
في ذكرى مجزرتها .. "الحولة" تستلم مساعدات أممية فهل هي تعويض أم سعي لتضميد جرح لازال ينزف ؟
دخلت اليوم إلى مدينة الحولة دفعة من المساعدات الإنسانية ، للمرة الثانية هذا العام ، و ذلك في اليوم الذي تستذكر في هذه المدينة جرحها الغائر بعد مجزرة عام ٢٠١٢ التي راح ضحيتها أكثر من ١٠٠ شهيداً ، على يد قوات الأسد التي استخدم عناصرها فيها السكاكين في تنفيذ جريمتهم.
و قال ناشطون ميدانيون أن المساعدات دخلت بواسطة منظمة الهلال الأحمر واليونيسف ومفوضية اللاجئين ، حيث دخل المدينة ١٠ شاحنات تحوي على قرطاسية و طحين و قرطاسية.
و سبق و أن دخل المدينة دفعة من المساعدات في ٢٤ شهر آذار تضمنت الطحين و بعض المواد الغذائية و أغطية و مستلزمات منامة ، فيما عمدت قوات النظام على إزالة مستلزمات طبية و جراحية من القافلة.
هذا و تستذكر مدينة الحولة يوم ٢٥ آيار هذا العام الذي طوت فيه الذكرى الرابعة على المجزرة، التي اهتزت لها ضمائر المجتمع الدولي لأيام معدودة وأعربوا عن قلقهم الشديد إزاء المجزرة البشعة، ولكن بعد أربع سنوات مضت لايزال مرتكب هذه الجريمة حراً طليقاً يرتكب مجازراً أخرى لا تقل إجراما ووحشيةً عن مجزرة الحولة وإن اختلفت طرق القتل.
في الجمعة الأخيرة من أيار 2012 خرج الأهالي من جوامع المدينة ليتظاهروا في جمعة "دمشق موعدنا القريب" ليتم استهدافهم من قبل قوات النظام وشبيحته بشكل مفاجئ بقصف مدفعي عنيف وبمعدل عشر قذائف في الدقيقة الواحدة وبدأت الرشاشات الثقيلة تطلق زخات الرصاص المتفجر من التلة الجنوبية الشرقية المواجه للسهل وبدأ سقوط الضحايا نتيجة القصف المدفعي.
وقبل غياب الشمس تسللت مجموعات من شبيحة سهل الغاب وتلكلخ والقرداحة إلى حي السد بعدة سيارات بيك آب بيضاء من مفرق بلدة (القبو) من الجنوب الغربي ، وكان بعض المسلحين يرتدون اللباس العسكري، وبعضهم الآخر يرتدي اللباس المدني الذي يغلب عليهم اللون الأسود، لتقوم بعمليات قتل مروعة بالسكاكين وتهشيم لجماجم الأطفال ولإطلاق النار عن قرب على الضحايا لتسفر المجزرة عن استشهاد أكثر من 108 شهداء بينهم أكثر من 50 طفلاً واكثر من 600 جريح.
ولم تسعف كل النداءات المتواصلة التي أطلقها السوريون لمراقبي الأمم المتحدة الذين كانوا في مدينة حمص على بعد اقل من عشرين كيلومترا عن الحولة لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار وسحب دبابات قوات النظام من محيط المدن والقرى الثائرة ضد الأسد، وفقا لمبادرة إحلال السلام التي أطلقها كوفي عنان ممثل الأمم المتحدة.
صور تلك المجزرة لم تمحى من أذهان السوريين ولن ينسوا أبداً أن من قتلوا أبنائهم باعوا سوريا من أجل الأسد الذي فرط بهم لاحقاً في مواقع وجبهات كثيرة وباتت جثثهم تملأ قراهم.