قوات اسرائيلية تسيطر على سد مائي في القنيطرة وغارات جوية في بريفي حلب ودمشق
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عملياتها في سوريا عبر سلسلة من الغارات الجوية والتوغلات البرية التي استهدفت مناطق حيوية في ريف حلب الجنوبي وريف دمشق الغربي ومحافظة القنيطرة.
وشن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة استهدفت معامل الدفاع بريف حلب الجنوبي، ما أسفر عن انفجارات ضخمة هزت المنطقة وأثارت حالة من الذعر بين السكان المحليين.
واستهدفت غارات إسرائيلية مواقع عسكرية في ريف دمشق الغربي، منها اللواء 90 وتل الشحم، حيث سمعت أصوات انفجارات قوية تردد صداها في المناطق المحيطة، مما يشير إلى نية اسرائيل عدم السماح للحكومة السورية الجديدة بتشكيل أي تهديد عليها مستقبلا.
في جنوب سوريا، وسعت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها في القنيطرة، حيث سيطرت على سد المنطرة، أحد أكبر السدود المائية في المنطقة، وأقامت قاعدة عسكرية قرب السد، محاطة بسواتر ترابية، وفرضت حظر تجوال على السكان المحليين.
وتعكس هذه التحركات على ما يبدو نية واضحة من الاحتلال الاسرائيلي تعزيز وجوده في المنطقة وعدم التخطيط لأي انسحاب قريب، حيث يشير توجه اسرائيل للسيطرة على المواقع المائية في جنوب سوريا.
وأشار نشطاء أن اسرائيل باتت تسيطر على جبل الشيخ الذي يحوي مصادر مائية كبيرة ومصدر رئيسي لبعض الينابيع بريف دمشق، كما وصل أيضا إلى مشارف سد الوحدة الذي يربط بين سوريا والأردن،وتعتمد الأردن عليه كثيرا، وكذلك بات يسيطر بشكل عملي على نهر اليرموك، وبهذا باتت اسرائيل تهدد الأمن المائي في سوريا حيث وضعت يدها ما يقارب من 4 مليارات متر مربع من الماء الصالح للشرب.
واستعرضت اسرائيل قوتها في تأكيدها على السيطرة على مواقع استراتيجية، بينما تتزايد المخاوف من تداعيات هذا التصعيد على الأمن والاستقرار في سوريا، حيث توغلت قوة اسرائيلية بالدبابات والآليات المدرعة في 30 ديسمبر 2024 مدينة البعث بريف القنيطرة واقتحمت مباني حكومية عدة، من بينها مديريتي التموين والكهرباء، والمصرف العقاري، والمخبز الآلي.
وقامت بطرد الموظفين من المباني تحت ذريعة التفتيش، ما أثار قلقًا بين السكان المحليين، الذين أعربوا عن استيائهم من غياب ردود فعل واضحة من إدارة العمليات العسكرية أو حكومة تصريف الأعمال.
أما بريف درعا الغربي، ما زالت القوات الإسرائيلية متمركزة في مواقع عدة، أبرزها ثكنة الجزيرة العسكرية قرب قرية معرية وأطراف قرية جملة. ورغم التصريحات السابقة عن انسحاب الاحتلال من حوض اليرموك، أكدت تقارير أن الانسحاب شمل بعض النقاط فقط، مع استمرار التواجد الإسرائيلي في المنطقة.
هذا التصعيد الإسرائيلي يشكل تحديًا جديدًا للإدارة السورية الجديدة، ويضعها أمام اختبار صعب في التعامل مع هذه الانتهاكات المستمرة من اسرائيل، والتأثيرات السلبية على السكان المحليين.