في المنطقة لأي طارئ.
وذكرت المصادر أن الجولاني تطرق لغلاء الأدوية نتيجة إغلاق المعابر مع مناطق سيطرة النظام وخصوصاً بعد سيطرة النظام على معامل الأدوية في المنصورة مؤخراً، وألمح في حديثه للحاضرين لضرورة أن يتقدموا بطلب واضح لفتح المعابر مع النظام وذلك من أجل تخفيف الضغط الشعبي على هيئة تحرير الشام، وفق تعبيره.
ورأى المصدر، أن هيئة تحرير الشام، تحاول استغلال غلاء الدواء ونقصه في المناطق المحررة، لإعادة تفعيل فكرة افتتاح معبر تجاري مع النظام، وأنها تحاول اللعب على وتر الوقت، حتى تكمل ضغوطاتها على كل الفعاليات لإصدار بيانات تطلب فتح المعبر، لتمريره على أنه مطلب شعبي وليس خيار الهيئة.
وحذر المصدر من تحركات "الجولاني" لاسيما التي تمس قطاعات حساسة، كالمنظمات الإنسانية والقطاع الطبي، لأن تبني الجولاني وحكومة الإنقاذ لهذه القطاعات والتدخل فيها والظهور على أنه على تنسيق معها قد يسبب كارثة إنسانية كبيرة في المنطقة قد تدفع لقطع الدعم من المنظمات الدولية التي ترفض التعامل مع أي جهة تتعامل مع أي تنظيم مصنف على قوائم الإرهاب.
ودأب متزعم "هيئة تحرير الشام"، أبو محمد الجولاني على الخروج الإعلامي ضمن سلسلة متواصلة من الظهور المكثف الساعي إلى إظهار "الجولاني" بوجه إنساني قريب من الحاضنة الشعبية وفق سياسة كشفتها آلية الظهور بمظهر الحريص رعاية مصالح السكان.
ويرى نشطاء ومحللون أن هدف "الجولاني" من الظهور المتواصل مؤخراً، بين الفعاليات المدنية، هدفه توجيه رسائل داخلية وخارجية بأنه "الحاكم الفعلي" للمنطقة، وأنه مقرب من عوام المدنيين وحريص على تفقد أحوالهم، تتولى الماكينة الإعلامية للهيئة تجميل تلك الصورة وترويجها.
وتأتي هذه المساعي الرامية لتسويق صورة جديدة للجولاني - وفق نشطاء - في وقت تتصاعد حالة السخط الشعبية ضد "هيئة تحرير الشام" بذراعها الأمني تحدياً، والمدني بصورة حكومة "الإنقاذ" جراء تصاعد الممارسات والانتهاكات بحق الحاضنة الشعبية والمحرر بشكل عام.
وكان "الجولاني" بدأ مرحلة إعادة تسويق نفسه كشخصية مقربة من الفعاليات الإعلامية الثورية حيث عقد سلسلة لقاءات سرية مع نشطاء وفعاليات مدنية، لتجميل صورته، والظهور بمظهر الحريص على المنطقة، وأنه يعمل على إشراك الجميع ومشاورتهم في قراراته.
هذا وعرفت "تحرير الشام" بممارساتها في تفكيك الفصائل الثورية التي قتلت وشردت عناصرها وسلبت سلاحها بشكل ممنهج ضمن سلسلة من الخطوات التي تبدأ بترويج الروايات الخاصة بها وصولاً إلى اختلاق نقاط الخلاف ومن ثم الانقضاض على الفصيل وتدميره.
كما مارست السياسة ذاتها في تفكيك "المجتمع الثورة" باعتباره الحاضنة الشعبية المحبة للثوار والتي شاركتهم نشوة الانتصار وتحرير المدن والبلدات قبيل ظهورها بسنوات، ما يزيد من غرابة ظهور الجولاني بشكل متكرر محاولاً تسويق نفسه بما يخالف الواقع الذي عهده عليه السكان.
يشار إلى أن حملة الترويج والإعلان تتواصل لقيادة "تحرير الشام" متمثلة بشخص "الجولاني" صاحب الشخصية البراغماتية المتحولة في الأفكار والأيديولوجية، لتسويقه بوجه جديد، وتظهره بموقع قريب من الحاضنة الشعبية، واليد القابضة على كل ماهو في الشمال المحرر، من خلال سلسلة لقاءات واظب على عقدها مؤخراً، ترافقه عدسات الكاميرات، لإيصال رسائل داخلية وخارجية معينة.