
قسد تمنع "لواء ثوار الرقة" من المشاركة في عملية السيطرة على مدينة الرقة
أفادت مصادر إعلامية في محافظة الرقة، أن قوات قسد الانفصالية منعت لواء ثوار الرقة من المشاركة في عملية دخول مدينة الرقة ضمن المعركة الأخيرة التي اطلقتها قبل يومين للسيطرة على المدينة، حيث يعود الصراع بين قوات قسد ولواء ثوار الرقة المنضوي ضمن صفوفها لتخوف قسد بشكل دائم من تنامي قوة المكون العربي في المناطق التي تسيطر عليها.
وتتخوف قوات قسد من دخول لواء ثوار الرقة الذي شكل بالأصل داخل مدينة الرقة ومن أبنائها وشارك في تحريرها من قوات الأسد في 2013، غالبيته من المكون العربي، تتخوف من أن يتمكن اللواء من تمكين قواه ونفوذه داخل المدينة، وبالتالي سيكون نداً قوياً لها لما يتمتع به من شعبية كبيرة في أوساط المكون العربي، لذلك تحاول استبعاده من معركة المدينة، كما أن الخلاف بين الطرفين يعود لأكثر من عامين مع بداية تشكل قوات قسد.
وكانت اندلعت مواجهات مسلحة بين قوات "قسد" وعناصر لواء ثوار الرقة في كانون الأول عام 2016، على خلفية اعتقالات نفذتها عناصر "قسد" بحق عناصر من اللواء، تطورت لاشتباكات مسلحة بين الطرفين في قرية الجرن بريف الرقة الشمالي، تخلله حصار قوات "قسد" لقائد جبهة ثوار الرقة "أحمد علوش" المعروف باسم أبو عيسى في قرية زنوبا.
جاءت الاعتقالات والتي تطورت لاشتباكات لرفض "أبو عيسى" المشاركة بشكل فاعل مع قوات "قسد" في معركة "غضب الفرات"، ورفضه دخول قوات "قسد" لمدينة الرقة، والانتهاكات التي تقوم بها "قسد" بحق المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها لاسيما عمليات التهجير والاعتقال وسرقة الممتلكات.
وكان قد بدأ الصراع بين الطرفين بعد إعلان تشكيل قوات سوريا الديمقراطية وظهور الوحدات الشعبية الكردية كموجه رئيسي لهذه القوات مع وجود ذات الفصائل التي كانت ضمن غرفة "بركان الفرات" ضمن هذه القوات مع غياب تشكيل عربي فاعل في ريف الرقة وهو جبهة ثوار الرقة والعشائر العربية الملتفة حولها.
وتتالت الأيام لتدخل قوات سوريا الديمقراطية مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، بعد انسحاب تنظيم الدولة منها لتبدأ الصراعات بين المكونات العربية الأصيلة في هذه المدينة وبين المكون الكردي القادم من منطقة القامشلي وعين العرب، ليفرض قراراته ويجعل من مدينة تل أبيض إدارة ذاتية جديدة تتبع لمقاطعة الجزيرة في الحسكة الأمر الذي رفضته جبهة ثوار الرقة وطالبت بتشكيل إدارة مدنية لإدارة مدينة تل ابيض بإشراف جميع القوى.
كما طالبت جبهة ثوار الرقة بالسماح للمهجرين العرب بالعودة الى ديارهم ومناطقهم ولا سيما في منطقة سلوك التي يبلغ عدد سكانها قرابة 24000 مهجر أجبرتهم الوحدات الشعبية على النزوح من ديارهم بحجة وجود تنظيم الدولة وقصف طيران التحالف والأخطار المحدقة بهم لتقوم بسلب ونهب جميع ممتلكاتهم من أثاث وممتلكات عامة وخاصة ونقلها عبر قاطرات الى مناطق سيطرتها في الجزيرة العربية بالإضافة لتدمير عدة قرى بشكل كامل حتى لا يكون لأهلها دافع للعودة إليها.
كل هذه التجاوزات بالإضافة لحرق المحاصيل الزراعية والاعتقالات التعسفية التي طالت المئات من الشباب العرب زج بهم في سجون الإدارة الذاتية في تل أبيض والقامشلي كانت تحت مرأى ومسع جبهة ثوار الرقة العاجزة عن الدفاع عن هذه القرى لاسيما أنها تحملت أعباء كبيرة جراء الحروب والمعارك التي خاضتها ضد التنظيم بعد الملاحقات التي طالتها منه أبان سيطرته على مدينة الرقة وريفها.
وبعد تشكيل قوات سوريا الديمقراطية زادت الضغوط أكثر على جبهة ثوار الرقة التي دعمت موقفها بوجهاء العشائر العربية الذين أعلنوا رفضهم لعمليات التهجير القسرية التي تنتهجها الوحدات الكردية الرامية لتغيير الديمغرافية السكانية في المنطقة وتحقيق أطماعها في ربط الجزيرة العربية بمناطق نفوذها في عين العرب وعفرين عن طريق السيطرة على المناطق العربية وتهجير أهلها لكي لا يكونوا عقبة في طريق تحقيق هدفهم ولكن كثرة الضغوطات وتكاثر الحلفاء وعدم وجود ملاذ أخر تستطيع جبهة ثوار الرقة الخروج إليه وتضييق الحصار على عناصرها في مناطق تواجدهم وصلت لمنع وصول الطحين والخبز إليهم أجبرت ثوار الرقة على الرضوخ والقبول بالانضمام لقوات سوريا الديمقراطية بعد أن حصل على تعهدات بتحقيق مطالبه في عودة المهجرين وإعادة الحقوق المغتصبة لأهلها، والتي لم تنفذها قسد.
ومع استمرار عمليات التهجير، وعدم تحقيق مطالب لواء ثوار الرقة، وعمليات التضييق التي طالت المكونات العربية ضمن قوات "قسد" عادت لتطفوا من جديد الصراعات الداخلية بين مكونات قسد، لاسيما بين المكون الكردي الرئيس والمكون العربي المتمثل بلواء ثوار الرقة، حتى وصلت لمرحلة بدء معركة السيطرة على مدينة الرقة ذات الثقل الشعبي والاستراتيجي الهام.
وتجدر الإشارة الى أن لواء ثوار الرقة من أوائل الألوية التابعة للجيش السوري الحر شكل في مدينة الرقة قبيل تحريرها من قوات الأسد وعمل ضمن صفوف عدد من الفصائل الكبرى ثم تعرض للتهجير والملاحقة بعد سيطرة عناصر تنظيم الدولة على محافظة الرقة ودارت بين الطرفين عشرات المعارك تمكن خلالها اللواء من استعادة السيطرة على منطقة سلوك وعين عيسى واللواء 93 ويجعل نصب عينه..