
لا صعوبات باتجاه الهدف “الأكبر” .. فصائل الثوار و جيش الفتح مصرون على استكمال ملحمة حلب لتحريرها بشكل كامل
عبر قيايديون بارزون في الفصائل الثورية و جيش الفتح ، عن اصرارهم مواصلة معركة حلب حتى النهاية ، موضحين النقاط التي لازلت تشكل عائقاً أمام تحقيق الهدف النهائي من “ملحمة حلب الكبرى” ألا وهو تحرير كامل المدينة، مشددين على أن انهاء الأسد سيكون في حلب.
و نفى أبو جميل الناطق الرسمي باسم “فيلق الشام” ، في تصريح خاص لشبكة “شام” الاخبارية ، أن يكون هناك أي دعم خارجي تم توجيهه للفصائل، وقال أن “ لو يوجد دولة واحد فقط تدعمنا بصدق لتحررت سوريا منذ زمن بعيد”.
و رفض أبو جميل الحديث عن ما تخفيه الفصائل في المراحل القادمة من المعركة لـ”ضرورة العمل” ، مشدداً على أن الهدف هو انهاء وجود نظام الأسد و حلفاءه في حلب ، ومؤكداً أن خذا الأمر لا يمكن المساومة عليه أبدا.
و لفت أبو جميل إلى أنه لايوجد أي صعوبات تعترض المعركة ، عازياً السبب إلى الدراسة الجيدة التي تمت للمعركة سواء من حيث التوقيت و المكان، مشيراً إلى أن المعركة لاتقتصر على فتح الطريق إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب ، و إنما “تحرير المدينة بالكامل” مهما طال الأمد.
واعتبر أنه لايوجد مكان محصن للنظام و حلفاءه في حلب بعد الآن ، حيث تم اختراق أهم الأماكن التي كان دائماً “يتغنى” بها مثل كلية المدفعية و الجوية .
ونقلت وكالة “الأناضول” عن أبو يوسف المهاجر المتحدث العسكري باسم حركة أحرار الشام الإسلامية ، قوله إن المعركة في حلب ستكون طويلة أو على الأقل متوسطة المدى كونها مدينة كبيرة من الناحية السكانية والعمرانية، لافتاً إلى “تعيين مدة زمنية لها أمر لن يكون صحيحاً أو دقيقا”، وفق تعبيره.
ونوه المهاجر إلى أن أولوية فصائل حالياً هي تأمين الطريق الذي شقته من ريف حلب الجنوبي الغربي إلى المدينة مؤخراً، مشيراً إلى أن الطريق يتعرض لقصف مكثف من الطيران الروسي ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى خلال الأيام الماضية.
وأكد المتحدث أن هذه المعركة (معركة حلب) تقاد من خلال غرفة عمليات ذات تنسيق عالٍ، وتشهد اجتماع القادة العسكريين للفصائل، إضافة للتحرك بأمر عسكري واحد والانضباط بتنفيذ الأوامر المعطاة، معتبراً أن “ما ميز هذه المعركة أن جميع الفصائل دخلت باتجاه نفس الهدف ولكن من عدة محاور، فلم يكن هناك تشتت بالأهداف”.
وتطرق المهاجر إلى أهمية مدينة حلب كأحد أكبر مناطق تجمع لقوات النظام والميليشيات المساندة له، معتبراً أن “سقوطها سيكون النهاية الحتمية لبشار الأسد”، على حد تعبيره.
بدوره، قال الرائد ياسر عبد الرحيم قائد غرفة عمليات “فتح حلب”، في تصريحاته للأناضول، إن “الاستراتيجية التي يتبعها النظام في حلب هي إطالة عمر المعركة لقتل نشوة الانتصار وروح الاندفاع لدى فصائل المعارضة إلا أن الأخيرة حسمت أمرها وهي مصممة على تحرير المدينة وطرد قوات النظام والميليشيات الطائفية المساندة له منها”.
