قتـ ـل واعتقال وسرقة وتضليل.. "قسد" تزيد من انتهاكاتها وسط خدمات معدومة شرق سوريا
صعدت ميليشيا "قسد" من الانتهاكات بحق أبناء المنطقة الشرقية في سوريا ضمن المناطق الخاضعة لسيطرتها في ريف دير الزور والحسكة والرقة، حيث وثق ناشطون عدة جرائم على يد الميليشيات الانفصالية.
ومن بين هذه الانتهاكات قتل وخطف مدنيين، إضافة إلى حملات اعتقال واسعة النطاق، ترافقت مع حملات تجنيد طالت العديد من الشبان، وسط مداهمات للمنازل وسرقة وتعفيش طالت المرافق العامة مثل محطات توليد الكهرباء والماء.
إلى ذلك تزايدت حالة الفلتان الأمني والفرار من صفوف ميليشيات "قسد"، وتزامن ذلك مع حالة من الارتباك والشلل ضربت الأسواق في المنطقة، في حين سُجل انعدام كامل للخدمات نتيجة استمرار انتهاكات "قسد" وعمليات السطو والسرقات الممنهجة.
ضحايا بنيران ميليشيات "قسد" الأخيرة تضلل وتبرر جرائمها
كشفت شبكة "نهر ميديا"، المحلية عن مقتل 3 أشخاص من عائلة واحدة، على يد ميليشيا "قسد"، في ريف منبج شرقي حلب، وقالت إنّ الحادثة وقعت قبل 4 أيام، بعد أن استهدفتهم طائرة مسيرة تابعة لها أثناء محاولتهم النزوح من قرية القشلة بريف منبج شرقي حلب.
ووثقت مقتل المُسن "محمد خليل الأيوبي وزوجته فطومه الشامان وابنهما سليمان"، الجدير ذكره أنّ "قسد" صورت جثثهم وبثتها عبر مقطع مصور على أنهم مقاتلون في صفوف الجيش الوطني.
إلى ذلك قتل الشاب "حسنين العواد الجاسم" من أبناء مدينة الطبقة متاثراً بإصابته جراء استهدافه مع "حسين الجدوع" برصاص عناصر "قسد"، بعد الاشتباه بهم في ببادية الرصافة، وهما مدنيان لديهم قطعان أغنام بالمنطقة.
كما تم العثور على جثة المدني "محمد الهواش" محروقاً بسيارته في مدينة دير حافر شرقي حلب، بعد 5 أيام من اعتقاله من منزله على يد قسد، والمصادر الأهلية تشير إلى أنه قتل بهذه الطريقة على يد "قسد"، ووثق ناشطون مقتل مدنيين برصاص "قسد"، اثناء مداهمة نفذتها في قرية القاسمية بريف مدينة عين العرب شرقي حلب.
وأكدت مصادر أن الميليشيا اعتقلت شقيق الضحية، ومنعت أهله من دفن الشويخ في القرية المتاخمة جسر قره قوزاق، وتابعت بأن سبب دهم القرية هو رفع على الثورة على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، مستنكرة قيام الميليشيا بترويع النساء، وكشف حرمات البيوت.
اعتقالات واسعة تستهدف المدنيين يتخللها سرقة ونهب منازل سكنية
داهمت دوريات أمنية وعسكرية تابعة لميليشيا "قسد" عدة مناطق في ديرالزور والرقة والحسكة، منها تفتيش
عدة منازل في منطقة الحاوي في بلدة ذيبان شرقي ديرالزور بحجة البحث عن أسلحة.
واعتدت بالضرب على شبّان متواجدين في أحد المنازل في المنطقة وهم "محمد عبداللطيف الحمود السعيد ودرويش محمود الدرويش السعيد"، وطعنهم بالسكاكين وسلبهم مبلغ 3500 دولاراً وموبايلات المنزل وبندقية.
