
كابوس مضايا يتحول إلى معضمية الشام من جديد
يعاني سكان “معضمية الشام” من نقص حاد في الغذاء والأدوية مع مرور 20 يوماً على إطباق قوات نظام الأسد حصارها على المدينة الواقعة غرب دمشق، فيما تسود مخاوف في المدينة من مصير مشابه لمصير بلدة “مضايا”.
وباتت أسواق “معضمية الشام” التي ما يزال يقطنها حوالي 45 ألف مدني خاوية على عروشها، بحسب معاينة مراسل “الأناضول”، حيث أغلقت معظم المحلات التجارية فيها، فلا بيع ولا شراء، فيما يشتكي الأهالي بشكل أساسي من انعدام مادة حليب الأطفال ما تسبب في إصابة العديد من الأطفال بسوء التغذية.
وإلى جانب انعدام الغذاء يشكل نقص الدواء معضلة كبيرة أخرى يواجهها سكان المدينة الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة منذ أكثر من 3 أعوام، ما يساهم في تفاقم الأمراض لديهم وخاصة الأطفال.
وأفادت “أم مرام” من سكان “معضمية الشام” للأناضول (رفضت الكشف عن وجهها لأسباب أمنية)، أن طفلتها مرام تعاني من سوء تغذية شديد نتيجة الحصار المفروض، وأن وضعها يزداد سوءاً ويزداد معه هُزال جسدها يوماً بعد يوم، مشيرةً إلى أن حليب الأطفال بات غير متوفر نهائياً في المدينة.
وأضافت أم مرام أن طفلتها بحاجة لتلقي العلاج بمستشفى، وهو غير موجود في “المعضمية”، وقوات نظام الأسد لا تسمح بالخروج من المدينة أو الدخول إليها.
من جانبه أفاد أحمد الشيخ، عضو المجلس المحلي في “معضمية الشام”، أن “الوضع الإنساني متدهور جداً في المدينة بسبب إغلاق قوات نظام الأسد المعبر الوحيد في المدينة الذي كانت تدخل منه بعض المواد الغذائية والأدوية”، مشيراً إلى أن المجلس المحلي “غير قادر على تأمين احتياجات الناس الكثيرة وخصوصاً حليب الأطفال والغذاء”.
وأشار الشيخ إلى أن الوضع يزداد سوءا يوماً بعد يوم، داعياً المجتمع الدولي للتدخل “قبل أن تحل كارثة لا يحمد عقباها”.
وأوضح محمد المعضماني، الطبيب في المركز الطبي الميداني الوحيد في “معضمية الشام”، أن المدينة “تعاني نقصا شديدا في المعدات والتجهيزات الطبية إلى جانب انعدام الدواء، حتى البسيطة منها كمسكنات الألم وأدوية ارتفاع الضغط والسكر”، لافتاً إلى أن الوضع الإنساني في المدينة “كارثي وسيصبح كارثيا أكثر إذا ما استمر على ما هو عليه لفترة أطول”.
وأضاف المعضماني، أن المركز الطبي للمدينة استقبل قبل أيام طفلا يدعى “همام” مصاب بالتهاب قصبات شديد وسوء تغذية، إلا أن المركز عجز عن علاجه لعدم توفر الإمكانات ولم يتمكن أهله من إخراجه من المدينة لتلقي العلاج بسبب حصار قوات نظام الأسد، ما أدى إلى وفاته.
وتابع الطبيب، أن المدينة كان يدخل إليها كميات قليلة من الغذاء وبشكل متقطع على فترات طويلة قبل أن يطبق نظام الأسد حصاره، وبالتالي فإن الناس لا يملكون مخزوناً لمواجهة الحصار، واصفاً ما يجري بـ”الأمر الذي يندى له الجبين”.
من جانب آخر، تشهد أطراف المدينة محاولات اقتحام مستمرة من قبل قوات نظام الأسد من عدة محاور، في ظل قصف جوي كثيف ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا بين المدنيين.
وأفاد ناشطون في “معضمية الشام”، أن حصار نظام الأسد ازداد إطباقاً مؤخراً بعد أن رفض الثوار مطالب النظام بإخلائها من سكانها أو الانسحاب منها، ما دفع قوات الأخير إلى خرق الهدنة المعقودة في المدينة منذ نحو عام، وبدء عمليات عسكرية ضدها.
وتتزايد مخاوف ناشطين وأهالي “معضمية الشام” من استمرار الحصار المفروض على المدينة، بعدما شاهدوه من مصير أهالي بلدة “مضايا” القريبة من دمشق، والتي توفي أكثر من عشرين شخصاً من سكانها مؤخراً نتيجة الجوع والحصار المفروض عليها من قبل قوات نظام الأسد.
وتشهد بلدة مضايا الخاضعة لسيطرة الثوار، منذ 7 أشهر حصارًا خانقًا، منعت خلاله قوات نظام الأسد دخول كافة أنواع المساعدات الإنسانية، ما تسبب في ارتفاع كبير للأسعار، ما اضطر الأهالي إلى غلي الأعشاب وأكلها وجمع الطعام من بقايا القمامة، بحسب مشاهد مصورة نشرها ناشطون على مواقع التوصل الاجتماعي.