وأشار عبد الرحيم أن الانسحابات الكبيرة التي قامت بها قوات النظام خلال الهجمة الأخيرة على ريف حلب الجنوبي الغربي “أثبتت هشاشته وإمكانية هزيمته بشكل كامل في المدينة”.
وبين عبد الرحيم أبرز المناطق التي تتحصن بها قوات اأسد حاليا في مدينة حلب وهي “الأكاديمية العسكرية” على مدخل مدينة حلب الغربي، و”فرع المخابرات الجوية”(فرع استخبارات تابع للنظام) شمال غربي المدينة، وفرعي “الأمن العسكري” و”الأمن السياسي”(فرعا استخبارات تابعين للنظام) وسط المدينة، ونادي الضباط بحي الأعظمية.
واعتبر قائد غرفة العمليات أن الصعوبات التي تواجه الفصائل في عملياتها العسكرية بحلب، تتمثل بخذلان المجتمع الدولي والعالم وصمته على المجازر التي ترتكب بحق المدنيين من قبل طيران العدوين “الروسي - الأسدي” ، كما تطرق إلى ما وصفه بـ”تعامي” وسائل الإعلام العالمية عما يجري في سوريا من عمليات قتل منظم تقوم بها ميليشيات متعددة الجنسيات تقاتل إلى جانب قوات النظام.
من جانبه، أفاد العميد أحمد بري رئيس أركان الجيش الحر ، وفق ما نقلت عنه الأناضول، أن معركة حلب الأخيرة التي تم خلالها فك الحصار عن الأحياء الشرقية في المدينة ، قد حققت نتائج ممتازة تتمثل بـ”كسر شوكة كل من النظام السوري وروسيا”، كما أنها “عززت ثقة الشعب السوري بالجيش الحر وجيش الفتح ”.
وكشف بري عن أن خارطة السيطرة في مدينة حلب تغيرت بعد المعركة الأخيرة التي ما تزال مستمرة حتى اليوم، إضافة لخسارة النظام أقوى معاقله في المدينة كمدرسة المدفعية وكلية التسليح، التي كانت تقدم إسنادا ناريا قويا لقوات النظام في كل الاتجاهات.
ورأى القيادي في الجيش الحر، أن المرحلة القادمة من المعركة ستكون “الأصعب”، بسبب غياب عنصر “المفاجئة” الذي تحقق بشكل كامل في المراحل السابقة، إضافة إلى أن قوات الأسد والمليشيات “الطائفية” التي تساندها ومن بينها حزب الله الارهابي، قد وصولوا لمرحلة “الاستماتة”، أي إما “الموت أو البقاء”، وفق قوله ، لافتاً إلى إمكانية قيام روسيا بأعمال أشد قسوة من السابق لأن الخسارة في حلب تعتبر خسارة لها خاصة أنها زجت بكامل ثقلها وقوتها لكسر الثوار وحتى اليوم لم تنجح في ذلك.
واعتبر بري “أن النظام خسر ربع قواته في حلب وهو آيل للسقوط، الأمر الذي دفع بإيران وحزب الله للزج بالمزيد من قوات النخبة لديهما، على اعتبار سقوط حلب يعني سقوط بلدتي نبل والزهراء ذات الأغلبية الشيعية في ريف حلب الشمالي”.
وعبّر عن ثقته بـ”انتزاع″ حلب بالكامل من سيطرة النظام، الأمر الذي يمهّد لـ”طرد” مقاتلي منظمة “ب ي د”، من الأحياء التي يسيطرون عليها في المدينة، ليعود الاتصال الجغرافي بين ريفي حلب الجنوبي والشمالي باتجاه مدينة “اعزاز″ على الحدود السورية التركية محرراً.
و استطاع الثوار خلال معارك اسطورية من كسر حصار مدينة حلب خلال ستة أيام سيطروا بها على أبرز معاقل و مصدر قوة الأسد و حلفاءه (الكليات العسكرية)، في الوقت الذي يستعد فيه الثوار لاستكمال المعارك باتجاه الهدف الكبير الذي حددوه ألا وهو “تحرير حلب بالكامل”.