فيما اعتقلت ميليشيا "قسد"، عضو منظمة IRC الناشط "رواد الخضر"، عند استدعائه لمراجعة مركز استخباراتها في مبنى السياحة في مدينة الرقة، بعد عودته من حضور حفل انتصار الثورة السورية بدمشق قبل أيام، كما اعتقلت "قسد" أكثر من 20 شاباً بغية تجنيدهم بصفوفها في مدينة الرقة.
هذا داهمت دوريات "قسد" عدة منازل واعتدت على السكان بالضرب كما قامت بترويع النساء والأطفال، وجرى اعتقال أطفال بتهمة الإرهاب بعملية امنية نفذتها في بلدة الحوايج شرقي دير الزور، بمناطق الجزيرة التي تسيطر عليها قسد، وسط معلومات عن وفاة السيدة "هويلة الغرير" تحت التعذيب في سجن علايا بالحسكة.
اعتصامات ومظاهرات مطالب تحرير الشرق السوري وطرد "قسد" تتصاعد
ورغم القبضة الأمنية والاعتقالات المتواصلة في مناطق على الضفة الثانية لنهر الفرات، تظاهر مجموعة من أبناء بلدة حوايج بومصعة بالريف الغربي لدير الزور، مُطالبين بخروج ميليشيات "قسد" من الجزيرة، ودخول القوات الحكومة الانتقالية.
أفاد الناشط الإعلامي "زين العابدين العكيدي"، في سلسلة تغريدات على منصة إكس، أن "قسد" عملت على قمع احتجاجات عبر الاعتقالات وتهجير غالبية أصحاب الحراك السلمي، خفض مستوى المشاركة لا سيما بعد إطلاق النار على المتظاهرين عدة مرات.
وأكدت مصادر متطابقة خروج مظاهرات شعبية من أبناء المنطقة الشرقية و أرياف حلب للمطالبة بطرد ميليشيا "قسد"، من المناطق التي تحتلها ويرتكب فيها الجرائم في شمال شرق سوريا.
ولليوم السابع على التوالي، تستمر خيمة الاعتصام في مدينة تل أبيض التي أطلقها مهجرون وناشطون من مدينة الرقة رفضاً لوجود قسد وسياستها الانفصالية والانتهاكات الممارسة على أهالي الرقة.
ووفقًا لشبكة "الخابور" المحلية أكد المشاركون بخيمة الاعتصام أن الرقة وديرالزور والحسكة هي جزء لا يتجزأ من الدولة السورية وليست كما تمنهجها قسد عبر مناهجها ووسائلها الإعلامية “غرب كردستان، روج آفا”.
وطالب المحتجون في يومهم السابع الحكومة في دمشق بالوقوف على مطالبهم وتحرير الجزيرة السورية من مشاريع قسد وأديولوجيتها الانفصالية، وإيقاف نهب خيرات المنطقة والانتهاكات والاعتقالات القسرية بحق أهلها.
خدمات معدومة.. سرقة وتفكيك المحولات والمستشفيات
عملت ميليشيا "قسد" على تفكيك عدة محولات كهرباء ومحطات مياه ومعدات طبية وسرقة الطحين من الأفران كما قامت بتفريغ مستودعات الحبوب في سياق عمليات ممنهجة تقوم على سرقة ونهب مقدرات البلاد والانتقام الجماعي.
وقام ما يسمى بـ"مكتب اتصالات دير الزور" التابع لميليشيات "قسد"، بقطع الإنترنت الفضائي عن ريف دير الزور الشرقي، بحجج واهية مع طلب إتاوات مالية، وسط انعدام الخدمات الأساسية للمجتمع مثل الخبز والماء والكهرباء بشكل ممنهج و متعمد.
وضمن حالات فساد كبيرة، أكدت مصادر لـ"الخابور" فرار القيادي في الميليشيا "صلاح عمر" وهو مدير المحروقات في مدينة الطبقة إلى شمال العراق، وبحوزته مبلغ مالي يقدر بـ 400 ألف دولار أمريكي.
