"مركز أبحاث": 6 عوامل أدت لانهيار قوات الأسد أمام ثوار عملية "ردع العدوان"
نشر "المركز السوري للدراسات الاستراتيجية"، تحليلاً مختصراً حول عوامل انهيار قوات الأسد في مواجهة قوى الثورة السورية، في خضم عملية "ردع العدوان" التي شكلت ضربة كبيرة للنظام وميليشياته مع وصول قواتها إلى مدينة حلب.
وفسر المركز التقدم والسريع لفصائل الثوار السورية ضمن عملية ردع العدوان مقابل انهيار كبير في دفاعات ميليشيات نظام الأسد واغتنام قوات الثورة لدبابات وراجمات صواريخ ومستودعات أسلحة.
وذكر أن من بين أبرز العوامل العسكرية هو "سوء التقدير العملياتي للنظام" وشرح هذا العامل بقوله "فشل النظام في استيعاب حجم وحِرَفيَّة قوات الثورة، إذ بدا غير مهيأ للتعامل مع قدراتها القتالية والتنظيمية، ما أدى إلى انكشاف دفاعاته أمام الهجوم".
ومن العوامل أيضًا "الانهيار السريع للروح القتالية"، وتسبب الهجوم المفاجئ وغير المتوقَّع الذي انطلق من محور الشيخ عقيل في إرباك القوات المدافعة، هذه المفاجأة العملياتية أدت إلى انهيار سريع في معنويات قوات النظام والميليشيات الإيرانية ما أفقدها القدرة على الصمود أو إعادة تنظيم صفوفها.
وأكد أن عامل "زخم الهجوم واستمراريته" من أبرز العوامل حيث اتسم الهجوم بكثافة نيرانية وحركية عالية دون أي توقف منذ انطلاقه، ما وضع قوات النظام تحت ضغط متواصل واستنزاف ميداني أدى إلى انهيار خطوط الدفاع على نحو متسارع.
ونوه أن الفرار الجماعي لعناصر النظام، كان عاملا بارزا وظهر معظم قوات النظام في المنطقة كانت تعتمد على مجندين إلزاميين يفتقرون إلى الدافع القتالي ومع تزايد الضغط العسكري شهدت الجبهات موجة فرار واسعة، حيث توافدت تقارير ميدانية عن هروب الآلاف نحو مدينة حلب ومناطق خلفية ما أدى إلى ترك العتاد والمواقع دون مقاومة.
وذكر أن "إحكام منظومة القيادة والسيطرة لقوى الثورة، وتجديد أساليبها القتالية" حيث بات تنظيم قوات الثوار تنظيماً عسكرياً من الطراز الأول، واستخدموا تكتيكات وأسلحة مفاجِئة لم تعهدها قوات النظام من قبل، وعلى رأسها "كتائب شاهين" للطيران المسير وقوات النخبة المدربة للعمليات البرية.
ولم ينس المركز ذكر عامل الكتمان والسرية واستخدام أسلوب المخادعة العسكرية حيث بقي موعد المعركة سراً حتى اللحظة الأخيرة، ولا يزال هدفها العسكري وحجمها مجهولاً بالنسبة للنظام، وحرم تعدد المحاور والجبهات العدو من حشد قوات في المحور الأخطر عليه.
وأشار إلى أن أدت هذه العوامل مجتمعة إلى تفكك سريع في منظومة النظام الداعية ما أتاح لقوات الثورة الاستيلاء على كميات كبيرة من العتاد العسكري وتحقيق مكاسب ميدانية سريعة، وفيما لو استمر انهيار دفاعات النظام من المرجح أن تشهد الساعات القليلة القادمة المزيد من الانهيارات.