هذا تتجه ميليشيا "قسد" للتفكك وفق ما تظهر المؤشرات، ومنها فرار أكثر من قيادي مؤخراً، بحوزتهم أموال طائلة، وأعلنت السلطات العراقية ضبط شاحنة أموال مؤخرًا، تضم 5 مليارات ليرة سورية مخبأة في شاحنة في كركوك شمال العراق.
انشقاقات تضرب صفوف "قسد" رغم التشديد الأمني
سُجلت عشرات حالات الانشقاق عن صفوف "قسد" في دير الزور، في الآونة الأخيرة، وقالت مواقع إعلامية في المنطقة الشرقية إنّ عدداً من عناصر "قسد"، فروا بسلاحهم إلى مناطق سيطرة إدارة العمليات العسكرية.
وأكدت حواجز قسد المنتشرة في ريف دير الزور في هذه الأوقات لا يوجد فيها سوا عنصرين أو ثلاث في كل حاجز، وأغلبهم من المكون الكردي، يشار إلى أنه تم إخلاء العديد من النقاط العسكرية لميليشيا "قسد"، بعد إسقاط النظام المخلوع بسبب قلة العناصر منها نقاط في بلدة الحوايج وبلدات الكشكية وأبو حمام بريف دير الزور الشرقي.
يشار إلى أنّ "قسد"، والشبيبة الثورية التابعة لها نشروا عناصر لإرهاب المدنيين في المدينة، مع رفع أعلام حزب العمال الكردستاني وصور أوجلان، بعد إلقاء بيان مصور يدعو المدنيين للنفير العام وحمل السلاح ضد الجيش الوطني.
فلتان أمني وتخبط على وقع حظر تجوال تفرضه ميليشيا "قسد"
أكدت مراسل تزايد عمليات السرقة في عموم مناطق سيطرة "قسد"، وفي الرقة وحدها طالت السرقات أكثر من 20 محلاً ومتجراً في أسواق "الأماسي، تل أبيض، النعيم، 23 شباط والقطار"، فيما تعدت سرقات السيارات لأكثر من 8 خلال الأيام العشر الأخيرة.
وبحسب شهادات متعددة من أصحاب المحلات المسروقة فإن عمليات السرقة تزايدت منذ أن أعلنت هيئة الداخلية حظراً جزئياً على مدينة الرقة منذ شهر يبدأ من الساعة 9 مساءً وحتى الخامسة صباحاً.
يشار إلى أن العفو الذي أصدرته قسد عن الجرائم في كانون الأول الماضي شمل لصوص وأصحاب سوابق وتجار المخدرات، وهو مازاد في معدل الجرائم وعمليات السطو والسرقات.
ورغم تزايد الشكاوى، تمنع قسد السكان من تشكيل فرق حراسة محلية لحماية أحيائهم أو شوارعهم. كما تواجه أي مدني يُشاهد في الشارع خلال الحظر بعنف شديد، حتى في الحالات التي تتطلب الخروج الاضطراري، مما يزيد من حالة التوتر والغضب بين الأهالي.
ويذكر أن ممارسات وجرائم "قسد"، لا تقتصر على مناطق شرقي ديرالزور والحسكة والرقة بل تتصاعد في مناطق بريف حلب الشرقي، كما لا تزال تتواجد في حيّي الشيخ مقصود والأشرفية، والتي تتحكم بحياة النّاسَ هناك، وتقوم باستهداف تحركات المدنيين في الأحياء المجاورة عبر عمليات القنص.
هذا وقال نشطاء وفق متابعة الخط الإعلامي لميليشيات "قسد" إن الأخيرة تماطل وتحاول كسب الوقت للخروج بمكاسب معينة كإدارة لامركزية و الاحتفاظ بقوات مسلحة، وحصة من النفط والغاز، وتراهن على أخطاء السلطة الجديدة في البلاد.